يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن يتطورون وفق المراحل ذاتها منذ سن 15 حتى 18 شهرا. ما المتوقع أن يقوم به رضيعكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟
كيف يتطوّر الرُضّع في سن 15 حتى 18 شهرا
كل الأمور تثير اهتمام ابنكم الصغير، فهو متحمس للعب واكتشاف بيئته. هناك أهمية كبيرة للّعب بالنسبة لابنكم – هكذا يُطوّر مهارات التفكير، الخيال، والإبداع.
يتمتع ابنكم بالعثور على ألعاب مخبأة والإشارة إلى أعضاء جسمه عندما تسمّونها باسمها. كلما كبُر، تتحسن مهارات اللغة وحل المشاكل لديه، ويبدأ بتسمية الأغراض والخطوات التي يقوم بها باسمها.
من ناحية تطوّر اللغة، قد يقول ابنكم بعض الكلمات حتى عمر 15 شهرا، ونحو 25 كلمة (وربّما أكثر!) حتى سن 18 شهرًا. يبدأ بمعرفة اسمه، وكذلك تعليمات بسيطة مثل “أعطِ السيارة للبابا”. ويعرف دون شك تقريبا كلمة “لي”!.
في هذه الفترة، قد يتعرف ابنكم على نفسه جيدا، ويرتبك إذا نظر إليه الأشخاص الآخرون. يحب معانقتكم واحتضانكم. يُطوّر علاقات شعورية قوية مع الأشخاص الذين يحبهم، ويشعر أحيانا بعدم الارتياح عندما يبتعد عنكم. في الحقيقة، يصل الخوف من الانفصال لديه إلى الذروة في هذه الفترة.
ربّما قد بدأ ابنكم بالمشي وحده. وإذا لم يبدأ، فمن المرجح أنه سيخطو خطواته الأولى في الأشهر القريبة. وإذا كان يمشي منذ وقت ما، ربّما سيبدأ قريبا بالركض، وحتى التسلق على الدرج أو الأثاث.
أصبح ابنكم الآن يتحكّم بحركات يديه – يخربش، يُقلب صفحات، يستخدم ملعقة كبيرة، يشرب من الكأس، ويبني برجا مؤلفا من مكعبات.
كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:
- خلع جزء من ملابسه.
- الجلوس على كرسي صغير، أو محاولة التسلق على الكرسي الذي تجلسون عليه.
- إحضار غرض معيّن من الغرفة عندما تطلبون منه.
- رفع أغراض صغيرة جدا – مثلا، حجارة صغيرة أو فتات خبز.
كيف يمكن المساعدة في تطوّر الطفل
إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في تطور طفلكم:
- ابقوا على مقربة من طفلكم: يحتاج إلى مساعدتكم لتطوير استقلاليته الذاتية وثقته بنفسه. يرغب ابنكم البدء بالاكتشاف، ولكنه يرغب دائما أن يكون على مقربة منكم، وهذا مهم له جدا ويفيده جدا عندما يبدأ باكتشاف بيئته. يعرف أنكم موجودون من أجله، وفي كثيرِ من الأحيان، ينظر حوله ويبحث عنكم. إذا لم يجدكم، قد يكون قلقا.
- يُشكّل اللعب إحدى الطرق الهامة التي يكتشف فيها الطفل كيف تسير الأمور، ولذلك كرسوا وقتا للعب داخل المنزل وللعب خارجه. الألعاب الجيدة هي الألعاب المفتوحة – المكعبات، الملاقط، كؤوس الماء، أوعية البوظة، والعلب الكرتونية.
- شجعوا وعززوا مهارات اللعب الاجتماعي: اللعب هو طريقة رائعة تمكّن الأطفال من التعرّف على الأصدقاء وتعلم كيف يمكن اللعب جيدا مع الأولاد الآخرين. رغم ذلك، لا تتوقعوا بعد أن يشارك ويلعب في اللعبة وفق دوره – يظنّ الأطفال أنهم مركز العالم، وأنّ كلّ شيء هو لهم.
- شجعوا تطور المهارات اليومية، مثلا، استخدام الملعقة الصغيرة، الشرب من كأس، وإزالة القبعة وهي خطوات تستخدم الحركات الكبرى والحركات الدقيقة، وتشجع القدرة لدى الطفل على التفكير بما يقوم به. رغم ذلك، عليكم التحلي بالصبر أحيانا. مثلا، حدوث فوضى أثناء تناول الوجبة العائلية هو جزء طبيعي من عملية تعلم الطفل تناول الأكل وحده.
- تحدثوا كثيرا: اذكروا أسماء الأغراض من حولكم وتحدثوا عنها – أعضاء الجسم، الألعاب، والأغراض المنزلية مثل الملاعق الصغيرة أو الكراسي. هكذا تساعدون ابنكم على تطوير مهاراته اللغوية. كذلك يُستحسن توسيع الكلام. مثلا بدلا من أن تقولوا “كرسي” قولوا “كرسي كبير” أو “كرسي أحمر” أو “كرسي أحمر كبير”. إضافة إلى ذلك، قلدوا كلمات ابنكم. مثلا، إذا قال “ماما”، فكرروا كلمة “ماما”.
- أظهروا لابنكم أن كلامه ذو أهمية : أصغوا وتحدثوا إليه. هكذا تشجعون الحديث المتبادل بينكم ومهارات التواصل لدى ابنكم. كذلك يشعر أنه يتم تقديره ومحبته.
- اقرأوا كتبا للطفل: لتشجيع تطور الكلام والخيال، اقرأوا كتبا، قصصا، أو غنوا أغاني اللعب.
- شجعوا الطفل على التحرك، لمساعدته على تطوير الاستقامة وبناء عضلات جسمه، وتشجيع الحركات الأساسية الأكثر تعقيدا مثل الوقوف، المشي، والركض. يُستحسن فحص كيف يمكن جعل البيت آمنا.
أن نكون آباء لطفل صغير
تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم على بعضكم البعض أكثر فأكثر. كلما كبُر الطفل وتطور، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. في الحقيقة، بصفتكم آباء، تتعلمون دون توقف. يرتكب الآباء أخطاء ويتعلمون من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. ليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تعتقدون أنها أسئلة تافهة أفضلَ الأسئلة!
صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كآباء.ينسى الكثير من الآباء الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كآباء فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.
إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أو غير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص- وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الطفل أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وضرر دائم في الدماغ أحيانا.
يُسمح لكم بطلب المساعدة. إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بالتعامل مع ابنكم، فتوجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى ممرضة مركز رعاية الطفل.
متى يجدر طلب المُساعَدة
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر 15 حتى 18 شهرا:
- لا يتمتع بالتواصل عبر النظر أو بالاحتضان والمعانقة.
- لا يقول كلمات ذات معنى أبدا (حتى لو كان اللفظ خاطئا)
- لا يتبع التعليمات البسيطة – مثلا “أعطني الطابة”.
- لا يُشير إلى الأغراض، لا يُلوّح بيده، أو لا يستخدم الإشارات الأخرى.
- لا يمثّل أدوار آخرين أثناء اللعب، كأن يكون طبيبًا، يحضّر العجة، أو يُطعم اللعبة.
- لا يمشي وحده.
- يستخدم يدا واحدة أكثر من اليد الأخرى (لا يجدر أن يُفضّل الأولاد استخدام يد واحدة أكثر من الأخرى حتى عمر سنتين).
- يصعب عليه الرؤية أو السمع.
- يخسر مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لدى النساء أو اكتئاب بعد الولادة لدى الرجال. تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة مهني.
ينمو ويكبر الأطفال بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network