نشاطات ساعات بعد الظهر، مجالات الاهتمام، والهوايات لدى الشبّان

قد تكون نشاطات بعد الظهر أمورًا ممتعة ومثيرة للاهتمام يفعلها ابنكم بعد ساعات الدراسة.عندما يشارك ابنكم فيها يعرف ما الذي يثير اهتمامه، يلتقي بأشخاص يفكرون مثله، ويطور مهارات وقدرات جديدة.المفتاح هو التوازن.

ما الذي يحصل عليه الشبّان عند المشاركة في نشاطات بعد الظهر

الرياضة، المسرح، حركات الشبيبة، الفنون، أو التصوير – قد تتضمن نشاطات بعد الظهر كل ما يتمتع ابنكم به بعد ساعات المدرسة. فيمكن أن يشارك في نشاطات تشجعونه عليها، مثل تعلّم اللغة، الموسيقى، مجموعات النقاش، الدروس الدينية، السباحة، وحتى أن يعمل بوظيفة جزئية أو يتطوع.

قد توفّر المشاركة في هذه النشاطات:

  • فرصة لابنكم لتجربة عدد من النشاطات، اكتشاف ما هي نقاط قوته وما يُتقنه
  • شعورًا بالإنجاز وتحسين احترامه للذات وثقته بنفسه
  • توسيع الحلقات الاجتماعية وخلق فُرَص لإقامة علاقات مع أولاد آخرين غير الأولاد الذين يتعلم معهم
  • تقليل السلوك الخطير – مثلا، العلاقات الإيجابية التي تتطور في هذه النشاطات والوقت الذي يقضيه ابنكم فيها يمكن أن تحميه من استهلاك الكحول في سن صغيرة
  • تطوير صحة نفسيّة جيدة
  • المساعدة على تعلم كيفية مواجهة المسؤولية وتطوير مهارات تخطيط وأخذ المبادرة
  • مساعدة على تعلم كيفية التغلب على الفترات الصعبة، ما يساعده في سن متأخرة أكثر على النجاح أكاديميًّا.

كيف تشجعون ابنكم على تجربة نشاطات بعد الظهر

لا يحب كل الشبّان أن يشاركوا في نشاطات ساعات بعد الظهر. ولا مشكلة في ذلك. رغم ذلك، يريدون أحيانا خوض تجربة جديدة ويحتاجون إلى تشجيع قليل للبدء. إذا شعرتم أن هذه الحالة معروفة لكم، شجعوا ابنكم المراهق على المشاركة في النشاطات وأتيحوا لهم فرصة ومساعدة عملية، مثلا: يمكن أن تأخذوا ابنكم بالسيارة إلى نشاطات بعيدة.

إذا كان يبدو لكم أن ابنكم لم يفكر في كل النشاطات المحتملة، ساعدوه على أن يعرف ما هي النشاطات التي قد تهمه. يمكن أن تفحصوا ما الذي يقوم به المراهقون الآخرون وتتحدثوا مع عائلاتهم، أو أن تفحصوا ما هي الإمكانيات في الصحف المحلية أو موقع الإنترنت أو صفحة الفيس بوك في البلدة. كذلك، يمكن أن تفحصوا ما هي النوادي والدورات التي تعرضها المدرسة.

قد يحتاج ابنكم إلى مساعدة للتعرف إلى المجموعة في المرة الأولى. رغم ذلك، من الصعب أن يشارك المرء فجأة في مجموعة جديدة دون أن يعرف أحدا. ربما يرغب أحد أصدقاء ابنكم في الانضمام إليه في النشاط. اقترحوا على ابنكم أن تنضموا أنتم، أو نظّموا لقاء مع شخص يشارك في النشاط.

يمكن أيضا أن يبدأ ابنكم بالنشاط تدريجيا. فيمكن أن يقرر ابنكم مثل، أن يشارك في فعاليتَين كتجربة في حركة الشبيبة، أو أن يبدأ بالعمل كمساعد مدرب بهدف أن يتقدم في وقت لاحق.

حتى إذا كان ابنكم لا يرغب في المشاركة في نشاطات كثيرة – أو لا يرغب في المشاركة أبدا – فلا بأس. فربما يفضل البقاء وحده أو تفحّص مجالات اهتمامه وحده، أو ربما يشعر أن المدرسة تقدم له كل الإثارات والفرص التي يحتاجها. ليس من الضرورة أن يشارك ابنكم في نشاطات ما بعد الظهر. إذا لم يرغب ابنكم في المشاركة في النشاطات، فلن يتمتع بها ولن يستفيد منها.  لا تلزموه بالمشاركة، لأنه قد ينشأ توتر لا داعي له.

إيجاد التوازن الصحيح بين النشاطات

العثور على التوازن بين العمل والمتعة هو تَحَدٍّ للجميع – فهذه مهارة يتميز بها البالغون، ومن المهم أن يتعلمها ابنكم. إذا كنتم تخشون من أن يشارك ابنكم في نشاطات أكثر من اللازم بعد الظهر، هناك بعض العلامات التي تشير إلى أنّ الأمر زادت عن حدّها. فقد يكون ابنكم متعبا، عصبيّا، أو متوترا، ويصعب عليه النوم، أو لا يستطيع القيام بواجباته المدرسية.

يمكن أن تواجهوا أنتم وابنكم قلة التوازن على الأمد القصير، مثلا أثناء الامتحانات، قبل مباراة رياضية حاسمة، أو قبل عرض هام. ولكن إذا كان ابنكم يبدي علامات التوتر هذه في الفترات الاخرى، يستحسن أن تفحصوا عدد النشاطات التي يشارك فيها ابنكم.

لمعرفة إذا كان ابنكم يشارك في نشاطات كثيرة، اسألوه أولا إذا كان يشعر أنه مشغول أكثر من اللازم. بعد ذلك، افحصوا الأمور التالية:

  • الوقت خارج البيت: كم مرة في الأسبوع يعود ابنكم إلى المنزل بعد الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة مساءً؟ كم من الوقت يقضي خارج البيت في نهاية الأسبوع؟ هل يشارك في المهام الروتينية في المنزل؟ يحتاج الشبّان إلى تسع حتى عشر ساعات نوم كل ليلة وإلى وقت يجلسون فيه بهدوء.
  • التوازن بين النشاطات: كم ساعة ينام ابنكم؟ هل لديه وقت كافٍ للهدوء؟ هل ينجح في تحضير الفروض البيتية في الوقت المطلوب؟ هل لديه وقت كافٍ للالتقاء بأصدقائه؟ هل يقضي وقتا طويلا في تدريبات كرة القدم أو في حركة الشبيبة، ربما على حساب وقت المدرسة أو اللقاءات مع الأصدقاء؟ قد تؤدي الإثارات والنشاطات المستمرة إلى الحاجة إلى الترفيه باستمرار، دون قدرة على الشعور بالارتياح والهدوء.
  • السلوك: هل يبدو ابنكم سعيدا؟ هل هو عصبيّ؟ هل يبدو متوترا معظم الوقت؟
  • التأثير على العائلة: كم وجبة عائلية لا يشارك ابنكم فيها أو بسبب نشاطاته؟ هل هذه مشكلة في العائلة؟ ما هي الوتيرة التي يفوّت فيها ابنكم في النشاطات العائلية؟ هل تتسبب نشاطاته بأن يخسر أفراد العائلة الآخرون بعض الأمور؟

ليس هناك تشابه بين الأفراد، إذ إنّ كلّا من الشبّان يمكنه موازنة كميات مختلفة من النشاطات بعد الظهر. كذلك، تتغير القدرة على الموازنة بين النشاطات بمرور الوقت. فقدرة ابنكم على مواجهة الأمور تختلف بين سن تسع سنوات واثنتي عشرة سنة.

العمل على إدارة الوقت

تحدثوا مع ابنكم إذا كنتم تخشون أنّ عليه أن يوازن بشكل أفضل بين نشاطات ما بعد الظهر وبين مجالات أخرى في حياته. يمكن تفكيك المحادثة إلى بضع محادثات صغيرة والتركيز على إدارة وقته. جرِّبوا الخطوات التالية:

شاركوا ابنكم بمخاوفكم

أخبروه أنكم انتبهتم إلى أنه يبدو حزينا، مُتعَبا، ومشغولا أكثر من القيام بأمور كان يقوم بها سابقا أو عليه القيام بها. هكذا تمنحون ابنكم فرصة للتفكير في كيفية استخدام وقته وطاقته.

مثلا، يمكن أن تقولوا: “تبدو مشغولا جدا مؤخرًا. ربما لديك الكثير من الأمور للقيام بها؟” أو: “علينا التفكير حتى أية ساعة يمكنك أن تشارك في هذه اللقاءات، لأنك تخلد للنوم الساعة العاشرة ونصف ثلاث مرات في الأسبوع”. يُستحسَن أن تضعوا حدودا إذا لاحظتم أن النشاطات تؤثر في تعليم ابنكم وتشرحوا له أن عليه أن يهتم بدروسه أيضًا، إذا أراد أن يتابع هذه النشاطات.

حاولوا أن تفهموا كيف يستغل ابنكم وقته

يمكن أن تُعدّوا معا جدولا أسبوعيا، يفصّل النشاطات اليومية وكم من الوقت تستمر. انظروا معا إلى الجدول ودعوا ابنكم يعلّق أولا. ما رأيه في برنامجه الأسبوعي؟

بعد ذلك، أخبروه برأيكم. قولوا مثلا: “لا شك أنه من الصعب عليك أن تجد وقتا لتحضير فروضك المنزلية كل مساء في هذا البرنامج المكثّف”، أو “ليس لديك الكثير من الوقت لقضائه مع العائلة والأصدقاء”. بعد ذلك، قولوا: “يبدو لي أنه علينا التفكير في الموضوع ومحاولة العثور على برنامج أفضل”.

افهموا سلم الأولويات

اقترحوا على ابنكم أن يطرح على نفسه الأسئلة التالية:

  • ما الذي أريد فِعله أكثر، وما الذي أريد فِعله أقل؟
  • ما هو الأهم بالنسبة لي؟
  • ما الذي يهمنا القيام به كعائلة؟
  • ما الذي يجب القيام به غير ذلك، مثل الفروض المنزلية؟

تساعد الإجابات عن هذه الأسئلة ابنكم على التفكير في الموضوع من وجهة نظره وحله بنفسه بدلا من أن تضطروا أنتم إلى العثور على “حل” للمشكلة.

بعد أن يفكر ابنكم في الإجابات، اطلبوا منه أن يخبركم بالأفكار التي يقترحها من أجل التغيير. يمكن أن ترشدوه أو تعبّروا عن رأيكم فيما يتعلق بالأمور التي توافقون عليها، أو المشاكل التي تكتشفونها.

مثلا، قد تكون هناك نشاطات تودون أن يستمر ابنكم بالقيام بها، ولكنه يرغب في إيقافها. أخبروا ابنكم أنكم ترغبون في أن يواصل حتى يرى الحسنات والسيئات. يمكن أن تقولوا مثلا: “من المهم أن تتعلم السباحة جيدا. إنّ الذهاب إلى البحر دون أن تعرف السباحة جيّدًا خطير جدّا”. أو: “من المفيد الاستمرار في دورة اللغة الإنجليزية لتتمكن من التواصل بشكل أفضل مع الناس في العالم”.

يمكن أن تذكروا أيضًا أولويات العائلة. مثلا: “يهمنا تناول وجبة العشاء معًا يوم الجمعة. هذا أمر نريد القيام به كعائلة”. يمكن أن تتفاوضوا مع ابنكم وتتوافقوا على الاستمرار في النشاط لفترة محددة، ستة أسابيع مثلا، فقط “لمعرفة إذا كان هناك تحسّن”.

قد يكون صعبًا عليكم التنازل عن نشاط مارسه لمدة طويلة، ولكن إذا منحتم ابنكم المسؤولية وسمحتم له أن يختار النشاطات التي يحبها، يعرف حينها أنكم تتكلون عليه أنه سيُحسِن إدارة وقته.

إذا اقتضت الحاجة، فكروا ثانية في البرنامج

يتعلم ابنكم مهارات إدارة الوقت وتحديد سلم الأولويات. دعوا ابنكم ينفّذ برنامجه – حتى إذا كنتم غير متأكدين أنه سينجح – لكي تمنحوه فرصة للتدرب على هذه المهارات.

قد تحتاجون إلى تعديل البرنامج الجديد قليلا والموازنة بين رغبة ابنكم في أن تسير الأمور كما يرغب وبين المتطلبات الحقيقية لجزء من هذه النشاطات، الطاقات التي تتطلبها، وإمكانية أن تنجح عائلتكم في التعامل معها جميعها.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.