الدراية بوسائل الاتصال: كيف يمكن فهم رسائل وسائل الإعلام

يتعرض ابنكم للإعلام الرقمي بشكل يومي. يكشف له جزء من الرسائل التي تصله عبر وسائل الإعلام المختلفة معلومات جديدة، يكون جزء منها مسليا، ويحاول جزء آخر بيع مُنتجات معينة. قد تكون هذه الحقيقة مرهقة له ولكم أيضا! تهدف الدراية بوسائل الاتصال إلى أن يتعلم ابنكم كيف يفهم الرسائل في الإعلام الرقمي، وكيف يفكر فيها بشكل نقدي.

الدراية بوسائل الاتصال: المبادئ الأساسية

تتطرق الدراية بوسائل الاتصال إلى مهارات الوصول، الفهم، التفكير النقدي، إجراء التحليل النقدي، وتقييم المضامين الإعلامية وإنشائها، مثلا المضامين في التلفزيون، في الدي في دي، التطبيقات، الصور، المطبوعات، والإنترنت.

يعرف الأولاد والشبان ذوو الدراية بوسائل الاتصال معلومات أكثر عن إنشاء المضامين، مصدرها، وهدفها. فهم يعربون عن آرائهم فيما يتعلق بالإعلام بثقة أكثر، يتصفحون الإنترنت بأمان أكبر، ويتأثرون أقل بالتلاعب الشائع في وسائل الإعلام.

معنى الدراية الأساسية بوسائل الاتصال هو فهم الأمور التالية والتفكير بها بشكل نقدي:

  • المضمون – المضمون العلني والخفي أو المدمج، مثلا: تطبيقات وألعاب فيديو تتضمن دعوة إلى المقامرة، أو كل محتوى يؤدي إلى الشعور بالانزعاج والمضايقة
  • الإعلانات وطرق التسويق الأخرى
  • التفضيلات أو الآراء المسبقة
  • الطرق الإعلامية المختلفة وطرق تكوّنها
  • تأثيرات مالكي الإعلام الرقمي في طريقة عرض المعلومات
  • الأمان في الإنترنت
  • الرقابة
  • فهم جدول العمل في وسائل الإعلام – أي التركيز على “ما هي المواضيع التي يجدر التفكير فيها أو التحدث عنها”
  • معرفة أن تفضيلاتهم وخياراتهم في الإنترنت تشكل معلومات حيوية يتمّ الإتجار بها

يحتاج الأولاد والشبان أيضا إلى مهارات الدراية بوسائل الاتصال الأخرى لاستخدام طرق التواصل المحوسب.

المهارات التقنية

معنى المهارات التقنية هو فهم واستخدام الحاسوب، الإنترنت، محركات البحث، البرمجيات، التطبيقات، واللغة التقنية. مثلا: من المهم معرفة أن الإنترنت هو عالمي، وعند رفع نص، صورة، أو مقطع فيديو، ليس من المؤكد أنه يمكن إزالة المواد التي تم رفعها.

على ابنكم أن يعرف كيف يفحص تعريفات الخصوصية في الإنترنت ويغيّرها، يُبلغ عن مضامين غير لائقة أو مزعجة، ويحظر مضامين هو غير معني بها.

مهارات قراءة المحتويات

تعني مهارات قراءة المحتويات معرفة كيف يصنف محرك البحث مثل جوجل نتائج البحث، والنجاح في فهم مَن أنشأ الموقع الذي ظهر أثناء البحث، مثلا: ما هو الفارق بين المواقع عندما تنتهي بـ  .‏co.il, .gov‏ و .‏org‏. من المهم معرفة إذا كانت تستند المعلومات إلى رأي الخبراء أو الهواة، فحص إذا كان مصدر المعلومات هذا موثوقا به أم لا، والكشف عن محاولات التسويق، النشر، والخداع.

مهارات التواصل

معنى مهارات التواصل هو فهم الفارق بين أنواع التواصل المختلفة في الإنترنت، بما في ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، الدردشات، مجموعات الفيس بوك، ومجموعات الواتساب. هناك قواعد رسمية وغير رسمية لكل من هذه المنصات.

القراءة والكتابة الإبداعية والبصرية

معنى القراءة والكتابة الإبداعية والبصرية هو إنشاء ورفع مضامين في الإنترنت، وفهم كيف يتم إنشاء مضمون بصري في الإنترنت وبناؤه، وفهم متى تنطبق عليه حقوق المؤلفين. من المهم التذكر أن الإنترنت لا ينسى، إذ إن المضامين التي تم رفعها ومشاركتها تظل إلى الأبد في الإنترنت، وقد تكون متاحة أمام آخرين في وقت لاحق أيضا.

تساعد مهارات القراءة والكتابة الإعلامية في الحفاظ على أمان ابنكم في الإنترنت أكثر من برامج التصفية في الإنترنت. هناك طريقة أخرى للحفاظ على الأمان، وهي التحدث بشكل إيجابي عن النشاطات في الإنترنت. للحصول على معلومات حول الحفاظ على أمان ابنكم في الإنترنت، اقرأوا المقالين التاليين المواطنة الرقمية والأمان في الإنترنت.

كيف تساعدون ابنكم على تطوير القراءة والكتابة الإعلامية والرقمية

تطوير الدِراية بوَسائِل الاِتِصال بشكل ذاتي

بهدف مساعدة ابنكم، يُستحسن في البداية أن تطوروا الدِراية بوَسائِل الاِتِصال بأنفسكم. إذا كنتم تشعرون أن ابنكم خبير أكثر منكم في القراءة والكتابة الإعلامية والرقمية، فاطلبوا منه أن يعرض عليكم معلومات مثل: التعريفات الشخصية وأزرار الإبلاغ عن مضامين ضارة. هكذا تنقلون له رسالة أنكم تهتمون بما يفعله في الإنترنت وبأمانه.

إضافة إلى ذلك، يُوصى بأن تكونوا مطلعين على مواقع التواصل الاجتماعي الشائعة، لأنها تتجدد بشكل مستمر، ويُعتبر الأولاد والشبان المستهلكين الأوائل (‏early adopters‏) لها. إليكم بعض الأمثلة لمواقع التواصل الاجتماعي: تمبلر، سناب شات، وإنستغرام.

كونوا مثالا شخصيا في الدِراية بوَسائِل الاِتِصال

اعرضوا على ابنكم مهارات الدراية بوسائل الاتصال الخاصة بكم، وتحدثوا معه عن خياراتكم في الشبكة، مثلا: لماذا اخترتم مشاهدة برنامج تلفزيوني أو موقع معين، أو كيف تستجيبون للإعلانات. تسمح هذه الشروح لكم بتعزيز القيم والمعتقدات العائلية الهامة، وتعليم ابنكم بأن يشكك بما يسمعه أو يراه في وسائل الإعلام.

شجعوا التفكير النقدي

يساعد التفكير النقدي ابنكم على التمييز بين الحقائق والآراء، الكشف عن النشر العلني والخفي، فهم خيارات معينة أو آراء مسبقة، والاطلاع على الاستخدام غير اللائق للإحصائيات، الحكم على جودة المضامين، واكتشاف الاحتيال في الإنترنت.

شجعوا ابنكم على أن يسأل أسئلة تتعلق بالمضامين الإعلامية. على سبيل المثال:

  • هل المقال الذي تقرأه في الصحيفة هو تقرير أم رأي؟
  • مَن دفع للمجلة مقابل التقرير حول هذا المُنتج الجديد؟
  • أية مصادر معلومات استخدم الكاتب عند كتابة المقال؟
  • ما هو هدف المؤلف؟
  • هل هناك وجهات نظر أخرى تم حذفها؟

شجعوا الوعي بشأن طريقة عمل الإعلام

من المهم أن يعرف ابنكم أن الإعلام وجزءًا كبيرًا من المضامين في الإنترنت هي ملك جهة معينة، وأن الشخص أو المنظمة اللذين يملكان المضامين يؤثران فيه وفي وجهات النظر التي تُنشر في الإعلام.

بشكل شبيه، تُبنى المضامين وتُحرَّر بشكل خاص. بكلمات أخرى، تَرِد أمور معينة في المضامين التي يتعرض لها ابنكم، فيما تُحذَف غيرُها. حتى أن النشرات الإخبارية (التي نفكر أنها “حقيقية”) تعكس وجهة نظر المحررين، المديرين، المُنتِجين، وأصحاب وسائل الإعلام إلى العالم، وفي نهاية المطاف، هناك معلومات تُنشر في الأخبار وأخرى لا تُنشر.

يمكن أن تنظروا معا إلى برامج أحداث الساعة المختلفة في التلفزيون، وتفحصوا ما هو الفارق في طريقة الإبلاغ عن الأخبار المختلفة. يمكن أيضا أن تسألوا ابنكم لماذا يعتقد أن المضامين الِإعلامية مختلفة – في التلفزيون، الإنترنت، المجلات، الصحف، وغيرها – لماذا تستخدم الصور، الموسيقى، وكلمات معينة، وما هي الرسائل التي تنقلها.

كذلك، تحدثوا عن وجهات نظر أخرى لا تعرضها البرامج التلفزيونية التي يشاهدها ابنكم الآن أو عن مقال في صحيفة يقرأها. يمكن أن يساعدكم فيلم مخادَعة (Hoodwinked) الذي أُنتِج عام 2005 على شرح ذلك، لأنه يعرض القصة من وجهات نظر مختلفة لكل شخصية.

يعزو كل منا معنى مختلفا للرسائل الإعلامية، وفق خلفيته، مجالات اهتمامه، وقيمه. مثلا، قد يفكر شخص معين أن موضوعا ما مضحك، بينما ينظر شخص آخر نظرة مختلفة إليه.

تحدّثوا عن النشر

اشرحوا لابنكم ما هو النشر وما هدفه، لكي يتعلم الفارق بين الرسائل الإعلامية وبين الرسائل الأخرى في الوسائط التي تهدف إلى الترفيه، نقل المعلومات، التثقيف، أو التعبير عن رأي أو وجهة نظر.

مثلا: يمكن أن تختاروا إعلانا في مجلة أو في التلفزيون وتطلبوا من ابنكم أن يفكر مَن هو المسؤول عنه، وماذا يريد أن تفكروا في الماركة أو المُنتج. يمكن أن تشاهدوا فيلما معا وتلعبوا لعبة “جد النشر الخفي”. كذلك، يمكن أن تتحدثوا عن أخبار هي في الحقيقة مضامين تسويقية.

تحدثوا عن المضامين في الإنترنت

قد يكون الإنترنت مصدر المعلومات الأفضل والأسوأ لنا في المنزل على حد سواء. فيمكن أن يتصفح ابنكم الإنترنت بسهولة عبر الهاتف الذكي، الجهاز اللوحي (التابلت)، أو الحاسوب، لذا عليكم أنتم وابنكم أن تعرفوا كيف تميّزون بين المعلومات الجيدة والسيئة. قد تساعدكم الأفكار التالية:

  • ابحثوا في الإنترنت معا.يمكن أن تستخدموا محركات البحث المختلفة، تحاولوا كتابة كلمات بحث مختلفة، وتفكّروا أية مواقع تحتوي على المعلومات الأفضل ولماذا. شجعوا ابنكم على ألا يكتفي بالدخول إلى الرابط الأول في نتائج البحث.
  • ذكّروا ابنكم أن يكون حذرا وألا ينقر على كل رابط.يشمل الكثير من المواقع إعلانات ذات نافذة منبثقة (pop-up window) أو مضامين تم إدخال مؤثرات عليها تحثنا على “الضغط” للحصول على منتجات أو أموال مجانا. يجري الحديث غالبا عن خداع عبر الإنترنت، قد يتضمن فيروسات ضارة للحاسوب.
  • تحدثوا عن أنواع المواقع المختلفة، ولماذا يحظر جزء منها دخول الأولاد في سن معينة.اشرحوا لابنكم أن هناك مضامين مزعجة في الإنترنت. إذا كان ابنكم صغيرا، اسمحوا له بأن يعطي مثالا خاصا به، مثلا: قد يخاف إذا شاهد مخلوقا مخيفا يخرج من الشاشة. من المهم أن يعرف أنه إذا شاهد مشهدا محزنا أو مخيفا، يمكن أن يتحدث معكم.

قد يتعرض الأولاد لمضامين معدة للبالغين فقط في الإنترنت، وقد يعرضونها على أولاد آخرين. أفضل طريقة لمساعدة ابنكم على تطوير الثقة بالنفس وتقديم وجهة نظر مختلفة حول الموضوع هي التحدث معه عن الموادّ الإباحية.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.