نموّ الخدّج في الأسابيع 26-36

تحدث مراحل نموّ الطفل الذي وُلد قبل الأوان وفق مراحل النموّ التي كانت ستحدث في الرحم. يصف هذا المقال نموّ الخدّج في سن 26 حتى 36 أسبوعا.

نموّ الخدّج: مبادئ أساسية

تحدث مراحل نموّ الطفل الذي وُلد قبل الأوان وفق مراحل النموّ التي كانت ستحدث في الرحم. ‏تُسيطر جينات الأطفال على ترتيب نموّهم، ولا يتغيّر الأمر عندما يُولدون قبل الأوان. رغم ذلك، قد يواجه طفلكم بعض المشاكل الصحية أثناء نموّه. يحدث أحيانا تأخر في النموّ، ولا سيّما إذا كان الطفل مريضا.

يختلف الأطفال واحدهم عن الآخر، وكذلك تصرفهم ونموّهم. الفروق بين الخدّج متعلقة إلى حد ما بوقت ولادتهم. مثلا، من المتوقع أن يتصرف الطفل الذي وُلد في الأسبوع 32 بشكل يختلف عن الطفل الذي وُلد في الأسبوع 26 وقد اجتاز تحديات طبية كثيرة حتى أصبح عمره 32 أسبوعا. قد يحتاج الطفل الذي وُلد في الأسبوع 26 إلى وقت إضافي للزيادة في الوزن، تعلم الأكل، والخروج إلى المجتمع.

لاحقا، يتم وصف الاختلاف المتوقع لدى الخدّج أثناء المكوث في المستشفى.

الأسبوع 26

في الأسبوع 26، يكون طول الطفل في الرحم نحو ‏35‏ سنتمترا ووزنه نحو ‏760‏ غراما. غالبا، يكون الخدّج أصغر مقارنة بجيلهم. من المرجح أن يكون الطفل الذي وُلد في الأسبوع 26 بحجم كف يد والده تماما.

إن المهمة الأساسية لطفلكم في هذا العمر هو أن يكبر، ينام، ويكون مستقرا طبيا. ربما يكون قادرا على فتح عينيه لوقت معين، ولكنه ما زال غير قادر على التركيز. قد يشكل الضوء والتحفيزات البصرية ضغطا على أجهزة جسمه. تغطي الممرضة غالبا سرير الحاضنة الذي ينام ابنكم فيه، وهناك أقسام خدّج تخفض الضوء في ساعات الليل.

في كثيرِ من الأحيان، تشمل حركات ابنكم تشنجات أو التواءات. ما زالت توترية عضلاته غير متطوّرة، ولا يستطيع النوم وحده بوضعية الجنين. يضع طاقم المستشفى الطفل بوضعية الجنين ويدعم جسمه بالبطانيات، لمساعدته على الحفاظ على طاقته.

قد يتوقف ابنكم عن التنفس، وهذا شائع لدى الخدّج. ما زال الجزء المسؤول في دماغه عن التنفس غير متطوّر تماما، لذلك قد تحدث حالات توقف التنفس بين نفَس وآخر. تزول هذه الحالة عندما يكبر الطفل.

أصبحت أذناه وأعضاء السمع  لديه متطورة تماما، ولكن قد يكون حساسا للضجة الخارجية. إنه ينتبه إلى صوتكم، ولكنه ما زال غير قادر على الرد.

كما أنّه ما زال غير قادر على الرضاعة. ما زال جلده ناعما وحساسا، وقد يشعر بالتوتر عند الاعتناء به أو حمله. تشجعكم الممرضات على استخدام “اللمس الداعم” ولكن ألا تلاطفوه.

الأسابيع 26-28

في الأسابيع 26-28، يتابع الأطفال وهم في رحم والدتهم زيادة وزنهم وطولهم. إذا مرض ابنكم الخديج، فإن زيادة وزنه لا تتماشى مع وتيرة زيادة وزن جنين في الرحم. كذلك، يستخدم طاقم المستشفى برامج إطعام محسوبة ومدرجة للحفاظ على أمعاء ابنكم غير المتطورة من التلوثات التي قد تبطئ زيادة الوزن.

يبدأ الطفل في هذا العمر بفتح العينين وإغماضهما، وتنمو الرموش والحواجب. ما زالت توترية عضلاته منخفضة، ويُرجَّح أنه ما زال يلتوي ويشعر بقشعريرة.

دورات النوم اليقظة لدى الطفل ليست واضحة بعد، ولكن قد يكون نشطا أو هادئا أحيانا، وأحيانا يكون يقظا لوقت قصير. قد يفتح طفلكم عينيه، ولكنه ما زال غير قادر على التركيز أو تحريك عينيه معا.

قد تتغير في هذا العمر ردود فعل الطفل للصوت بين ساعة وأخرى أو بين يوم وآخر. قد يبدي ردة فعل عند سماع صوتكم، ولكن يتوتر عند سماع صوت الآخرين. تبدأ ردود فعله بالإشارة إلى ما يحبه ولا يحبه.

قد يبدأ الطفل بالامتصاص، ولكنه ما زال غير قادر على الرضاعة. حتى يرضع، عليه أن يعرف كيف يمتص، يبتلع، ويتنفس وفق ترتيب صحيح. ما زال جلده ناعما وحساسا. ولكن إذا كان مستقرا من ناحية طبية، يمكن أن تبدأوا بملامسة جلدكم بجلده أي بطريقة الكنغر.

الأسابيع ‏28-30

يتابع الطفل وهو في رحم أمه زيادة طوله ووزنه، ويبدأ بالتحرك أكثر، فهم الفارق بين الأصوات المختلفة – مثلا  أصوات الموسيقى – ويبدأ الإمساك بيديه، فتح عينيه، وإغلاقهما.

في هذا العمر، ما زال طفلكم الخديج يحتاج إلى الدعم من أجل استقامة الوضعية التي يكون فيها، ولكن قد يبدأ بالتحرك وشد عضلاته بشكل أكثر فعالية، لأن توترية عضلاته تتحسن.

يزداد نومه العميق والهادئ (عندما لا يتحرك) ونومه الخفيف (يحرك فيه أعضاء جسمه وعينيه) نحو الأسبوع الـ 30. كذلك، يمكن أن تلاحظوا فترات زمنية قصيرة يكون فيها الطفل يقظا ويفتح عينيه، ولكن تتأثر هذه الفترات الزمنية بصحة الطفل، بيئته، أو الساعة.

يبدأ طفلكم بفتح عينيه بقوة عند التعرّض إلى ضوء ساطع جدا، ولكن ما زال غير قادر على تحريك عينيه معا. لا يُتوقع أن يتعرض في هذا العمر إلى تحفيزات بصرية كثيرة، ولذلك يُستحسن تقييد كمية التحفيزات.

يتابع الطفل رد فعله عند سماع أصوات لطيفة، ويكون حساسا عند سماع صوت الآخرين. قد يعبر عن رد فعل هادئ ويقط عند سماع صوتكم، حتى إنه “يستيقظ” عندما تصلون. يمكن أن تبدأوا بالتحدث مع الطفل أو أن تغنوا له في هذه الفترات الزمنية القصيرة التي يكون فيها يقظا. رغم ذلك، حافظوا على مستوى منخفض من التحفيزات: يمكن التواصل معه أو التحدث معه، ولكن ليس في الوقت نفسه.

رد فعل البحث عن الحلمة – تحريك الرأس كردة فعل عند ملامسة الخد – قد يبدأ الآن. يعني هذا أن الطفل يبدأ بالاستعداد للرضاعة. ربما قد بدأ بعملية الامتصاص، ولكن ما زال غير قادر على الرضاعة.

ربما ما زال حساسا للمس، ولكنه يتمتع بالملاطفة المستمرة واللطيفة أو بتماسّ جلده بجلد الآخرين. تستطيعون في هذه المرحلة بدء المشاركة بالاعتناء بابنكم.

الأسابيع ‏30-33

تنمو أعضاء جسم الطفل في هذا العمر. يُرجَّح أن الطفل الذي وُلد في هذا العمر لن يحتاج إلى المساعدة على التنفس. حركات طفلكم الخديج سلسة ومسيطَر عليها أكثر، وهو يبدأ بثني ذراعيه وقدميه بنفسه.

تزداد الفترات الزمنية التي ينام فيها نوما عميقا. تصبح الفترات الزمنية لوقت اليقظة أكبر، وخاصة إذا كان الضوء في الغرفة منخفضا؛ قد يغمض عينيه بقوة عند إضاءة ضوء ساطع جدا. عندما يكون الطفل يقظا قد يُركّز نظره على وجهكم أو غرض آخر مثير للاهتمام، ويردّ بوضوح عند سماع صوتكم.

يتمتع الطفل بالتواصل البصري، المعانقة أو المحادثة أثناء اليقظة، ولكن ما زال من المهم القيام بنشاط واحد في كل مرة. تعرّفوا على لغة جسد الطفل لاكتشاف علامات ضغط.

قد يكون ما زال حساسا جدا للمس. يُستحسن أن تخبروه ماذا ستفعلون، مثلا “سنغيّر الآن الحفاظة”. هكذا يبدأ بالربط بين صوتكم وأعمالكم.

قد يبدأ الطفل بالامتصاص بوتيرة ويُظهر علامات تشير إلى أنه مستعد للامتصاص وبدء الرضاعة. دعوه يشم ويتذوق الحليب، لتهيئة حواسه استعدادًا للرضاعة. دلكوا بنعومة المنطقة المحيطة بشفتيه وداخل فمه قبل الإطعام، لتهيئته للمس الحلمة عند الرضاعة. إذا لاحظتم أن ابنكم يضع يده في فمه، يبدو أنه يبدأ بتعلم تهدئة نفسه.

الأسابيع ‏33-36

يبدأ طفلكم الآن بالاقتراب من العمر الذي كان يُفترَض أن يُولد فيه، ولكن حتى عندما يصبح في عمر 37 أسبوعا، ما زال ليس ضروريا أن يتصرف أو يتطوّر مثل الأطفال الذين وُلدوا في الوقت المتوقع.

يستطيع طفلكم الآن التنقل بحركات أكثر سلاسة، وكذلك ثني ذراعيه وقدميه. ‏يستطيع تحريك رأسه من جهة إلى أخرى، وتزداد قوة توترية عضلاته. يبدأ انقطاع النفس الذي يعاني منه بالاختفاء.

تصبح الحالات المختلفة لدى الطفل أكثر وضوحا – النوم الهادئ، النوم النشط، الغفوات، الهدوء واليقظة، اليقظة والعصبية، أو البكاء. ما زالت الفترة الزمنية التي يكون فيها يقظا قصيرة جدا، ولكنها تزداد وتحدث أحيانا في أوقات أكثر. يتحمل وجود المحيطين به لوقت أطول، ويوجه عينيه جانبا أو يُغمضهما إذا شعر بالتعب.

تتحسن ردة فعله على الأصوات والنغمات يوما بعد يوم. يُحتمَل أنكم أصبحتم تعرفون كيف ستكون ردة فعله عندما تقولون له شيئا ما. من المحتمل أن طفلكم ما زال لا يبكي تقريبا. مع ذلك، كلما أصبح عمره أقرب إلى الموعد الذي كان يُتوقع أن يُولد فيه، سيبكي أكثر ويمكنكم أن تعرفوا ما يريده.

في هذه المرحلة، يستطيع ابنكم البدء بالرضاعة. قد يكون ما زال حساسا جدا للمس، ولكن تابعوا إخباره بما ستفعلونه، ليهدأ مع الوقت.

الأسبوع ‏37‏ فصاعدًا

قد يكون طفلكم مستعدا للتسريح من المستشفى قبل بضعة أسابيع من تاريخ الولادة الذي كان يُتوقع أن يُولد فيه. رغم ذلك، إذا اجتاز عملية أو مساعدة على التنفس، قد يستغرق تسريحه من المستشفى وقتا أطول. يضع طاقم المستشفى أهدافا على الطفل تحقيقها قبل تسريحه. هناك بين الأهداف مثلا زيادة ثابتة في الوزن، إرضاع تام أو إطعام من قنينة، وانتهاء حدوث انقطاع التنفس.

لمزيدٍ من المعلومات حول التحضيرات استعدادًا لتسريح الطفل، اقرأوا المقال الوصول إلى المنزل مع الطفل الخديج.

الخدّج وخطر حدوث مشاكل في النموّ

ينمو معظم الأطفال الذين وُلدوا قبل الأوان مثل الأطفال الذي وُلدوا في الموعد المتوقع تماما، رغم ظروف ولادتهم.

ولادة خديج متأخرة

يُولد معظم الخدّج في الوقت تقريبا، في الأسابيع 34-36، ويُسمون “خدّجا مولودين في أسابيع متأخرة”. تكون معظم أعضاء جسم هؤلاء الأطفال متطورة تماما، ولكن دماغهم ما زال يتغير دون توقف. يتم إبقاؤهم في المستشفى أحيانا حتى زيادة وزنهم وتعلمهم التنسيق بين عمليات الرضاعة، التنفس، والابتلاع بهدف أن يأكلوا جيدا. الخدّج المولودون متأخرا معرّضون لخطر أقل من الخدّج الذين وُلدوا في الأسابيع المبكرة من الحمل. إذا عانوا من مشكلة أيا كانت، فلا تكون خطيرة غالبا.

رغم ذلك، مقارنة بالأطفال الذين وُلدوا في الوقت المتوقع، ما زال الأطفال الخدّج الذين وُلدوا في الأسابيع المتأخرة معرضين لخطر أعلى لحدوث تأخير في النموّ، تطوير مشاكل نموّ، مشاكل اجتماعية وعاطفية، ولاحقا يواجهون صعوبة في التعلم بدرجات مختلفة. 

الخدّج الصغار جدا

الخدّج الصغار جدا – الذين وُلدوا قبل الأسبوع ‏28‏ – والأطفال الذين كان وزنهم أثناء الولادة منخفضا بشكل خاص (أقل من 1 كغم) معرّضون لخطر عال لتطوير مشاكل في النموّ. الأطفال الذين عانوا من مضاعفات طبية أثناء مكوثهم في قسم الخدّج معرضون لخطر عال لحدوث مشاكل تطورّية على الأمد البعيد.

الخدّج الصغار جدا معرّضون لخطر عال لحدوث تأخير أو اضطراب بدرجات مختلفة في مستويات النموّ المختلفة، بما في ذلك مجالات الحركة، النموّ الاجتماعي والشعوري، وكذلك مهارات اللغة، الرياضيات، والتعلّم.

كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم الخديج على النموّ

هناك عوامل كثيرة تؤثر في نموّ ابنكم. لا شك أن هناك أهمية للولادة المبكّرة والمضاعفات الطبية، ولكن تؤثر بيئتكم المنزلية وعلاقتكم بابنكم أيضا. إن البيئة المنزلية ذات المحبة، الاستقرار، الأمان والمثيرة للتحفيز، التي يستطيع فيها ابنكم إقامة علاقة متينة معكم، تُشجع على نموّه، حتى إنها تقلل من حدة جزء من المشاكل في النموّ.

أحد الأمور الجيدة التي يمكنكم القيام بها هو أن تجدوا وقتا كافيا للعب، التفاعل، الهدوء، وقضاء الوقت مع ابنكم. في السنوات الأولى من حياة ابنكم، فإن اللعب هو الطريقة الأساسية لتعلّم ابنكم، ويساعد على إقامة علاقات بينكم وبين ابنكم. إليكم بعض الأمور التي تساعد على نموّ ابنكم:

  •  الإرضاع عندما يكون الأمر ممكنا
  •  التغذية الجيدة أثناء مرحلة الطفولة
  •  الحركة والنشاطات الجسمانية، بما في ذلك الكثير من الألعاب خارج المنزل
  •  قراءة القصص والتحدث عنها مع ابنكم – يوميا إذا كان الأمر ممكنا
  •  التواصل الآمن مع بالغ واحد على الأقل
  •  الموسيقى والتحرك على أنغامها
  •  البيئة الآمنة – انتبهوا بشكل خاص إلى رأس طفلكم الخديج الطري وحافظوا عليه
  •  النوم
  •  الصحة  الجيدة – مثلا، إذا كان ابنكم يعاني من مشكلة صحية، فأبعدوه عن الأشخاص الذين قد ينقلون عدوى السعال والزكام إليه
  •  الاهتمام بالتشخيص والعلاج المبكر في حال بدأ يظهر تأخر في نموّ ابنكم وفق جيله المُصَحح.

من المهم فحص نموّ ابنكم، ولكن يجدر التذكّر أن ما يُعتبر “طبيعيا” هو جزء من مجال واسع جدا. عندما تفحصون نموّه، استخدموا العمر المُصَحح لابنكم. إذا أخذتم بعين الاعتبار العمر المُصَحح للطفل وما زلتم قلقين، فتحدثوا إلى طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network