الفجوات التعليمية في ظل أزمة الكورونا

مواجهة الفجوات التعليمية

لقد ألحق تغير طرق التعلم، والانتقال المتكرر بين التعلم عن بُعد والتعلم في الصف، واحتمال فرض الحجر الصحي، الضرر بالعملية التعليمية للأولاد. وهذا يُصعب على بعض الطلاب في هذه الفترة متابعة التقدم في الصف، وقد يكتشفون وجود فجوة كبيرة بينهم وبين الطلاب الآخرين من حيث الدراسة. تصعّب هذه الفجوات إمكانية الانخراط في الصف مجددًا، وهي قابلة للاتساع مع مرور الوقت في حال عدم معالجتها.

اكتشاف الصعوبات

من أجل معرفة إذا كان ابنكم يعاني من فجوات تعليمية، انتبهوا إلى تقدمه في المدرسة. حاولوا أن تكتشفوا الإشارات المبكّرة التي تشير إلى صعوبات يواجهها، وافحصوا إذا كانت هذه الصعوبات تتحسن أو تتفاقم مع مرور الوقت. تحدثوا مع ابنكم بشكل منتظم عن المدرسة، وافحصوا ردود فعله. إذا كان يرفض الحديث، أو كان يبدي نقصاً في الدافعية، أو إذا شعرتم بأن تعامله مع المدرسة قد تغير، فربما كان يستصعب العودة إلى الدراسة. يمكنكم متابعة  الفروض البيتية للتأكد إن كان ابنكم قادر على استيعاب المواد التي يتعلمها.

تحدثوا مع طاقم المدرسة

إذا كنتم قلقين من أن ابنكم يواجه صعوبات تعليمية بسبب فجوات تراكمت في فترة الكورونا، يستحسن أن تبادروا وتتحدثوا مع المعلمين الذين يعرفون ابنكم جيدُا، مثل مربية الصف. كما يستحسن أن تخبروا ابنكم بأنكم معنيون بإجراء هذه المحادثة، ومشاركته بما يقلقكم وسماع رأيه. سيمكنكم هذا من العمل معاً كعائلة لمساعدته.

خلال المحادثة مع طاقم المدرسة، حاولوا أن تعرفوا حجم الفجوات التعليمية، وافحصوا قدرة المدرسة على مساعدة ابنكم على تلبية احتياجاته التعليمية. تعاونوا مع المعلمين، واسألوهم كيف يمكن لإبنكم أن يستكمل المواد التعليمية، وكيف يمكنهم مساعدته. اطلبوا المواد الناقصة لكي يستكملها ابنكم في المنزل، ونسقوا معاً التوقعات المتعلقة بمواعيد استكمالها.

يمكن أن تقترح المدرسة دروس تقوية أو أساليب تعليمية أخرى تساعد في سد الفجوات التعليمية. يُستحسن أن تتحدثوا مع الكادر التعليمي لمعرفة ما هي الخدمات المتوفرة والتي يمكنها أن تكون مفيدة. يمكنكم عند الحاجة الاستعانة بخدمات من خارج المدرسة، وأن تقترحوا على ابنكم دروساً لدى معلم خصوصي أو قريب عائلة في وسعهما مساعدته على التغلب على الفجوات التعليمية.

ما الذي يمكن القيام به في المنزل

يحتاج ابنكم إلى دعمكم كأهل لتشجيعه على التعليم، ولكي يتمكن من العودة إلى روتين الحياة في المدرسة أيضا. نقدم لكم بعض النصائح التي يمكنكم القيام بها في المنزل لمساعدة ابنكم على تقليص الفجوات التعليمية المتراكمة:

حافظوا على بيئة دراسيّة داعمة

دعوا ابنكم يشعر بأنكم تقدّرون تعلمه ودراسته. حافظوا على علاقة جيدة وإيجابية مع طاقم المدرسة، وتابعوا دراسة ابنكم وفروضه المنزلية. أثنوا على ابنكم عندما يبذل مجهوداً بغض النظر عن العلامات التي يحصل عليها. شجّعوه على أن يحاول تحديد ما يحتاجه من أجل الدراسة، وعلّموه أن يطلب المساعدة.

ساعِدوا ابنكم على تنظيم أموره

اجلسوا مع ابنكم وساعدوه على تقسيم المهام المتعلقة باستكمال المواد التعليمية إلى مهام أصغر يسهل التعامل معها. ساعِدوه على تقسيم المواد التعليمية بحيث يكمل مهمّة واحدة في كل يوم. يمكنكم الاستعانة بدفتر يوميات أو لوح يتيحان لابنكم أن يخطط المهام الدراسية التي سيقوم بها للتقدم في التعليم، وعلموه كيفية العمل على تقليص الفجوات التعليمية ضمن روتين المدرسة، كالفروض البيتية مثلاً.

وفروا بيئة ملائمة

جدوا وقتًا وحيزًا يوفران لابنكم الظروف التي يحتاجها للتعلم في المنزل. جهزوا مكانًا مريحًا وهادئًا وذي إضاءة جيدة ويحتوي على جميع الأدوات التي يحتاجها ابنكم للدراسة. حاولوا تقليص مصادر الإلهاء قدر المستطاع: لا تشغّلوا التلفزيون، واطلبوا من إخوته الابتعاد عنه. اقترحوا على ابنكم أن يأخذ استراحات قصيرة تتيح له الاسترخاء والاستراحة قليلا. كونوا قريبين منه لمراقبته وتقديم المساعدة له إذا اقتضت الحاجة. إذا أنهى ابنكم جميع مهامه، يمكن أن تكافئوه من خلال السماح له بممارسة نشاط يحبه.