الشبّان السعداء يتمتعون بعلاقات دافئة.بهدف زيادة سعادة ابنكم، جرّبوا أمورا جديدة، حددوا أهدافا، شجعوا نقاط قوته، وركزوا على الأمور الجيدة في الحياة.
السعادة والرفاه لدى الشبّان
السعادة هي حالة إدراكية أو مزاج. الشبّان السعداء هم غالبًا أولئك الراضون عن حياتهم وعلاقاتهم.
يعتمد الرفاه على الصحة الجسدية، النفسية، والعاطفية، وهو يعني التمتع بمشاعر إيجابية، المشاركة في النشاطات المختلفة، الحفاظ على علاقات جيدة وصِلات اجتماعية، إيجاد معنى في الحياة، والشعور بالنجاح.
هناك علاقة بين السعادة والرفاه، ولكنهما ليسا متطابقَين. والعلاقة بينهما ليست معرّفة بوضوح. فقد يكون الشبّان سعداء بسبب جزء من الأمور التي تحقق الرفاه، ولكنهم لا يحتاجون إلى كل هذه الأمور لكي يكونوا سعداء.
نصائح لتربية مراهقين سعداء
يمكن أن تحسنوا سعادة ابنكم من خلال الإطراء والتعزيز الإيجابي، القواعد والحدود الواضحة، نمط الحياة العائلي السليم، والعلاقات العائلية الدافئة.
الإطراء، التعزيز الإيجابي، والاهتمام الإيجابي
- امدحوا ابنكم عندما يتصرف كما ينبغي، مثلا حينما يساعد في المنزل، يقوم بمهامه، أو ينجز فروضه المنزلية. مثلا، قولوا له: “أقدرّك كثيرًا أنك وضعت الملابس المتسخة في سلة الغسيل”.
- امنحوا ابنكم الاهتمام – مثلا: شاهدوا لعبة كرة قدم يشارك فيها، أرسلوا له رسالة نصية لطيفة، أو ابتسموا له دون سبب.
- شجعوه لأنه يجرب أمورًا جديدة – مثلا: إذا كان يهتم برياضة جديدة، اقترحوا عليه أن تذهبوا معه إلى يوم مفتوح يتعلق بهذه الرياضة.
- شجعوا نقاط القوة لدى ابنكم، وامدحوه على ما هو عليه. مثلا، قولوا له: “أنت تهتم بشكل جيد حقًّا بالأولاد الأصغر في حركة الشبيبة”. هكذا تساعدونه على بناء ثقته بالذات وتحموه من المقارنة بالآخرين.
- من المهم أن تمدحوا ابنكم على جهوده، وليس فقط على تحصيلاته. مثلا، من المهم أن تمدحوا ابنكم عندما يستعد للامتحان بشكل جيد ويدرس وقتا طويلا، رغم أنه قد يحصل على علامة متوسطة. بينوا له أنكم فخورون به عندما يحاول، لا سيما إذا كان الأمر صعبا. قولوا له مثلا: “أنا فخور بك لأنك شاركت في عدو الـ 2000 متر، حتى أنني لاحظت أنك تعبت”.
القواعِدُ والقيود
تساعد القواعِدُ الواضحة والمنطقية الشبّان على أن يشعروا بأنهم محميون وآمنون حتى عندما يواجهون تغييرات كثيرة. إذا شاركتم ابنكم في تحديد القواعد مسبقا، يُرجَّح أكثر أن يتبعها. قد تبين إدارة المفاوضات حول القواعد لابنكم أنكم تحترمون نضجه وبلوغه.
من المهم أن تشاركوا ابنكم المراهق بشكل ثابت في الأعمال المنزلية وفق عمره وقدراته. مثلا، يمكن أن ينظّف طفل في السابعة طاولة الطعام بعد الانتهاء من تناول وجبة، فيما يمكن أن يطبخ ولد عمره خمسة عشر عاما أمورًا بسيطة، يشغّل ماكينة غسل الأواني، أو يكون مسؤولا عن الاعتناء بالكلب. عندما تدعون ابنكم المراهق يشارك في الأعمال المنزلية تُشعرونه أنه جزء من العائلة، وتشجعونه على تحمل المسؤولية.نمط الحياة الصحّي
- شجعوا عادات النوم الجيدة لدى ابنكم: يحتاج الشبّان إلى تسع حتى عشر ساعات من النوم في كل ليلة.
- شجعوا ابنكم على أن يمارس النشاط الجسماني لمدة ساعة على الأقل كلّ يوم. يمكن أن يتضمن هذا النشاط الذهاب مشيا إلى المدرسة، لعب كرة السلة مع الأصدقاء، أو التنزه مع الكلب.
- شجعوا ابنكم على اختيار طعام صحي يساهم في نموّه جيّدا.
- ساعدوه على الحفاظ على التوازن السليم بين الدراسة، العمل، وأوقات الفراغ. قد تحتاجون إلى فحص كم ليلة في الأسبوع يمارس ابنكم نشاطات خارج البيت، كم من الوقت يستريح، إلى أي مدى يساهم في الحياة العائلية عبر المشاركة في المهام المختلفة، كم وجبة عائلية تتناولونها معا، وما شابه.
العلاقات العائلية
- تذكروا ذكريات الماضي وأنشِئوا ذكريات جديدة. مثلا، التقطوا صورا أو مقاطع فيديو في مناسبات عائلية خاصة أو في احتفالات المدرسة وشاهدوها مع ابنكم، أو تذكروا أمورا تمتعتم بالقيام بها كعائلة.
- خصّصوا وقتا للتحدث عن نجاحات كل من أفراد العائلة أو نجاحات العائلة ككل. مثلا، يمكن أن تطلبوا من كل واحد فيما تتناولون وجبة معا أن يتحدث عن أمر جيّد حدث معه خلال اليوم. بهدف تشجيع القدرة على المشاركة ومعرفة أن الحياة ليست خالية من المشاكل، يمكن أن تطلبوا من أحد أفراد العائلة أن يتحدث عن أمر سيء حدث معه في ذلك اليوم.
- أسّسوا طقوسًا عائلية وحافِظوا عليها – مثلا: تحضير الأطعمة معا يوم الأحد، مشاهدة أفلام مميزة معا، تناول حلوى بعد المدرسة يوم الجمعة، وما شابه.
يتعلق الشعور بالسعادة لدى الشبّان الأكبر سنّا بمستوى الحرية الذين يحصلون عليه وقلّة التقييدات. بهدف أن يشعر الشبّان بالسعادة، يطلبون الاحترام، النموّ بشكل مستقل دون مساعدة الوالدين أو المسؤولين، إنشاء صداقات وحياة اجتماعية خاصة بهم، والحصول على معاملة جدية كأفراد مستقلين، بدلا من التعامل معهم بشكل نمطي كمراهقين. مع ذلك، رغم الحاجة المتزايدة إلى الاستقلالية، ما زال الشبّان الذين أعمارهم 17 إلى 18 عاما يحتاجون إلى مشاركة والديهم في اتخاذ القرارات الهامة ويحتاجون إلى روتين حياة واضح مع حدود تساهم في شعورهم بالأمان.
تحسين الرفاه لدى الشبّان
إليكم بعض الأفكار التي تشجع الجوانب المختلفة من رفاهية المراهقين.
الصحة الجسدية
عندما يعتني الأولاد بنفسهم من ناحية جسدية، يشعرون أفضل. على سبيل المثال، ممارسة النشاط الجسماني، أخذ استراحة الشاشات والتكنولوجيا، الخروج من المنزل، والنوم الكافي – جميعها يساعد على تحسن مزاج ابنكم ولياقته البدنية.
الصحة النفسيّة والعاطفية
الصحة النفسيّة ضرورية من أجل خير الشبّان. مثلا، الشبّان الذين يشعرون بصحة نفسية جيدة يتمتعون بحصانة نفسية، تساعدهم على مواجهة الحالات الصعبة بشكل أفضل. يمكن أن يتعافى الولد الذين يتمتع بحصانة نفسية عندما لا تسير الأمور على ما يُرام، ما يساعده على تخطي التغييرات في مزاجه وتحسين رفاهيته.
النشاطات المختلفة
اقترحوا على ابنكم أن يجرب أمورا جديدة ويمارس نشاطات مختلفة، ليبقي إمكانياته مفتوحة ويكتشف الأمور التي يُتقنها.
العلاقات والصِّلات الاجتماعي
العلاقات والصِّلات الاجتماعية ضرورية لخير الشبّان. فابنكم يحتاج إلى علاقات قريبة وداعمة مع العائلة والأصدقاء. تؤدي العلاقات الجيدة بين الوالدين والأولاد إلى إقامة صداقات جيدة لدى الشبّان. في سن المراهقة، ينتقل تركيز الولد الاجتماعي تدريجيًّا من العائلة إلى الأصدقاء الذين في مثل سنّه، إذ تصبح لهم أهمية فائقة في نظره. شعور ابنكم أنه جزء من مجموعة اجتماعية يمنحه شعورًا بالمعنى. يمكن أن يحقق ابنكم هذه المشاعر عبر زملاء الصف، الدورة، أو حركة الشبيبة. عليكم الاعتراف بأهمية هذه الأمور وتشجيعها.
العثور على معنى في الحياة
يأتي الشعور بوجود معنى للحياة من القيام بأمور جيدة من أجل الآخرين. يمكن أن يبحث ابنكم عن طرق يومية يساعد فيها العائلة أو الأصدقاء – مثلا، أن يعطي مقعده في الحافلة لمسافر آخر، أو أن يساعد شخصا على رفع الأكياس التي سقطت في الشارع. يمكن أن يشارك ابنكم أيضا في النشاطات الجماهيرية. تؤثر هذه الأعمال الصالحة في نظام المُكافأة في الدماغ، وتجعل ابنكم يشعر بشعور جيد.
الشعور بالمشاركة في عمل كبير يجعل ابنكم يشعر بأنّ للحياة قصدًا. قد يأتي المعنى من مصدر روحي، فلسفة حياة، أو التزام بهدف، مثل جودة البيئة. يشعر الأشخاص الذين يجدون معنى لحياتهم بضغط أقل ويستخلصون الأفضل من أعمالهم.
الأهداف والإنجازات
تساعد الأهداف التي تتماشى مع قيم ابنكم، والتي هي أيضًا ممتعة وسهلة التحقيق، ابنكم على استخدام نقاط قوته والشعور بالإنجاز والمعنى في الحياة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.