قد تختارون الكلمات بدقة عندما تتحدثون مع ابنكم، ولكن انتبهوا: يتم معظم التواصل بينكم دون كلمات أبدا. يشمل التواصل غير الكلامي تعابير الوجه، لغة الجسد، اللمس، التواصل البصريّ، المجال الشخصيّ، ونبرة الصوت.
لماذا التواصل الكلامي مهم؟
قد تحسن الرسائل غير الكلامية العلاقات مع ابنكم، والعلاقات الشعورية في العائلة. مثلا، يحب معظم الأولاد المعانقات. تُرسل إليهم لغة الجسد الدافئة والمُحبة هذه رسائل غير كلامية أنكم تريدون البقاء بالقرب منهم. من جهة أخرى، قد يرسل التواصل غير الكلامي السلبي – مثل نبرة الكلام غاضبة أو غضب الوجه – أثناء نشاط ممتع معا، رسائل أنكم لا تريدون التواجد على مقربة منهم.
لذلك فإن الملاءمة بين التواصل الكلامي وغير الكلامي يزيد من نجاعة الكلمات التي تستخدمونها. مثلا، قد يشرح المعلم مسألة رياضية بواسطة اليدين لتوضيح الحجم والشكل. ولكن عند عدم وجود ملاءمة بين الرسائل الكلامية وغير الكلامية، قد يصدق ابنكم الرسائل غير الكلامية، حيث إننا نميل لتصديق ما نراه أكثر ممّا نسمعه. يتعلم ابنكم الكثير عن التواصل غير الكلامي. مثلا، إذا توجهتم إلى أشخاص جدد بطريقة هادئة، من المتوقع أن يُقلدكم ابنكم.
جزء من الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة – مثلا، الأولاد الذين يعانون من التوحد ومن اضطراب التكامل الحسي – قد تصعب ملامستهم.
قد يؤثر شعوركم في طريقة تواصلكم مع ابنكم. لمزيدٍ من النصائح والمعلومات، اقرأوا المقال تكلم الأولاد في سنّ المدرسة .
كيف يمكن استخدام لغة الجسد ونبرة الكلام
إليكم بعض الأفكار لاستخدام لغة الجسد ونبرة الكلام لنقل رسائل غير كلامية إيجابية لابنكم:
- يُعبر لمس الذراع أنكم تهتمون وتعتنون. تنشئ المعانقة تواصلا حسيًّا.
- يعبّر التواصل البصري المتواصل أنكم تصغون ومستعدون لمشاركة المشاعر والتواصل مع ابنكم. يوضح الوقوف المباشر أمام ابنكم أنكم تقولون “كلي آذان مُصغية”. يشير الوقوف على مستوى نظر ابنكم أنكم تريدون أن تكونوا قريبين منه، وتساعده على أن يشعر محميًّا وآمنا.
- يعني “الإصغاء الانعكاسي” استخدام تعابير الوجه ونبرة الكلام التي يستخدمها ابنكم. يمكن اختيار تقنية الانعكاس للتعبير عن أعماله عندما تحبون ما يقوله ويفعله. إضافة إلى ذلك، فإن الإصغاء الانعكاسي ينقل رسالة أنكم تحاولون فهم شعور ابنكم. مثلا، إذا ابتسم ابنكم فابتسموا أنتم أيضا. هكذا يمكن أن تبنوا تواصلا شعوريا بينكم طيلة الوقت.
- انتبهوا للغة جسدكم ونبرة كلامكم عندما تتحدثون مع ابنكم والآخرين، لمساعدته على تطوير مهارات أفضل للتواصل غير الكلامي. مثلا، إذا تحدثتم بنبرة لطيفة، وقفتم منتصبون، وكانت تعابير وجهكم هادئة أيضا، تبدون أكثر انفتاحا تجاه ابنكم.
- انتبهوا لاستخدام إشارات الجسم – حركات اليدين التي تشير إلى نشاطات أو أغراض. مثلا، فتح اليدين فتحا واسعا للإشارة إلى ما هو كبير، وضع اليدين على القلب عندما تقولون لابنكم “أحبك”، تحريك الإصبع يمينا ويسارا عندما تقولون “لا”، وضع الرأس على اليدين عندما تقولون لابنكم “تعال نذهب للنوم”، وغيرها. يشكل استخدام هذه الإشارات جزءا هاما في التواصل غير الكلامي الذي نستخدمه، حتى عندما يكون غير واع. يستخدم الرُضّع في مراحل تطور اللغة الأولى إشارات الجسم في أحيان كثيرة بشكل طبيعي. تشكل وسيلة أخرى لدى الرضع لأنهم لم يكتسبوا بعد الكلمات المحكية للتواصل مع البيئة. إن استخدام الوالدين والأولاد للإشارات يقلل من الإحباط لدى الرُضع ويشجعهم على تطور اللغة أيضا.
- قد يكون التواصل الكلامي وغير الكلامي مع الأولاد الذين يعانون من التوحد أو من صعوبات في التعلم غير الكلامي تحديا. مثلا، على الأولاد الذين يعانون من التوحد أن يتعلموا ما هو التواصل البصري. يمكن أن تتعلموا أثناء العلاج لدى معالِجة بالنطق كيف يمكن العمل على التواصل البصري المتبادل بينكم وبين ابنكم.
- يصعب على الأولاد قراءة تعابير الوجه أكثر من البنات. يمكن مساعدة ابنكم من خلال تعزيز التواصل الكلامي باستخدام تواصل بصري ونبرة كلام ملائمَين. مثلا، يمكن أن تقولوا “كميل، أنا مسرورة لأنك ستركب الدراجة مع نعمة ولكن عليك العودة إلى المنزل عند الغروب”. انظروا إلى عيني ابنكم واستخدموا نبرة كلام واضحة ومعبّرة.
تنمية وعي حول التواصل غير الكلامي
حاولوا فهم كيف يستخدم أفراد عائلتكم التواصل غير الكلامي. مثلا، يمكن تصوير المحادثات العائلية بالفيديو ومن ثم مشاهدتها مع شريكتك أو شريكك. اسألوا نفسكم أي نوع من التواصل غير الكلامي تلاحظونه، مثل اللمس، المعانقات، الإشارات، التواصل البصري، وغيرها. إذا لاحظتم شيئا ما لا تحبونه في طريقتكم للتواصل – مثلا، لا تنظرون إلى ابنكم عندما يتحدث – حاولوا تغيير هذا في المستقبل. فكرة أخرى هي مشاهدة التلفزيون من دون تشغيل الصوت، ومحاولة فهم ما يحدُث.
فرص التعلم ومواجهة سلوكيات مختلفة
هناك فرصة للتعلم في كل يوم- تعلم ابنكم التواصل. مثلا، إذا وقف ابنكم قريبا جدا من صديق، ويبدو أن صديقه لا يشعر بارتياح أو يبتعد عنه قليلا، فاستغلوا الفرصة: ذكّروا ابنكم بتهذيب أن عليه ترك مسافة بينه وبين صديقه – مثلا، “أسامة، دعنا نترك مسافة قليلة لنسرين ونخطو خطوة إلى الوراء. رائع، أصبح الآن لديها مساحة قليلة”.
عندما تلاحظون أن ابنكم يقوم بما طلبتموه منه – مثلا، في حفلات عيد ميلاد صديق – امدحوه. قولوا له مثلا، “مايك، فرحت جدا عندما ابتعدت واتحت لصديقتك ميرال أن تفتح الهدايا التي حصلت عليها في الحفلة”.
قد يساعد التواصل غير الكلامي عندما يصعب الكلام بسبب البُعد أو الضجة. مثلا، يمكن الابتسام أو الإشارة بإشارة تقول “كل الاحترام” بالإبهام عندما يحصل ابنكم على جائزة في المدرسة أو يساعد صديقا في الملعب. إذا لاحظتم شيئا ما لا تحبونه، يمكن هز الرأس أو استخدام حركة الإصبع بشكل يوضح عدم الموافقة.
إذا كنتم ترغبون في أن يكتسب ابنكم الانضباط، يمكن استخدام نبرة الكلام وتعابير الوجه للإظهار له أنكم جادون، ولكن ما زلتم تحبونه. مثلا، “شريهان، أنتِ تتخانقين أكثر من اللازم مع صديقاتك. لا تستخدمي يديك من فضلك”.
أحيانا، عندما يقوم ابنكم بعمل مضحك ولكن غير مقبول أيضا – مثلا أن يقول “بابا مثل القرد” – يكون القول أسهل من الفعل. من المثير جدا الضحك، ولكن من المرجح أن ابنكم سيفهم أن تصرفه ليس مقبولا إذا كانت هناك ملاءمة بين الكلمات والإشارات غير الكلامية التي تستخدمونها. لذلك، حاولوا الحفاظ على الجدية عندما تقولون “في عائلتنا، يحترم واحدنا الآخر ونتصرف باحترام وتهذيب”.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network