تحتل العلاقات الإيجابية والتفاعلية في السنوات الأولى من حياة ابنكم مكانا هاما في تطوره السليم. رغم ذلك، إنّ الحفاظ على تعامل إيجابي مع ابنكم قد يكون صعبا جدا – مثلا، الأيام التي تبدو فيها كل ابتسامة، اهتمام، أو حتى التواصل البصري مع ابنكم صعبة جدا.
لا يمكن أن نكون إيجابيين دائما. فهذا ليس واقعيا ولا طبيعيا. لا شك أن الأطفال قادرون على مواجهة الفكرة أن والديهم لن يكونوا متعاطفين دائما، وقد يكونون مشغولين أحيانا. يستطيع القليل من الأشخاص الاستجابة لأولادهم دائما بشكل ثابت، وعلى أية حال، لستم مجبرين على بذل كل طاقتكم دائما. لن يكون ابنكم أقل حكمة، صحة، أو فرحا إذا كنتم مشغولين أحيانا. المهم هو كيف تتعاملون على الأمد البعيد، وليس في نقطة زمنية محددة.
يُستحسن أن تفكروا قليلا إذا كنتم تواجهون الصعوبات الكبيرة بطريقة إيجابية، وفق ما سيتم وصفه لاحقا. يكون التعرّف إلى العقبات الخطوة الأولى في الطريق إلى النجاح.
إذا كنتم تشعرون أنكم لا تعرفون كيف تبدأون، أن معظم التفاعل بينكم وبين ابنكم (الكثير جدا من الحالات) سلبي ومزعج، أو أنه يصعب عليكم أن تشعروا أنكم إيجابيون أو أن تتعاملوا معاملة إيجابية، فاطلبوا المساعدة. يمكن أن تتحدثوا مع مهني مثل طبيب العائلة.
الضغط ذو الصلة بالعمل
قد يؤدي الضغط ذو الصلة بالعمل إلى أن تشعروا بتوتر وقلق، وقد يؤثر في قدرتكم على منح ابنكم اهتماما عندما تعودون إلى المنزل.
يؤثر ضغط كهذا على الأمهات والآباء بطرق مختلفة. ولكن هناك والدين يميلون إلى أن يكونوا سلبيين أكثر، ولا سيما إذا كانوا يواجهون تعاملا اجتماعيا مثيرا للضغط في العمل. يمكن أن تجدوا في المقال الانتقال اليومي من العمل إلى المنزل أفكارا حول كيف يمكن التوقف عن التفكير في العمل عندما تعودون إلى المنزل، للحفاظ على توجه إيجابي في تعاملكم مع ابنكم.
الشعور بالضغط اليومي
إن الصعوبات الاقتصادية، المسؤوليات الشخصية، والتغييرات الكبيرة في حياتكم مثل الانتقال إلى مسكن جديد، التخطيط لاحتفال عائلي كبير، بدء عمل جديد، أو التحضير للأعياد قد تحتاج إلى وقت طويل منكم، وتصرف اهتمامكم عن ابنكم وطاقتكم. قد تلاحظون أحيانا أنكم تغضبون على ابنكم بسبب إحباطكم. يحدث هذا معنا جميعًا، ولكن لا يفهم ابنكم أن مزاجكم السيء لا علاقه له به – ومن المرجح أكثر أن يعتقد أنه هو السبب في ذلك.
في حالات خاصة – مثلا، عندما يكون الوالدون وحدهم أو عندما يكون أولادهم ذوي احتياجات خاصة، لا سيما الوالدين الذين يحصلون على القليل من الدعم، فهناك صعوبة كبيرة.
إليكم بعض الأفكار التي قد تساعدكم:
- عندما تشعرون بمشاعر سلبية مثل الغضب أو قلة الصبر، توقفوا وتنفسوا بعمق. ابتعدوا عن المكان – شعوريا وجسمانيا – وفكروا بما يهمكم حقا.
- في مثل هذه الحالات، يستحسن أن تفكروا في الأمور من وجهة نظر ابنكم. كيف يشعر ابنكم في مثل هذه الحال؟ ما هي الرسائل التي يتلقاها فيما يتعلق بمحبتكم له؟ ما الذي يمكن أن تقوموا به من أجل نقل رسائل إيجابية أكثر لابنكم؟
- إذا كان ابنكم كبيرا كفاية وقادرا على الفهم، يمكن أن تكونوا صريحين وأن تخبروه ما الذي يزعجكم. الوالدون ذوو التوجه الإيجابي ليسوا مجبرين دائما على أن يكونوا فرحين ومسرورين أمام ابنهم. يُسمح لهم أن يحزنوا، يغضبوا، أو يقلقوا. في الحقيقة، إذا نجحتم في العثور على طرق بناءة للتعبير عن مشاعركم ومعالجتها، فيمكن أن تكونوا قدوة جيدة لابنكم. رغم ذلك، انتبهوا أن تحافظوا على توازن بين الصراحة ومشاركة ابنكم في ما يقلقكم.
صحتكم وخيركم العام
يؤثر مستوى صحتكم وطاقتكم العامة في قدرتكم على منح ابنكم اهتماما إيجابيا.
قد تؤثر مواجهة مرض جسماني أو نفسي في العلاقات بينكم وبين شريك أو شريكة حياتكم، وبينكم وبين ابنكم، وفي العائلة كلها. قد تصعّب عليكم هذه المواجهة الإصغاء والاستجابة لابنكم، والتعبير عن مشاعر إيجابية وعاطفية.
ربما تكونون متعبين. فالوالدون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة. قد تخفض المسؤولية في العمل والمهام المنزلية أحيانا من مستوى طاقتنا، أي لا تبقى طاقة كافية أحيانا من أجل الأطفال.
أحد أهم الأشياء التي يمكن القيام بها للتغلب على هذه الصعوبات هو الحفاظ على أنفسنا. حتى إن كانت كل الأمور تتصدر سلم أولوياتكم، فإن الحفاظ على صحتكم ورفاهيتكم يكون مفيدا للجميع ويجعلكم والدين إيجابيين أكثر. حتى إن لم يكن بيتكم مرتبا دائما ولم تنظفوه تماما، تذكروا ألا تبذلوا كل طاقتكم في الاهتمام بالمنزل، ويُستحسن أن تحتفظوا بها من أجل أولادكم.
علاقتكم بالبالغين الآخرين
تشكل العلاقة الإيجابية بينكم وبين شريك أو شريكة حياتكم أساسا لتعلم ابنكم عن “العلاقة الإيجابية”. قد يسيطر الخلاف أو التوتر في العلاقة – حتى إن كانا لمدة قصيرة أو قليلين نسبيا – على أفكاركم ومشاعركم، ويصرفان انتباهكم عن الاهتمام بابنكم.
علاقتكم مع البالغين الآخرين هي جزء آخر هام في حياتكم – فأنتم لستم والدين فحسب، بل بنات أو أولاد، إخوة أو أخوات، أصدقاء أو صديقات أيضا. يحمل كل دور من هذه الأدوار في طياته مستوى من المسؤولية، وقد يؤدي إلى ضغط وقلق.
الاهتمام بعلاقتكم مع الآخرين هو جزء هام من الاهتمام بأنفسكم.
علاقتكم مع ابنكم
من المرجح جدا أن يشكل تصرف ابنكم في أحيان كثيرة تحديا لكم. قد تشعرون بفشل، إحباط، وغضب أيضا. من الواضح أنكم لا تعبّرون عن رسائل ودية، إيجابية، ومحبة لابنكم في هذه الحالات.
قد تشعرون أحيانا بعدم ملاءمة أساسية بين مزاجكم ومزاج ابنكم. فهذا يحدث أحيانا، ولكن لا أحد مسؤول عن هذه الحال. مثلا، هناك طفل حيوي على مدار الساعة بينما تكون أمه هادئة، أو طفل لا يحب التغييرات في روتينه اليومي بينما يحب والده قضاء الوقت في التنزه خارج المنزل. قد يؤدي عدم الملاءمة هذا إلى توتر وخلاف. إن معرفة هذه الفوارق تساعد الوالدين على فهم الاختلاف بينهم وبين ابنهم ومصدر الضغط، ومن ثم تقليله.
يسمح لكم أحيانا أن تبتعدوا عن ابنكم قليلا. يمكن أن تفكروا في هذه الحالات أن “هذا الوقت هو وقت خاص بي“. من المهم أن تجدوا بصفتكم والدين وقتا كافيا للهدوء والانشغال بأمور تهمكم، كما هي الحال مع كل بالغ آخر.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.