الحفاظ على علاقة إيجابية مع ابنكم في سن المدرسة

علاقاتكم العائلية هي الأكثر تأثيرا في تطور ابنكم. رغم ذلك، لكي ينمو ابنكم اجتماعيا وعاطفيا بشكل جيد، من المهم أيضا أن يلائم نفسه مع البيئة والأصدقاء وأن يجد قدوة يحتذي بها - ولكم دور كبير في ذلك كوالدين.

فهم الأولاد في سن المدرسة: مبادئ أساسية

يكون ابنكم في المدرسة غالبا مشغولا بالتعلم والتعرف إلى الأصدقاء الجدد. يحاول أن يفهم قواعد الحياة، يتعلم الآداب والأخلاقيات، ما هو صحيح وغير صحيح، ويجد شخصا يكون قدوة يحتذي بها، مثل المعلمين والبالغين الآخرين الذين يعتمد عليهم. في الوقت ذاته، يتطور دماغ ابنكم بسرعة، ويؤدي إلى تطور عاطفي آخذ بالازدياد، تطور مهارات اجتماعية، وقدرة على التفكير المتقدم.

رغم كل التأثيرات الجديدة هذه، فإن الحياة العائلية والعلاقات الأسرية لا تزال تؤثر جدا في تطوّر ابنكم. من المرجح أن تتغير علاقتكم بابنكم قليلا لأنكم تقضون وقتا أقل معا – وربما يفضل ابنكم أن يودعكم من خلال القول لكم إلى اللقاء دون أن يعانقكم على مقربة من الأشخاص من حوله – ولكن دوركم كوالدين ما زال هاما جدا.

ينطلق ابنكم الصغير في طريقه داخلا عالما مليئا بالتسبب بكدمات في جسمه، ذرف دموعه بسبب عدم الفهم، وكذلك الفهم المثير للاهتمام. وعندما يشعر بحزن، لأنه لا تتم دعوته إلى حفلة عيد الميلاد أو يحتاج إلى مساعدة في تحضير فروضة الدراسية، فأنتم أول أشخاص يرغب في التحدث معهم.

تطوير المهارات الاجتماعية لدى ابنكم

عندما يدخل ابنكم إلى الصف الأول، يدخل إلى عالم اجتماعي أوسع مما عرفه حتى الآن. يقضي ابنكم وقتا في التفكير كيف يجد مكانته بين أصدقائه، يتدبر أموره، ويشعر بأنه جزء من مجموعة أكبر. رغم أنكم لستم قريبين منه في المدرسة، يمكن أن تقوموا بخطوات كثيرة لمساعدته على تطوير مهارات اجتماعية:

  •  ساعدوا ابنكم على التعرّف إلى أصدقاء: شجعوه على الانضمام إلى اللعب مع الأولاد الآخرين بعد المدرسة، النوم لدى الأصدقاء، والانضمام إلى مجموعات أصدقاء ودورات بعد الظهر.
  •  ساعدوا ابنكم على تطوير مهارات المحادثة: علموه أن يسأل أسئلة ويصغي إلى الأولاد الآخرين. كونوا قدوة ودعوا ابنكم يعرف كيف تستخدمون هذه المهارات عندما تتحدثون معه.
  •  ساعدوه على أن يفهم ما هي الملاحظات أو الجمل التي قد تزعج الآخرين وتجعل الأولاد الآخرين يضايقونه وتؤثر سلبا في التعرف إلى الأصدقاء، مثل: “شعرك ليس مرتبا دائما”.
  •  ساعدوه على تطوير مهارات التعاطف وفهم النقاط المختلفة: اطلبوا منه أن يصف مشاعره ويتحدث عن مشاعر الآخرين.
  •  اقترحوا عليه طرقا لمواجهة حالات مختلفة في المدرسة ومع الأصدقاء – مثلا: “ربما إذا شاركت الأولاد الآخرين في اللعب باللعبة الجديدة، فسيساعدك ذلك على تدبر أمورك”، أو “عندما تبتسم يكون من الأسهل عليك أن تتعرف إلى الأصدقاء. يستحسن الابتسام عند الالتقاء بأشخاص للمرة الأولى”.

يبدأ الأولاد في سن سبع حتى ثماني سنوات بالوعي إلى أنهم أشخاص مختلفون مميزون. فهم يكتشفون أن لديهم مشاعر وأفكارا خاصة بهم، ويبدأون بمقارنة أنفسهم بالأولاد الآخرين. بعد عمر ثماني سنوات، يزداد تأثير الأصدقاء في هذا العمر.

العثور على قدوة يحتذى بها

في عمر خمس حتى ثماني سنوات، يطور الأولاد في سن المدرسة شعورهم الذاتي من خلال التعرف إلى أشخاص يرغبون في أن يكونوا مثلهم – قدوة يحتذى بها. فهم ينظرون إلى الأقرباء الأكبر منهم، أفراد العائلة، المعلمين، والأولاد الآخرين – غالبا من الجنس ذاته – لمعرفة كيف يجب التصرف في المجتمع. تساعد هذه النماذج الأولاد على فهم أي أشخاص يرغبون في أن يكونوا.

معلم ابنكم

المعلم في المدرسة هو القدوة الأهم التي يجدر بابنكم أن يحتذي بها. يتعلم الأولاد من خلال التمعّن، الإصغاء، والتفاعل مع الآخرين، ولذلك من السهل معرفة لماذا هناك تأثير كبير للمعلمين في تفكير الأولاد، توجههم، تصرفهم، وآرائهم في المدرسة.

فهم القواعِد

في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية، يكون الأولاد مشغولين جدا بتعلم القواعد. تصبح الألعاب والمجالات الرياضية التي تعمل بموجب قوانين أهم، وتتيح للأولاد فهم أن القواعد يتم تطبيقها بشكل مختلف في حالات مختلفة.

فهم يبدأون الآن بفهم ما هو “صحيح” وما “ليس صحيحا”. مثلا، هناك قواعد أو سلوكيات مقبولة في المنزل، ولكنها ليست مقبولة عند زيارة الأصدقاء. في هذا العمر، يبدأ الأولاد بفهم وتقبّل أن هناك قواعد عائلية وقواعد اجتماعية، وقد يشعرون بالذنب عندما يقومون بعمل غير صحيح.

كيف تساعدون ابنكم على فهم القواعد والقيم

  •  أوضحوا له لماذا هناك حالات تعتبر صحيحة وأخرى غير صحيحة، ولماذا هناك سلوكيات غير مقبولة في المجتمع – مثلا: إزعاج الآخرين أو السرقة.
  •  شجعوا شعور التعاطف والرأفة لدى ابنكم، وقولوا مثلا: “فكر كيف كنت ستشعر إذا كنت محل ذلك الصديق الآن”.
  •  العبوا بألعاب تتطلب اتباع قوانين تتضمن عنصر الحظ والمهارة في الوقت ذاته. دعوا ابنكم يربح في جزء من الوقت، ولكن تذكّروا أن الخسارة هامة أيضا ليتعلم ابنكم عن الفشل.
  •  تحدثوا مع ابنكم عن القيم، وشاركوه بقيمكم الشخصية والعائلية. يمكن التحدث عن قيم المجتمع أو الدولة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network