المشاكل في المدرسة: التعاون بين الوالدين والمعلمين

المشاكل في المدرسة شائعة جدا لدى الأولاد. غالبية المشاكل سهلة ويمكن حلها في المنزل، ولكن هناك بعض المواضيع التي تتطلب التعاون بين الوالدين والمعلم واستخدام طرق لحل المشاكل. هكذا يمكن التغلب على المشاكل.

العلاقات الجيدة بين الوالدين والمعلمين

العلاقات الجيدة مع المعلم والمدرسة هي نقطة بداية ممتازة للتغلب على المشاكل التي تحدث في المدرسة. لوضع أسس لإقامة علاقة، عرّفوا بأنفسكم جيدا وتعرفوا إلى المعلم جيدا قدر الإمكان. هكذا في حال حدوث مشكلة، لن تكون هذه المرة الأولى التي تلتقون فيها.

تساعد العلاقات الجيدة بين الوالدين والمعلمين الأولادَ أن:

  •  ينجحوا أكثر من ناحية تعليمية، عاطفية، واجتماعية
  •  يكونوا فرحين أكثر في المدرسة
  •  يواظبوا على الذهاب إلى المدرسة
  •  يتصرفوا أفضل

المشاكل الخفيفة في المدرسة: ما الذي يجب القيام به

من الطبيعي أن يكون بعض المشاكل لدى الأولاد في المدرسة – مثلا، مشكلة مع الروتين في المنزل، المكتبة، التعرّف إلى الأصدقاء، أو تحضير الفروض المنزلية. أهم ما عليكم القيام به هو التوقف للحظة والتفكير في المشكلة. إلى أي مدى المشكلة كبيرة وهامة؟ هل تتطلب تدخلا؟ هل يمكن إيجاد حلّ لها في المنزل؟ هل هناك داعٍ للتحدث مع المعلم؟

هناك بعض المشاكل التي لا تتطلب تدخلكم. أحيانا كل ما يحتاجه ابنكم هو الإصغاء والتفهم، وليس بالضرورة أن تفعلوا شيئا. إذا قال لكم ابنكم شيئا ما، مثل: “لم أنجح في تهجئة كلمة كما ينبغي في الامتحان اليوم”، فأصغوا إليه، عانقوه، وقولوا له إنه يستطيع أن يحاول تهجئة الكلمة ثانية غدا. عندما يتعلم الأولاد كيف يتجاهلون المشاكل الصغيرة، يبنون قدرات نفسية وقدرات على التعافي.

هناك مشاكل سهلة يمكن حلها معا في المنزل. بهدف تعزيز قدرة ابنكم على حل المشاكل، اسألوه ما الذي يمكن القيام به من أجل حل المشكلة، وعلموه طرقا مفيدة لمواجهة المشاكل بنفسه. مثلا، إذا نسي ابنكم أن يحضر دفتر يومياته إلى المنزل، فاطلبوا منه أن يضعه في حقيبة المدرسة عند الانتهاء من الدروس فورا. يعزز حل المشاكل الصغيرة في المنزل مهارات حل المشاكل ويساعد ابنكم على أن يكون مستقلا ومسؤولا أكثر.

هناك مشاكل يتطلب حلها مساعدة من المعلم. مثلا، قد ينسى ابنكم أن يتناول الطعام أثناء وجبة الفطور في المدرسة، وعليكم أن تطلبوا من المعلم أن يذكّره بتناوله.

المشاكل المستمرة أو المُعقدّة: ما الذي يمكن القيام به

إذا استمرت المشكلة أو أصبحت معقّدة أكثر، فربما تحتاجون إلى حلها بالتعاون مع المعلم. مثلا، إذا عانى ابنكم من مشاكل صعبة ومتواصلة بسبب تعامل ولد آخر معه في ساحة المدرسة، ولم تنجح الطرق التي جربتموها في المنزل، فمن المتوقع أن يؤدي تعامل هادئ وإيجابي إلى نتائج إيجابية أكثر لابنكم. هكذا يجب التصرف.

توقفوا واهدأوا

إذا حدثت حالة وأصبحت تزعج ابنكم، قد تشعرون أنتم أيضا بالحزن والقلق. لكن حاولوا أن تتوقفوا للحظة وتهدأوا قبل أن تتصرفوا. هكذا يمكن أن تتجنبوا تصرفات ربما تندمون عليها لاحقا، مثل إجراء اتصال هاتفي وأنتم غاضبون. يمكن أن تقولوا “أشعر أن هذا يزعجك جدا، ويزعجني أيضا. علينا أن نهدأ ونفكر ما الذي يمكن القيام به”. هكذا يمكن أن يتعلم ابنكم كيف يستخدم هذه الطريقة أيضا.

استغلوا الفرص للتعلم

حتى عندما يدور الحديث عن مشكلة خطيرة، يمكن أن تعرضوا على ابنكم مهارات حل المشاكل بشكل إيجابي وأن تكونوا إيجابيين أيضا، تفكروا في حلول، وتتحدثوا عنها مع المعلم. ستكون هذه الخطوة ناجحة أكثر من التعبير عن شكاوى أو التصرف بهجومية.

تحدثوا باحترام

عندما تتحدثون مع المعلم وطاقم المدرسة أمام ابنكم، تحدثوا بشكل إيجابي ومحترم حتى إن كنتم تشعرون بشعور آخر. إذا اشتكيتم أو انتقدتم المعلم، فسيتصرف ابنكم هكذا أيضا.

اعملوا ضمن القنوات المقبولة
في البداية، تحدثوا مع المعلم مباشرة، ويستحسن أن تحددوا لقاء مسبقا.

تجنبوا الخطوات الدفاعية

عند حدوث مشاكل، يشعر الكثير من الأشخاص أن عليهم الدفاع عن نفسهم. إذا شعرتم أنتم أو المعلم أنكم تتعرضون لانتقاد، فقد يبدأ كل منكم في الدفاع عن نفسه. رغم ذلك، قد تشكل الدفاعية عائقا في حل المشاكل، لذلك يستحسن أن تنظروا إلى الأمور من وجهة نظر المعلم، وتساعدوه على أن يرى وجهة نظركم أيضا. مثلا، قولوا: “أعرف أنه ليس من المعقول أن أتوقع منك أن تقضي كل وقت فرصة الظهر في الساحة وتساعد شريف، ولكنني قلقة لأننه وحيد ولا يلعب مع أحد. كيف يمكن أن نساعده معا؟”

خطوات مشتركة لحل المشاكل

إذا قررتم الالتقاء بالمعلم للتفكير في مشكلة صعبة، ستساعدكم الخطوات التالية على العمل معا لتحقيق نتائج إيجابية.

1‏. اكتشفوا المشكلة

كونوا واضحين فيما يتعلق بالمشكلة – مثلا، ما هي المشكلة، ما هي وتيرتها، ومَن يشارك فيها. يستحسن طرح الأسئلة. مثلا، المشكلة هي “كيف يمكن أن نساعد إياس على التعرّف إلى أصدقاء ليلعب معهم؟” يكون الحل أسهل من أن تقولوا “لا أحد من الأولاد يريد اللعب مع إياس”.

2‏. تعرفوا إلى الرغبات، الاحتياجات، والمخاوف

ساعدوا كل جهة أن تتعرف إلى الرغبات، الاحتياجات، والمخاوف لديها. إذا كنتم ترغبون في أن يتفهم المعلم مخاوفكم، فأوضحوا له أنكم تفهمون موقفه.

استخدِموا التعابير مثل “أفهم….”، “أنا قلق لأن….”، “أحتاج إلى…..” و “أريد أن…..”. مثلا، “أفهم أن هناك الكثير من الأولاد في الصف، ولكنني قلقة من أن تجلس سوزان في المقاعد الخلفية وتتأخر في فهم المواد لأنها لا تفهم مادة الرياضيات”.

3‏. اقترحوا حلولا

اعملوا مع المعلم لطرح أكبر عدد من الحلول الممكنة للمشكلة. هكذا تستطيعون زيادة الاحتمالات لإيجاد حل صحيح لمشكلتكم. من المهم جدا ألا تحكموا على الأفكار التي طُرحت في هذه المرحلة.

4‏. فكّروا في الحلول

بعد أن تطرحوا كل الحلول الممكنة، فكروا في حسنات وسلبيات كل منها. إذا كان هناك الكثير من السيئات لحل ما، فاشطبوه من القائمة. تابعوا هذه الطريقة حتى تتوصلوا إلى الحل المفيد والممكن الوحيد. أثناء تقييم الحلول، من المهم أن تكونوا واقعيين ومنطقيين. مثلا، ليس منطقيا أن تتوقعوا من المعلم أن يجلس إلى جانب ابنكم كل الوقت أثناء النشاطات الصعبة، ولكن من المنطقي أن تتوقعوا أن يراقب ابنكم أحيانا.

5‏. اختاروا حلا واحدا وجربوه

اختاروا أفضل فكرة، أو مجموعة من الأفكار، وجربوها. سجلوا الأشياء التي اتفقتم عليها، وما هي الخطوة التي سيقوم بها كل واحد ومتى. قرروا متى تلتقون ثانية لمعرفة إذا كان الحل ناجحا. يستحسن أن تنتظروا أسبوعا حتى أسبوعين قبل اللقاء.

6‏. حاولوا معرفة كيف تتقدم الأمور

عندما تفحصون إذا كان الحل الذي اقترحتموه جيدا، فكروا في أفكار وجهود كل المشاركين:

  •  لماذا نجح الحل؟
  •  ما الذي لم ينجح جيدا؟
  •  ما الذي يمكن تغييره ليعمل الحل بشكل أفضل؟

إذا استمرت المشكلة، فربما تحتاجون إلى مساعدة أشخاص آخرين لإيجاد حلول ممكنة جديدة – مثلا: مدير المدرسة، أخصائي نفسي تربوي، أو أفراد العائلة الآخرين.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network