يشعر الأولاد بعدة أنواع من القلق والمشاكل المرافقة. هناك أنواع قلق شائعة أكثر من غيرها، مثلا: القلق الاجتماعي وقلق الانفصال. هناك حالات قلق معروفة أقل، ومنها حالات رهاب خاصة، اضطراب وسواسي قهري، نوبات خوف، واضطراب ما بعد الصدمة.
حالات الرهاب الخاصة
حالات الرهاب الخاصة هي الخوف من أمور أو حالات معيّنة. هذه الحالات شائعة لدى الأولاد. يتعلق جزء من حالات الرهاب الشائعة بسن الطفولة لدى الولد، ويتضمن خوفا من الظلمة، الرياح، الكلاب، العناكب، الشخصيات التي تضع أقنعة (مثلا: المهرج)، المرتفعات، الدم والحقن، الخوف من إلحاق الضرر بالجسم، وكذلك الخوف من الوفاة.
هكذا مثلا، فإن الولد الذي يخاف من الظلام أو الكلاب، قد يخاف جدا ويشعر بضائقة نفسية عندما يصل صدفة إلى غرفة مظلمة أو يقف أمام كلب وهو ينبح. كما هي الحال عند الشعور بحالات قلق أخرى، فإن الأولاد الذين يعانون من حالات رهاب خاصة يحاولون تجنب الحالات التي تؤدي إلى الخوف، أو يشعرون بضائقة كبيرة عندما يواجهونها.
رغم أن حالات القلق هذه شائعة، يُستحسن التوجه لتلقي مساعدة مهنية إذا كان الخوف لدى ابنكم:
- مزعجا جدا في حياته اليومية.
- ما زال يزعجه رغم أنه يبدو لكم أنه كان من المفترض أن يختفي.
- يستمر لمدة تزيد عن ستة أشهر.
الاضطراب الوسواسي قهري
الوسواس القهري هو أفكار لا يستطيع الأولاد عدم التفكير بها. أمثلة على أفكار كهذه:
- “إذا لمست مقبض الباب المتسخ، سأصبح مريضا جدا”.
- “ستحدث كارثة إذا لم أرتب كتبي وفق الترتيب الصحيح تماما”.
الأعمال القهرية أو القسرية هي الأعمال التي يشعر الأولاد أن عليهم القيام بها كل الوقت. أمثلة على هذه الحالات:
- غسل الأيدي مرارًا وتكرارًا.
- ترتيب الألعاب بطريقة خاصة جدا.
تضمن الأنواع الأخرى من الاضطراب القهري والوسواسي:
- التجميع (عدم القدرة على التخلّص من أي غرض).
- التفكير بإلحاق الضرر بشخص معين (سواء عن طريق الخطأ أو عمدا).
- العد أو الطرق.
قد تكون الحالات الوسواسية والقهرية سلمية جدا. مثلا: يشعر الأولاد في سن الروضة أحيانا أنهم يكررون حالات معينة، مثلا، يلعبون باللعبة ذاتها مرارا وتكرارا. كذلك، قد يتبعون سلوكيات قليلة ذات صلة بالخرافات، مثلا: يعتقدون أن عليهم أن يرتدوا القميص ذاته أثناء ممارسة درس الرقص.
الاضطراب الوسواسي القهري (OCD)
قد تشكون أن ابنكم يعاني من اضطراب وسواسي قهري إذا بدا أن الأعمال الوسواسية والقهرية التي يمارسها تستمر وقتا طويلا، أو تؤثر في قدرته على أن يهدأ ويتمتع بالحياة. الأولاد الذين يعانون من OCD ينجزون الطقوس التي يؤمنون بها حتى إن كانت تُصعّب حياتهم.
غالبا، يجري الأولاد الطقوس القهرية بعد الأفكار الوسواسية، بهدف منع حدوث شيء يخافون منه. مثلا: “إذا حركت أصابعي سبع مرات فلن يحدث شيء سيء لوالدتي”. بعد إنجاز الطقس القهري، يهدأ الخوف الذي يشعر به الأولاد لوقت قصير. رغم ذلك، يتنامى الخوف ثانية في المرة القادمة التي تظهر فيها أفكار وسواسية.
إذا كانت تؤثر الأعمال القهرية والوسواسية في نشاطات ابنكم اليومية، أو إذا كنتم قلقين من أنه يعاني من اضطراب الوسواس القهري، فكّروا في التوجه للحصول على مساعدة مهنية.
نوبات الهلع
نوبات الهلع هي حالات يظهر فيها الخوف فجأة وترافقه مشاعر جسمانية، مثلا: تظهر وتيرة نبض القلب سريعة، صعوبة في التنفس، تشنجات في الحنجرة أو الصدر، تعرّق، دوار و/أو لدغات. أثناء نوبة الهلع، قد يعتقد الأولاد أنهم على وشك الموت أو أن شيئا سيئا سيحدث لهم. هذه الحالات نادرة جدا لدى الأولاد والشبّان.
اضطراب الهلع
يُدعى الخوف أو القلق من حدوث نوبات اضطراب الهلع. الخوف لدى الأولاد الذين عانوا من اضطراب الهلع ناتج عن نوبة الهلع ذاتها (“أشعر أني على وشك الموت”) وليس بالضرورة من حالة معيّنة (من ضحك الأشخاص، نباح كلب، الخوف من الضياع).
اضطراب الهلع ليس شائعا لدى الأولاد الصغار ومن المرجح أكثر أن يحدث لدى الشبّان والبالغين. نسب حدوث اضطراب الهلع لدى الأولاد والشبّان الصغار تصل إلى أقل من %1.
إذا كانت نوبات القلق تمنع الأولاد من المشاركة في حالات معيّنة، تُدعى اضطراب الهلع مع رهاب الخلاء (Agoraphobia). في مثل هذه الحالة، يُوصى بالتوجّه لتلقي مُساعَدة مهنية.
اضطراب ما بعد الصدمة
الضغط التالي للصدمة هو رد فعل على حدث صادم جدا يشعر فيه الولد بضرر أو تهديد كبير على صحته أو حياته. تتضمن الحالات التي قد تثير ردود فعل كهذه:
- كوارث طبيعية.
- هجومًا أو عملًا إرهابيا.
- حوادث الطرق.
- التحرش الجنسي، الجسماني، أو العاطفي.
الأولاد الذين عانوا من صدمة يُبدون غالبا قلقًا معيّنًا على مدى بضعة أسابيع بعد الحدث. بعد ذلك، يزول القلق تدريجيًّا.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
في حالات معيّنة، يشعر الأولاد بقلق طيلة أشهر كثيرة أو سنوات طويلة بعد الصدمة، ما قد يؤثر في حياتهم اليومية. في مثل هذه الحال، يجب فحص إذا ما كان الولد يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ربّما ما زال الولد يتذكر الحادثة التي أدت إلى الصدمة أو يحلم بها، وأحيانا يُدخلها إلى الألعاب التي يلعبها. قد يتصرف أحيانا أو يشعر أن الحادثة تحدث الآن، وقد يعاني من ضائقة صعبة. يميل هؤلاء الأولاد أحيانا إلى محاولة الامتناع، بكل قوتهم، عن حالات تُذكّرهم بالصدمة والانفصال العاطفي. كذلك، قد يتصرفون بعصبية أو بانفعال، وقد يعانون من صعوبة في النوم.
يحتاج ابنكم وأنتم إلى دعم عاطفي بعد الصدمة، ولذلك، يحتاج الأولاد الذين يعانون من PTSD إلى مساعدة مهنية في الغالب. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالَين رد الفعل الأولى على الصدمة وكيف يمكن دعم الأولاد في الأسابيع الأولى بعد حادثة الصدمة.
المساعدة المهنية
أنتم تعرفون ابنكم أكثر من أي شخص آخر. إذا كنتم قلقين من تصرف ابنكم أو القلق الذي يشعر به، توجهوا لتلقي مساعدة مهنية. إليكم بعض الأماكن التي يمكنكم التوجّه إليها:
- مستشارة المدرسة.
- طبيب العائلة أو طبيب الأطفال (اللذان قد يوجهانكما لتلقي مساعدة من خبير نفسي بمجال الأولاد).
- مركز صحة الولد أو عيادات ومراكز الصحة النفسية للأولاد في المجتمع، صناديق المرضى، أو المستشفيات.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network