الضغط لدى الشبّان

إذا شعر ابنكم بالضغط، فهو ليس وحده. الضغط لدى الشبّان أمر شائع جدا، ويُستحسَن كثيرًا التعرف إليه وتعلُّم كيفية تقليله. ساعِدوا انبكم ووَجِّهوه لكي يطوّر طرق تفكير إيجابية ونمط حياة سليما.

ما هو الضغط لدى الشبّان؟

الضغط هو الطريقة التي يتعامل فيها الجسم مع التحديات، وهو يساعد على مواجهتها باهتمام، طاقة، وقوة متزايدة. ليس من الضروري أن يكون الضغط لدى الشبّان – والناس عمومًا – أمرا سيئا. فهو يُهيّئنا للعمل. عندما نشعر أننا قادرون على مواجهة التحديات التي أمامنا، يشكل الضغط حافزا للقيام بما هو ضروري.

رغم ذلك، قد يكون الضغط مُبالَغًا به أحيانا ويؤدي إلى ضائقة وضرر في الأداء.

الضغط والجسم

عندما نشعر بالتهديد، يستعد جسمنا بشكل تلقائي لردّ “حارِب، اهرب، أو تجمَّد”. في مثل هذه الحال، يبدأ هرمونان هامان بالعمل – الأدرينالين والنورادرينالين – من أجل:

  • تسريع ردّ فعل الانعكاسات لكي نستطيع مواجهة التهديدات بسُرعة
  • رفع وتيرة نظم القلب وضغط الدم
  • زيادة مستويات السكر ومستوى أداء الجسم، لتحسين إنجازات مجموعة العضلات الكبيرة والرئتَين
  • حرق الطاقة بسرعة من أجل نشاط جسماني سريع
  • تعطيل نشاط الجهاز الهضمي
  • خفض تدفق الدم إلى الجلد – هذا هو السبب الذي يجعل لون جِلد الأشخاص الذين يعانون من الضغط الشديد شاحبا
  • إنتاج دم غني بالأكسجين، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو اضطرابات في نظم القلب
  • تكثيف الدم وتسريع عمل القلب

كما يفرز الجسم الكورتيزول، الذي يجعل الجسم في حالة تأهب عالية. رغم أنه مادة طبيعية في الجسم، إلا أن إفرازه بشكل متواصل لمدة طويلة قد يُضعِف جهاز المناعة.

تكمن المشكلة في أن دماغنا لا يميز بين التهديدات الحقيقية وتلك الزائفة، وردّ الفعل التلقائي هو نفسه في الحالتَين.

يمكن أن يؤثر إفراز الأدرينالين، النورادرينالين، والكورتيزول كردّ فعل على ضغط يكون من الصعب مواجهته في الصحة الجسدية والنفسية. مع مرور الوقت، يؤثر أيضًا في الصحة والرفاه بشكل عامّ.

علامات الضغط لدى الشبّان

تظهر علامات الضغط لدى الشبّان في سلوكهم، مشاعرهم، جسمهم، وتفكيرهم.

علامات سلوكية

إذا كان ابنكم يشعر بالضغط، قد تطرأ تغييرات على سلوكياته. ابنكم قد:

  • يرفض الالتقاء بأصدقائه أو المشاركة في النشاطات التي كان يشارك فيها عادةً، أو يرغب في أن يكون وحده أكثر من المعتاد
  • يبدو عصبيا أو قَلِقا
  • ينام أقل أو أكثر من المعتاد
  • يأكل أكثر أو أقل من المعتاد
  • يرفض الذهاب إلى المدرسة، أو يُشارِك أقل في المدرسة
  • قد يحاول أن يُهَدِّئ نفسه باستخدام مواد تؤثر في الدماغ مثل منتجات الكافيين، تناول مسكنات الآلام دون وصفة طبية، استهلاك الكحول، أو تعاطي المخدرات
  • يتصرف بعدوانية
  • لا يُبالي بمظهره ويُهمِل نظافته الشخصية
  • يتصرف بشكل مختلف في علاقته بكم – مثلا، يتوقف فجأة عن التكلّم معكم، أو يُكثِر من الخصام والصراخ

 

تغييرات عاطفية

إذا كان ابنكم يشعر بالضغط، قد تطرأ تغييرات على مشاعره. ابنكم قد:

  • يكون عصبيّا أو متقلّب المزاج
  • يبكي، يشعر بالحزن، الاكتئاب، أو فقدان الأمل، أو يشعر أن “لا شيء يسير على ما يُرام”
  • يخشى من أنه يفوّت ما يقوم به أصدقاؤه
  • يصعب عليه أن يهدأ أو يبتعد، لا سيما عن مواقع التواصل الاجتماعي
  • يغضب أكثر من المُعتاد
  • يشعر بأنّ مشاعره متقلبة جدًّا وبأنه يعاني من تقلّبات في المزاج دون سبب واضح

 

علامات جسمانية

قد تلاحظون أحيانا علامات جسمانية تشير إلى الضغط. ابنكم قد:

  • يكون مريضا – مثلا، يعاني من آلام متكررة – صداع، آلام في الكتفين، آلام في البطن، أو آلام في الفكّ دون سبب
  • لا يشعر بالجوع
  • يشعر بالتعب أكثر من المعتاد، حتى إذا نام وقتا كافيا
  • يزداد وزنه أو ينخفض
  • يعاني من الزكام أو التلوثات المتكررة
  • يتعرض لنوبات هلع، دوخة، تنفس سريع، أو يشعر بالتنمّل
  • تواجه [ابنتكم] تغييرات في الدورة الشهرية.

 

علامات تتعلق بالتفكير

قد يؤثر الضغط في تفكير ابنكم. ربما تلاحظون أن ابنكم:

  • تصعُب عليه المحافظة على التركيز
  • يفقد التركيز أثناء التفكير أو الحديث
  • يصعُب عليه ذكّر الأشياء
  • يتخذ قرارات متسرعة أو يُخطئ في الحُكم
  • يصعُب عليه الترتيب، التخطيط، أو اتخاذ القرارات
  • يعاني من الارتباك أو يصبح غير منطقي

أسباب الضغط لدى الشبّان

بين مصادر الضغط لدى الشبّان يمكن الإشارة إلى المخاوف المتعلقة بالدراسة، مواقع التواصل الاجتماعي، الاعتناء بأفراد العائلة الآخرين، الصداقات، النزاعات داخل العائلة، الصورة الذاتية، العمل، الاستقواء، التمييز، استهلاك الكحول أو استهلاك المخدرات، التوتر بسبب الحالة الثقافية، التوقعات المرتفعة من جهتهم أو من جهة والديهم، معلميهم، وأصدقائهم.

إذا لاحظتم أمورًا قد تشكّل مصدر ضغط لدى ابنكم، حاوِلوا تقليص المشكلة ومعالجة العلامات المبكرة المتعلقة بالضغط، لكي لا يسبب الضغط قلقا واكتئابا.

كيف يمكن تقليل الضغط لدى الشبّان

بشكل عامّ، يمكن أن تساعدوا ابنكم على مواجهة الضغط عبر الإصغاء، قضاء الوقت معًا، والقيام بأعمال تؤدي إلى الشعور الجيد. كذلك، يمكن أن تقلصوا الضغط من خلال العمل على مجالَين رئيسيَّين، هما التفكير الناجع ونمط الحياة السليم.

التفكير الناجع

تؤثر الطريقة التي نفكر فيها في الأمور في مدى الضغط الذي تسبّبه لنا. كما هي الحال مع البالغين، يمكن أن يطوّر الشبّان طرق تفكير غير ناجعة تُصعِّب عليهم مواجهة الضغط. قد يؤدي التفكير بشكل غير ناجع إلى فقدان السيطرة، لا سيما إذا أصبح جزءا طبيعيا من طريقة التفكير في الأمور.

الأنماط الشائعة للتفكير غير الناجع  هي:

  • “قراءة” الأفكار أو توقع رأي سلبي لدى الأشخاص الآخرين – مثلا: “يفكرون أني حمقاء” أو “هي تعتقد أني لا أساوي شيئا”.
  • التفكير دائما أنّ الأمور قد تفشل، مثلًا: “لا ينجح أي أمر أقوم به”، “الكل يعارضني دائما”، “لن أنجح أبدا..”.
  • قَولَبة أنفسنا – “أنا بلا قيمة”، “أنا غبي”، أو “أنا شخص ميؤوس منه”
  • التفكير بشكل مُطلَق – “علي القيام بهذا بهذه الطريقة فقط”، “لن أنجح في هذا العمل إطلاقا”
  • التنبؤ بالمستقبل وتوقع التعرض لأسوأ الحالات – “أنا متأكد من أنني سوف أخرّب الأمر”، “لن أنجح في أية حال”، أو “سوف أشعر بشعور سيء إذا لم يحدث ذلك”
  • التفكير أنه إمّا كلّ شيء أو لا شيء – “هو ينجح في كل الأمور كما ينبغي، أما أنا فأفشل دائما”، “يجب أن يكون كل شيء كاملا”، أو “لو فعلت ذلك بهذه الطريقة، كان كلّ شيء سيكون على ما يُرام”.

يساعد الحديث معكم أو مع بالغ آخر ابنكم على معرفة أن هناك طرق تفكير مختلفة لكل حالة. جرِّبوا معا الخطوات التالية من أجل تغيير أنماط التفكير غير الناجعة:

  1. فكّروا مع ابنكم ما الذي يؤدي إلى الضغط – مثلا، يتلقى ابنكم رسائل نصية من صديق يلغي اللقاء في اللحظة الأخيرة.
  2. شجّعوا ابنكم على كتابة أفكاره المتعلقة بالحالة أو الحدث – مثلا: “هو لا يحبني حقا”، “كان عليها أن تخبرني مسبقًا”، أو “خرب يومي”.
  3. ساعدوا ابنكم على أن يقرر إذا كان تفكيره ناجعا – مثلا، كيف يعرف أن صديقه لا يحبه؟ ربما لم تستطع صديقته أن تخبره مسبقا؟ هل هناك أمور جيدة أخرى يمكن أن يقوم بها ابنكم؟
  4. شجعّوه على أن يقترح أفكارا بديلة – مثلا، “لا أعرف حقا لماذا ألغى اللقاء، ولكن ربما هناك حالة طوارئ”، “هناك تغيّرات في الحياة”، “أستطيع أن أذهب في كل الأحوال”، “يمنحني هذا وقتًا للقيام بأمور أخرى”، “أنا حزين ولكني أستطيع المواجهة”، أو “يمكن أن نخرج في يوم آخر”.
  5. ساعِدوا ابنكم على أن ينتبه إلى أنه عندما يغير تفكيره غير الناجع، تتغير مشاعره – إلى الأفضل عادةً.

التغييرات نحو نمط حياة صحّي

عندما يشعر ابنكم بالضغط، من السهل أن ينسى القيام بأمور صحية يقوم بها يوميا. إليكم بعض التغييرات في نمط الحياة الصحي، التي تساعدكم على خفض التوتر:

  • ممارسة النشاط الجسماني: تُحرِق الرياضة الكورتيزول، “هرمون التوتر”، لذا يساعد الجسم على أن يهدأ.
  • الحفاظ على علاقة مع العائلة والأصدقاء: إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم متوتر جدًّا، خططوا لقضاء الوقت معا. العلاقات الإيجابية هي عامل رئيسي في الصحة النفسية الجيدة.
  • النوم الكافي: أحد العوامل الأساسية المثيرة للضغط لدى الشبّان هو النوم غير الكافي. يحتاج ابنكم إلى النوم تسع حتى عشر ساعات كلّ ليلة.
  • تناول الأطعمة الصحية: أعدوا قائمة طعام عائلية تتضمن الكثير من الفواكه والخضار الطازجة، اللحم قليل الدهون، منتجات الحليب، والحبوب الكاملة.
  • الهدوء والاستجمام: على سبيل المثال: التنزه، قراءة قصة، التمتع بحمّام مُهدّئ، أو سماع الموسيقى.

متى يجدر بكم تلقي المُساعَدة

إذا لم يَزُل الضغط الذي يشعر به ابنكم، تفاقمت مخاوفه مع مرور الوقت أو لم ينجح في النوم بسبب الضغط، فقد شهيته، قلت طاقته أو تمتّعه بالأمور، أو لم يعُد يشارك في اللقاءات الاجتماعية مع أصدقائه، يُستحسَن التوجه إلى اختصاصي.

يمكن في البداية أن:

  • تتحدثوا مع طبيب العائلة أو الأطفال
  • تتوجهوا إلى مستشار المدرسة – يجتاز المستشارون في المدارس تأهيلا خاصا حول مواضيع الصحّة النفسية لدى الأولاد والشبّان
  • تتحدثوا مع راعٍ ديني أو بالغ يوافق ابنكم عليه
  • تتحدثوا مع مرشد في حركة شبيبة
  • تتصلوا بخدمة “عيران” على هاتف 1201

إذا كان ابنكم يفكر في الإساءة إلى بنفسه أو الآخرين، أو يشعر أن لا معنى للحياة بعد الآن، عليه التوجه فورا لتلقي مساعدة مهنية. إذا كان يتحدث عن الانتحار، خذوه فورا إلى أقرب مستشفى أو اتصلوا بنجمة داود الحمراء.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.