استخدام الحاسوب الحكيم من قبل الأولاد في سنّ المدرسة

يقضي الأولاد في سنّ المدرسة وقتا طويلا في اللعب بالحاسوب. حتى في حال كان ابنكم يتصفح مواقع إنترنت ويلعب بألعاب تربوية، فهي تلعب دورا صغير فقط في تطوير المهارات الحياتية. هكذا تتبعون توجها متوازنا فيما يتعلق باستخدام الحاسوب والوقت الذي يقضيه أولادكم أمامه.

وقت استخدام الحاسوب للأولاد في سنّ المدرسة 

يُوصي معظم الخبراء بمجال تطوّر الأولاد بتقييد وقت المشاهدة اليومي. يستطيع الأولاد الصغار مشاهدة الشاشات حتى ساعة في اليوم على الأكثر، بما في ذلك الهواتف الخلوية، الألعاب الإلكترونية وأجهزة الحاسوب، لأن التفاعل معكم ومع الآخرين يساهم أكثر في خير الأولاد ونموّهم. يُطوّر التفاعل في الحياة الواقعية العلاقات والمهارات اللغوية لدى الأولاد، والتطور الاجتماعي هام جدا لتعلم الأولاد في هذا الجيل.

كذلك، فإن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يزيد من خطر حدوث السمنة لدى الأولاد. يجب الموازنة بين الوقت الذي يقضيه أولادكم في اللعب بألعاب الحاسوب ومشاهدة التلفاز وبين النشاطات الجيدة لنموّهم مثل النشاطات الجسمانية، ألعاب الإبداع (تركيب صور البازل والرسم)، والتحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء.

استخدام الحاسوب ونموّ الدماغ

يُغير استخدام الحاسوب دماغنا من ناحية جسمانية. قد يؤدي هذا التغيير إلى مشكلة في المستقبل لدى الأولاد، الذين ما زال دماغهم قيد التطوّر. مثلا، قد يؤدي تلقي تحفيزات ثابتة من الأجهزة الرقمية إلى مشاكل في الإصغاء والتركيز لدى الأولاد الذين يصعب عليهم تحديد سلم أفضليات ومقاومة دوافعهم.

يُنظر إلى استخدام الحاسوب والقدرة على القراءة والكتابة الرقمية، غالبا، نظرة إيجابية للأولاد، ولكن فكّروا بالضغط الذي تتعرضون إليه لشراء الأجهزة، الحاسوب اللوحي، أو الألعاب الأكثر حداثة. في نهاية الأمر، تتغير التكنولوجيا من دون توقف، ويتأقلم الأولاد بسهولة مع كل جهاز يحصلون عليه.

الاستفادة القصوى من وقت استخدام الحاسوب

يحب الأولاد في سنّ المدرسة اللعب بالحاسوب وألعاب الفيديو، بما في ذلك الألعاب في الإنترنت. الخطوة الأولى في تحقيق الاستفادة القصوى من الوقت الذي يقضونه أمام الحاسوب هي اختيار النشاطات، التطبيقات، والألعاب الملائمة لجيلهم. قد يرغب ابنكم في استخدام تطبيق معالجة النصوص مثل Word، برامج رسم أو شرائح تقديمية، أو إنتاج محتويات في الشبكات الاجتماعية. يتمتع الأولاد غالبا باستخدام المواقع والتطبيقات الودية للأولاد التي تتيح لهم إنتاج مقاطع فيديو أو صور، رسومات كرتونية، كتب، وكومكس.

ألعاب الحاسوب والوسائط الرقمية

يحب الأولاد في سن المدرسة، غالبا، اللعب معكم  بألعاب الحاسوب أو استخدام الوسائط الرقمية – أو على الأقل مشاهدتها معكم. عبّروا عن ردة فعلكم تجاههم وتجاه ما يقومون به لبناء العلاقات بينكم. عندما تلعبون أو تساعدون ابنكم على خلق وسائط أو إبداعات رقمية، تحدثوا إليه حول خياراته في اللعبة أو البرمجية. ساعدوه على اكتشاف مجالات اهتمامه واسألوه ما الذي ينوي القيام به لاحقا.

كذلك من المجدي البحث عن ألعاب تتطلب اكتشافالبيئة. تتيح هذه الألعاب لابنكم اللعب مع الآخرين في الإنترنت، ومعكم أيضا بدلا من منافستهم. شجعوا ابنكم على اللعب مع أشخاص آخرين وليس وحده فقط. ابحثوا عن مواقع أو مصادر لإنتاج محتويات رقمية، مثلا، مزيج موسيقي ونشاطات أخرى يحب الأولاد القيام بها ومشاركتها مع الأصدقاء في الإنترنت – مثلا ميك ماك.

بهدف أن يعتاد أولادكم على التفكير في ما يرونه عبر الشاشة بدلا من استيعاب الأحداث بشكل غير فعّال، اسألوهم أسئلة حول النشاطات والألعاب في الحاسوب أو التابلِت، مثلا:

  •  كيف يمكن اللعب بهذه اللعبة؟
  •  ما الذي يحدث عند الدخول إلى هناك؟
  •  “أية شخصية تتحدث الآن؟”
  •  ماذا تفكر في الشخصية الرسومية الخاصة بك أو في الكومكس؟

كلما كان الوقت الذي تقضونه مع أولادكم أثناء تفاعلهم مع الوسائط الرقمية أكبر، تساعدونهم على تطوير مهارات أفضل لفهم الرسائل التي يتلقونها.

الإنترنت

يرغب الأولاد في سنّ المدرسة في استخدام الإنترنت كمصدر معلومات، ويحبون الدخول إلى الألعاب ومواقع الترفيه أيضا. رغم ذلك، لا يمكن الاعتماد على ما يجدونه في الإنترنت، وعلى الأولاد أن يعرفوا ذلك. شجعوا أولادكم على أن يكونوا ناقدين للمحتويات التي يعثرون عليها في الإنترنت، واقترحوا عليهم أن يسألوا أسئلة مثل:

  •  من يُشغّل هذا الموقع؟ ‏هل هو إنسان، منظمة مثل جامعة، شركة تجارية، مكتب حكومي؟
  •  لماذا تظهر هذه المعلومات في الموقع؟ هل يهدف هذا الموقع إلى بيع منتجات معينة لي؟ هل يهدف هذا الموقع إلى أن أؤمن بشيء ما؟ إلى أن يدفعني إلى القيام بعمل معيّن؟
  •  هل يمكن أن أثق بـ “الحقائق” التي تظهر في هذا الموقع؟ من أين تصل؟
  •  من يهتم بهذه المعلومات؟ لماذا المعلومات التي تظهر في  الموقع مهمة؟
  •  من قد يقرأ المعلومات التي أشاركها في مواقع التواصل الاجتماعي مثل، ميك ماك، فيس بوك، إنستغرام، أو سناب شات؟
  •  هل كل “أصدقائي” في الإنترنت هم أشخاص حقيقيون فعلا أم إنهم يعملون في شركات مختلفة ويرغبون في بيع منتج معيّن؟

قد تساعدكم وتساعد أولادكم عناوين الـ URL الخاصة بالمواقع على فهم مصدر هذه المعلومات في الإنترنت. مثلا:

  •  تتبع نهاية .‏edu‏ غالبا للجامعات.
  •  تتبع نهاية ‏‎.gov.il‏ غالبا للمكاتب الحكومية.
  •  تتبع نهاية .‏com‏ أو .‏co.il‏ غالبا للمنظمات التجارية.
  •  تتبع نهاية .‏org غالبا للجمعيات التي لا تعمل بهدف الربح.

رغم أنه ليس سهلا على الأولاد (أو البالغين) دائما التعامل معاملة ناقدة مع المحتويات في الإنترنت، يُستحسن طرح أسئلة لمنع الإحباط وتضييع الوقت.

إذا كان أولادكم يستخدمون معلومات من الإنترنت بهدف إعداد الواجبات المنزلية، تأكدوا من أنهم يكتبون المعلومات بكلماتهم وأنهم لا يستخدمونها بطريقة “نسخ” و”لصق” بعد أن كان قد أعدها شخص آخر. كذلك، يُوصى أن يتدرب الأولاد الأكبر سنا على كتابة مصادر معلومات واجباتهم المنزلية – أي، عناوين الـ  URL الدقيقة التي حصلوا فيها على المعلومات. شجعوا أولادكم على البحث في تشكيلة من مواقع المعلومات، وألا يكتفوا باستخدام ويكيبيديا فقط.

وقت استخدام الحاسوب

تحدثوا إلى أولادكم عن وقت المشاهدة الذي تسمحون به لهم وما هي المواقع أو النشاطات التي يُسمح لهم بممارستها، ليتعلموا التفكير، التخطيط، واختيار كيف يمكنهم استغلال وقتهم. أعطوهم قائمة بالألعاب والنشاطات ودعوهم يختارون كيف يستغلون وقتهم أثناء استخدام الحاسوب.

هناك في الكثير من العائلات قواعد واضحة تتيح للأولاد معرفة الوقت الذي يُسمح لهم فيه باستخدام الشاشات، وما هي البرامج التي يمكنهم مشاهدتها أو الألعاب التي يمكنهم اللعب بها. ليس متأخرا أبدا تحديد القواعد الجديدة. ‏استعدوا مسبقا لبعض الاحتجاجات ولكن لا تقلقوا – سيعتاد ابنكم سريعا.

الاستخدام الصحيّ والآمن للحاسوب

تشجع النصائح التالية على  الأمان في الإنترنت لأودكم وعائلتكم:

  •  ضعوا الحاسوب في غرفة مشتركة في المنزل، ولا سيما إذا كان متصلا بالإنترنت. راقبوا ما يقوم به أولادكم وما يشاهدونه.
  •  شجعوهم على أن يخبروكم إذا واجهوا مواقع أو ألعابا تقلقهم أو تخيفهم.
  •  علموا أولادكم قواعد بسيطة للاستخدام الآمن للإنترنت: ألا يشاركوا تفاصيلهم الشخصية، يلتقوا بالغرباء، يبلغوا عن الأرقام السرية، وأن يلتزموا بتقييدات الوقت المحددة مسبقا.
  •  استعينوا بقائمة أفلام السينما التابعة لوزارة التربية والتعليم لتتقرروا ما هي البرامج التي سيشاهدها أولادكم. يتراوح تصنيف الأفلام بين “مسموح للجميع”، “يُسمح به فوق جيل ‏12‏، ‏14‏ أو ‏16‏” عاما (حتى أن هناك أفلاما ملائمة للأولاد ولكنها تتضمن عنفا). لا تُلائم الأفلام المُصنّفة تحت “للبالغين فوق سن ‏18‏” الأولاد في أي سن كانوا.
  •  امتنعوا عن عرض ألعاب الحاسوب التي تؤدي إلى العنف كأنها ألعاب رائعة، أو التي تعرضه كوسيلة لتحقيق الأهداف. إذا لاحظ الأولاد أن الأبطال يكافؤون على استخدام العنف، فقد يرغبون في تقليدهم. كذلك، قد تؤدي هذه الألعاب إلى اضطراب في أحاسيسهم تجاه العنف في العالم الحقيقي.
  •  تأكدوا من أن إمكانية الوصول إلى تشكيلة من النشاطات المثيرة والترفيهية متاحة أمام أولادكم – الكتب، زيارة المكتبة، النشاطات الجسمانية، وغيرها. هكذا لا يستطيعون استخدام الحجة “ليس لدي ما أقوم به سوى اللعب بالحاسوب!”.

عندما ينتقل أولادكم من استخدام الحاسوب إلى استخدام الشاشات الأخرى، تأكدوا من أنهم يأخذون استراحة مدتها عشر دقائق على الأقل. انتبهوا لوقت المشاهدة أيضا. يُستشف من الأبحاث أن هناك علاقة بين استخدام الحاسوب المفرط وبين الخطر المتزايد لحدوث السمنة ، ومشاكل جسمانية مثل ضرر في اليدين، إرهاق العينين، وآلام في الظهر وفي مفصل كف اليد.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising