مواجهة سلوكيات الأولاد المُستفزّة في فترة كورونا

تنطوي الأيام الطويلة في البيت على تحدّيات للبالغين والأولاد على حدٍّ سواء. ربما تواجهون البكاء، النق المتواصل، أو انفجارات الغضب - ما قد يصيبكم بالجنون. فكيف يمكن التعامل مع سُلوك ابنكم بشكل بنّاء؟

مبادئ بسيطة لإدارة سُلوك الأولاد

قد يتفاوت ردّ فعل الأولاد على الجوّ المتوتر، الضغط، والتغييرات في الروتين، إذ قد يبدأ سلوكهم المثير للاستفزاز بالبكاء المتكرر وينتهي بانفجارات الغضب. يميّز بعضُ هذه السلوكيات مراحلَ نموّ معيّنة أكثر من غيرها، فيما قد يكون البعض الآخر رد فعل على الواقع المرير لمواجهة فيروس كورونا. أفضل طريقة للتعامل مع سُلوك استفزازيّ هي تجنّبه مُسبقًا. فردّ الفعل البنّاء يمكن أن يساعد على تقليل تكرّر السلوكيات المثيرة للاستفزاز وتجنّب مكافأة الولد عليها دون قصد.

هناك عدد من الأدوات التي يمكن أن تساعدكم على التجاوب بشكل ثابت وسليم حين يتصرف ابنكم بشكل مُثير للاستفزاز. ثمة مبدأ مركزي يوجّه عددًا من هذه الأدوات هو مبدأ استخدام الانضباط الإيجابي: إيلاء الاهتمام للتصرفات التي نريد تعزيزها، والتقليل من الانتباه الذي نمنحه للتصرفات السلبية. إنّ استخدام طُرق الانضباط الإيجابي بشكل ثابت يساعد على تقليل التصرفات المثيرة للاستفزاز وتجنّبها على الأمد الطويل. هكذا يمكنكم فِعل ذلك:

أنشِئوا روتينًا ثابتًا

يُساعد الروتين أفراد الأسرة على أن يُديروا أمورهم بسلاسة، لأنّ كلًّا منهم يعرف ما الذي يفعله هو وباقي أفراد الأسرة، متى، وكيف. يحتاج الأولاد خُصوصًا إلى روتين يوجّه سلوكهم ويمنحهم شعورًا بالأمان. حدِّدوا وقتًا للوجبات، للّعب، للاستحمام، وللنوم. أما الأولاد الأكبر سنّا، فحدِّدوا لهم أيضًا وقتًا للدراسة، للتحدّث مع الأصدقاء، وللراحة. تحدّثوا مع الأولاد عن الروتين الذي حدّدتموه، وفكّروا في الأجزاء من الروتين العائلي التي يمكن للولد أن يتحمل مسؤولية عنها. في هذه الفترة التي تتميز بعدم الاستقرار، الروتين مهمّ بشكل خاصّ كي يساعد الأولاد على إيجاد استقرار في البرنامج اليومي، الانتقال بسهولة أكبر من نشاط إلى آخر، وتجنب الأزمات الناتجة عن الملل. يساعدكم وضع روتين أيضًا على تحديد حاجات الأولاد الصغار وتجنّب حالات الجوع أو التعب، التي يمكن أن تكون محفّزًا أكبر لتصرّفات عديدة مثيرة للاستفزاز.

صوغوا قواعِد عائلية

بالإضافة إلى الروتين الثابت، يمكنكم أن تصوغوا مع الأولاد قواعِد عائلية، تتيح لأفراد الأسرة أن يتدبروا أمورهم واحدهم مع الآخر مع الحفاظ على كرامة الجميع وتلبية حاجاتهم. يساعد وجود قواعِد واضحة وثابتة الأولادَ من سنّ الثالثة حتى المراهقة أن يتعلموا الحدود ويتحملوا مسؤولية عن تصرفاتهم. تتضمن القواعِد الناجعة صياغة واضحة حول السلوك المرغوب فيه، مع تحديد عواقب انتهاكها. فهي توضح لأولادكم ما الذي يجب أن يتوقعوه، وتساعدكم على أن تتذكروا ما تتوقعونه وما الذي تردّون عليه. بهذه الطريقة، تعزّز القواعدُ السلوكَ الهادئ وتساعد على منع الانفجارات، النزاعات، أو الإصابات بين الأولاد. استخدِموا القواعِد كي تساعدوا الأولاد الصغار على تذكُّر ما هي السلوكيات المتوقعة والمقبولة في بيتكم. لائِموا القواعد للحاجات المتغيرة للشبّان، مع الإصغاء والمناقشة المشتركة، كي تساعدوهم على تطوير انضباط ذاتي واستقلالية.

استخدِموا المدح والمكافآت

لا نبالغ مهما أكّدنا على أهمية المدح حين نريد تغيير السلوك الاستفزازي. فالنسبة الموصى بها هي ست مرات مدح مقابل كلّ انتقاد لابنكم. يسهُل الوقوع في فخّ الاستجابة للتصرّفات التي لا تحبونها فقط. لذا ابحثوا عن أوقات يتصرف فيها ابنكم بطريقة تحبونها، حتى لو كان الأمر نجاحًا صغيرا، وحاوِلوا أن تستأثروا باهتمامه فورًا. استخدِموا المدح كي تصِفوا بدقة ما تحبونه في سُلوك ابنكم. يمكن أيضًا مدح الولد على جهوده، لا إنجازاته فقط، من أجل تشجيعه على مواصلة بذل جهود أكبر في المستقبل. امدحوا لتعزيز الالتزام بالروتين أو بالقواعد العائلية. امدحوا الولد الصغير على نجاحه في إيقاف اللعبة والدخول إلى الحمّام، والشاب على التزامه بساعة النوم التي حدّدها بنفسه. وحتى لو بدا أنّ الشبّان لم يعودوا متعلقين بكم، فإنهم لا يزالون يحتاجون إلى رضاكم. أحيانًا، يمكن بعد السلوك الإيجابي استخدام مكافآت (نتيجة إيجابية أو أمر صغير تدلّلون به ابنكم).

استخدِموا تلهيات

إحدى الطرق الطبيعية والهامة للتعامل مع السلوك الاستفزازي، لا سيّما للأولاد في أجيال مبكرة، هي استخدام التلهيات. فتحويل انتباه ابنكم يمكن أن يمنع تطوّر حالات تؤدي إلى سُلوك استفزازيّ. حين تلاحظون أن ابنكم مُحبَط أو عديم الصبر، تدخَّلوا قبل أن تبدأ الأمور بالتدهور. اقترِحوا على ابنكم لعبة أو نشاطًا جديدا، علِّموه شيئا جديدًا عن اللعبة التي معه. يمكن أيضًا محاولة تغيير المكان – أخذ ابنكم إلى غرفة أخرى كي يتحول انتباهه إلى أمور أخرى. وفي عُمر أكبر، يمكن تغيير موضوع النقاش أو اقتراح القيام بشيء آخر على الولد.

العقوبات – هل هي ضرورية؟

العقاب هو نتيجة سلبية لسُلوك غير لائق أو لانتهاك القواعد، بهدف التوضيح أنّ السلوك غير مقبول. لدى استخدام العقاب، من المهمّ أن تكون العلاقة بين السلوك وبين العاقبة السلبية واضحة. على سبيل المثال، حين يرفض الولد الاستحمام حين تطلبون منه ذلك، يمكن القول له إنّه بذلك لن يتبقى لديه وقت لسماع قصة قبل النوم. وحين لا تكون هناك نتيجة طبيعية أو منطقية للعمل، يمكن حرمانه من بعض الامتيازات، مثل مشاهَدة التلفزيون أو اللعب على الحاسوب. وإحدى الأدوات الأخرى التي يمكن أن تُستخدَم في ردّ الفعل هي الوقت المستقطَع؛ تتضمن هذه الطريقة إبعاد الولد إلى منطقة محدّدة مسبقًا (يجب اختيار مكان آمن وخالٍ من الألعاب)، وعدم الاهتمام به لبضع دقائق. من المهمّ جدًّا التذكّر أنّ استخدام العقوبات يكون ناجعًا فقط حين تتمّ موازنته بأدوات الانضباط الإيجابي، المدح، والجوّ الإيجابي – التي تُعلِّم الولد ما هو السلوك المرغوب فيه.

من المهمّ استخدام العقاب من أي نوع – النتيجة السلبية أو الوقت المستقطَع – فقط حين تكونون هادئين، وليس بسبب فقدان الصواب وعدم السيطرة. إذا شعرتم بالضغط أو الغضب، حاولوا التنفس بعمق كي تهدأوا قبل أن تردّوا. وإذا لم يكن ذلك نافعًا، اخرجوا من الغرفة كي تستعيدوا السيطرة. حين يصرخ الوالدون ويهدّدون، يتكرر السلوك الاستفزازي عادةً. لا تستخدِموا أبدًا العقوبات الجسدية، مثل الضرب، الصفع، أو القَرص. فالعقاب الجسدي يمكن أن يؤذي الأولاد ويعلّمهم أنّ الحل الجسدي مقبول.

التصرفات الاستفزازية في مراحل نموّ مختلفة

الرُّضَّع: البكاء المتواصل

يتواصل الرُّضَّع عبر البكاء، ولكن قد يكون صعبًا جدّا أن تفهموا لمَ يبكي رضيعكم وما الذي يمكن فعله لتهدئته. يبكي الرُّضَّع حين يكونون جائعين أو متعَبين، حين يشعرون بالبرد أو الحرّ، حين يكونون خائفين، حين يشعرون بالألم أو يزعجهم شيء ما، وحين يحتاجون إلى الدفء والمحبة. إذا كان بكى رضيعكم لمدّة طويلة، فقد تشعرون بالضغط الشديد. وقد تكتشفون أنّ هناك ساعات يميل فيها الرضيع إلى البكاء، كما في ساعات بعد الظهر. لدى الاهتمام بأولاد أكبر أيضًا في البيت، يمكن أن يكون التعامل مع بكاء الرضيع مُستفِزًّا بشكل خاصّ.

فما الذي يمكن فِعله؟

  • أولا، تذكّروا أنّ الرُّضَّع أحيانًا يشعرون بضيقتنا نحن الوالدين ويعبّرون عن ذلك بالبكاء.
  • حاوِلوا أن تفحصوا إذا كان رضيعكم:
    – جائعًا (كم من الوقت مرّ منذ وجبته الأخيرة)؟
    – مُتعَبًا (هل اقتربت ساعة نومه)؟
    – غير مرتاح (هل حفاظه ملآن؟ هل تضغط الملابس عليه؟ أو هل هو في الوضعية نفسها منذ وقت طويل؟).
    يساعدكم الروتين الثابت على تحديد أوقات الأكل والنوم بسهولة، وعلى التعرف بشكل أفضل إلى الفوارق بين أنواع البكاء المختلفة.
  • إذا لم تنجحوا في تهدئة الرضيع، حاوِلوا تحريكه على حمّالة الأطفال أو العربة. تتيح لكم حمّالة الأطفال استخدام يدَيكم للقيام بأمور أخرى.
  • وإذا شعرتم أنّكم لا تستطيعون تحمّل البكاء بعد، اطلبوا مُساعَدة من شخص بالغ آخر أو ضَعوا الرضيع في مكان آمن وخذوا استراحة قصيرة. إياكم أن تقوموا بهزّ رضيع يبكي. فبعض البكاء لن يضرّه؛ خُذوا نَفَسًا واستعيدوا السيطرة.
  • إذا كنتم تخشون من أنّ الرضيع ليس بخير أو يعاني من الألم، أو إذا ظهرت إلى جانب البكاء أعراض أخرى، استشيروا طبيب الأطفال.

الطفل المتهادي (Toddler): ذروة نوبات الغضب

في سنّ سنة ونصف إلى ثلاث سنوات، قد يختبر 90% من الأولاد نوبات غضب، أحيانًا بشكل يومي. قد تكون نوبة الغضب رد فعل على إحباط أو على وضع يشعر ابنكم أنه لا ينجح في مواجهته. في هذا العُمر، لا يزال ابنكم يفشل في التعبير عن رغباته وحاجاته بالكلمات، ومهارات تعامله مع المشاعر السيئة لم تتطور بعد. نوبة الغضب هي انفجار للغضب يمكن أن يشمل البكاء، الصراخ، التمرّغ على الأرض، ليّ الظهر، الرفس، تكسير الأغراض، ولدى بعض الأولاد توقّف التنفس. حين يكون الأولاد مضغوطين، متعَبين، جائعين، أو مُستفَزّين، قد يستصعبون أكثر التعامل مع الإحباط، بحيث يمكن أن تكون نوبات الغضب أكثر تكرّرًا وصعوبة. إضافة إلى ذلك، هناك أولاد يختبرون بسبب طبعهم نوبات غضب أكثر من غيرهم.

من أجل تجنّب نوبات الغضب أو محاولة خفض حدّتها، جرِّبوا النشاطات التالية:

  • حاوِلوا تقليل حالات الجوع، التعب، أو الإثارة الزائدة.
  • انتبهوا حين يبدأ الإحباط بالتراكم وحاوِلوا التدخل: استخدِموا التلهيات – اعرضوا على ابنكم لعبة جديدة أو نشاطًا مُهدِّئًا. غيّروا الجو أو المكان.
  • حاوِلوا تمييز محفزات نوبات الغضب والتخطيط مُسبقًا لكيفية مواجهتها؛ قلِّلوا التحديات والإحباطات، فكِّروا في ما يمكن أن يخفّف عن ابنكم.
  • امدحوا الولد وامنحوه حوافز حين ينجح في البقاء هادئًا – تجاوَبوا بحماس حين يواجه الإحباط بنجاح.

كيف تتجاوبون حين تحدث نوبة الغضب؟

  • ابقَوا هادئين، تصَّرفوا ببُطء، وحافِظوا على نبرة صوت منخفضة وهادئة. فالغضب يمكن أن يفاقم الوضع.
  • تجاهَلوا سلوك ابنكم، لا تنظروا إليه أو تحكوا معه حتى تنقضي نوبة الغضب. فالاهتمام بنوبة الغضب يمكن أن يجعله يظنّ أنه ينجح في الاستئثار باهتمامكم بهذه الطريقة.
  • تأكَّدوا من عدم حصول ابنكم على مبتغاه بسبب نوبة الغضب. فإذا قرّرتم أنه حان الوقت لإيقاف اللعبة، أصرّوا على ذلك بلُطف، أبعِدوا اللعبة، وضعوها في مكان لا يستطيع أن يصل إليه.
  • ليكُن ردّ فعلكم ثابتًا حتى لا تتفاقم المشكلة.

الأولاد: حين لا يكفّون عن التذمّر

حين يرفض ابنكم الإجابة “لا” ويستمرّ في النقّ وطلب أمور لا يمكنه الحصول عليها، تشعرون بالإرهاق. أحيانًا ينجح النقّ؛ فالوالدون يستصعبون الرفض لوقت طويل، خُصوصًا حين يخافون أن يؤدي رفضهم إلى صراخ أو إلى نوبة غضب، فيما القبول يمنح الطفل سرورًا فوريًّا. حتى إن كنتم تعلمون أنّ تجاهل النقّ سيؤدي إلى توقفه في نهاية المطاف، قد تشعرون أنه يصعُب عليكم كثيرًا أن تفعلوا ذلك. ولكن حين يعرف ابنكم أن النق هو طريقة فعالة لتحقيق مبتغاه، قد يُزعِج ويتذمر في أحيانٍ أكثر ولمدة أطول. فكيف يمكن خفض وتيرة التذمّر؟

  • خدّدوا مُسبقًا قواعِد حين تعرفون أنّ هناك احتمالًا كبيرًا أن ينقّ الولد. قرّروا مُسبقًا عدد البرامج التي سيشاهدها الولد، وأوضِحوا ماذا سيكون ردّ الفعل في حال بدأ بالنقّ “فقط حلقة واحدة بعد”.
  • استخدِموا المدح حين يلتزم الولد بالقواعد أو يتوقف عن الطلب حين ترفضون. بيِّنوا له أنكم انتبهتم وامنحوه حوافز إيجابية. على سبيل المثال، قولوا له: “أنا فخور لأنك ساعدتني على ترتيب المشتريات دون أن تطلب أن تأكل الآن الحلويات التي اشتريتُها للحفلة!”، أو: “تصرفتَ بنضج حقّا حين أطفأت الحاسوب الآن! سيكون لدينا بعض الوقت لنلعب الورق (الشدّة) معًا”.
  • أوضِحوا له أنكم لن تغيّروا قراركم حين يتذمر، يصرخ، يطلب، أو يهدِّد. لا تُجيبوا “نعم” أو “لا” حتى تكونوا راضين عن الطريقة التي يطلب بها.
  • قولوا “لا” فقط حين تقصدون ذلك، ولا تغيّروا قراركم.
  • لا تُغرَوا بالاستسلام بعد نوبات الغضب أو نوبات البكاء؛ تذكّروا أنكم قد تعزِّزون السلوك السلبي بهذه الطريقة. إذا لم ينفع ذلك، خُذوا نَفَسًا عميقًا وتجاهلوا تصرّف ابنكم. وإذا دعت الحاجة، يمكنكم الاستعانة بالوقت المستقطَع كي يهدأ.

الشبّان: إدارة النزاعات

يُرجَّح أن تزداد النزاعات بينكم وبين ابنكم حين يبلغ سنّ المراهقة. فكجزء من رحلته إلى الاستقلالية، تزداد الأمور التي لا تتوافقون عليها. هذه عملية طبيعية وسليمة، والنزاعات هي جزء لا يتجزأ من العلاقات اللصيقة. حتى إنها يمكن أن تقوي علاقتكم بابنكم وتمتّنها. مع ذلك، يمكن أن تزيد النزاعات الكثيرة مستوى الضغط الذي يشعر به أفراد الأسرة. ومهارات إدارة النزاعات تساعدكم على المواجهة بشكل ناجع وعلى تعليم ابنكم مهارات هامة في الحياة.

  • اختاروا معارككم. لا تتخاصموا على أمور صغيرة، تنازلوا عن السيطرة أحيانًا، واحتفظوا بِطاقتكم للمواضيع المهمة حقًّا، مثل الأمن والسلامة.
  • حاوِلوا أن تتذكروا كيف كنتم في سنّ المراهقة، كي تفهموا بشكل أفضل وجهة نظر ابنكم وصعوبة رؤيته للصورة الكاملة.
  • تكلَّموا حين تكونون أنتم وابنكم هادئين وقادرين على إدارة محادثة في جوّ لطيف، دون غضب. حافِظوا على تواصل بصري، أصغوا، واحرصوا على التعامل مع ابنكم بجدية واحترام.
  • إذا فقدتم السيطرة للحظةٍ ما أو كان ردّ فعلكم قاسيًا – لا تقسوا على أنفسكم، فهذا طبيعي ويحصل مع الجميع. فقط اعتذِروا وحاوِلوا أن تبدأوا من جديد.
  • أتيحوا له أن يتكلم، انتظِروا إلى أن ينتهي، وتعامَلوا بانفتاح مع وجهة نظره. وحتى يتمكن ابنكم من التحدث معكم بصراحة، عليكم أن تكونوا مستعدين لمواجهة مشاعركم حتى حين تسمعون أمورًا لا تعجبكم. لا يجب الرد على الفور، إذ يمكن أن تعاودوا الحديث بعد التفكير وتكوين رأي في الموضوع.
  • فكِّروا مُسبقًا في ما تريدون قوله وأوضِحوا وجهة نظركم ببساطة وإيجاز.
  • تحدَّثوا عن مشاعركم وأخبِروا ابنكم بصراحة كيف يؤثّر سلوكه فيكم. هكذا يفهم ابنكم أنكم تهتمون به، الآن وفي المستقبل.
  • كونوا مستعدّين للتسويات. أديروا مع ابنكم مُفاوَضات، وعلِّموه أنّ التسوية هي طريقة جيّدة لحلّ النزاعات.
  • حين تقولون “لا”، افعلوا ذلك بهدوء، متفهمين ومحترمين ابنكم ورغباته. قولوا مثلًا: “أفهم أنك تريد كثيرًا أن تذهب إلى هذه الحفلة، ولكن ليست هناك الآن طريقة لحضورها بشكل آمن. الجواب حاليّا هو لا”.
  • أتيحوا لابنكم أن يعبّر عن خيبة أمله، وامنحوه المساحة التي يحتاج إليها.
  • تأكَّدوا لاحقًا إن كان يحتاج إلى مساعدتكم كي يهدأ، ولكن أتيحوا له مواجهة المسألة هو بنفسه إذا كان يُفضِّل ذلك.
  • إذا عبّر ابنكم عن غضب شديد، خصِّصوا بضع دقائق لتستريحوا حتى يهدأ الوضع. أصغوا إليه وبيِّنوا له أنكم تهتمون بمشاعره. حاوِلوا التركيز على موضوع النزاع وعدم التطرق إلى مواضيع أخرى.
  • إذا أصبح المراهق عنيفًا – مُلحِقًا الأذى بالممتلكات، شاتمًا، أو مُهدِّدًا – ضعوا حدًّا، وليكن واضحا أنّ هذا التصرف غير مقبول. أخبِروه أنكم لن تتكلموا معه حين يكون في وضع كهذا، لكنكم تُسَرّون بحل المشكلة معه حين يهدأ. تأكّدوا من أنه يعرف أنّ ثمة عواقب لسلوكه. احرصوا على الحفاظ على هدوئكم وكونوا قدوة في ضبط النفس والتحكّم بالغضب.

اهتمّوا بأنفسكم

يمكن أن تكون الأبوّة والأمومة عملا مُرهِقًا، لا سيّما في هذه الفترة التي تتميز بالتوتر وبقضاء وقت طويل مع الأولاد. خصِّصوا وقتًا للاهتمام بأنفسكم، واهتمّوا بتناول طعام صحي، ممارسة نشاط جسماني، ونيل قسط وافٍ من الراحة. وإذا شعرتم أنّكم مُنهَكون جدّا، لا تترددوا في طلب مساعَدة مهنية.