الأيام الأولى من حياة الطفل

الأسبوع الأول

المظهر

يتغيّر مظهر ابنكم خلال الأسبوع الأول. فإذا كان رأسه يبدو طويلا قليلا بعد مروره في قناة الولادة، أو لأنه تم استخدام الملقط أثناء ولادته، فسيعود رأسه إلى حالته الطبيعية. يزول الانتفاخ في وجهه وجفنيه خلال بضعة أيام. وإذا تضرر رأس ابنكم أثناء الولادة وظهرت فيه كدمات، بسبب استخدام الملقط مثلا، فستزول لاحقا. في الأيام العشرة الأولى، يجف حبل السُرّة ببطء، يصبح لونه أسود، ثم يسقط.

أثناء الولادة أو بعدها، قد تظهر بقع ولادة على جسم ابنكم. لا يتطلب معظم بقع الولادة الشائعة فحصا طبيا، مثل: بقع الولادة “المنغولية” أو تصبّغ الجلد (حالة تظهر فيها بقع زرقاء غامقة في أسفل الظهر، المؤخرة أو في الأطراف السفلية)، أو بقع المُسطحة الحمراء في الرقبة (“علامات اللقلق” أو “قُبلات الملاك”). يُستحسن أن يفحص طبيب الأطفال بعض أنواع بقع الولادة لدى الأطفال، وبينها وحمات الولادة، الورم الوعائي الدموي (بقع سطحية حمراء مرتفعة عن الجلد شبيهة بحبة الفراولة الناضجة)، الوَحْمَة الأُرجُوانِيَّة (بقع حمراء غامقة كبيرة تظهر في الوجه) أو بقع “القهوة في الحليب” (بقع لونها بني فاتح منتشرة على الجسم).‎ ‎يمكن أن تسألوا ممرضة مركز رعاية الطفل خلال زيارتكم العادية هل هناك سبب للتوجه لإجراء فحص لدى طبيب الأطفال.

الإطعام والنوم

يقضي ابنكم الأسبوع الأول من حياته في التأقلم مع البيئة الجديدة. فهو يحتاج إلى الدفء، الهدوء، الأمان، والكثير من المُعانقة والاحتضان. يمكن أن توفروا له كل هذه الاحتياجات. عليكم تكريس الأيام والليالي الأولى من أجل نوم ابنكم وإطعامه. فهو ينام معظم الوقت، ويستيقظ كل بضع ساعات لتناوُل الحليب فقط. تذكّروا أن هناك فرقا كبيرا بين الأطفال. هناك تفاوت بين عدد ساعات النوم التي يحتاجون إليها. غالبا، لا ينام الأطفال حتى عُمر ثلاث سنوات، على الأقل، ليلة كاملة.

يأكل الرضّع حديثو الولادة بين 10 و12 مرة خلال اليوم. يتغير الوقت بين الوجبات. أحيانا، تكون المدة الزمنية بين وجبتين ساعة ونصفا فقط، ولكن قد تكون أكبر في الوجبة القادمة. تكون الوجبات قريبة جدا الواحدة من الأخرى أثناء اليوم أحيانا، ولا سيما في ساعات المساء. تتميّز ساعات المساء بقلة هدوء ابنكم أكثر، لذلك يأكل بوتيرة أعلى في هذه الساعات. إذا كان ابنكم يأكل 8 مرات في اليوم على الأقل خلال 24 ساعة، فلا حاجة إلى أن توقظوه لتناوّل الحليب، إلا إذا أوصاكم طبيب الأطفال بالقيام بذلك. كلما حرصتم على إطعام ابنكم عندما يطلب ذلك، فمن المرجح أكثر أن يُطوّر نمط أكل ونوم ثابتَين.

من المهم أن تتذكروا في الأسابيع الأولى أن تهتموا بأنفسكم أيضا. فاحرصوا على أن تناموا عندما يكون ابنكم نائما، لتكملوا ساعات النوم التي تحتاجون إليها وتهتموا بابنكم المولود حديثا بشكل أفضل. من المهم أن تكثروا من الشرب وتحافظوا على تناوُل تغذية صحية. إذا كنتِ مُرضعة، فاحرصي على شرب كأس ماء في كل مرة ترضعين فيها ابنك، أو أكثر إذا شعرتِ بعطش. هكذا يمكن أن تتجنبي الجفاف.

النموّ

عندما يلمس غرض أو إصبع كف يد ابنكم، يغلق يده بشكل لا إرادي كجزء من مُنْعَكَس القَبْض، ويجفل من الأصوات المرتفعة والمفاجئة. كذلك، قد يحرك يديه وقدميه فجأة أثناء النوم.

ثمة أمر هام آخر يحدث أثناء تطوّر ابنكم، إضافة إلى العلامات الجسمانية التي ذكرناها، وهو التواصل بينكم وبينه.

 الارتباط بابنكم والتواصل معه

في الكثيرِ من الأحيان يتعرّف ابنكم على صوتكم. إضافة إلى ذلك، لقد أصغى ابنكِ إليكِ وهو في رحمكِ طيلة تسعة أشهر! يمكن أن تتواصلوا مع ابنكم المولود حديثا عبر صوتكم، لمسكم، مظهركم، ورائحتكم. يستطيع ابنكم أن يعبّر لكم عما يحتاجه بطريقته الخاصة – حتى إن لم يبدأ بالابتسام بعد. في الأسبوع الأول، ابدأوا بفهم لغة جسده. اقرأوا المزيد عن عملية التواصل في المقال الارتباط بالطفل المولود حديثا.

البكاء هو الطريقة الأساسية لدى ابنكم للتعبير عن احتياجاته. لمزيد من المعلومات حول البكاء، اقرأوا المقال لمحة عن سلوك الأطفال المولودين حديثا.

مشاكل شائعة في الأسبوع الأول

فقدان الوزن

يُولد ابنكم مع كمية زائدة من السوائل في جسمه، ويخسرها تدريجيا في الأيام الأولى بعد الولادة. يتوقف فقدان الوزن هذا بعد الأسبوع الأول غالبا، وفي المقابل يكسب ابنكم الوزن الذي خسره حتى عمر أسبوعين. بشكل عامّ، يشكل فقدان الوزن الأولي نحو 5% من وزن ولادة ابنكم. إذا فقد ابنكم 7% أو أكثر من وزنه أثناء الولادة، فمن المهم التأكد من أن طريقة إرضاعه وإطعامه صحيحة. احرصوا على زيارة مركز رعاية الطفل أو طبيب الأطفال لقياس وزن ابنكم في اليوم الثاني حتى الثالث بعد التسريح من المستشفى للتأكد من أنه لا يفقد الوزن بشكل استثنائي، والحصول على مساعدة إذا دعت الحاجة.

إفرازات العينين

إفرازات العينين هي إحدى الظواهر الشائعة لدى الكثير من الأطفال في الأسابيع الأولى. تحدث هذه الإفرازات غالبا نتيجة انسداد القناة الدمعية، وتزول تلقائيا غالبا. نظفوا عيني ابنكم ودلكوهما بنعومة. إذا كان ابنكم يعاني من إفرازات في العينين أو احمرار في الملتحمة، فيُستحسن التوجه إلى طبيب الأطفال.

الطفح

قد يُطوّر الأطفال المولودون حديثا أنواعا مختلفة من الطفح، غير ضارة غالبا. إذا كان ابنكم يعاني من طفح، فيُستحسن التوجه إلى طبيب الأطفال أو ممرضة مركز رعاية الطفل للتأكد من أنها ظاهرة سليمة. تشمل أنواع الطفح الشائعة قشرة في رأس الطفل، حساسية الحفاظات (طفحًا أحمر ومُزعجًا في منطقة الحفاظات)، طفح الحرارة، أو “طفح العرق” (كيسات صغيرة في العنق، الظهر، والوجه) والأكزيما (جلدًا أحمر، خشنًا، وجافًّا في ثنيات الجلد، الوجنتين، خلف الأذنين، وغيرها).

هناك مشكلتان أخريان شائعتان لدى الأطفال حديثي الولادة، هما الجلد جاف واليرقان. استخدموا لعلاج الجلد الجاف كريم ترطيب غير مُعطر مُعدّا للأطفال. إذا كان لون بشرة ابنكم يبدو أكثر اصفرارا مقارنة بلونها عندما تم تسريحه من المستشفى، فتوجهوا في اليوم ذاته إلى طبيب الأطفال لإجراء فحص وتقييم.

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.