رفض الذهاب إلى المدرسة لدى الأطفال بين السادسة والثامنة من عُمرهم

يطلب الكثير من الأطفال أن يبقوا في البيت وألا يذهبوا إلى المدرسة. إذا كان يصعب عليكم أن تقنعوا طفلكم بالذهاب إلى المدرسة أحيانا، فربما عليكم قرائة هذها المقال.

ما هو رفض الذهاب إلى المدرسة؟

رفض الذهاب إلى المدرسة هو ما يحدث عندما يعبّر ابنكم عن معارضته للذهاب إلى المدرسة، يخسر أجزاء من أيام دراسية أو أياما كاملة، ولا تزول الضائقة التي يمر بها. يصعب على الأولاد أحيانا أن يذهبوا إلى المدرسة، وأحيانا أخرى لا يذهبون أبدا. الأولاد الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة يقضون وقتهم في البيت غالبا ويعرف والدوهم بذلك، رغم كل محاولاتهم لإقناع أولادهم بالذهاب إلى المدرسة.

قد يبدأ رفض الذهاب إلى المدرسة تدريجيا، طيلة فترة يصبح فيها أصعب فأصعب إقناع الولد الذهاب إلى المدرسة؛ وأحيانا يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، مثلا في بداية السنة أو بعد مرض. لا يشكل رفض الذهاب إلى المدرسة اضطرابا نفسيا محددا، بل هو مشكلة عاطفية و/أو سلوكية.

علامات وأعراض رفض الذهاب إلى المدرسة

إذا كان طفلكم يرفض الذهاب إلى المدرسة كل صباح، فيبدو أنكم تجتازون حربا نفسية طويلة. طفلكم قد:

  •  ينفجر بالبكاء
  •  يعاني من نوبات غضب
  •  يختبئ تحت البطانية
  •  يرفض التحرك
  •  يتوسل ألا يذهب إلى المدرسة
  •  يشكو من آلام، أحاسيس، أو أمراض قبل المدرسة، تتحسن غالبا إذا سُمح له البقاء في المنزل
  •  يُظهر قلقا متزايدا
  •  يهدد بإلحاق ضرر بنفسه

أسباب رفض الذهاب إلى المدرسة

في أحيان نادرة، هناك سبب واحد لرفض الذهاب إلى المدرسة. قد يكون رفض الذهاب إلى المدرسة مرتبطا بقلق الانفصال، الخوف، الاكتئاب، صعوبة في التعلم، أو مشاكل اجتماعية في المدرسة. قد يحدث رفض الذهاب إلى المدرسة أثناء أو بعد:

  •  حالات مثيرة للتوتر في المنزل، المدرسة، أو مع الأصدقاء في الصف
  •  نزاع داخل العائلة أو مع الأصدقاء في الصف
  •  مشاكل تعليمية – مثلا، عسر تعلم
  •  الدخول إلى مدرسة جديدة
  •  الانتقال إلى شقة جديدة
  •  الاستقواء أو الإزعاج
  •  مشاكل مع المعلمين

عندما ينجح طفلكم في إقناعكم ألا يذهب إلى المدرسة، فهو يستطيع في الحقيقة:

  •  تجنب مواجهة حالات مثيرة للخوف أو التوتر، حالات تعليمية أو اجتماعية، مثل الامتحانات، المعلمين، الحانوت في المدرسة، وغيرها.
  •  التهرب من حالات اجتماعية يواجهها مع أصدقائه في الصف أو المعلمين
  •  تجنب قلق الانفصال
  •  الحصول على اهتمام كثير من الوالدين

لا يشبه الرفض التملص أو “التهرب” من التعليم. لا يهتم الأولاد الذين يتهربون من المدرسة بالمدرسة غالبا، لا يقبلون السلطة، أو لديهم مشاكل سلوكية مثل اضطراب التحدي الاعتراضي (‏ODD‏). أحيانا، لا يعرف والدوهم أنهم لا يذهبون إلى المدرسة.

كيف يمكن معالجة رفض الذهاب إلى المدرسة

قد يكون رفض الذهاب إلى المدرسة استفزازيا لكم ولطاقم المدرسة. إذا كان ابنكم قلقا من المدرسة، فإن رفض الذهاب إليها قد يخفف من الخوف لوقت قصير، لأنه يتيح له ألا يواجه الحالة التي تثير القلق. ولكن إذا استمر ابنكم في تجنب الذهاب إلى المدرسة، فمن المرجح أن خوفه من المدرسة سيزداد. كذلك، من المرجح أن يخسر مواد تعليمية ويشعر بعزلة اجتماعية – ما قد يصعِّب عليه أكثر العودة إلى المدرسة. لذلك من المهم جدا أن يعود إلى المدرسة بأسرع وقت ممكن.

يمكن القيام ببعض الخطوات في المنزل لتشجيع ابنكم على العودة إلى المدرسة.

عندما تتحدثون مع طفلكم

  •  تفهموا خوفه من الذهاب إلى المدرسة، ليشعر أنكم تصغون إليه وتفهمونه. قولوا لابنكم مثلا: “من المسموح لك أن تشعر بقلق من الذهاب إلى المدرسة”.
  •  دعوه يعرف أنكم تفهمون أنه يصعب عليه الذهاب إلى المدرسة عندما يكون قلقا أو خائفا. مثلا: “أشعر أنك خائف من الذهاب إلى المدرسة. أعرف أن هذا صعب عليك، ولكن عليك الذهاب إلى المدرسة. سنساعدك أنا والمعلم”.
  •  تحدثوا عما سيحدث لمساعدة ابنكم على الذهاب إلى المدرسة والشعور بأنه محمي وبأمان – ولا تتحدثوا عن السؤال إذا كان سيذهب.
  •  دعوا ابنكم يعرف أنكم تؤمنون أنه قادر على الذهاب إلى المدرسة، وقولوا له أقوالا مشجعة وإيجابية، مثلا: “عندما تذهب إلى المدرسة تُظهر كم أنت شجاع”. هكذا يمكن أن تعززوا ثقة ابنكم بنفسه.
  •  استخدموا أقوالا واضحة ومهدئة لتوضحوا لابنكم أنكم تتوقعون أن يذهب إلى المدرسة. قولوا “عندما” ولا تقولوا “إذا”. مثلا، يمكن أن تقولوا “عندما تكون في المدرسة غدا…”. بدلا من أن تقولوا “إذا ذهبت إلى المدرسة غدا….”
  •  استخدموا تعابير مباشرة مثل: “آن الأوان لتنهض من السرير”، أو “مراد، انهض من فراشك من فضلك واذهب إلى غرفة الاستحمام”. لا تسألوا أسئلة مثل: “هل ستذهب إلى المدرسة اليوم؟” و “هل تستطيع الآن الدخول إلى الحمام؟” تعطي أسئلة كهذه إمكانية الإجابة بـ “لا!”

عندما تكونون في المنزل

  •  ابقَوا هادئين، لتكونوا قدوة لابنكم حتى يعرف كيف يواجه الوضع بشكل إيجابي. إذا شعر ابنكم أنكم قلقون، متوترون، أو محبطون، فقد يزداد الخوف لديه.
  •  خططوا كيف تبدأون نهاركم بهدوء ليشعر ابنكم بشعور إيجابي أكثر بالنسبة للذهاب إلى المدرسة. يمكن أن تُحضّروا ملابس المدرسة والحقيبة في الليل، وأن تطلبوا منه أن يستحم في المساء، لا في الصباح.
  •  لا تخططوا لممارسة نشاطات ممتعة أثناء ساعات التعليم، لئلا تكافئوا ابنكم لأنه ظل في المنزل، أي استخدموا أقل ما يمكن (إذا استخدمتم أصلا) التلفزيون، ألعاب الفيديو، نشاطات الترفيه، الإنترنت، وأمورا أخرى.
  •  ساعِدوا ابنكم على الحفاظ على دورات نوم ويقَظة معقولة. من الصعب أكثر على ابنكم الاستيقاظ صباحا استعدادا للمدرسة إذا كان ينام في النهار ويستيقظ في الليل.

الذهاب إلى المدرسة 

  •  اطلبوا من شخص آخر أن يأخذ ابنكم إلى المدرسة. يواجه الأولاد الانفصال عن الوالدين في المنزل أفضل مقارنة بالانفصال في المدرسة.
  •  عندما يذهب ابنكم إلى المدرسة، امدحوه وَصِفوا له بالتفصيل ما الذي يشعر به بالتأكيد. قولوا: “أعرف أنه من الصعب عليك جدا، وأنا فخورة بك لأنك تحاول”.
  •  كافئوه لأنه ذهب إلى المدرسة. يمكن قضاء وقت مميز مع أحد الوالدين أو التوقف في الطريق إلى المنزل وتناول حلوى البوظة. يجب أن يحظى ابنكم بالجائزة في اليوم ذاته.

ربما يحتاج ابنكم إلى مساعدة ليفهم مشاعره حول الذهاب إلى المدرسة أو حول المدرسة ذاتها. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال: التحدث عن المدرسة.

الاستعانة بالكادر التعليمي

ساعدوا ابنكم على العودة إلى المدرسة – والاستمرار في الذهاب إليها – من خلال تواصل وعمل مشترك مع طاقم المدرسة:

  •  تحدثوا مع المعلم أو المدير، واحصلوا على أفكار ونصائح. لدى المعلمين خبرة كبيرة مع الأولاد الذين يرفضون الوصول إلى المدرسة.
  •  اطلبوا من المعلم أو المدير أن يوجهاكم أنتم وابنكم إلى أعضاء طاقم آخرين، مثل المستشار أو الأخصائي التربوي.
  •  افحصوا ما هي السياسة المتبعة في المدرسة حول الغياب. يستطيع المدير أو المستشار أن يساعدا في ذلك.
  •  قد تكون هناك برامج تربوية ملائمة في المدرسة، أو ساعات تعليمية خاصة تساعد ابنكم على المشاركة والبقاء بسهولة أكثر في المدرسة.
  •  حددوا لقاءات مع جهات الاتصال الأساسية في المدرسة – المربي، المدير، المستشار، أو الأخصائي النفسي التربوي. هكذا يمكن أن تفحصوا تقدم ابنكم وحاجته إلى الدعم.
  •  حضّروا الطاقم التربوي تدريجيا لعودة ابنكم إلى المدرسة. مثلا، ربما يستطيع ابنكم العودة في البداية إلى المدرسة ليوم تعليمي قصير وتعلم المواضيع التي يحبها، ثم يتقدم.

في جزء كبير من الحالات، لا يزول رفض الذهاب إلى المدرسة تلقائيا، بل يحتاج ابنكم إلى مساعدة مهنية للتغلب عليه. هناك تأثيرات سلبية كثيرة لرفض الذهاب إلى المدرسة المستمر – تأثيرات تعليمية، اجتماعية، وعاطفية.

تلقي المُساعَدة المهنية

تساعد المساعدة المهنية الوالدين على تعلم المزيد عن علاج رفض الذهاب إلى المدرسة وحل المشاكل التي يلحقها.

إذا قال ابنكم إنه يشعر بأنه مريض، فحددوا موعدا لدى الطبيب لفحص ذلك. إذا لم يكن هناك سبب جسماني لشعوره، يستطيع طبيب الأطفال أن يوجهكم إلى أخصائي- طبيب نفسي للأطفال أو أختصاصي نفسي.

يستطيع الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي تقدير حالة ابنكم غالبا لمعرفة إذا كان رفض الذهاب إلى المدرسة مرتبطا بأسباب مثل القلق أو الاكتئاب. قد يشمل العلاج علاجا إدراكيا سلوكيا (‏CBT‏) ويساعد ابنكم على تعلم مهارات مواجهة القلق من الذهاب إلى المدرسة، مثل مهارات الاسترخاء والهدوء، مهارات اجتماعية، وتفكير إيجابي حول المدرسة.

يمكن أن يبدأ ابنكم بالذهاب إلى المدرسة ثانية عبر القيام بخطوات صغيرة، والوصول تدريجيا إلى الحضور يوميا. مثلا، يمكن أن يقضي في البداية نصف ساعة في الصف، ثم ساعة، ساعتين، وهلم جرا. يمكن أن تعملوا بالتعاون مع أخصائي نفسي أو مع طبيب نفسي حول معرفة لماذا لا يريد ابنكم الذهاب إلى المدرسة، وأن تتعلموا طرقا للوالدين تشجع ابنكم على الذهاب حقا.

الاهتمام بأنفسكم

إن رفض الذهاب إلى المدرسة قد يصعب الأمور كثيرا عليكم وعلى العائلة كلها. عندما تهتمون بنفسكم جيدا، يمكن أن تعتنوا بابنكم بشكل أفضل. إليكم بعض الأفكار:

  •  ارتاحوا جيدا، مارسوا نشاطات جسمانية، تناولوا طعاما صحيا، وخصصوا وقتا لأنفسكم. عندما تكونون هادئين ومرتاحين، يمكن أن تساعدوا ابنكم بشكل أفضل وتواجهوا الإحباط الذي تشعرون به.
  •  تذكّروا أن رفض الذهاب إلى المدرسة هو تحدٍّ عائلي. تابعوا دون توقف بذل الجهد لإقناع ابنكم بالذهاب إلى المدرسة. تذكّروا كم مهمّ هو الذهاب إلى المدرسة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network