قد يشعر الوالِدون الذين يعرفون أن ابنهم يمارس الاستقواء تجاه الآخرين بصدمة، ولكن إذا حدثت هذه الحالة، عليكم أن تتدخلوا. أنتم تؤدون دورا هاما في العملية: ساعدوا ابنكم على تعلم كيف يهتم بالآخرين ويقيم معهم علاقات مبنية على الاحترام المتبادل. هذه الخطوة ضرورية بهدف التغلب على سلوك الاستقواء.
كيف يتجسد الاستقواء في سن المراهقة؟
الاستقواء هو عندما يُهين ابنكم، يخيف، يهدد، أو يلحق ضررا بالآخرين أو بأغراضهم، بسمعتهم الطيبة أو حالتهم الاجتماعية، عمدا ودون توقف. من الصعب أحيانا اكتشاف الاستقواء في سن المراهقة، لأنه لا يكون جسمانيا تماما كما هي الحال في سن أصغر.
هناك أنواع مختلفة من الاستقواء، تشمل:
- العنف الكلامي – مثل الإهانة، التهديد، الاستهزاء، أو السخرية
- الاستقواء الخفي – مثل خداع شخص ما بشكل مهين، نشر شائعات، أو تشجيع الأصدقاء على عزل أحد الأصدقاء
- الاستقواء عبر الإنترنت – استخدام التكنولوجيا مثل الهواتف الخلوية أو الإنترنت بهدف الإضرار
- العنف الجسدي – مثل الدفع، الضرب، أو الإعثار
يتفاوت مستوى الاستقواء وتأثيره كثيرا. فالاستقواء الذي يجعل طالبا معينا في المدرسة يشعر بشعور سيء قد يكون هداما لطالب آخر. ورغم أن معظم أعمال الاستقواء تكون معتدلة إلى حد ما (مثل المضايقة بشكل صعب ولكن غير عدائي أو دون التسبب بعزلة اجتماعية)، تكون كل أعمال الاستقواء مؤلمة وضارة للضحية. قد يُلحق الاستقواء ضررا، حتى إنه قد يكون هداما.
تنخفض مستويات الاستقواء في سن المراهقة، ولكنها تشهد ارتفاعا في مرحلة الانتقال إلى المدرسة الإعدادية.
علامات تشير إلى أن ابنكم يمارس الاستقواء
إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يتعامل باستقواء، فابحثوا عن العلامات التالية. ابنكم قد:
- يتحدث عن أولاد آخرين في المدرسة بشكل عدائي أو سلبي
- يحتفظ بمال، ألعاب، أو أغراض أخرى تابعة للآخرين
- يحافظ على سرية وسائل الاتصال التي يستخدمها، بما فيها أجهزة الحاسوب
- يُبعِد أولادا آخرين بشكل ثابت من مجموعة أصدقائه
لا يشير أي من هذه العلامات بالتأكيد إلى أن ابنكم يتعامل باستقواء، ولكن يُستحسن التحدث معه لمعرفة إذا كانت هناك مشاكل مع أولاد آخرين في المدرسة. يمكن أن تقرأوا المزيد عن الاستقواء في سن المراهقة وعن الاستقواء عبر الإنترنت.
ماذا عليكم أن تفعلوا: الخطوات الأولى
الخطوة الأولى هي أن تعترفوا أن ابنكم يمارس الاستقواء تجاه الآخرين. لفعل ذلك، عليكم التحدث معه. وعلى ابنكم أن يعرف أنكم تعرفون أنه يمارس الاستقواء. أوضحوا له أن الاستقواء مرفوض، بغض النظر عن الأسباب.
لا تكون كل حالات الاستقواء مقصودة. فهناك شبّان يمارسون الاستقواء دون أن يعرفوا حجم الأضرار التي يلحقونها. يتوقف الاستقواء غالبا عندما توضحون لابنكم أن أعماله ممنوعة أو ضارة.
قولوا له إنكم تريدون أن تعملوا معه لكي يتوقف عن أعمال الاستقواء. تحدثوا معه عن الأسباب التي دفعته إلى ممارسة الاستقواء، وتحدثوا عن الإمكانيات والاستراتيجيات للتغيير معا. يتعين على ابنكم أن يعرف أنكم تولون أهمية كبيرة لهذا الموضوع وتشجعونه على تغيير سلوكه.
دوركم
أنتم تشكّلون مثالا شخصيّا لابنكم. استخدموا التواصل اليومي مع الآخرين لكي يتعلم ابنكم العلاقات المبنية على الاحترام، ويكون متعاطفا ومسؤولا. مثلا، اعرضوا على ابنكم سلوكيات ترغبون بها، وبينوا له كيف يتصرف باحترام وبتعاطف مع الآخرين – ضمن العائلة، مع الأصدقاء، في الدكان، وفي حالات مشابهة.
يمكن أن يتعلم ابنكم كيف يعبّر عن الغضب أو المشاعر السلبية بطرق صحية وإيجابية. مثلا، إذا كنتم غاضبين، يمكن أن تقولوا: “أنا غاضبة جدا الآن. هل يمكننا التحدث عن الموضوع في وقت لاحق، عندما أهدا؟”.
إذا واجهتم نزاعا مع ابنكم أو مع شخص آخر، فهذه فرصة جيدة تبينون فيها لابنكم كيف تحلون النزاعات بشكل بناء. مثلا، فكروا في الطريقة التي تعبرون فيها عن ردة فعلكم عندما ينتهك ابنكم القواعد أو يغضبكم. استخدموا هذه الفرص للتحدث عما حدث، واطلبوا من ابنكم أن يفكر في طرق لحل المشكلة. هكذا تبينون له أنكم قادرون على التحدّث عن المشاعر بدلا من العمل بموجبها.
يمكن أن تؤثر الطريقة التي تتعاملون فيها مع ابنكم في البيت في سلوك الاستقواء. الأولاد الذين يخافون من البالغين يميلون إلى ممارسة الاستقواء تجاه الآخرين لكي يشعروا بالسيطرة والقوة. من جهة أخرى، قد يمارس الاستقواءَ الأولادُ الذين لا يضع لهم والدوهم الكثير من الحدود. من المهم الحفاظ على التوازن بين كونكم والدين صارمين وبين كونكم هادئين جدا.
كما تؤثر الطريقة التي يتعامل بها أفراد العائلة معا. الاستقواء بين الإخوة شائع، وهناك علاقة واضحة بين الاستقواء بين الإخوة وبين الاستقواء في المدرسة.
تساهم العلاقات الإيجابية داخل العائلة كثيرا في الحصانة النفسية لدى ابنكم وشعوره بالتواصل مع الآخرين. فهي تسمح للأولاد بأن يشعروا بأنهم محبوبون ومحميون ويستطيعون تطوير تقديرهم الذاتي. يميل الشبّان الذين علاقاتهم جيدة مع والديهم إلى ممارسة الاستقواء أقل. يمكن أن تقرأوا المزيد عن بناء العلاقات الإيجابية والحفاظ على العلاقات مع ابنكم.
ما الذي يمكن القيام به إذا استمر الاستقواء
- شاركوا طاقم المدرسة.على كل المدارس أن تُعِدّ استراتيجيات مواجهة الاستقواء. يُرجَّح أن يكون التعاون بينكم وبين المدرسة الاستراتيجيةَ الأنجع.
- تحدثوا عن أصدقاء ابنكم وتأثيرهم – تحدثوا مع ابنكم ومع طاقم المدرسة أيضا. في بعض الأحيان، يكون الاستقواء ناتجا عن تأثيرات الآخرين.
- حاولوا أن تفكروا ما الذي يمر به ابنكم أيضا. هل تعرّض مؤخرا لحالة سببت له قلقا أو خوفا؟ قد تكون ممارسة الاستقواء تجاه الآخرين طريقة للسيطرة على هذه المشاعر.
- فكروا إذا كان ابنكم معرضا في كثيرٍ من الأحيان للجدالات، النزاعات، أو المشاكل في علاقاته في المنزل. في حالات الضغط، عندما يتعرض الأولاد للاستقواء داخل المنزل، يطور جزء منهم طرق رد فعل ومواجهة غير لائقة. ربما يتصرف ابنكم تصرفا سلبيا شبيها بتصرف يواجهه في بيئته القريبة.
- تحدثوا عن الحالات التي حدثت في الحياة أو عبر التلفزيون، لفحص أمور مختلفة من وجهة نظر الآخرين. هكذا تساعدون ابنكم على أن يصبح متعاطفا.
- فكروا في الطريقة التي تعالجون فيها مشاكل الانضباط، وكيف تحلون المشاكل داخل العائلة. هناك شبّان يتعلمون أنه يمكن معالجة الحالات السلبية بطرق جسمانية، بدلا من التحدث والعمل على حل المشاكل. في المرة القادمة التي يلحق فيها ابنكم ضررا بكم أو يخرق القواعد، فكروا معه في حل المشكلة. هكذا يتعلم ابنكم أن لديه سيطرة على حالات معينة، وأنكم تحترمون آراءه.
- حاولوا التفكير في المحتويات التي يتعرض لها ابنكم. هل يتعرض ابنكم للعنف أو الشخصيات غير اللائقة في التلفزيون، ألعاب الفيديو، أو الإنترنت؟ قد يعتقد الشبّان الذين يتعرضون للعنف بدرجة كبيرة أنه عليهم التصرف بهذا الشكل وحل المشاكل.
- فكّروا في مهارات التواصل لدى ابنكم. هل يستخدم ابنكم الاستقواء للتعبير عن غضبه أو حزنه؟ يُستحسَن التحدث عن الموضوع معه ومع مستشار المدرسة. ساعدوا ابنكم على تعلم كيفية حل المشاكل عبر التواصُل السليم والمفتوح.
- فكّروا في المهارات الاجتماعية والشعورية لدى ابنكم.هل يمارس ابنكم الاستقواء تجاه الآخرين لأنه لا يعرف كيف يتواصل كما ينبغي أو كيف يعثر على الأصدقاء؟ يُستحسَن التحدث عن الموضوع معه ومع مستشار المدرسة. اقرأوا المقال عن التغييرات الاجتماعية والعاطفية في سن المراهقة.
تربية شبّان إيجابيين وذوي حصانة نفسية
بيّنوا لابنكم ما هي العلاقات المبنية على الاحترام، بهدف مساعدته على بناء المهارات الضرورية لتطوير العلاقات الإيجابية والشعور بشكل أفضل. تتضمن هذه المهارات:
- الوعي والقدرة على مواجهة الأحاسيس
- التعاطف مع الآخرين
- القدرة على مواجهة ضغط النظير
- احترام الآخرين
- تقبّل الفوارق بين الناس
- القدرة على مواجهة الخلافات
- حل المشاكل
- اتخاذ قرارات جيدة
- كيفية الحصول على ما يريده دون ممارسة الاستقواء
يحتاج جزء من الأولاد إلى مساعدة إضافية لتطوير مهاراتهم. إذا دعت الحاجة، تحدثوا مع مستشار المدرسة، الاختصاصي النفسي، أو طبيب الأطفال.
الدعم والموارد
هناك برامج، موارد، ووسائل دعم كثيرة يمكن أن تدعمكم وترشد العائلة. مثلا:
- المدرسة – يمكن التحدّث مع المعلمين، المدير، الاختصاصي التربوي، مستشارة المدرسة، أو مُركِّز الطبقة
- برامج لمنع العنف داخل المدرسة
- اختصاصيون مثل طبيب العائلة، اختصاصي نفسي، أو مستشار
- والدون آخرون، كان قد مارس أولادهم الاستقواء.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.