‏تطوّر الأطفال في سن 6 حتى 8 سنوات‏

يكون الأطفال في جيل المدرسة بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن يتطورون بشكل مشابه منذ سن 6 حتى 8 سنوات. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف يتطوّر الأولاد في جيل ست حتى ثماني سنوات

اللعب والتعلّم

يكون لعب ابنكم أكثر تعقيدا الآن، ويعرض أحيانا أفكارا كان قد صادفها في المدرسة أو في وسائل الإعلام. مثلا، يمكن أن تقدموا وجبة عشاء لـ “بيتر بان”، نجم روك، وحتى إلى “رئيس الحكومة” أحيانا! بما أن ابنكم يُسيطر أكثر على تصرفاته ومشاعره، يستطيع اللعب بالألعاب ذات القوانين بشكل أفضل، عندما يكون الفائز أو الخاسر أيضا.

‏يتمتع بالتعرّف على الأصدقاء وبأن يكون صديقا. تمنحه الصداقات شعور الانتماء وتساعده على التعلم والتدرّب على مهارات اجتماعية أساسية مثل المشاركة وإجراء المفاوضات. ‏قد تضع الصداقات أمامه تحديات، لأن الأصدقاء قد يكونون مسيطرين أو عصبيين إلى حد معين. يمكن أحيانا أن يتركوه وحده – مثلا، “إذا لعبت مع نتالي فلن تكون صديقنا!. تكون معظم علاقاته إيجابية، ولكن يُستحسن التأكد من عدم  وجود علامات الاستقواء. كذلك، قد يبدأ ابنكم باللعب مع الأولاد في عمره ومن جنسه.

الأحاسيس

يحب ابنكم كسب رضى البالغين المهمين في حياته، مثل والديه ومعلميه، ولذلك يهمه أن يقوم بالأشياء “كما ينبغي”. من جهة أخرى، قد تكون ثقته بنفسه أكثر مما يجب.

‏يمكن فهم أقواله بسهولة أكبر ويكون حساسا لأفكار وآراء الآخرين. مثلا، يُبدي تعاطفا كبيرا مع أفراد العائلة والأصدقاء عندما يكونون في ضائقة. ينتقد نفسه بإفراط أحيانا، ويحتاج إلى مساعدتكم للتركيز على الأعمال التي يقوم بها جيدا.

قد تلاحظون أنه واعٍ أكثر لأحداث سمعها في نشرات الأخبار مثل العمليات الإرهابية أو الحوادث. ‏إن معرفته الكبيرة المتزايدة للعالم المحيط به قد تؤدي إلى الخوف والقلق، ولذلك من المهم التحدث معه عن الأمور وفق مستوى فهمه.

التفكير

يفهم ابنكم العلاقة بين السبب والنتيجة بشكل أفضل، ويبدأ برؤية كيف تؤثر أعماله في الأشخاص الآخرين، حتى وإن كان يبدو أحيانا أنه يُركّز على نفسه جدا. ‏تتحسن ذاكرته ويستطيع تصنيف الأغراض وفق مجموعات (فواكه/ خضراوات/ وسائل نقل، وغيرها). ‏يفهم أكثر ما هي الأرقام، ويبدأ بفهم عمليات حسابية بسيطة مثل الجمع والطرح، ويبدأ في سن ثماني سنوات تقريبا بفهم عمليات الضرب والقسمة.

يواصل ابنكم اكتشاف العالم حوله، ولذلك استعدوا لوابل من الأسئلة. ‏يجري تجارب صغيرة ليرى كيف تعمل الأمور. “ماذا يحدث إذا ملأتُ مغسلة وغطستُ فيها الصابون، معجون الأسنان، وكريم الوجه الخاص بك يا أمي؟”. يحدث الكثير من الأمور في هذا العمر، لذلك لا تتفاجأوا إذا لم يكن ابنكم منتبها أو نسي طلبات وتعليمات صغيرة.

التكلّم والتواصل

يستطيع ابنكم اتباع التعليمات المعقدة أكثر واستخدام اللغة لاكتشاف أفكاره ومشاعره. يتعلم الولد في عمر ثماني سنوات نحو 20 كلمة جديدة يوميا، ولا سيما من خلال القراءة أو الإصغاء إلى القصص. ‏يدير محادثات أطول وأكثر تعقيدا، ويمكن أن تفهموا كل ما يقوله تقريبا.

يتعلم الآن التعبير عن مشاعره ويكون متحمسا ومنفعلا عندما يروي قصصا. يستطيع اتباع التعليمات في وصفات طعام بسيطة، كتابة قصص حول نشاطاته، كتابة بريد إلكتروني أو رسالة نصية قصيرة، وقراءة قصة وحده وهو في سريره قبل النوم.

الحركة

يتمتع ابنكم بفحص حدوده الجسمانية وتطوير مهارات حركية  أكثر تعقيدا مثل الركض بشكل متعرج، القفر كل درجتين معا، التدحرج، والإمساك بطابات صغيرة.

يتحسن في الدمج بين المهارات الدقيقة: مثلا، يستطيع الركض لركل طابة أو قفز الحبل. ‏تكون مهاراته الجسمانية متعلقة بوتيرة التدرّب. تساعد مجالات الرياضة المنهجية مثل دروس الرقص، التنس، وكرة القدم، ولكن من المهم إتاحة فرصة الركض، الركل، الإلقاء، والتدحرج أكثر قدر ما يمكن لابنكم.

مهارات الحركات الدقيقة لديه متطوّرة جدا الآن، ويستطيع تنظيف أسنانه والقيام بمهام النظافة اليومية الإضافية من دون الحصول على مساعدتكم. ‏ينجح في قص أشكال وكتابة الأحرف على السطر.

الحياة اليومية والسلوكيات

في هذا العمر، ترتكز حياة ابنكم في إطار العائلة، المدرسة، الأصدقاء، والنشاطات بعد الظهر. يحب تجميع الأغراض المختلفة، مثل أوراق لعب كرة القدم، الصدف، أو الألعاب الصغيرة.

الأخلاقيات والقيم متطوّرة لديه، وهو يعبّر عن آراء صارمة فيما يتعلق بأمور مختلفة وحول السؤال إذا ما كانت صحيحة أم لا. كذلك، يعرف أكثر أعمال الآخرين، ويؤدي هذا إلى المقارنة مثل “إنها ترسم أجمل مني”، أو شكاوى مثل “يحصل أخوتي على الكثير من الألعاب أكثر مني”.

أصبح ابنكم مستقلا أكثر ويريد التأثير أكثر في الأمور سواء كان يستطيع  القيام بها أم لا. كجزء من هذه الاستقلالية، يتمتع بالقيام أكثر بالمهام المنزلية – ولكن ليس دائما… مع ذلك، ما زال يهمه جدا قضاء الوقت معكم.

كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:

  •  قص النكات التي يخترعها غالبا، التي لا تكون دائمًا لطيفة!
  •  كتابة قصص وكلمات أكثر دقة، رغم أنه ما زال يُخطئ في التمييز بين الأحرف مثل ز/ذ، ح/خ، ش/ث.
  •  القراءة بشكل أفضل من التهجئة.
  •  يبدأ بفهم قيمة المال ويتمتع بعد النقود وتوفيرها.
  •  يهتم أكثر بمظهره الخارجي، ملابسه، وتسريحة شعره.
  •  يتحسن في التمييز بين الخيال والواقع.
  •  يتفاخر بمهاراته وسلوكياته – مثلا “أستطيع تناول عشر وجبات هبمورغر دفعة واحدة!”.

كيف يمكن المساعدة في تطوّر الطفل

إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في نموّ طفلكم:

  •  ساعدوا ابنكم على تطوير التقدير الذاتي والثقة بالنفس بواسطة التعرّف على نقاط القوة والصفات الإيجابية لديه. ينخفض التقدير الذاتي لدى الأولاد أحيانا في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية، لأنهم ينتقدون نفسهم أكثر ويقارنون بين أنفسهم وبين الآخرين.
  •  علموا ابنكم أنه من المسموح ارتكاب الأخطاء: دعوه يراكم وأنتم تنجزون مهام جديدة وترتكبون خطأ. هكذا تساعدونه على فهم الأخطاء التي تؤدي إلى التعلم والتحسن، وأهم شيء هو ألا يتنازل أبدا.
  •  وفروا له فرصة الاكتشاف والتعلم داخل المنزل. يستطيع إجراء تجارب داخل المنزل بالكؤوس، ميزان الحرارة، العدسة المكبّرة، وغيرها. أما في الخارج، فيمكن أن يتعرّف على الحديقة في مكان سكناكم أو محمية طبيعية قريبة.
  •  اقرأوا مع ابنكم: ما زالت القراءة مهمة جدا من أجل تطور القراءة والكتابة لدى ابنكم. عندما يتعلم القراءة، اطلبوا منه أن يقرأ لكم. كذلك، يمكن أن تجربوا بعض نشاطات القراءة والكتابة مثل قراءة القصص أو كتابة كتاب خاص بكم.
  •  شجعوا ابنكم على أن يعرف تأثيرات سلوكه، وأن يرى الأمور من وجهة نظر الآخرين. اطرحوا عليه أسئلة مثل: “كيف تعتقد أن صديقك مجد يشعر اليوم؟”.
  •  شاركوه أفكاركم وتحدثوا معه عن مواضيع هامة: هكذا يمكن أن تكونوا على علاقة مع ابنكم وأن تظهروا له أنكم تهتمون به. عندما يكبر، دعوه ينضم إلى عملية اتخاذ القرارات ‏العائلية، عندما يمكن ذلك.

أن نكون والدين

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. كلما كبُر الطفل وتطور، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. في الحقيقة، بصفتكم والدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب الوالدون أخطاء ويتعلمون من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. ليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تعتقدون أنها أسئلة تافهة أفضلَ الأسئلة!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين . ينسى الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.

قد تشعرون أحيانا بالإحباط أو العجز. إذا شعرتم أنكم متوترون، ضعوا ابنكم في مكان آمن أو اطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت معين لتستريحوا وتهدأوا. حاولوا الانتقال إلى غرفة أخرى للاسترخاء، أو الاتصال بقريب أو صديق ليساعدكم على أن تهدأوا.

لا تضربوا أو تتعاملوا بعنف كلامي مع ابنكم.إنكم تعرّضون ابنكم للخطر، حتى إن لم تقصدوا حدوث ذلك. يُسمح طلب المساعدة. إذا كان يصعب عليكم المواجهة، فتوجهوا إلى طبيب العائلة، أخصائي نفسي، قريب من أقرباء العائلة، أو صديق جيد وشاركوهم بأحاسيسكم.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع  طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر ست حتى ثماني سنوات يُظهر حالة واحدة أو أكثر من الحالات التالية.

التواصل والفهم
ابنكم:

  •  يتأتئ أو يلفظ الحروف بشكل خاطئ.
  •  يصعب عليه اتباع التعليمات.

السلوك واللعب

ابنكم:

  •  يصعب عليه التعرّف على الأصدقاء
  •  لا يستطيع القفز، التسلق أو التخطي
  •  يصعب عليه الجلوس هادئا لفترات طويلة
  •  يتعامل بعدوانية مع الأولاد الآخرين
  •  يخاف من الذهاب إلى المدرسة أو  يرفض الذهاب إلى المدرسة (قد يقول إن لديه صداعا أو ألما في البطن عند الخروج من المنزل).

المهارات اليومية

ابنكم:

  • لا يستطيع ارتداء أو خلع الملابس وحده
  •  يلطخ ملابسه الداخلية بالبول أو البراز خلال اليوم
  •  ما زال يتبوّل أثناء الليل وهو في عمر ست سنوات

عليكم التوجه إلى طبيب الأطفال في كل جيل، إذا فقد ابنكم مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.

ينمو ويكبر الأطفال بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network