إذا كانت لدى ابنكم المتفوق قدرة عقلية متقدمة، فمن المرجح أن تؤثر في تطور سلوكه الاجتماعي والعاطفي. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على التعامل مع شعور ابنكم وسلوكه، وتوجيه تطوره الاجتماعي.
الشعور والتطور الاجتماعي لدى الأولاد المتفوقين والموهوبين
إذا كان ابنكم موهوبا أو متفوقا، فربما لاحظتم أنه يعبّر عن مشاعر قوية جدا مقارنة بالأولاد الآخرين في عمره. قد يكون متحمسا من مجالات اهتمامه أو المواضيع التي تهمه. يُحتمَل أن يخاف من الأمور الجديدة.
هذه التصرفات طبيعية جدا لدى الأولاد المتفوقين والموهوبين، لأنهم يفكرون في الأمور جيدا، وتثير الأفكار مشاعر قوية لديهم. يبدو الأولاد غير قادرين على التعامل مع هذه المشاعر، لذلك يعبّرون عنها بسلوك مثير للتحدي. قد تؤدي المشاعر القوية التي يشعر بها ابنكم أحيانا إلى سلوك يبدو شبيها بسلوك ولد أصغر.
مثلا، قد يعبّر ولد موهوب عن قلقه عندما يرى حشرة ميتة. قد يكون الولد في سن المدرسة قلقا في ما يتعلق بصداقاته، أو لا ينجح في القيام بالأمور “كما ينبغي” في الصف. قد يشعر الأولاد الأكبر بقلق لأنهم ليسوا قادرين على معالجة التغييرات في المناخ أو مساعدة طالبي اللجوء.
كيف يمكن التعامل مع المشاعر القوية لدى الأولاد الموهوبين والمتفوقين
التواصل الجيد هو أساس دعم النمو الشعوري لدى ابنكم الموهوب، ويساعده على تعلم كيف يتعامل مع مشاعره.
كل ما عليكم القيام به هو التحدث، الإصغاء، والتعبير عن ردة فعلكم بتعاطف، حتى إن كانت تبدو مشاعر ابنكم غير ملائمة لما حدث. يتيح التحدث والإصغاء لابنكم التفكير في مشاعره، ويوفران لكم فهم مشاعره حقا. إذا كان ابنكم أكبر، يمكن أن تستعينوا بالإصغاء الفعال من أجل التقرّب من ابنكم.
التطور والمهارات الاجتماعية لدى الأولاد المتفوقين والموهوبين
يبلور الأولاد المتفوقون والموهوبون أفكارا ثابتة حول الصدق، المنطق، والعدل. يستطيع الكثير من الأولاد بفضل قدرتهم العقلية المتطورة تفهم الآخر. قد تؤدي هذه الصفات إلى أن ينجح ابنكم في التعامل جيدا مع الأشخاص الآخرين، إلا أنه يبدو لكم أحيانا أنه يختلف قليلا عن الأولاد الآخرين في عمره. كذلك، قد تُصعّب عليه نظرته إلى الحقيقة المطلقة أن يكون مرنا في الحياة.
هناك فرق أحيانا بين النمو العقلي السريع لدى ابنكم والنمو الشعوري الاجتماعي. يؤدي هذا الفارق أحيانا إلى أن يشعر ابنكم بإحباط وقلة فهم ابنكم لبيئته، وفهمه لنفسه في الوقت ذاته.
في الحقيقة، ربما لاحظتم أن ابنكم الموهوب يُفضِّل أن يلعب أو يكون على مقربة من الأولاد الأكبر سنا – إخوة، أخوات، أولاد عم، وجيران. هذا طبيعي، لأن ابنكم يفكر بمستوى أقرب من مستوى الأولاد الأكبر منه.
كيف يمكن أن تساعدوا الأولاد الموهوبين والمتفوقين على التعامل مع الآخرين
يحتاج ابنكم إلى مساعدتكم أحيانا مثل كل الأولاد ليتعلم كيف يتعامل مع الآخرين. بهدف توفير نقطة بداية جيدة، علموه أن هناك لدى الأشخاص نقاط قوة مختلفة. ساعدوه على التعلم كجزء من روتين العائلة اليومي.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن توفروا لابنكم فرصة بناء المهارات الاجتماعية والتدرّب عليها:
- إذا كان ابنكم صغيرا، فاخرجوا إلى بستان الألعاب والحديقة
- إذا كان ابنكم أكبر، يمكن أن يشارك في مجموعات وفق مجال اهتمامه – مثلا فرقة شبيبة، فرقة تمثيل، كشاف، وغيرها
تصرفات الأولاد المتفوقين والموهوبين
يتصرف الأولاد الموهوبون والمتفوقون مثل سائر الأولاد بشكل استفزازي أحيانا. رغم ذلك، قد يكون هناك سبب لسلوكهم الاستفزازي – مثلا: التركيز وحب الفضول، الإحباط، ونقص فرص التعلم.
التركيز وحب الفضول
من المرجح أن ابنكم لديه ذاكرة جيدة، لذلك يتذكر القواعد والروتين جيدا. رغم ذلك، ربما من الصعب عليه أن يعمل بموجبها. مثلا، قد يصعب على ابنكم الذهاب إلى النوم أثناء قراءة كتاب ممتع جدا. ربما يذكر لكم بعض الادعاءات الجيدة موضحا لماذا القراءة أهم من النوم!
الإحباط
أحيانا، يضع الأولاد المتفوقون أمامه معايير عالية جدا، وقد يشعرون بإحباط عندما لا ينجحون في العمل بموجبها. قد يؤدي الإحباط إلى نوبات غضب وسلوك استفزازي آخر. الحقيقة أن ابنكم يطمح إلى العمل وفق معايير عالية رائعة، ولكن عليه أن يفهم أنه لا يمكن تحديد معايير عالية لكل شيء. لا بأس أن يفشل أحيانا ويرتكب خطأ. تحدثوا مع ابنكم عن كيف تعلمنا الأخطاء القيام بالأمور بشكل مختلف في المرة القادمة.
إحدى الطرق الهامة التي يمكن أن تساعدوا ابنكم فيها على تعلم ذلك هي أن تكونوا قدوة يحتذى بها. مثلا، عندما تخطئون، تحدثوا عن ذلك مع ابنكم بهدوء، وأوضحوا له كيف يمكن مواجهة ذلك.
نقص فرص التعلم
إذا لم يحصل ابنكم على فرص كافية للتعلم، فربما تلاحظون علامات على ذلك في سلوكه – لا سيما في المدرسة. مثلا، قد يحاول إلهاء أصدقائه في الصف بدلا من أن يعمل جاهدا مع المعلم في الصف. قد يشعر بالملل في المدرسة وينظر إلى النافذة كثيرا. ربما يتصرف جيدا في المدرسة، بينما يكون قلقا وحزينا في البيت.
في البداية، تحدثوا مع ابنكم واسألوه عمّا حدث في المدرسة. أصغوا إليه واكتشفوا تلميحات إلى أنه يحتاج إلى فرص جديدة للتعلم. مثلا، قد يقول: “أعرف المادة، ولكن المعلم لا يزال يعلمنا المادة ذاتها”.
في المرحلة الثانية، تحدثوا مع معلمي ابنكم حول سلوكه واحتياجاته التعليمية. إذا نجحتم في العمل بالتعاون مع المعلمين لدعم احتياجات ابنكم التعليمية، فمن المرجح أن تتحسن الصعوبات التي يعاني منها وتقل.
إذا كنتم تشعرون أن ابنكم تصعب عليه المواجهة في البيت والمدرسة، ففكروا في التوجه إلى اختصاصي ملائم.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network