النزاعات بين الإخوة في سن المراهقة

يبدو أحيانا أن الإخوة يتشاجرون كل الوقت. إذا واجهتم هذه النزاعات بطريقة بناءة، يمكن إيقافها ومساعدة أولادكم المراهقين على تعلم مهارات حياتية هامة.

النزاعات بين الإخوة: ما يجب أن تعرفوه

“من قال لكِ إنّ بإمكانكِ أن ترتدي ملابسي”؟، “اخرج من غرفتي”، “أنت تستخدم حاسوبي كل الوقت”. من الطبيعي أن يتشاجر الإخوة في سن المراهقة لأسباب مختلفة. يتشاجر الأولاد في هذا العمر بذات الوتيرة والكمية مثل الأطفال الأصغر سنا، ولكنهم يميلون إلى التخاصم لأسباب مختلفة، ويستخدمون لغة مختلفة وبالغة أكثر.

يمكن أن تثير النزاعات بين الإخوة توترا، ولكنها تتضمن هدفا هاما: عندما يتواصل الأولاد مع البالغين يتعلمون عن السلطة. يساعد التواصل بين الإخوة على أن يتعلم الأولاد كيف يتواصلون مع “مجموعة النظراء”، ولاحقا مع أشخاص في مثل سنّهم ووضعهم. صحيح أن الأولاد يتشاجرون، ولكن يمكن أن يدعم الإخوة بعضهم بعضا ويحموا بعضهم بعضا في حالات أو فترات أخرى. تساعد الجدالات بين الإخوة الأولاد على تعلم كيفية الكون أصدقاء، رفقاء زواج، وعمالا أفضل في الحياة. إذا تمت معالجة النزاعات جيدا، تكون فرصة للإخوة، وتساعدهم على تعلم مهارات حياتية هامة،  مثلا:

  • كيفية حل المشاكل وتسوية النزاعات
  • كيفية التعاطف مع الآخرين
  • كيفية مواجهة الآراء المختلفة
  • كيفية التعبير عن احتياجاتهم
  • كيفية وضع الحدود
  • كيفية التنازل وإدارة المُفاوَضات
  • كيفية الاعتذار والمصالحة لدى ارتكاب خطأ

كيف يمكن حل النزاعات بين الإخوة

إليكم بعض الاقتراحات التي تساعدكم على مواجهة النزاعات بين الإخوة في سن المراهقة.

لا تتدخلوا في كل مرة لكي تحلوا لأولادكم المشاكل، حتى إذا كان تدخلكم يساعد على حل المشكلة بشكل أسرع ودون توتر. دعوا أولادكم يحلون النزاعات التي بينهم وحدهم ويتعلمون مهارات حياتية ضرورية. رغم ذلك، يمكن أن تضعوا حدودا وتمنعوا السلوك العنيف والضار الذي ترفضونه في عائلتكم. اطلبوا من أولادكم أن يصغوا واحدهم إلى الآخر، وأن يسمحوا لبعضهم أن يعبروا عن وجهة نظرهم. بعد ذلك، وجهوا أولادكم نحو تسوية النزاعات. يمكن استخدام مرشد لحل المشاكل.

إذا كان ابنكم يحتاج إلى مساعدة لحل النزاعات، ساعدوه على معرفة كيف يحقق هذا الهدف. دعوا أولادكم يعرفون كيف تحلون المشاكل: ساعدوهم على معرفة ما هو سبب النزاعات بينهم، اسألوا كل واحد منهم ما الذي يريده، وشجعوهم على التفكير في الحل معا، بحيث يلبي احتياجات كل واحد منهم.

افحصوا ما هو سبب المشكلة بدلا من أن تفحصوا من بدأها. فلا يمكن دائما أن نعرف من بدأ النزاعات، وإذا كان هناك استفزاز أو أذى قبل ذلك. في نهاية الأمر، عندما يتشاجر طرفان، يكونان كلاهما مسؤولَين عن النزاع.

إذا وقفتم إلى جانب أحد أولادكم أكثر من غيره، قد يشعر ابنكم الآخر أنكم لم تتعاملوا معه بشكل عادل وأنكم تفضّلون أخاه عليه. يُفضل أن  تطلبوا من ولدَيكما المراهقَين أن يعرضا المشاكل التي يواجهونها،  ثم تفكرون معا في حلول محتملة. يمكن أن تكتبوا الإمكانيات التي طرحتموها وتتأكدوا ألا تنسوا أية فكرة.

شجعوا أولادكم على حل النزاعات فيما بينهم. مثلا، إذا تشاجروا بسبب الحاسوب، امنعوهم عن استخدامه حتى يتوصلوا إلى حل معا، ما سيلزمهم بالتوصل إلى اتفاق. ليس من السهل دائما القيام بهذه الخطوة، ولكن حاولوا أن تحافظوا على أجواء هادئة تشجع أولادكم على أن يهدأوا ويفكروا في الحل.

احتفظوا بتوثيق لحل المشاكل للتأكد من ألّا “يسيطر” أي ولد من أولادكم على إخوته. تأكدوا من أن الحل الذي اتفقتم عليه أو الذي اتفق عليه أولادكم يتحقق، وأن كل واحد من أولادكم قد حصل على ما يريده. في حال لم ينجح الولدان في حل المشكلة، عليكم التفكير في النتائج التي ستؤثر في الولدَين.

العنف الكلامي والنزاعات الجسمانية تلحق ضررا جسمانيا ونفسيا بالضحية وبالمعتدي. وهي قد تؤثر في العلاقات بين الإخوة على الأمد البعيد. إذا كان أولادكم يستخدمون العنف الكلامي أو الجسدي، عليكم التدخل وإيقاف هذه السلوكيات بسرعة.

كيف يمكن منع النزاعات بين الإخوة في المستقبل

يمكن أن يمنع التحضير البسيط النزاعات بين الإخوة في سن المراهقة.

العلاقة العادلة

  • كونوا عادلين. امتنعوا عن التمييز. ينتبه الشبان بسرعة إذا كانوا يُعامَلون بشكل مختلف.
  • حاولوا ألا تقارنوا بين الإخوة. بدلا من ذلك، ركزوا على نقاط القوة لدى كلّ ولد. رغم أنه من المغري أحيانا أن نقول “لماذا لستَ كأخيك؟”، أو “لم تقم أختكِ بعمل كهذا أبدا”، قد تُسبب هذه الأقوال عدائية بين الإخوة. عليكم أن تتفهموا حقيقة أن هناك اختلافا بين الأولاد، وأنّ لكل منهم عالمه الداخلي.
  • أعربوا عن محبتكم لكل أولادكم. حاولوا أن تقضوا وقتا مع كل واحد من أولادكم.
  • لا تَسِموا أولادكم بصفة معيّنة. مثلا، إذا قلتم عن أحد أولادكم إنه “صعب”، قد تتسببون بنزاعات أو سلوكيات مثيرة للتحدي من جهته، وقد يؤمن بما وصفتموه ويعمل وفق ذلك.

 

الحيز الشخصي والعلاقات الإيجابية داخل العائلة

  • خصصوا زاوية لكل واحد من أولادكم – سريرا أو كرسيا للجلوس أو النوم بهدوء ودون ازعاج، أغراض لا داعي لأن تكون مشتركة ومكان للاحتفاظ بها، ووقت خاص بكل شخص مع أصدقائه.
  • شجعوا مجالات الاهتمام المشتركة أو النشاطات العائلية، مثل النشاطات الرياضية المشتركة، المشتريات، أو مشاهدة الأفلام معا. يمكن أن تحددوا أيضا هدفا يعمل عليه كل الأولاد معا، مثل تحضير وجبة خاصة لكل العائلة أو التخطيط لمسار رحلة.
  • حاولوا أن تظلوا على تواصل مع أولادكم. حافِظوا على تواصل مفتوح. تأكدوا من أن أولادكم يعرفون أنه يمكنهم التحدث معكم عن كل موضوع أو مشكلة، وأنكم سوف تساعدونهم للعثور على حل.
  • حددوا قواعِد عائلية واضحة. مثلا: “نحن نتصرف باحترام تجاه بعضنا بعضا، ونحترم خصوصية الآخرين”. اوضحوا أية لغة تسمحون باستخدامها. مثلا، إحدى القواعد العائلية “نتحدث معا بتهذيب وباحترام”، و “نرفض كيل الشتائم، الإزعاج، أو التهديد”.

التواصُل الإيجابي

  • تجنبوا النزاعات حول العدل والمساواة. اوضحوا لأولادكم أن فارق العمر بينهم يؤدي إلى فوارق بما تسمحون به لكل واحد منهم، وكذلك المسؤولية التي يتحملها كل منهم. حاولوا أن تتعاملوا بشكل شبيه حسب العمر، ولكن حافظوا على حقكم على أن تتعلموا من أخطاء الماضي وتغيروا طرق التربية أو تلائموها حسب احتياجات أولادكم.
  • دعوا أولادكم يعبّرون عما يزعجهم بشكل لائق. يمكن تحديد لقاءات عائلية للتحدث عن المشاكل واقتراح الحلول.
  • كونوا قدوة إيجابية وأخبروا أولادكم كيف تواجهون الخلافات في الرأي وتتجنبون النزاعات قدر المستطاع. يتعلم الأولاد في كل الأعمار كيف يديرون مفاوضات ويواجهون الفوارق بينهم عبر الاستماع إلى الوالدين ومشاهدتهم.

الحصول على مساعدة عند مواجهة نزاعات بين الإخوة

إذا كنتم تتشاجرون مع أولادكم كل الوقت، تستخدمون الضرب، تعرضون بعضكم للخطر، وتتصرفون بعدائية، عليكم معالجة الموضوع. إذا واجهتم نزاعات لا يمكن حلها، وكانت تؤثر سلبيا في الآخرين، يستحسن أن تطلبوا المساعدة. يمكن أن يقدم لكم طبيب العائلة أو الأطفال توصياتهما، وعند الحاجة، يمكن أن يعطياكم إحالة إلى اختصاصي نفسي خبير بعلاج سلوكيات الأولاد والشبان.

حقائق أخرى حول النزاعات بين الإخوة

  • تصل النزاعات بين الإخوة إلى الذروة في بداية سن المراهقة، لا سيما عندما يبدأ الأخ الأصغر مرحلة المراهقة. إذا كان المراهق الصغير ينظر إلى أخيه الأكبر منه كشخصية ذات سلطة، قد تزداد النزاعات لأن الأخ الأصغر يحاول أن يحظى باستقلالية في مواجهة الوالدين وكذلك الإخوة.
  • السلوكيات بين الإخوة هي إحدى الطرق التي يرسخ فيها الشبان شخصيتهم كأشخاص مستقلين لديهم اهتمامات واضحة. هذا هو جزء من مرحلة تطورهم نحو الاستقلالية. تصوغ الطريقة التي يواجه فيها الإخوة الجدالات بينهم الطريقة التي يشعرون ويتعاملون بها واحدهم مع الآخر.
  • يختار الشبان أصدقاءهم بناء على مجالات اهتمامهم، ولكن ليس في وسعهم اختيار إخوتهم. فهم يشعرون أحيانا أنه ليست لديهم عوامل مشتركة كثيرة سوى أنهم إخوة، لأن شخصياتهم قد تختلف كثيرًا
  • الأسباب الأكثر شيوعا للنزاعات بين الإخوة في سن المراهقة هي العدل والمساواة، الحيز الشخصي، الملكية، والصداقات.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.