من الطبيعي أن نشعر بالقلق والذعر في هذه الأيام الصعبة. إلى جانب المتطلبات العملية لرعاية الأطفال، نواجه تحديات وتوترات عاطفية ناتجة عن عدم اليقين ومشاعر الخطر والتشويش على روتين حياتنا.
في هذه الأيام، مطلوب مننا التصرف بشكل استثنائي على وجه التحديد عندما نكون متوترين ومرهقين جداً. يشعر بعضنا بالإرهاق ونعاني من بعض أعراض القلق الشائعة التي تتداخل مع حياتنا اليومية. قد تشمل هذه الأعراض القلق المستمر، الأرق، صعوبة النوم أو النوم المضطرب، صعوبة التركيز وخفقان القلب المعجل.
فيما يلي بعض التحديات الشائعة التي يواجهها الأهل والأطفال. نأمل أن تساعدكم الاجوبة التالية، أنتم وأطفالكم، على تجاوز الفترة القادمة وخلق جو هادئ وآمن في المنزل، رغم الرياح العاصفة في الخارج.
بعد كل هذا الوقت والأشهر المتتالية التي قضيناها في المنزل، ليس لدي الموارد النفسية اللازمة للتصرف بشكل صحيح كولي/ة أمر.
هذا الشعور شرعي وطبيعي. الروتين هو أحد الأسس الهامة في حياتنا. نحن نسعى، حتى دون وعي، أن نعيش حياتنا قادرين على تخطيط برنامج زمني ليومنا وللفعاليات التي سنفعلها خلال أيامنا وأسابيعنا وأشهرنا. عندما نفقد الروتين والتخطيط، نشعر أكثر حدة بعدم اليقين والخوف.
حتى اليوم، لأكثر من عام ونصف مطلوب مننا التكيف مع الروتين المتغير باستمرار. نشعر أن الروتين قد عاد الى حياتنا وأننا ننجح ونسيطر على الامر واذ يحصل شيء ما مرة أخرى (الدخول في العزلة، الإغلاق، تلقي خبر عن أحد معارفكم بالتعرض للكورونا، الصواريخ، العنف في الشوارع والبلدات وإلخ). النشاطات التي خططنا لها، الاجتماعات التي اعتقدنا أننا سنكون قادرين على عقدها، والمواعيد النهائية التي اعتقدنا أننا سنكون قادرين على الالتقاء بها في العمل يتم إلغاؤها وتأجيلها مرة أخرى. أجسادنا وعقولنا بحاجة دائمة إلى إعادة الحسابات وإعادة تنظيم البيئة، وهذا أمر محبط جداً. الأبوة والأمومة هي دور مهم في حياتنا فنحن نربي الاشخاص الأعز علينا. في الوقت نفسه، من أجل أداء هذا الدور، نحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى تعبئة الموارد العقلية وموارد الطاقة الخاصة بنا. خلال هذا الوقت، من الصعب بشكل خاص أن نجد القوة لأنفسنا ولأطفالنا. يشعر الكثير من الأهل بالإرهاق والتعب وقلة القوة خلال هذه الفترة. تتوافق هذه المشاعر مع هذه الفترة ولا تعكس على نوع الأبوة والأمومة لدينا. حنوا واعطفوا على نفسكم كما تعطفون على صديق/ة. تذكروا أن الأطفال ينظرون الى والديهم بمنظار شامل ومتراكم: بمعنى أن التجارب الإيجابية التي نعيشها مع أطفالنا على مر السنين، تمنحهم موارد خاصة وحصانة للتعامل مع التحديات والفترات السلبية التي نكون فيها أقل انتباه وأقل صبر أو طاقة.
كأهل، نحن بحاجة إلى أن نتسامح، مع أنفسنا، مع أطفالنا، مع البيئة، والتركيز بشكل خاص على الحاضر.
إن “حاضرنا” مخيف، غير واضح وغير معروف. الغموض كبير وليس من الواضح ما سيحدث بعد لحظة من الآن وبالتأكيد ليس ما سيحدث غداً. تعرض العديد من الفئات في مجتمعنا المحلي والعام للتهديد، والتكيف مع روتين لا نريد التعود عليه يستغرق وقتًا طويلاً. في هذا الوضع، من المهم المحاولة والحفاظ على بعض الأشياء المنتظمة التي تسمح بالروتين، في ظل ظروف عدم اليقين والغموض.
حاولوا قدر الإمكان أن تخططوا لأوقات تسمح لكم بالعمل وتحضير بيئتكم لذلك. حاولوا قدر الإمكان العمل بتركيز وكفاءة في الأوقات التي حددتموها لنفسكم ولا تحاولوا العمل في الأوقات التي لم تكرّس لذلك. حسب اعمار اولادكم، يمكن ان نشرح لهم أننا بحاجة الآن إلى X من الوقت دون انقطاع، وبعد ذلك ستتفضون لهم. عليكم استثمار الأوقات التي يكون فيها الأطفال مشغولين/نائمون والعمل خلالها. لكن لا تنسوا أن تمنحوا نفسكم وقتًا للراحة، أو لعمل الفعاليات تساعدكم على تجديد قوتكم. سهلوا على نفسكم عندما يتعلق الأمر بتنظيف المنزل وترتيبه. فرّقوا بين “المهم” و “العاجل”. الأشياء المهمة، ولكنها ليست عاجلة، يمكن أن تنتظر لأوقات هادئة أكثر. حتى القضايا العاجلة – في بعض الأحيان يمكن أن تنتظر قليلاً. تعاملوا مع الأمور التي تتطلب اهتماما عاجلا ولا يمكن تأجيلها.
على أي حال، ضعوا في عين الاعتبار أنه على الرغم من أننا في حالة من الخطر الدائم والخوف وقد نشعر أن الوضع سيبقى هكذا – تذكروا أنه قد يستمر الأمر عدة أيام أو فترة أطول، لكن الروتين سيعود وسنشعر بهدوء وباسترخاء إلى حد ما.
أشعر بالفزع من كل شيء، جسدي كله متوتر- دائماً
يعرف جسدنا وعقلنا أن يحددوا متى نكون في خطر. الشعور بالتوتر في جسدنا هي الاستجابة الطبيعية والمناسبة لحالة الطوارئ. هذا هو رد فعل تطوري طبيعي. تخيلوا غزالًا يسمع أصواتًا في أعماق الغابة فهو يتوتر لأنه يعلم أن هناك مفترس قريب: حتى لو لم يراه بعد فهو مستعد للتعامل معه. عضلاته مشدودة وجاهزة للهروب أو القتال أو التجمد في مكانها.
أنظمتنا الفسيولوجية تتفاعل بطريقة مماثلة. عندما يبدأ التصعيد في الوضع الأمني - يدخل جسدنا في حالة طوارئ ويكون جاهزًا، حتى لو لم يكن مطلوب مننا في لحظة معينة القتال (أو الركض إلى منطقة آمنة). هذا الاستعداد يترجم أنظمتنا الجسدية إلى ردود مختلفة. على سبيل المثال تسارع النبض، التنفس السريع، التوتر العضلي والشعور بأن كل شيء يجعلنا نقفز من مكاننا. في حال التأهب هذا، كما ذكر، هناك شيء وقائي وحارس لأنه إذا صدر إنذار سوف نتصرف فوراً.
في الوقت نفسه، في كثير من الأحيان، يكون جسدنا في حالة تأهب حتى في حالة عدم وجود تهديد حقيقي. نفوسنا تؤثر على أجسادنا. يمكن أن يكون جسدنا في حالة تأهب، عندما نخاف من تهديدات مختلفة والتي تكون أحيانًا غير واقعية. بمرور الوقت، تستنفد حالة التأهب هذه طاقة جسدنا.
العلاقة بين الجسد والعقل متبادلة/مزدوجة. يمكن للحالة التي توترنا أن تضع جسدنا في حالة تأهب. ولكن عندما نعمل على تهدئة جسدنا يمكننا أيضًا التأثير على صحتنا النفسية.
لذلك، بقدر الامكان، حاولوا تحرير التوتر في العضلات من خلال إجراءات مثل الحركة في المنزل (أو في الخارج إن أمكن)، تمارين التمدد وإلخ. حتى التنفس العميق يمكن أن يساعد في تهدئة الجسم والعقل.
يشعر أطفالكم أيضًا بهذه المشاعر ويمكنكم مساعدتهم على التخلص من التوتر عن طريق القفز، الجري، التعبير بصوت عالي للتعبير عن المشاعر وما شابه. حسب أعمار اطفالك يمكنكم لعب ألعاب في المنزل، الركض إلى منطقة الامان في المنزل أو حوله (ليس أثناء الإنذار) وتعيير الوقت الذي يستغرقه الجميع للوصول إلى هناك. بعض الأطفال (والكبار أيضًا) قد يفضلوا تمارين الاسترخاء – ستجدون مجموعة متنوعة من التمارين التي يمكن القيام بها معًا. على سبيل المثال، جربوا أداء تمرين الزهرة والشمعة مع أطفالكم: قولوا للأطفال أننا نحمل زهرة في يدنا وشمعة في اليد الأخرى. الآن، سنقرب يد “الزهرة” ونقول: “شم الزهرة”. سوف نتأكد من أنهم يأخذون نفسًا عميقًا. ثم سنقرب يد “الشمعة” ونقول: “أطفئ الشمعة”. هنا، سوف نتأكد من قيامهم بزفير طويل. سنقوم بهذا التمرين حوالي ثلاث مرات، أو أكثر عند الحاجة، وبالتالي سنتدرب على التنفس الواعي والعميق، وسنساعد في تهدئة الجسد والعقل.
راسي لا يرتاح، مليون مشكلة تؤدي إلى عدم اليقين المستمر: هل اسمح للأولاد ان يذهبوا إلى الملعب؟ الى البقالة؟ وماذا عن التحدث باللغة العربية بالأماكن العامة المختلطة؟ هل سيصلنا خطر الصواريخ وماذا سنفعل عند سماع صوت الإنذار؟
ردود أفعالنا جميعًا، أطفالًا وكبارًا على حد سواء، حتى لو بدت قاسية، هي ردود فعل طبيعية لموقف غير طبيعي. بالإضافة إلى التّفهم وتعزيز سبب مشاعر الخوف والقلق، من المهم أيضًا اتخاذ خطوات لتشجيع أنفسنا على الانتقال من حالة الشلل والعجز إلى حالة النشاط.
أولاً، من أجل ترتيب افكارنا ومساعدة أنفسنا على الاسترخاء، من المهم أن نميز بين مفاهيم الخطر والخوف والقلق. الخطر – هذا هو التهديد الحقيقي والملموس. الخوف – هذا هو الشعور الذي يصاحب الخطر. القلق – هذا هو الشعور الذي يظهر عندما لا يكون هناك تهديد حقيقي وملموس.
في حالة الخطر – علينا اتخاذ خطوات معينة (على سبيل المثال اللجوء إلى منطقة آمنة). في هذه الحالة، يمكن أن يكون الخوف إيجابي لأنه يساعدنا على مواجهة الخطر. عندما يمر الخطر، ليس علينا اتخاذ أي خطوة اخرى لحماية أنفسنا. لكن نظرًا لاستمرار مشاعر الخوف أو القلق يمكننا اتخاذ خطوات لتهدئة نفسنا.
علينا شرح هذا للأطفال أيضًا – وتذكيرهم بأن الخوف هو شعور منطقي جدًا الآن. لا فائدة من قول “لا تخاف” أو محاولة إخفاء الخوف، بل علينا ان نتعلم كيفية التعامل معه; لأن الشجاع ليس من لا يخاف، بل من يتعامل مع الخوف.
لمزيد من الأدوات للتعامل مع مخاوف الأطفال ومخاوفهم الأهل، انقروا هنا.
عندما نشعر بالإرهاق العاطفي والجسدي والنفسي، فإليكم بعض الأشياء التي يمكننا فعلها:
- أولاً علينا أدراك أن هذا هو ما يحصل معنا.
- حاولوا تهدئة الجسد – سواء عن طريق إرخاء العضلات أو من خلال التنفس العميق. وبالتالي، سينقل الجسد إلى الدماغ رسالة أنه لا يوجد خطر حاليًا.
- بعد ذلك، يمكننا أن نستعمل مع نفسنا الكلمات المناسبة للمساعدة على الاسترخاء – على سبيل المثال: أنا الآن في مكان آمن، أنا بأمان.
يمكن أن نفكر فيما سيساعدنا على التأقلم. نحن البشر لدينا أنماط مختلفة من التأقلم. بالنسبة للبعض منا، الإيمان والدين سيساعدان. الرياضة قد تساعد البعض الآخر. حتى شخصيات مهمة في حياتنا، المجتمع الذي نعيش فيه – هم موارد للحصانة النفسية. في بعض الأحيان، نجد عدة عوامل التي تساعدنا وفقا للحالة أو الفترة. - أحد الأشياء التي يمكن أن تساعد في وقت التوتر والأزمات هو خلق معنى/هدف/مهمة. مثلاً يمكننا زيارة مسن، أو خبز كعكة ومشاركتها مع الجيران، أو دعوة صديق إلى منزلنا إذا كان من عائلة تواجه صعوبة أكبر خلال هذه الفترة. يمكننا فعل كل هذا وحدنا أو مع أطفالنا، كطريقة لتعزيز قدرتهم على الحصانة النفسية.
هذا الوضع معقد لدرجة أننا قد نحتد بآرائنا او أن تتزعزع ونشعر بالبلبلة، فكيف يمكننا حتى الإجابة على أسئلة الأطفال دون تعريضهم لتفاصيل مقلقة وللتهديدات؟
أولاً، علينا الاصغاء جيدًا لأسئلة الأطفال. لدى الأطفال فهم عاطفي وعقلي مختلف للوضع، ومن الجدير الاصغاء إلى أسئلتهم والإجابة عليها وفقًا لمرحلة النمو التي يمر بها الطفل.
يجب أن يكون تفسيرنا مفصلاً وفقًا لعمر الطفل، ولكن في كل تفسير من المهم إعطاء الصلاحية لمختلف المشاعر التي قد تنشأ عند الطفل، مثل الحزن والقلق والعجز. اعترفوا ان التجربة والمشاعر مربكة وغير جيدة تماماً. حتى المشاعر التي تبدو غير مناسبة لنا، مثل الفرح على سبيل المثال، هي مشاعر شرعية. قبل أن نشرح، يجدر أن نسأل الطفل عن مخاوفه وأن نفكر معًا في طرق للتعامل معها أو الهاء أنفسنا بشيء آخر. من الممكن، كما في فترة الكورونا، البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة حتى عن طريق كتابة الرسائل/الرسومات/البريد الإلكتروني ومكالمات الفيديو أو لعب ألعاب الفيديو مع الأصدقاء.
من المهم خلق فرص للمحادثة. حاولوا أن تجدوا وقتًا هادئًا وخالي من الاشياء التي تشتت الانتباه (يمكن محادثة كل طفل بمفرده وبالتالي خلق الخصوصية والتزويد بالمعلومات المناسبة للعمر)، اسألوا بفضول عما يرونه ويسمعونه، ما يعتقدون أنهم يعرفون عن الوضع، ما الذي فهموه، ما الذي يودون معرفته وماذا يشعرون. يمكنكم مشاركتهم بمشاعركم، بطريقة محدودة لا تقصي الوضع عليهم أكثر. بهذه الطريقة يمكنكم خلق شعور بالتعاطف والانتماء. يمكنكم مشاركة الاطفال بحقيقة كوننا جميعًا شركاء في مشاعر الخوف وعدم اليقين. في الوقت نفسه، من المهم أن تشاركوا الطفل بتجربتكم السابقة أنه كانت هناك فترات توتر في الماضي وانقضت. من المهم شرح الفرق بين الحقائق والشائعات والتكهنات و “أخبارزائفة” لمساعدة الأطفال والشباب على التمييز بين هذه الاقوال والتركيز على الحقائق والإرشادات.
من المهم أن تتذكروا، حتى لو تعتقدون أن الأطفال مشغولون بألعابهم ولا يرون الأخبار – بمجرد تشغيل وسائل الإعلام في المنزل، يتعرض الأطفال (في أي عمر) لها أيضًا.
من المهم تقليل استهلاك الأخبار (بالنسبة لكم أيضًا)، وليس بالضرورة أن نفحصها كل خمس دقائق. رفاهيتنا النفسية لها معنى أيضًا، ولن يساعدنا بشيء ان سمعنا معلومة جديدة والتي ليس بقدرتنا ان نفعل شيئاً تجاهها. حاولوا تركيز انتباهكم على الأخبار الجيدة (مثل الدعم المتبادل). بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يمكن تحويل البحث عن أخبار جيدة إلى مهمة عائلية أو القيام بعمل مفيد لشخص آخر مع بعضكم. تذكروا تشجيع الأطفال على مشاركتكم إذا تعرضوا لشيء مقلق أو مزعج.
يسأل أطفالي مليون سؤال، يريدون اللعب بوجودي جنبهم فقط، ينتبهون إلى أي ضجيج. ماذا علينا ان نفعل؟
يستجيب أطفالك تمامًا كما نتوقع لهذا الموقف، فهم يبحثون عن نقاط ارتكاز ليشعروا بالأمان في موقف يصعب فيه جدًا الشعور بالأمان. أكدوا لأطفالكم عن الأمان في مساحة معينة حددتموها مسبقاً.. ابحثوا عن أماكن أو أشياء أخرى يمكن أن تساعدهم على الشعور بالأمان. لعبة مفضلة، القرب من شخص محبوب، لقاء صديق.
لخلق جو مريح وممتع في المنزل، يمكنكم فعل بما يلي:
- حاولوا التمسك بنقاط ارتكاز ثابتة التي تميز روتين المنزل. حتى عادة تناول وجبة الإفطار أو اللعب معًا أو مشاهدة التلفزيون لفترة وجيزة يمكن اعتبارها لحظات روتينية.
- أطفالكم يحتاجون إليكم كأهل يحافظون على سلامتهم، يستمعون إليهم ويجيبون على أسئلتهم.
- احضنوهم. يؤدي العناق إلى إفراز هرمون الإندورفين الذي يساهم في صحة الجسم والعقل. احتضنوهم لوقت طويل ومن كل قلبكم. كيف نعرف متى نتحرر العناق؟ يمكن إعطاء الطفل أن يختار أولاً. عندما يشعر أنه اكتفى فإنه سيوقف العناق.
- قولوا لهم أنهم رائعون ومحبوبون. امدحوهم على الأشياء الجيدة التي فعلوها خلال النهار. على المساعدة التي قدموها لنا أو لبعضهم، الطريقة المستقلة التي حضروا فيها نفسهم، مبادرة إيجابية اتت من قبلهم.
اسمحوا لأطفالك بطرح مليون سؤال وتذكروا أن إجابات “لا أعرف” هي أيضًا إجابات مقبولة. هذه طريقتهم للبحث عن اليقين في وقت لا يوجد فيه يقين. يمكن أن تساعدهم الإجابة عن الأسئلة، سواء من خلال الطمأنينة الملموسة، أو من خلال الشعور بأنكم معهم وأنهم ليسوا وحدهم في حالة الفوضى الكبيرة والمخيفة بالنسبة لهم.
يتوتر أطفالي من كل محادثة بيننا البالغين، يكون في حالة ذعر عند سماع أصوات عالية، يتحدث بدون انقطاع ويكون سريع البكاء… أين الخط الأحمر بين السلوك الطبيعي والسلوك الذي يتطلب المساعدة من أخصائي\ة؟
أولاً، ضعوا في عين الاعتبار أن الأطفال يستجيبون بشكل طبيعي لحالة غير طبيعية. تختلف الاستجابات العاطفية التي يمكن للأطفال إظهارها من طفل لآخر ومن موقف إلى آخر. في هذه الأيام، يمكننا أن نرى أكثر من العادة عصبية، الكثير من البكاء، ضحك غير مناسب للوضع الحالي، الكثير من الحديث وتكرره. يمكن أن تحدث هذه الاشياء في مواجهة المنبهات الداخلية والمنبهات الخارجية ايضاً. مثلاً صوت الإنذار أو اللقاء بشخص غريب. عندما نعلم أن هذه التفاعلات طبيعية، فمن المرجح أن نكون قادرين أكثر على مساعدتهم.
إذا شعرنا أننا غير قادرين على مساعدتهم، فسيكون من الصواب الاستعانة بشخص آخر. يمكن أن يكون من العائلة، جار، معلّم/ة أو مربي/ة. إذا لزم الأمر، يمكنك الاتصال بأخصائي، مثل طبيب\ة الأطفال أو طبيب\ة الأسرة أو مقدم/ة رعاية كطبيب/ة نفساني/ة أو عامل\ة اجتماعي\ة.
شارك في الكتابة د. ميخال تنتسر، أخصائية نفسية; د. ميا يعاري، أخصائية نفسية; ريم يحيى, أخصائية نفسية; وهاداس رون غال، أخصائية نفسية تربوية، شريكة في ادارة منتدى “امباتيا” – المنتدى النفسي للعلاج وتقديم المشورة للأهل.