لا يُفترَض أن تؤدي ولادة طفلكم إلى نهاية حياتكم الجنسية. رغم ذلك، فإن الولادة والأبوة هما حدثان كبيران، يبدو أنهما سيؤثران في علاقاتكم الجنسية ووتيرتها.
العلاقات الجنسية بعد ولادة الطفل: التغييرات التي تطرأ على الحياة الجنسية
يصعب على الوالدين الجدد أحيانا أن يواصلوا علاقاتهم الجنسية والحميمة، لا سيما بسبب نقص الوقت، التعب، التغييرات الهرمونية، والقلق بشأن وسائل منع الحمل.
إذا شعرتم بفتور في العلاقة الجنسية، فهذه ليست مشكلة. فهذه الحالة طبيعية وتحدث جميع لدى الأزواج الذين يمرون بحالة شبيهة. رغم ذلك، فإن الاختلاف في مستوى الرغبة الجنسية بين الزوجين قد يؤدي إلى توتر في العلاقات. يعود الوضع إلى ما كان عليه غالبا، ولكن من المهم أن تتحلوا بالصبر. إذا كنتم قلقين من أن علاقاتكم الجنسية قد تضررت، يُستحسن أن تتحدثوا عن الموضوع مع رفيق زواجكم. وإذا كنتم تشعرون بأنكم تحتاجون إلى مساعدة، فتحدثوا مع خبير تشعرون بارتياح معه: طبيب العائلة، الطبيب النسائي، خبير علاجي، مستشار، وغيرهم.
النساء: الشعور بالجنسانية بعد الولادة
قد تشعرين بعد الولادة بأنكِ لن تمارسي علاقات جنسية بعد. ولكن بعد أن يتعافى جسمكِ ستمارسين علاقات جنسية كما كان سابقا. تحدث هذه الحالة لدى الكثير من الأمهات بعد شهر حتى ثلاثة أشهر من الولادة، ولكن قد تستغرق وقتا أكثر أحيانا.
هناك أمهات يشعرنَ برغبة جنسية أكبر عندما يرضعنَ طفلهن بسبب إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، المسؤول عن إطلاق الحليب من الثدي، وكذلك عن الرغبة الجنسية. هذه الحالة طبيعية تماما. بالتباين، هناك أمهات يُظهرنَ اهتماما أقل بالجنس أثناء الرضاعة.
تبين من بحث أجري حول الموضوع أن نحو 40% من الأمهات الحديثات حاولن إقامة علاقات جنسية خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة (فترة النفاس). في الأسابيع الاثني عشر بعد الولادة، حاول نحو 80% من الوالدات إقامة علاقات جنسية. بالمقابل، أقامت أمهات ولدن بعملية قيصرية أو اجتزن قطبا في جرح الولادة علاقات جنسية غالبا بعد وقت متأخر أكثر.
جسمكِ بعد الولادة
يُرجَّح أنّ جسمكِ يبدو مختلفا بعد الولادة، وحتى بعد بضعة أشهر منها. فقد يتغيّر شكلكِ ووزنكِ. قد تتضمن التغييرات التي تطرأ على جسمكِ بعد الولادة:
- جلدا وعضلات مرتخية في أسفل البطن
- ثديَين كبيرَين (قد يصغر حجم ثدييك إذا لم ترضعي طفلكِ)
- تغييرات في لون الحلمات
- علامات شد وتمدد على البطن، الصدر، الخاصرتين، أو الفخذين
- حكاكا في المهبل
- ندبا في منطقة العجان (المنطقة بين المهبل والشرج لدى الإناث) أو أسفل البطن بسبب العملية القيصرية
- التهاب الأوردة (دوالي وريدية) في القدمين
- ارتفاع الوزن (ينخفض وزنكِ بعد الولادة فورا بسبب ولادة طفلكِ، التخلص من المشيمة، والسائل السلوي).
في حين لا يكون جزء من التغييرات دائمًا، يبقى بعضها موجودًا. هناك أمهات يتمتعن بالتغييرات التي تطرأ على أجسامهن – مثلا: الصدر الكبير، بينما هناك أمهات ينزعجن من أجسامهن.
على أية حال، يحسّن الأكل الصحي والرياضة، إضافة إلى النوم (عندما يكون ممكنا) شعوركِ. إذا كان يصعب عليكِ تقبّل التغييرات التي طرأت على جسمكِ، توجهي إلى طبيب النساء أو إلى خبير آخر، أحد أفراد العائلة، صديق قريب، ممرضة في مركز رعاية الطفل، أو مدرب لياقة بدنية.
متى يمكن استئناف العلاقات الجنسية
تعود الإجابة عن هذا السؤال إليكِ – إليكِ كوالدة، وإلى مستوى استعدادكِ (إلا إذا أوصاكِ الطبيب بانتظار موافقته).
إذا كانت ولادتكِ صعبة أو كانت لديكِ قطب، يحتاج جسمكِ إلى وقت للتعافي. يشعر الكثير من الأمهات بألم أو انزعاج أثناء العلاقات الجنسية، ولكن يطرأ تحسّن غالبا مع مرور الوقت. يمكن استخدام مواد تزييت أو مرهم إستروجين. قد يشير الانزعاج أحيانا إلى تقلص العضلات أو إلى القلق.
بالمقابل، تشعر أمهات حديثات بمتعة أقل عند ممارسة العلاقات الجنسية بسبب استرخاء العضلات في منطقة المهبل، التي مرت بشد خلال الولادة. بهدف تعزيز مستوى توتر العضلات في المهبل، يوصى بالقيام بتمارين تُقوّي قاع الحوض. يمكن التوجه إلى مُعالِجين طبيعيين مختصين بالموضوع.
إذا كنتِ مرضعة، قد تلاحظين تدفق الحليب من ثدييكِ أثناء ممارسة علاقات جنسية، وقد تعانين من جفاف المهبل. حاولي إرضاع طفلكِ أو إخراج بعض الحليب قبل ممارسة العلاقات الجنسية. يمكن استخدام مواد تزييت أيضا.
وسائل منع الحمل بعد الولادة
أصبحتما الآن والدَين، وقد لا تكونان مستعدَين لولادة طفل آخر الآن. لذلك، يُستحسن التفكير في وسائل منع حمل قبل أن تعودا إلى ممارسة العلاقات الجنسية. في الزيارة بعد ستة أسابيع من الولادة، يوصيكِ الطبيب باستخدام وسائل منع حمل. إذا مارستما علاقات جنسية قبل هذه الزيارة، فاسألي الطبيب النسائي بالنسبة لوسائل منع الحمل.
تحدث الإباضة لدى جزء من النساء قبل أن تظهر الدورة الشهرية، ما يزيد من خطر احتمال أن يصبحن حوامل أثناء ممارسة علاقات جنسية دون استخدام وسائل منع الحمل.
ربما سمعتِ أن الرضاعة تقلل احتمال حدوث الحمل. قد تكون هذه الحالة صحيحة حين:
- تُرضِع الأم كل الوقت ليلًا ونهارًا
- لا تطعم طفلها أية أطعمة أو مشروبات أخرى (حليب الأم فقط)
- يكون عمر الرضيع أقل من ستة أشهر
- لا تكون الدورة الشهرية لدى الأم قد عادت منذ الولادة
رغم ذلك، تذكروا: ليس هناك أي ضمان لذلك. إذا كنتِ تمارسين علاقات جنسية دون وسائل منع حمل، قد تصبحين حاملا. اسألي الطبيب النسائي ما هي الخيارات المتاحة أمامكِ. انتبهي، لا يكون جزء من وسائل منع الحمل ملائما للأمهات المرضعات.
مشاعر الزوج والزوجة بشأن العلاقات الجنسية
قد تكونين مرتبكة أو قلقة إذا لم تكن لديكِ رغبة في ممارسة العلاقات الجنسية في الأشهر الأولى بعد الولادة. قد يشعر الزوج بالابتعاد بالرفض أو بانعدام الرغبة تجاهه. ليست هذه المشاعر المختلطة والمحرجة جميلة، لكنها طبيعية. يمر أشخاص كثيرون في الأيام، الأشهر، والسنوات الأولى بعد ولادة الأطفال بفترة كهذه، لذا لستم وحدكم.
تحدثا معا عن مشاعركما، لكي تتمكنا من فهم ما تمران به. كذلك، يمكن أن تحافظا على علاقة بينكما بشكل عام وعلاقة حميمة بشكل خاص بطرق جديدة.
أفكار لاستعادة الحميمية
هناك طرق كثيرة للحفاظ على العلاقة والارتباط بين الزوجَين.تحدثا عن مشاعركما وانتبها إليها لكي تحافظا على تواصل مفتوح.
إذا كان أحدكما يبقى في المنزل للاعتناء بالرضيع، بينما يعمل الآخر من المنزل، افحصا إذا كنتما تتقاسمان المهام المنزلية كما ينبغي – أو إذا كانت الطريقة التي تتقاسمان فيها هذه المهام تناسبكما. قد يؤدي التوتر بين الزوجَين إلى بُعد ويصعّب استعادة العلاقة الحميمة.
وقد يكون الخروج لقضاء الوقت معا مثيرا للتحدي أكثر بصفتكم والدَين جديدَين، لكنه ما زال هاما جدًّا. يمكن أن تتمشيا أو تتناولا وجبة عشاء معا. إذا كان يصعب عليكما العثور على مَن يعتني بابنكما، فخذاه معكما وهو في العربة، أو تناوَلا وجبة العشاء عندما يكون نائما.
فكرا في العلاقات الجنسية كنقطة نهاية، وليس كنقطة بداية. هناك طرق كثيرة للحصول على متعة جنسية ولتوفيرها. ابدآ بخطوات سهلة مثل الإمساك بالأيدي والمعانقة. فقد يؤدي التقارب الجسماني إلى العلاقات الجنسية عندما تكونان مستعدَين.
الاهتمام بأنفسكم
تساعد الرياضة المنتظمة، التغذية السليمة، والنوم الكافي على الاعتناء. من الصعب التفكير في العلاقات الجنسية عندما تكونان متعبَين، مريضَين، أو متوتريَن. إذا كان ابنكما يستيقظ في الليل، حاوِلا أن ترتاحا خلال النهار، وافحصا التوازن في حياتكما. عندما يكون أولادكما صغارا، من السهل أن تهتما باحتياجاتهم اليومية، وتنسيا نفسَيكما. لهذا السبب، خصِّصا وقتا – ولو 15 دقيقة يوميًّا – لفعل أمر من أجل نفسَيكما.
يمكن الاتصال بصديق أو صديقة والتحدث معهما، المشي، أو قراءة قصة. ويمكن القيام بذلك عندما يكون ابنكما نائما، قبل أن يستيقظ في الصباح، أو أثناء استراحة الظهر في العمل. تحدثا مع والدين آخرين واسألوهما كيف يكرسون وقتا لأنفسهم.
متى يجدر بكم تلقي المُساعَدة
إذا كنتما تحتاجان إلى مساعدة، تحدثا مع طبيب العائلة أو ممرضة مركز رعاية الأم والطفل، القادرَين على توجيهكما إلى الجهة العلاجية الملائمة. فيمكن أن يوجهاكما لتلقي علاج زوجي. كما يمكن أن تحصلا على أفكار جيدة ودعم من والدين وأصدقاء آخرين أيضا.
قد يشير الشعور بالاكتئاب وفقدان الاهتمام بالعلاقات الجنسية إلى اكتئاب ما بعد الولادة. من المهم أن تُخبرا الطبيب أو ممرضة مركز رعاية الأم والطفل، لكي يوجهاكما لتلقي المساعدة. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالين الاكتئاب بعد الولادة والاكتئاب بعد الولادة لدى الرجال.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.