مساعدة ابنكم على المواجهة عند وفاة شخص

عندما يموت أحد أقربائكم قد يشعر ابنكم بأحاسيس قوية - عصبية، يأس، غضب، ارتباك، وقلق. هذه المشاعر طبيعية. بهدف أن تساعدوا ابنكم على مواجهتها، أهم ما عليكم القيام به هو أن تمنحوه بيئة آمنة وداعمة.

الشعور الذي ينتاب الأطفال بعد وفاة قريب عائلة

تمتد المشاعر التي يشعر بها الأولاد بعد الموت على نطاق واسع. يُبدي الكثير من الأولاد عصبية، غضبا، وقلقا. قد يكون الآخرون مرتبكين ويحاولون فهم ما حدث. هناك أولاد يبدو أنهم لم يتأثروا بالوفاة، بينما يشعر آخرون بالذنب ظانين أنّ قولا أو تصرفا معينا من قبلهم قد أديا إليها. قد يُبدي ابنكم علامات قلق انفصال، وقد يخاف من أن يموت أحد منكم أو من الذين يعتنون به.

من المهم معرفة أن رد فعل ابنكم على الوفاة يكون أصعب عندما يموت شخص كان يلتقي به بشكل ثابت وكان يحبّه – مثلا، جار حسن – مقارنة بوفاة قريب لم يره إلا قليلا. قد يكون رد فعل الأولاد الصغار مماثلا عند وفاة حيوان أليف يحبونه ووفاة قريب.

قد يكون الأطفال الصغار مغمورين بالمشاعر القوية. هناك أولاد يصبحون هادئين ومنطوين على أنفسهم، بينما يتصرف الآخرون بشكل استفزازي. للحصول على معلومات حول مواجهة هذه الحالات، اقرأوا المقال: 15 نصيحة لتشيجع السلوك الحسن.

كيف يمكن التحدّث مع الأولاد حول الموت

متى يجب التحدّث

عند وفاة شخص عزيز، استغلوا أقرب فرصة لتوضحوا لابنكم ما حدث. إذا عرف ابنكم عن ذلك خطأ، أو عبر شخص آخر ليس قريبا منه، قد يُصبح مرتبكا وغاضبا. إذا كان لديكم أكثر من ولد في العائلة، يمكن أن تتحدّثوا مع كل الأولاد أو أن تتحدثوا مع كل ولد على حدة. عندما تقررون كيف تخبرون ابنكم، فكّروا في عمرهم، وضعهم، ومزاجهم. من المُرجح أن يسأل ابنكم أسئلة ‏ذات صلة بالموت، ولذلك يُستحسن أن تستعدوا لتوفير المعلومات له عندما يكونا مستعدا.

ما الذي يمكن قوله

 يحتاج ابنكم إلى مساعدتكم ليفهم ما هو الموت، لذلك يُستحسن أن تشرحوا ما حدث بالطريقة الأبسط والأكثر حقيقية، قدر المُستطاع. مثلا، “لديّ أخبار سيئة. لقد توفيت جدتك إخلاص هذا الصباح”.

قد يمنع استخدام كلمة الموتالمشاكل أيضا. إذا استخدمتم كلمات مثل “رحلت عن هذه الدنيا” أو “نامت” قد يكون ابنكم مرتبكا أو خائفا. مثلا، قد يخاف طفل قيل له إن “جده ذهب لينام إلى الأبد” من أن ينام، لأنه يخاف ألا يستيقظ.

إذا كنتم تشعرون بعدم الارتياح من التحدث عن الموت، فقد تحتاجون إلى التدرّب على ذلك مع بالغ آخر قبل أن تتحدّثوا مع ابنكم. يُمكن أن تحضّروا أقوالكم مُسبقًا وأن تستعدوا للأسئلة التي يطرحها عليكم، وحتى أن تكتبوا بعض كلمات التذكير على ورقة. كذلك، يُستحسن أن تفكّروا مُسبقًا ما الذي تقولونه إذا كنتم لا تعرفون الإجابة عن أسئلته. من المسموح أن تقولوا مثلا: “لا أعرف، ولكن سأحاول الاستفسار”.

التحدّث عن المشاعر

الأولاد، لا سيّما الصغار منهم، قد يشعرون بمشاعر “كبيرة” عند وفاة شخص ما، لكنهم لا يجدون دائما الكلمات الصحيحة للتعبير عن مشاعرهم، وربّما يشعرون بالارتباك والإحباط. لذلك، يُستحسن أحيانا أن تساعدوا ابنكم على التعرّف إلى مشاعره.

اشرحوا له أنه يشعر شعورا طبيعيا. يمكن أن تقولوا له إنكم تشعرون شعورا شبيها. مثلا: “يبدو لي يا خلود أنك غاضبة جدا لأن جدتك قد توفيت. أنا غاضبة أيضا لأنني أحبُها جدا، وأنا حزينة لأنها لم تعد قادرة على أن تكون بيننا”.

إذا كان ابنكم يعرف أنه يُسمح له بالتحدّث عن مشاعره – وأنكم قادرون على مواجهتها – من المُرجح أنه سيتحدث أكثر. إذا كان يتحدث أكثر، قد يطلب مساعدة بشكل أفضل إذا شعر أن مشاعره تغمره. يُفضل بعض الأولاد استخدام الألعاب، الكتب، الموسيقى، أو الرسم للتعبير عن مشاعرهم.

يُستحسن أن تمنحوا ابنكم أفكارا تساعده على المواجهة عندما تنتابه مشاعر قوية. مثلا: “فارس، عندما تكون مشتاقا جدا إلى جدك، يمكن أن تأتي إليّ وتعانقني. ثم يمكن أن نقوم بعمل مشترك يدب الفرحة في قلوبنا”.

مع مرور الوقت، وبمساعدة الوالدين وبالغين آخرين، يتعلم معظم الأولاد الصغار مواجهة مشاعرهم القوية. عندما ينجح ابنكم في مواجهة هذه المشاعر بسهولة أكبر، من المُرجح أنكم ستشعرون بارتياح أكثر. إذا كنتم قلقين حول مواجهة ابنكم عند وفاة قريب عائلة، يُستحسن التوجه إلى ممرضة مركز رعاية الطفل، طبيب الأطفال، أو مستشار/ة المدرسة.

كيف يمكنكم التغلّب على مشاعركم

ليس خطأ أن يرى ابنكم أنكم حزينون أو تبكون عند وفاة شخص عزيز عليكم. رغم ذلك، يُستحسن أن توضّحوا له كيف تشعرون. مثلا: “أبكي لأن جدتك قد توفيت، وأنا حزينة لأنني لن أراها ثانية”. يمكن أن تحاولوا التحدّث عن مشاعركم مع صديق جيد أو قريب. إذا كانت مشاعركم تصعّب أداءكم، ستحتاجون إلى الحصول على دعم. تحدّثوا مع طبيب العائلة، رفيق زواجكم، صديق جيد، أو أخصائي نفسي لمواجهة مشاعركم.

تتراوح مشاعر الأولاد عند وفاة شخص ما تماما كمشاعر البالغين، بين الحزن والقلق، وكل ما بينهما. ولكن، بما أن الأولاد لا يجدون دائما الكلمات للتعبير عن مشاعرهم، فهم يحتاجون إلى مساعدتكم لفهم هذه المشاعر ومواجهتها.

نصائح للمواجهة 

تتعلق الطريقة التي يفهم بموجبها الأولاد الموت بعُمرهم وتطوّرهم.

الرُضّع والأولاد في سنّ الروضة

يفهم الأولاد في هذه المجموعة العمرية الموت على أنه انتقال من مكان إلى آخر، ولكنهم لا يفهمون أن ذلك الشخص لن يعود. قد يطلب ابنكم زيارة المُتوفي، ويسأل متى سيعود. قد يسأل الأسئلة ذاتها مرارا وتكرارا. هذه هي طريقة لمحاولة فهم ما حدث. قد يعود بعض العادات القديمة لدى ابنكم – مثلا، قد يبدأ بالتبوّل أو ربّما يبدأ بالمشي أثناء الليل.

هكذا يمكن أن تساعدوا ابنكم:

  •  حاولوا أن تحافظوا على الروتين
  •  أجيبوا عن أسئلته بوضوح وصراحة – مثلا: “لقد توفيت عمتك نجاة. لن تعود بعد، ولن نراها لاحقا”.
  •  ادعموه وشجعوه – مثلا، عانقوه عندما يكون حزينا.
  •  كونوا صبورين حتى إذا سأل الأسئلة ذاتها مرارا وتكرارا.
  •  قولوا له إنه يُسمح له أن يلعب، يفرح، ويتمتع.
  •  إذا كنتم تظنون أن ابنكم ما زال يعتقد أن عزيزكم المتوفي سيعود، ذكّروه بهدوء أنه لن يراه ثانية.
  •  أخبروا المربية والمُساعدات في الروضة بما حدث، ليدعمن ابنكم عند الحاجة.

الأولاد في سنّ المدرسة

في هذا العمر، يفهم الأولاد أن الموت هو نهاية الحياة، ولكن قد يعتقدون أنه يمكن منعه أو أن البعض لن يموتوا.

هكذا يمكن أن تساعدوا ابنكم:

  •  قولوا له إن الموت لم يحدث بسببه، وإنه لم يكن في وسعه منعه مُسبقا.
  •  حاولوا أن تحافظوا على الروتين.
  •  قولوا له إنه يُسمح له أن يلعب، يفرح، ويتمتع.
  •  أجيبوا عن أسئلته بصراحة وصدق – مثلا، إذا سألكم إذا كنتم ستموتون، فأجيبوا: “نعم، سنموت جميعا. سأموت أنا أيضا في يوم من الأيام، ولكن سيحدث هذا بعد مرور سنوات كثيرة”.
  •  اقترحوا عليه أن يُمارس نشاطا لتخليد ذكرى الميت – مثلا: غرس شجرة، كتابة رسالة، أو رسم رسمة.
  •  أخبروا المعلمين والمُساعدين في المدرسة ما الذي حدث، ليدعموا ابنكم عند الحاجة.
  •  أخبروا والدي أصدقاء ابنكم المقربين، ليعرفوا المشاعر التي يشعر بها.

الأسئلة التي قد يسألها ابنكم

لماذا تُوفي؟

يحاول ابنكم فهم ما هو الموت. ربّما يرغب في معرفة السبب وراء الوفاة، لذلك حاولوا الإجابة عن أسئلته وفق مستوى فهمه. مثلا: “كان قلب جدك ضعيفا جدا ولم يعد يعمل كما ينبغي. حاول الأطباء معالجته، ولكنه كان مريضا جدا، ولم ينجحوا”.

هل ستموتون أنتم أيضا؟ هل سأموت أنا أيضا؟

يبدأ ابنكم بمعرفة أن الأشخاص الذين يحبّهم قد يموتون. يُستحسن أن توضّحوا له أن الأشخاص يموتون في سن متأخرة جدا أو عندما يكونون مرضى جدا. إذا تُوفيّ شاب، أخبروا ابنكم أن الموت في سن صغير يحدث في أحيان نادرة. يمكن أيضا أن تقولوا إن الكثير من الأشخاص الذين يعرفهم في مثل هذا العمر ما زالوا أحياء وأصحاء.

ماذا يحدث بعد الموت؟

تعود طريقة إجابتكم عن هذا السؤال إلى اعتقادكم الشخصي واعتقاد عائلتكم. إذا كنتم أشخاصًا مؤمنين، تحدّثوا عن إيمانكم مع أولادكم.

يُفضّل معظم الأشخاص أن يمنحوا أولادهم شيئا ما للتركيز عليه عندما يُفكّرون بالميت. مثلا: “عندما نرى نجمة في السماء، يمكن أن نُفكّر في جدتك”. من المهم أن تقولوا لابنكم ما يبعث الراحة في نفوسكم أيضا.

الأسئلة غير المتوقعة

قد يسأل ابنكم أسئلة تبدو غريبة أحيانا، مثلا: “هل يشعر جدي الميت ببرد؟”، أو “هل ترانا جدتي الآن؟”. حاوِلوا الإجابة عن هذه الأسئلة، لأنها تساعد ابنكم على فهم معنى الموت.

إذا حدثت الوفاة أثناء حادثة مأساوية – مثلا، عملية إرهابية أو حادث طرق – اقرأوا المقالين: الصدمة: رد فعل الأولاد الأولي لدى الأولاد، كيف يمكن دعم ابنكم في الأيام والأسابيع الأولى بعد التعرض لصدمة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network