قد تكون الوسائط مفيدة للأولاد والشبان. التلفاز، الأفلام، ألعاب الحاسوب، والإنترنت - قد تؤثر جميعها إيجابيا على ابنكم، وخصوصا إذا كنتم تعرفون كيف يستخدمها وساعدتموه على الاختيار الصحيح.
أفضليات الوسائط وتطور الأولاد
الرأي السائد هو أن الوسائط، مشاهدتها والتفاعل معها ضارة للأولاد. مع ذلك، قد يستفيد الأولاد منها أيضًا. الإيجابيات منوطة بعمر الأولاد، نوع الوسائط التي يتعرّض لها الأولاد وجودتها.
لا يستفيد الأولاد في عمر أقل من سنتين من الوسائط أبدا. بل على العكس، تُلحق الوسائط في هذا العمر ضررا. في عمر 2 حتى 5 سنوات، قد تكون الأفضليات التربوية والتطورية للأولاد الذين يستخدمون الوسائط المختلفة أقل من السلبيات. في سنوات الطفولة المتأخرة، بدءا من جيل المدرسة، تزداد أهمية هذه الإيجابيات، من خلال الاستخدام الواعي للوسائل التكنولوجية والوسائط المختلفة. كذلك، قد تساعد الشبكات الاجتماعية الشبيبة من ناحية اجتماعية.
كيف تساعد الوسائط الأولاد
قد تُفيد الوسائط في مجالات تطوّر وتعلّم مختلفة، شريطة استخدام برامج مخصصة لذلك، ويُستحسن من خلال استخدام هذه المحتويات مع الوالدين في أوقات محددة ومُقيّدة.
قد تساعد الوسائط الأولادَ الصغار على تطوير:
- مهارات القراءة والكتابة – مثلا، تعلّم الأحرف الأبجدية في البرامج التلفزيونية المخصصة لذلك مثل شارع سمسم، أو في برامج كمبيوتر خاصة بذلك.
- مهارات تفكيرية كميّة – مثلا، تعلّم العد أو التعرّف على أشكال بواسطة برامج تلفزيونية.
- مهارات اجتماعية – مثلا، تعلّم المشاركة عبر البرامج التلفزيونية واستخدام ألعاب الحاسوب والتطبيقات مثلا، ميك ماك (Mikmak).
يستطيع الأولاد الأكبر سنا تطوير:
- مهارات فكرية – مثلا، تطوير مهارات حل المشاكل ومهارات تفكير نقدي، بواسطة ألعاب الحاسوب الخاصة أو تطوير التفكير الأخلاقي عبر مقارنة قيم العائلة والقيم التي تظهر في التلفاز في أفلام الخيال أو أفلام وثائقية.
- الأفضليات التربوية – مثلا، تشجيع القراءة، ولا سيّما بعد مشاهدة فيلم أو برنامج يستند إلى كتاب.
- الأفضليات الإيجابية – مثلا، الانضمام إلى مجموعات محوسبة مثل موميديا، حيث يتعلم فيها الأولاد طرقا للاستخدام الناجع والآمن للشبكات الاجتماعية، أو اللعب بألعاب الحاسوب الودية مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
- الأفضليات الإبداعية – مثلا، تطوير مهارات الخيال، الإبداع والتوضيح، الموسيقى والوسائط، باستخدام تشكيلة من البرمجيات والتطبيقات أو الحصول على إيحاء إبداعي من برنامج تلفزيوني.
يستطيع الشبان تطوير:
- مهارات القراءة، الكتابة والتفكير النقدي، باستخدام المدوّنات والفيس بوك.
- مهارات اجتماعية عبر إقامة علاقات مع أصدقاء في مواقع التواصل الاجتماعيّ.
- إدراك سياسي واجتماعي، عبر مشاهدة نشرات الأخبار والتحديث بالأخبار الآنية والأفلام الوثائقية أو القراءة حول هذه المواضيع في الإنترنت.
- قيم مختلفة عبر مشاهدة نماذج محاكاة في الوسائط.
يستطيع الأولاد خلق الوسائط وليس استهلاكها فحسب. يساعد إنتاج الأفلام الخاصة ، تصوير الصور، وإنتاج محتوى محوّسب الأولادَ على تطوير تفكير انتقادي ومهارات اجتماعية، تقنية، وفنية.
كيف يجب مساعدة أولادكم على كسب أفضليات الوسائط؟
بهدف مساعدة أولادكم على الحصول على كل أفضليات الوسائط، يُستحسن أن تشاركوا بأنفسكم في اختيار الوسائط واستخدامها من قِبلهم. مثلا، يمكن زيارة مواقع ذات جودة معا، تشجيع ابنكم على استخدام برمجيات تربوية، ومشاهدة برامج تلفزيونية معا تعرض فرصا تعليمية.
عندما تشاهدون برامج تلفزيونية أو أفلاما معا، تحدثوا عن المشاهد، عن مشاعركم حول ما ترونه، وما يحدث في الحياة الحقيقية في حال التصرف بشكل ليس لائقا أو قانونيا. كذلك، يمكن أن توضحوا لابنكم أن الأشخاص الذين تشاهدونهم في التلفاز هم ممثلون، وأن تشرحوا له كيف تؤثر العوامل الخاصة.
كيف يُمكن تحديد ما هو “جيد“
قد يكون تحديد إذا ما كان برنامج تلفزيوني، فيلم، لعبة في الحاسوب، أو موقع بجودة عالية مربكا. يمكن العمل وفق توصيات المشاهدة حسب الأجيال، أو الحكم على البرنامج بأنفسكم وفحص إذا كان ذا جودة، مثيرا للتحدي، ومصنوعا جيدا. يُوصى باستشارة والدين آخرين ومعلمي أولادكم للحصول على معلومات عملية وموثوق بها فيما يتعلق بالوسائط ذات الجودة المفيدة للأولاد.
يُستحسن البحث عن محتويات تتضمن قصة جيدة لا تستخدم عنفا كوسيلة للترفيه. كذلك، يُستحسن البحث عن برامج تلفزيونية وأفلام توفر لأولادكم اكتشاف المزيد من الأماكن، الحيوانات، الأفكار، المواضيع المختلفة، وحضارات ليس بوسعه التعرّف إليها بطرق أخرى. تغمره هذه البرامج بإلهام لمحاولة نشاطات جديدة والتفكير بأفكار جديدة، بواسطة الحاسوب، الإبداع أو فحص الموضوع فحصا معمّقا.
قد تؤثر الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تظهر فيها نماذج جيدة للتقليد تأثيرا جيدا أيضا على أولادكم. النماذج الجيدة للتقليد هي شخصيات أو أشخاص ينجزون أعمالا أو يتصرفون بطرق تثير السعادة في قلوبكم عندما يُقلدها ابنكم.
يعرّض جزء من الأفلام والبرامج التلفزيونية أولادكم لتشكيلة من الفوارق، ولا سيّما تنوّع عرقي.
قد تشجع البرامج، التطبيقات ومواقع الإنترنت التي تُشغل الأولاد برسم رسومات أو اختراع القصص أو القوافي الإبداع.
قد تساعد ألعاب الحاسوب المختلفة التي تتطلب من الأولاد اختيار شخصية أو العثور على خلفية لصورة، أولادكم على اتخاذ قرارات إبداعية. كلما كانت اللعبة في الموقع أكثر تفاعلية، تساعد أولادكم على التعلّم بنجاعة أكبر.
قد تتيح الشخصيات الافتراضية (أفاتر) والألعاب المختلفة للأولاد الأكبر سنا والشبيبة تطوير هويتهم، لأنها توفر لهم إمكانية “تجربة” ميزاتهم وخصائصهم الجسمانية والنفسية.
وقت المشاهدة هو الوقت الذي يقضيه أولادكم في ممارسة النشاطات المؤسسة أمام الشاشات يوميا – مشاهدة التلفاز والأفلام، استخدام الإنترنت، ألعاب الحاسوب، والهواتف الخلوية. يُوصى بأن تحددوا وقت المشاهدة لقضاء أوقات الفراغ حتى ساعتين يوميا، على الأكثر، للأولاد في سن 5-18 عامًا. بهدف تحقيق النموّ السليم، يُستحسن أن تتمّ الموازنة بين استخدام الوسائط وبين الألعاب الإبداعية، النشاطات الجسمانية، والموسيقى.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network