تساعد إدارة المفاوضات مع ابنكم المراهق على أن يتعلم كيف يتخذ قرارات حكيمة، يتنازل، ويجد حلولا تتفقان عليها كلاكما. إليكم بعض التقنيات لإدارة المفاوضات مع المراهقين.
إدارة مُفاوَضات مع الشبّان: الحسنات
من الصعب أحيانا أن تتنازلوا عن سلطتكم وتسمحوا لابنكم المراهق أن يشارك أكثر في اتخاذ القرارات، ولكنه يحتاج إلى ذلك كجزء من طريقه نحو أن يصبح بالغا ومسؤولا.
يساعد الاستخدام الناجع لتقنيات إدارة المفاوضات ابنكم على أن يتعلم كيف يفكر بعُمق في الأمور التي يريدها ويحتاجها، ثم يصفها بشكل منطقي. كما أنه يتعلم فهم وجهات نظر الآخرين، اتخاذ القرارات الحكيمة، تنفيذ هذه القرارات، والتعلم من نتائجها.
إدارة المفاوضات مع ابنكم هي تجربة للعثور على أساس مشترك وحل ناجح لكلا الجانبين. لا يعني ذلك أن عليكم التنازل عن الأمور الهامة في نظركم، مثل التقاليد الحضارية، سلامة ابنكم، أو خيره.
تفكر كل عائلة وكل والدين بشكل مختلف حول ما هو مسموح وما هو ممنوع لأولادهم المراهقين. مثلا، إذا ترعرعتم في دولة أخرى، قد تكتشفون أنّ ما هو مسموح به للشبّان في إسرائيل يختلف عما هو مقبول في الدولة التي ترعرعتم فيها. يمكن أن يؤثر أسلوب الأبوة والأمومة الخاص بكم في الطريقة التي تديرون فيها مفاوضات مع ابنكم. حاولوا أن تجدوا الطريقة الأفضل لعائلتكم لإدارة المفاوضات.
تقنيات لإدارة المفاوضات
هناك علاقة قوية بين إدارة المفاوضات الناجحة مع الشباب وبين تقنيات إدارة المفاوضات التي تستخدمونها. قد تبدأ المفاوضات عندما يخبركم يروي لكم ابنكم (أو يُعلِمكم!) أنه على وشك اتخاذ خطوة معينة. مثلا: “أريد أن أذهب لمشاهدة فيلم يوم الجمعة ليلا”. وإذا كان أكبر أو أكثر حزما، قد يقول لكم: “أنا ذاهب إلى السينما هذا المساء”.
إذا كنتم غير جاهزين للمحادثة، أو كنتم تحتاجون إلى وقت للتفكير في ما سوف تتنازلون عنه وما لن تتنازلوا، حددوا وقتا للتحدث في موعد لاحق، ولكن قوموا بذلك في اليوم ذاته. هكذا يمكن أن يكون ابنكم واثقا بكم، يعرف أنكم تَفون بوعدكم، وأنه يهمكم التوصل إلى تسوية. يمكن أن تستخدموا خلال المحادثة تقنيات إدارة المفاوضات.
أعدّوا مسبقا ما الذي تريدون قوله. يمكن أن تتحدثوا عن الموضوع مع الزوج أو الزوجة أو مع صديق، أو تكتبوا كل ما تريدون قوله.
استخدموا نبرة هادئة، دافئة، ولكن حازمة بهدف تحضير الأجواء لمحادثة لطيفة حول الموضوع. الفكرة هي تجنب الخصام. مثلا، يمكن أن تقولوا: “تعال نتحدث عن هذا الموضوع”.
أصغوا بشكل فعّال لابنكم واسمعوا رأيه، دون إزعاج.دعوه يشعر أنكم تفهمون مدى أهمية الموضوع بالنسبة له. مثلا: “أنت تقولين إنكِ تريدينِ صبغ شعركِ باللون القرنفلي قبل الحفلة التنكرية، حتى إذا كان اللون سوف يظل وقتا طويلا. وأنتِ تعرفين أيضا أن هذا سيخرب شعركِ قليلا”.
عبّروا عن رأيكم، واطلبوا من ابنكم أن يروي المزيد عن رأيه.مثلا، “أريد أن تلتقي بصديقاتكِ وتتمتعي معهنّ، ولكن يجب أن أعرف أين ستكونين وأنكِ بأمان. لذا أخبريني عن نزهة الدراجات الهوائية هذه”.
تأكدوا أن ما تريدونه واضح.أي: اعرفوا مسبقا أية نقاط أنتم مستعدون للتنازل عنها وما ليس قابلا للتفاوض إطلاقا. لكي تقرروا ذلك، تفكّروا في شخصية ابنكم وفي مدى نُضجه. من المهم أن تأخذوا بعين الاعتبار مستوى ثقتكم بابنكم، وفق تجاربكم في الماضي. مثلا: “لا أريد أن ترجعي وحدكِ من السينما. ربما آتي لآخذكِ؟”
فكّروا في عدة إمكانيات.مثلا: “لا أوافق على دهن جدران الغرفة بالأسود. هل فكرت في استخدام لون آخر أو في دهن جدار واحد فقط بالأسود؟ هل لديك أفكار أخرى؟”
دعوا ابنكم يعرف أنكم مستعدون للتسوية، وأنكم ترغبون في التوصل إلى حل بالتوافق. قولوا مثلا: “أعرف أنكِ تودين فحص صفحتكِ في الفيس بوك كل الوقت، ولكني أخشى ألا تُحضّري فروضك البيتية وألا تنامي وقتا كافيا. ما هو الوقت المقبول حسب رأيك لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يكون لديكِ وقتٍ كاف لتحضير الفروض البيتية والنوم؟”
كونوا دافئين وحازمين، وتمسكوا برأيكم. مثلا، قولوا: “لا يهم ما الذي يقوم به الآخرون. أريد أن تعودي إلى المنزل معي بعد انتهاء الفيلم”.
خذوا استراحة إذا شعرتم بتوتر أو دار جدال بينكم. قولوا مثلا: “أحتاج إلى استراحة قصيرة، ثم نواصل حديثنا عن الموضوع بعد وجبة العشاء”.
تحدثوا بوضوح عن القرار المُتَّفَق عليه. مثلا: “حسنًا. يمكنك أن تذهب إلى الحفلة مع أصدقائك. سوف تعود إلى المنزل معي الساعة الحادية عشرة ليلا”. قد لا يحب ابنكم الحل. امنحوه وقتا ليقبل الحل، دون أن تحاولوا إقناعه بالحسنات.
تحدثوا عن النتائج واتفقوا على ما سوف يحدث في حال خرق الاتفاق. مثلا” “قررنا أنك تستطيع دهن جدار واحد باللون الأسود. وقررنا أيضا أنك إذا دهنت أكثر من حائط واحد، عليك شراء كل الدهان الأبيض بنفسك ودهن جدران الغرفة وحدك. حسنًا؟”
أنهوا حديثكم بنبرة إيجابية حتى إذا لم تتقدم المفاوضات بشكل جيد. مثلا: “شُكرًا لأنك تحدثت معي عن الموضوع. أقدّر أنّ في وسعنا التفكير في الأمور معا كما ينبغي. يثبت لي ذلك أنك ناضج”.
انتبهوا: يُستحسَن أن يدعم الوالدان واحدهما رأي الآخر ويكونا على توافق، ما يجعلهما يديران المفاوضات من موقع قوّة ويسهّل الأمور عليهما. قد يحتاج الوالدان إلى التفاوض معًا في البداية، لكي يتوصلا إلى قرار مشترك.
استخدموا سلطتكم أثناء إدارة المفاوضات
تتجسد سلطتكم وتأثيركم على ابنكم أثناء المفاوضات. استخدموا السلطة والتأثير بشكل محترم وإيجابي كلما أصبح ابنكم أكبر، لكي تظل علاقاتكم قوية ومفتوحة.
من المهم أن تستمروا في استخدام سلطتكم حتى عندما يصبح ابنكم في سن المراهقة، بهدف الحفاظ على خيره وسلامته. مثلا، يجوز لكم أن تصروا على الحاجة إلى أن تعرفوا إلى أين يذهب ابنكم، متى سوف يعود إلى المنزل، ومتى عليه أن يتصل لكي يبلغ عن التغييرات.
يُرجَّح أن ابنكم سوف يحاول أن يتحدى سلطتكم أكثر فأكثر كلما كبر. مثلا، قد يقول: “سوف أقوم بهذه الخطوة، ولا يمكنكم إيقافي”. تعود طريقة ردكم إلى عمر ابنكم.
مثلا، إذا كان عُمر ابنكم 12 عاما، يمكن أن تقولوا: “ما زلت والدتك، وأنا أتخذ القرارات، ولكن أود أن أساعدك على القيام بما ترغب به. تعال نتحدث عن الموضوع ونحاول حل المشكلة”.
أمّا إذا كان عمر ابنكم 16 عاما، فيمكن أن تقولوا: “أريد أن أساعدك على فِعل ما تريده، ولكنني ما زلت مسؤولة عن أمانك. لذلك يجب أن أعرف إلى أين تذهب ومع من تكون. تعال نتحدث عن الموضوع أكثر، ونتوصل إلى حل نكون كلانا راضييَن عنه”.
تذكروا أن استخدام العقوبات لا يعود ناجعا في مرحلة معينة في سن المراهقة، وفي حالات كثيرة يؤدي إلى سلوك عكسي وميل إلى المخاطرة أكثر. وقد تؤدي العقوبات التي تسبّب انخفاض احترام لدى ابنكم المراهق إلى أفكار انتحارية.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.