الصدمة: كيف يمكن دعم ابنكم في الأيام والأسابيع الأولى بعد التعرّض لصدمة

بهدف دعم تعافي ابنكم في الأسابيع الأولى بعد تعرّضه لصدمة، ابقَوا هادئين وإيجابيين وانتبهوا إلى مشاعره. بمرور الوقت، يتعلم معظم الأولاد مواجهة مشاعرهم. ولكن إذا كانت تصعب عليكم أو على ابنكم المواجهة، فتوجهوا لتلقي مساعدة مهنية.

أنتم وابنكم في مرحلة ما بعد الحادثة

عندما يتعرض الأولاد لصدمة، يحتاجون إلى مكان محمي وآمن يستطيعون التعافي فيه وفهم مشاعرهم. بعد رد الفعل الأولى على الصدمة، اتبعوا روتينًا ثابتا من الوجبات والمهام لمساعدة عائلتكم على العودة إلى الحياة اليومية. دعوا ابنكم يرجع تدريجيا إلى الإطار التربوي، الروضة أو المدرسة، لتذكيره أن الأماكن الآمنة له والأشخاص الذين يعرفهم ما زالوا موجودين من أجله. كذلك، توفر ممارسة الروتين لكم وقتا للاهتمام بالعائلة ومواجهة مشاعركم.

إذا حدثت الصدمة في منطقتكم – مثلا، عملية عدائية أو حادث طرق في الحي – يستطيع أن يقدم لكم الإطار التربوي، المدرسة، أو عيادات الاستشارة المحلية مساعدة أخرى. إذا حدثت الصدمة داخل العائلة، فاخبروا المهنيين الذي يعتنون بابنكم حول ما حدث، ليقدموا لكم المساعدة والدعم.

حالات تذكّر بالصدمة

قد يخاف الأولاد من الحادثة الصادمة، مثل رؤية دخان بعد تنفيذ عملية عدائية أو مشاهدة صور في التلفزيون. اشرحوا لابنكم ما الذي يحدث واخبروه أنه من المسموح أن يخاف. أكدوا له أنه أصبح الآن محميًّا. مثلا، قولوا له: “أنت خائف من سماع صفارة سيارة الإسعاف، لأن هذا الصوت يذكّرك بالحادثة. ولكن هذه سيارة إسعاف فقط مرت في الخارج وأنت الآن في البيت ومحمي”. عندما يحاول ابنكم التغلّب على مشاعره، يُستحسن الحد من أن يرى ويسمع في وسائل الإعلام أخبارا حول الحادثة التي مر بها.

إذا كان ابنكم أكبر سنا، فتحدثوا معه عن المشاعر التي تثيرها ذكريات الحادثة – بما في ذلك الذكرى السنوية – وكيف يمكن أن يواجهها. مثلا، “عندما ترى صورا من عملية عدائية في الإنترنت، ربما يؤدي هذا إلى أن تشعر بخوف أو قلق. يشعر الكثير من الأشخاص بهذه المشاعر. قد يساعدك إذا قلت في نفسك أن الحادثة قد حدثت في الماضي وانتهت، وأنك تعيش بأمان الآن، وكل شيء يسير على ما يرام.

قد تكون الحياة مليئة جدا بصدمات، ولكن من المهم أن تكونوا هادئين وتهتموا بأنفسكم. مارسوا تمارين استرخاء يوميا، تساعدكم على النوم أفضل، تحسّن تركيزكم، وتمنحكم طاقة للاهتمام بابنكم. قد تساعد تمارين الاسترخاء ابنكم أيضًا على تعلّم كيفية تهدئة نفسه.

كيف تدعمون ابنكم

يُستحسن التركيز على الأمور الأساسية – مثلا، تقديم وجبات ونقارش صحية لابنكم بشكل ثابت، تكريس وقت للرياضة أو اللعب خارج البيت، وتشجيع النوم جيدا في الليل. هكذا تحافظون على صحة ابنكم النفسية والجسمانية أثناء التعافي.

يتعلم ابنكم مواجهة مشاعر قوية. فهو يحتاج إلى محبتكم وتعاطفكم لينجح في استيعابها. عندما يتعرّض الأولاد إلى مشاعر قوية، قد يكون تصرفهم مثيرا للتحدي. ربما تشهدون نوبات غضب أكثر، صراخا، أو خرقا للقواعِد العائلية. قد يكون أولاد آخرون هادئين ومنطويين على أنفسهم. قد تؤثر الصدمة في نوم الأولاد أيضا – مثلا، قد تكون أحلام الأولاد في سنّ الروضة والمدرسة مرعبة أو كوابيس.

قد يصعب على الأولاد في سنّ الروضة أو المدرسة الانفصال عن والديهم – مثلا، عندما يتعين عليهم الذهاب إلى إطار تربوي. قد يكونون قلقين من حدوث شيء ما لهم عندما لا تكونون معهم. أكدوا لابنكم أنكم تعيشون بأمان ومحميون وأن الخطر قد زال. كذلك، اطلبوا من طاقم الروضة أو المدرسة مساعدة ابنكم على مواجهة الانفصال.

الرضّع والأولاد في سن الروضة 

  •  إذا كان ابنكم قلقا، فساعدوه على أن يسمي مشاعره باسمها. قولوا له مثلا: “وقعت حادثة سيئة، وأنت حزين. من المسموح أن تكون حزينا”. عندما يهدأ ابنكم، اهتموا بصرف انتباهه بألعاب ممتعة، قصة، وأغنية.
  •  إذا أصبح ابنكم هادئا ومنطويا على نفسه، فساعدوه على التحدث عن مشاعره وذكّروه بالكلمات التي تصف المشاعر المختلفة. مثلا، “خفتُ عندما وقعت الحادثة”.
  •  إذا كان يصعب على ابنكم النوم أو البقاء نائما، أو أنه يدعوكم ويخرج من سريره، فواسوه ودعوه ينام ثانية بعد أن يهدأ. يُستحسن اتباع روتين نوم ثابت.
  •  قد ينسى ابنكم كيف يقوم بمهارات كان قد قام بها سابقا – مثلا، الذهاب إلى المرحاض أو التحدث. فهذا طبيعي. عندما يشعر ابنكم بأمان، يبدأ بممارسة هذه المهارات ثانية.
  •  قد يكرر ابنكم عادات قديمة – مثلا، مص إصبعه، التبوّل ليلا، أو الشعور بقلق الانفصال. هذا طبيعي. وغالبا تختفي هذه العادات عندما يشعر ابنكم بأمان.

الأولاد في سنّ المدرسة والبالغون الشبّان

  •  إذا طرق ابنكم الباب أو غضب، فأوضحوا له لماذا يتصرف هكذا. مثلا، “طرقت الباب بقوة. أشعر أنك غاضب. تعال والعب بالطابة، لتتخلص من الغضب!” لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال 15 نصيحة لتشجيع السلوك الجيد.
  •  إذا كان ابنكم يعاني من صداع أو ألم في البطن، فأوضحوا له أن هذه الآلام هي ظاهرة طبيعية بعد التعرّض لصدمة. يمكن أن تعلموه كيف يهتم بنفسه – مثلا، أن يشرب كأس ماء ويرتاح. إذا استمرت المشكلة، فيُستحسن التوجه إلى الطبيب في أي حال.
  •  إذا كان ابنكم يتهم نفسه بما حدث ويشعر بالذنب أو الخجل، فأوضحوا له أن مشاعره طبيعية. قولوا له إن الحادثة ليست متعلقة بما قاله أو فعله.
  •  تحدثوا معه عن نتائج الحادثة وما سيحدث حاليا. مثلا: “انهار بيتنا كليا أثناء الحريق. والآن، حتى نبني بيتا جديدا، سنعيش لدى جدتك تمام. وأنت تستطيع الذهاب إلى المدرسة ورؤية أصدقائك”.
  •  دعوا ابنكم يطرح أسئلة ويشارككم بقلقه. حاولوا الرد على أسئلته، وافحصوا إذا فهم إجاباتكم جيدا.
  •  إذا ما زال ابنكم يستذكر الحادثة مُجددا عندما يلعب أو يرسم، فأخبروه أنه من الطبيعي أن يفكر في الحادثة، وعندها وجهوه إلى الانشغال باللعب، الرسم، أو قراءة قصة لتوفير حل بناء. مثلا، “أنت تلعب كثيرًا بالألعاب التي تصطدم ببعضها. تعال نفكر ما الذي يحدث بعد ذلك: كيف يُؤخذ الأشخاص إلى المستشفى ويُعالَجون…، ما هو الشيء الذي يرغب في أن يقوم به ولد بعد أن تعافى من حادثة…”.
  •  إذا كان ابنكم يعاني من مشاكل في النوم، يمكن التغلب عليها بطرق سلوكية شائعة.

الشبان

  •  إذا كان ابنكم يتهم نفسه بما حدث ويشعر بالذنب أو الخجل، فأوضحوا له أن مشاعره طبيعية، ولكن لم تحدث الحادثة بسبب أقواله أو أفعاله.
  •  إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يخفي مشاعره، فشجعوه على التعبير عنها. أوضِحوا له أنه سيكون من الأسهل عليه أن يواجهها مع مرور الوقت. قولوا مثلا: “أعتقد أننا نشعر جميعا بتوتر وعصبية الآن. هذا ما أشعر به. هذا شعور مسموح. ستزول هذه المشاعر مع مرور الوقت، ولذلك يجب التحلي بالصبر”. كذلك، اقترحوا على ابنكم أن يسأل عن أصدقائه.
  •  إذا غضب ابنكم أو تجاهل القواعد العائلية، فأوضحوا له لماذا يتصرف هكذا. مثلا، “أشعر أنك غاضب مني، لأنك عصبي جدا. تعال نركض في الخارج ونتخلص من الغضب”.
  •  إذا كان ابنكم يواجه صعوبة في المدرسة ، فاخبروا المعلمين بما حدث. يمكن طلب الحصول على دعم من المدرسة – مثلا، من الأخصائي النفسي التربوي أو المستشار – وكذلك طلب وقت إضافي لإكمال واجبات تعليمية أو تقليل العبء عن ابنكم.
  •  إذا بدأ ابنكم يتصرف تصرفا خطيرا – مثلا، استهلاك المشروبات أو تعاطي المخدرات – فتحدثوا مع طبيب العائلة. كذلك، يُستحسن أن تطلبوا من قريب عائلة أو صديق قريب أن يتحدث مع ابنكم عن المخاطرة.
  •  إذا كان ابنكم يرغب في اتخاذ قرارات هامة وغريبة – مثلا، أن يترك التعليم – أوضِحوا له أنه من الأفضل أن ينتظر قبل أن يتخذ قرارات هامة كهذه حتى يستتب الهدوء قليلا.

ما الذي يجب القيام به عندما تصعب على الأولاد المواجهة بعد التعرّض لصدمة

أحيانا تصعب المواجهة على الأولاد كثيرا بعد التعرّض لصدمة. إذا كانت هذه المشاكل تثير قلقا لديكم، فتحدثوا مع طبيب الأطفال. يستغرق التعافي بعد التعرّض لصدمة وقتا، ومن المهم أن تحصلوا على مساعدة في هذه المرحلة. هناك خدمات مختلفة لتقديم الدعم لكم ولابنكم.

أحيانًا من الصعب جدًّا دعم ابنكم بعد التعرّض لصدمة. يُستحسن أن تخصصوا وقتا للمواجهة والاعتناء بأنفسكم، لتستطيعوا دعم ابنكم والاعتناء به بأفضل ما يمكن. إذ كانت تصعب عليكم المواجهة، من المهم أن تطلبوا مساعدة من الطبيب أو صديق قريب. اتصلوا بخدمة خط المساعدة النفسية الأولية على هاتف ‏1201التي تعمل 24 ساعة في كل أيام الأسبوع.

بعد التعرّض لصدمة، من الطبيعي أن تظهر ردود فعل كما هو موصوف أعلاه. إذا اتبعتم القواعد التي عرضناها، فغالبا تزول ردود الفعل هذه تدريجيا خلال الفترة القريبة. إذا لاحظتم أن ابنكم لا يتعافى أو قد مر شهر وما زالت هناك تغييرات هامة، فاطلبوا من طبيب الأطفال أن يوجهكم إلى أخصائي نفسي للأولاد خبير بمساعدة أولاد تعرّضوا لصدمة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network