وقت الشاشة في أيام كورونا

في هذه الأيام، الساعات المخصصة للشاشات هي أكثر ممّا تريدون كما يبدو. فعلامَ يجب الحرص وكيف يمكن تقليل الأضرار؟

وقت الشاشة: إعادة التنظيم

“وقت الشاشة” هو الوقت الذي يُمضى في مشاهدة التلفزيون، ألعاب الفيديو، الحاسوب، الحاسوب اللوحي (التابلت)، والهواتف النقّالة. يتضمن الروتين السليم تقييد وقت الشاشة اليومي، إذ إنّ الهدف هو أن يستخدم الأولاد الشاشات لأقل وقت ممكن. في فترة مواجهة فيروس كورونا هذه، هناك العديد من التحديات التي تواجه القيود الاعتيادية المفروضة على أوقات الشاشات. فالتعّلم عن بُعد الذي تتبعه وزارة التربية يتطلب استخدام الحاسوب، كما أّنّ التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء انتقل إلى محادثات الفيديو. والساعات المتواصلة في المنزل تجعل وقت الشاشة الاستراحة المُتاحة الأكثر توفّرا للوالدين. ولكن من أجل الحفاظ على عادات سليمة تتعلق بالشاشات، ثمة حاجة إلى تغيير القيود الاعتيادية وتكييفها.

كم من وقت الشاشة يجب أن يُتاح للأولاد؟

يوصى بعدم تعرّض الأطفال دون السنتَين للشاشات إطلاقًا. فالأطفال في هذه السنّ لا يستفيدون شيئا من استخدام الوسائط الإلكترونية، لذا يحسُن الاستمرار في تقييد استخدام الأجهزة بشكل شامل في هذا العُمر. أمّا الأطفال بين الثانية والخامسة من عُمرهم فيمكن أن يشاهدوا التلفزيون حتى ساعة واحدة في اليوم، إضافة إلى محادثات فيديو قصيرة مع أفراد العائلة أو الأصدقاء. وفي سنّ المدرسة الابتدائية والثانوية، يمكن توجيه استخدام الوسائل الإلكترونية إلى الدراسة أو الإبداع، بحيث يُتاح المزيد من وقت الشاشة. مع ذلك، من المهمّ تقييد وقت الشاشة لأهداف التسلية بحيث لا يزيد عن ساعتَين يوميّا.

ما الذي يجب الاهتمام به؟

في هذه الفترة أيضًا، يحتاج أولادكم إلى نشاطات متنوعة كي ينمُوا. لذلك، من المهمّ التأكّد من أن يتضمن روتينهم اليومي أوقاتًا للّعب الحر، النشاط الجسماني، الإبداع، وكذلك أوقاتًا يقضونها مع أفراد الأسرة الآخرين. لفِعل ذلك، ثمة حاجة إلى الحدّ من استخدام الشاشات حتى حين تُستخدَم للدراسة والتحدث مع الأصدقاء. إضافة إلى ذلك، من المهم أن تكونوا مشارِكين في المحتويات التي يستهلكها أولادكم عبر الوسائط المختلفة. هكذا يمكنكم فِعل ذلك:

  • حدِّدوا أوقات الشاشة من أجل التسلية وضعوها ضمن الروتين اليومي. احرصوا أن تلائم الأوقات أعمار الأولاد.
  • كونوا قُدوة وحدِّدوا أوقات استخدامكم للشاشة. حاوِلوا أن تضعوا الهاتف الخلوي جانبًا، واطّلعوا على الأخبار مرة أو مرتَين في اليوم فقط. تجنّبوا تشغيل التلفزيون في الخلفية.
  • اقترِحوا بدائل: ليتضمن روتينكم اليومي نشاطات متنوعة واهتموا بتضمين أفكار يمكن أن يستخدمها الأولاد. كلّما كان الأولاد أصغر، عليكم أن تشاركوا بشكل فاعل أكثر في أجزاء أكبر من روتينهم اليومي. مع ذلك، حاوِلوا التفكير مع الأولاد في أفكار لألعاب أو نشاطات إبداعية يمكنهم الانشغال بها بأنفسهم بحيث تتمكنون من أخذ استراحة.
  • اختاروا المحتويات التي يشاهدها الأولاد أو يلعبون بها. حاوِلوا أن تختاروا الإمكانيات التي تقدِّم فرصًا للتعلّم. احرصوا على اختيار المحتويات التي تعرض أمثلة يُقتدى بها، أو المحتويات التي تشجّع على الإبداع. تجنَّبوا المحتويات العنيفة. افحصوا الألعاب أو البرامج قبل أن تتيحوا استخدامها وتأكّدوا أنها ملائمة لسنّ الأولاد.
  • أتيحوا استخدام التلفزيون والحاسوب فقط في الأماكن المشتركة، ولا تضعوا شاشات في غُرَف الأولاد.
  • انضمّوا إليهم – اجلسوا مع الأولاد لمشاهدة البرنامج أو العبوا معهم في ألعاب الفيديو. هكذا تتأكدون من أنّ المحتويات التي يتعرضون لها هي ذات نوعية جيدة، تتدخلون وقت الحاجة، وتساعدون الأولاد على توسيع آفاقهم حول مجالات اهتمامهم الطبيعية.
  • تحدَّثوا عن محتويات البرنامج أو اللعبة، وشجِّعوا الأولاد على التفكير النقدي.
  • اهتمّوا بما يفعله الشبّان على الإنترنت، ثبِّتوا برامج أو مصافي (فلاتر) تمنع الوصول إلى محتويات غير لائقة.
  • حدِّدوا ساعة نهاية لاستخدام الشاشات كلّ أمسية، من أجل إتاحة الخلود إلى النوم بهدوء.