الصدمة: كيف تواجهونها وتهتمون بأنفسكم

بعد التعرض لصدمة، من المهم أن تعتنوا بصحتكم وخيركم النفسي.يساعدكم الحفاظ على صحتكم الجسمانية والنفسية في الحفاظ على الطاقة لدعم ابنكم، وكذلك على مواجهة مشاعركم.إضافة إلى ذلك، يُوصى بالتوجّه لتلقي مُساعَدة مهنية.

كيف تشعرون بعد التعرض لحالة صدمة

ربّما اختبرتم أنتم أو ابنكم حدثًا صادمًا، مثل: حادث طرق، حريق، إصابة، أو وفاة قريب أو صديق، أو ربّما مرّ ابنكم وحده بهذه الحالة.

حتى إذا لم تمروا أنتم أيضا بصدمة مثل ابنكم، يُرجَّح أنكم ستشعرون بمشاعر وردود فعل قوية بعد ذلك. يمكن أن تشعروا بالذنب لأنكم لم تمنعوا وقوع الحادثة، أو لأنكم لم تكونوا إلى جانب ابنكم، وأيضًا بالغضب، القلق، أو فيضان المشاعر. هذا رد فعل طبيعي ناتج عن شعوركم بالمسؤولية تجاه سلامة ابنكم. لمزيد من الأسف، لا يمكنكم أن تراقبوا ابنكم بشكل كامل دائما.

نصائح للمواجهة بعد التعرض لصدمة

بعد التعرض لحالة صدمة، قد تشعرون بأنكم حياتكم انقلبت رأسا على عقب. عليكم الاعتناء بأمور أخرى إضافة إلى الشؤون اليومية التي تتطلب اهتمامكم، مثل تعيين الأدوار لزيارة الطبيب أو تقديم شكوى للتأمين. سيضطرب الكثير من أعمالكم الروتينية العادية أو يصبح أصعب الاستمرار فيها.

يُستحسَن أن تستغلوا جزءا من طاقتكم وتحاولوا أن تواجهوا بشكل هادئ وإيجابي. تزيد المواجهة الجيدة من جهتكم احتمالات أن يواجه ابنكم بشكل أفضل أيضا. يُستحسَن خلق مشاعر التعاون ضمن العائلة، التحدث بانفتاح عما حدث، ومساعدة ابنكم على أن يعبّر عن مشاعره، لتوفير بيئة داعمة داخل العائلة تسمح بالتعافي. إليكم نصائح تساعدكم على المواجهة.

الاعتناء بأنفسكم

  • يمكن أن تساعد تمارين الاسترخاء،‏‎‎‏تمارين التنفس، والركض الخفيف صباحًا على التخفيف من مشاعر القلق أو العصبية، وعلى النوم إذا كنتم تواجهون صعوبات في النوم. ويمكن أن تحسّن الرياضة المشاعر والأفكار.
  • خصّصوا وقتا للقيام بعمل تتمتعون به – مثل المشي، الركض، أو قراءة كتاب لمدة ربع ساعة – وقت مخصّص لكم فقط.
  • تجنبّوا المقامرة واستهلاك الكحول أو المخدرات. يميل الأشخاص إلى هذه السلوكيات أحيانا لمواجهة مشاعر قوية، ولكن حتى إذا كانت تساعد هذه السلوكيات فهي حلول قصيرة الأمد. قد تسبب المقامرة والمخدرات مشاكل صحية، مشاكل في العلاقات، ومشاكل في الحالة الاقتصادية، إذ بدلا من التعافي من الصدمة تؤدي هذه السلوكيات إلى تفاقم الوضع.
  • انتَبِهوا إلى أن تذكّر الصدمة، حتى قليلًا، قد يجعلكم تشعرون بفيض من المشاعر. هذا طبيعي. إذا شعرتم بقلق كبير، قولوا لأنفسكم: “أنا منزعج لأنني أتذكر الحادثة، ولكن الوضع أصبح مختلفا الآن. مرّ الخطر، وأنا أشعر بأمان الآن”. إذا شعرتم بكوابيس أو كنتم تتذكرون الحادثة، توجهوا إلى الطبيب و/أو لتلقّي علاج ملائم.

 

مواجهة الحياة العائلية

  • تذكروا أنكم قد لا تتمكنون بالضرورة من فِعل كلّ ما كنتم تفعلونه بشكلٍ عامّ. حاولوا أن تفهموا ما هي المهام اليومية الهامة، وركزوا عليها. يمكن تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر.
  • حاولوا أن تواصلوا الروتين اليومي الثابت الذي يساعد ابنكم على أن يشعر بالحماية والأمان، ويساعدكم أنتم أيضا على أن تشعروا بأنكم تسيطرون على الوضع. إذا كنتم غير قادرين على متابعة روتينكم الثابت، عليكم خلق روتين يومي جديد.
  • تجنبوا اتخاذ قرارات هامة – مثل الانتقال إلى مدينة أخرى بعد الصدمة. ربما غيرت الصدمة طريقة نظركم إلى الحياة، لذا يُستحسَن ألا تتخذوا خطوات كبيرة حتى تهدأوا. عندها تعرفون أنّ عملية اتخاذ القرارات لديكم ثابتة أكثر.


تلقي المُساعَدة

  • تحدّثوا عن مشاعركم مع صديق جيد أو أحد الأقرباء. ربما تشعرون بمسؤولية عمّا حدث أو بالغضب الشديد، وهذا طبيعي. يساعدكم فهم هذه المشاعر على أن تكونوا واقعيين وتفهموا ما الذي كان في وسعكم القيام به أو عدم القيام به. كذلك، من الطبيعي أن يشعر الأزواج بتوتر أكثر من المعتاد، أو أن يمروا بصراعات ونزاعات عائلية. حاولوا التحدث عن الموضوع ومتابعة حياتكم. قولوا مثلا: “في الفترة الأخيرة نختلف كثيرا، ولكن مع أخذ ما مررنا به بعين الاعتبار، أعتقد أن علاقتنا ما زالت جيدة”.
  • اطلبوا الحصول على مساعدة من الأسرة، الأصدقاء، والآخرين. اقبلوا اقتراحات المساعدة بامتنان. يمكن أن يوجهكم طبيب العائلة إلى خدمات الدعم التي تساعدكم على مواجهة الوضع.
  • حافظوا على علاقة مع العائلة، الأصدقاء، والآخرين. الوالِدون الذين يواصلون زيارة العائلة والأصدقاء والتحدث معهم، ويبقون مشاركين في الحياة العامة، يميلون إلى مواجهة أحداث الصدمة بشكل أفضل ممّن لا يفعلون ذلك.

قد تجعلكم مشاعر الغضب تفقدون سيطرتكم وتمارسون العنف. إذا كان أحد أفراد عائلتكم أو مجتمعكم غاضبا وعنيفا وكنتم أنتم أو أولادكم معرضين لخطر فوري، اتصلوا بالشرطة.

علامات تشير إلى أنكم لا تواجهون الحياة اليومية جيدا بعد الصدمة

بمرور الوقت، ينجح معظم الأشخاص باجتياز الصدمة والتعافي إلى مدى معيّن، ولكن هناك أشخاص تصعب عليهم المواجهة. ربما تحتاجون إلى مساعدة لمواجهة الصدمة إذا كنتم:

  • قلقين، غاضبين، متهيّجين، شاعرين بالذنب، أو تتهمون أنفسكم طوال أكثر من شهر بعد الحادثة
  • تشعرون بتغييرات في صحتكم مثل الصداع، فقدان الوزن، ومشاكل في النوم بشكل متواصل
  • تلاحظون أن الحادثة تسيطر على أفكاركم
  • تشعرون بالابتعاد عن الناس حولكم
  • لا تنجحون في الاعتناء بابنكم أو بدعمه عاطفيا

إذا شعرتم بإحدى هذه العلامات، أو إذا كنتم تحتاجون إلى دعم، تحدثوا مع طبيب العائلة. تتفاوت عملية التعافي بعد الصدمة بين شخص وآخر، لذا من المهم تلقي المساعدة الضرورية. كلما حصلتم على مساعدة في وقت أبكر، يمكنكم التعافي بشكل أسرع.

الخدمات والدعم بعد التعرض لصدمة

إذا كنتم تشعرون أنكم لا تنجحون في المواجهة، من المهم أن تطلبوا المساعدة في أسرع وقت ممكن. يساعدكم أنتم وابنكم على التعافي أن تحصلوا على المساعدة في أسرع وقت ممكن. يمكن أن تتحدثوا مع طبيب الأطفال أو طبيب العائلة اللذَين يستطيعان أن يوجهاكم إلى الجهات الملائمة، أو أن تتصلوا بمستشارة المدرسة أو قسم الخدمات الاجتماعية في بلدتكم، للحصول على استشارة وتوجيه ملائمَين.

يمكنكم أن تبحثوا عن خدمات علاجية وخبراء بالصدمة في المنطقة القريبة من سكنكم عبر الإنترنت.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.