يبدأ الرُضّع بفهم العالم من حولهم وفهم نفسهم بشكل أفضل. يبدأ رضيعكم في التفكير جيدا بالأمور وبفهم مصطلحات جديدة وكثيرة. إليكم بعض الأفكار السهلة والممتعة للعب يشجع على التطوّر الإداركي.
اللعب والتطوّر الإدراكي لدى الرُضّع
عندما يلعب الأولاد يحلون المشاكل، يبعدون، يجربون، يفكّرون، ويتعلمون دون توقف. هناك من يصف اللعب بصفته “عملا للأولاد” – وهو وصف يوضح جدا أهمية اللعب للتطور الإداركي لدى الرُضّع.
كل ولد هو شخص مميّز بحد ذاته. يتعلم ابنكم، يكبر، ويتطور وفق طريقته المتأثرة من جيناته المميزة وتجاربه في الماضي. ولكن هناك في السنوات المثيرة للاهتمام والانفعال والتي يتحوّل ابنكم فيها من رضيع إلى طفل، ومن طفل إلى ولد بعض أنماط التعلم والتفكير العامة. تتطور في هذا الجيل قدرات وصفات مثل حب الاستطلاع والعزم – وكذلك يطرأ تغيير ملحوظ في مجال اللغة.
التطور الإدراكي لدى الرُضّع: ماذا يمكن توقعه
يُرجَّح أن يبدأ رضيعكم بـ:
- التفكير أنكم تعرفون ما يفكر فيه – يبدأ في سن ثلاث سنوات تقريبا بفهم أنه إنسان قائم بحد ذاته.
- عدم التمييز بين الخيال والواقع – مثلا، يخاف بسهولة من الصور والشخصيات في التلفاز.
- التعبير عن رغبة الاكتشاف والتجربة.
- استخدام كلمات مثل “ظلمة”، “ضجة”، “صعب”، أو “ثقيل” بطريقة صحيحة، ويفهم معناها في سن ثلاث سنوات تقريبا.
- التمتع باكتشاف كافة حواسه الخمس.
- اكتشاف الأغراض والأحداث غير المعروفة ومحاولة التعرف عليها وفهمها.
بالإصرار والتمسك برأيه لتجربة كل شيء لأنه يفكر دون توقف كيف تسير الأمور. مثلا، في سن 16 حتى 18 شهرا، يرغب رضيعكم في اكتشاف كل الألعاب والأغراض التي في متناول يديه بطريقة معمّقة. يحاول طرقها، إسقاطها، وهزها، ليعرف ماذا يحدث. توفر البيئة الآمنة لابنكم حرية اكتشاف عالم جديد وكامل من التفكير.
يفهم ابنكم الآن أن هناك مجموعات مختلفة في العالم. في سن 16 شهرا تقريبا، يبدأ بتصنيف أغراض مختلفة إلى أنواع مختلفة – مهارات تساعده على فهم مصطلحات رياضية أولى. يمكن أن تدعوه يلعب بألعاب وأغراض مختلفة في البيت، مثل ملاقط الغسيل أو أدوات مطبخ بلاستيكية.
رغم عمليات التعلم الهائلة التي يجتازها الرُضّع فما زالوا لا يعرفون كيف ترتبط كل هذه المصطلحات معا. مثلا، يلاحظ ابنكم أنكم عندما تشطفون كرسي المرحاض، تختفي الأوساخ ولكن ما زال لا يفهم أنه لا يمكن جرفه فيه أيضا بالخطأ – قد يثير ذلك خوفا كبيرا في هذا العمر.
بما أن الرُضّع ليست لديهم خبرة كبيرة ويفهمون العالم من حولهم قليلا، قد يكونون قلقين بسهولة من حالات لا نعتبرها مخيفة. إذا تمزقت يد الدبدوب، قد يُفكّر رضيعكم أنه قد يحدث له الأمر ذاته. تبدو له الوحوش في الأفلام حقيقية.
لتشجيع التعلم لديه والقدرة على مواجهة مشاعره، تحدثوا معه واقرأوا قصة تصف مواجهة المشاعر والخوف الشبيهة بمشاعره.
أفكار لتشجيع التطوّر الإدراكي لدى الرضيع
يتعلم رضيعكم يوميا. آن الأوان أن تسمحوا له باللعب أكثر وفق رغباته. كلما كان اللعب أكثر هدوءا، هكذا يكون التعلّم أسهل وذا أهمية أكبر. إليكم بعض الأفكار للعب اليومي:
- ساعدوا رضيعكم على تركيب صور البازل البسيطة.
- أعطوا ألعابا كثيرة ومسلية وهو في حوض الاستحمام ليستطيع التعلم، نقل الماء من وعاء إلى آخر.
- تحدثوا مع رضيعكم، اسألوه أسئلة، وأجيبوا عن أسئلته. إذا سأل “لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟” كل الوقت، يُحتمَل أنه يصعب عليه أن يعبّر عما يريد معرفته في الحقيقة. اسألوه ماذا يُفكّر دون أن تجيبوا.
- اقرأوا قصصا وكرروا غناء أغاني الأولاد معا.
- دعوه يُصنّف الأغراض، مثل المكعبات أو الطابات وفق ألوان مختلفة أو أن يُصنف كؤوس بلاستيكية، أدوات، وملاعق ذات أحجام ختلفة.
- استخدموا اللغة لتساعدوه على تعلم الأضداد مثل بارد ودافئ، فوق وتحت، في الخارج وفي الداخل، ثقيل وخفيف. اشرحوا له ما الذي جعل الأشياء مضادة.
- أعطوه ألعابا يجب الضغط عليها من أجل حدوث شيء معين.
يشمل نمط الحياة العائلي السليم تقييدات قضاء الوقت أمام الشاشة يوميًّا. يستطيع الرُضّع الذين أعمارهم أكثر من عامين أن يتمتعوا بأوقات المشاهدة حتى ساعة يوميا على الأكثر – بما في ذلك التلفاز، الحاسوب، الألعاب الإلكترونية، الهواتف الخلوية، والتابلت.
إذا كنتم قلقين حول نقطة معينة تتعلق بتطوّر ابنكم، يُستحسن التوجه إلى ممرضة مركز رعاية الطفل أو إلى طبيب الأطفال. إذا كان ابنكم في إطار تربوي، يمكن التحدث مع المربية أو الحاضنة في الروضة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network