إدارة النزاعات مع الشبّان

الآن بعد أن أصبح ابنكم في سن المراهقة، يُرجَّح أنكم تواجهون نزاعات أكثر. من الطبيعي عدم توافق بين الأشخاص، ولكن من المهم العثور على طرق إيجابية لمواجهة النزاعات وحلها. يساعد استخدام طرق لإدارة النزاعات ابنكم على أن يتعلم هذه المهارات الحياتية الهامة.

لمَ هناك حاجة إلى مهارات إدارة النزاعات

من المتوقع أن تواجهوا خلافات خلال سن المراهقة مع ابنكم أكثر من الماضي. قد تكون هناك مواضيع عديدة تختلفون فيها أنتم وابنكم، ومنها ما الذي يرتديه، ما الذي يفعله في أوقات الفراغ، أو كم من الوقت يُسمَح له بتصفح الإنترنت أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. إذا ترعرعتم في دولة أخرى، ومنتم ترغبون في أن تحافظوا على التقاليد الثقافية والدينية الخاصة بكم، قد تكتشفون أن ابنكم يشعر أن هذه التقاليد لا تهمه.

هذا طبيعيّ جدًّا. فعندما يتطور تفكير ابنكم حول العالم والطريقة التي يفهم بها العالم، قد يبدأ بالشك في أقوالكم وبتحديكم أكثر فأكثر. هذا جزء من رحلته نحو الاستقلالية والمسؤولية كمراهق، فكما لم تتفقوا مع والديكم على كلّ شيء، هذه أيضًا حال ابنكم.

في كلّ علاقة سليمة هناك نزاعات أحيانًا. فالنزاعات هي جزء لا يتجزأ من العلاقات القريبة، وهي تثبت أن كل واحد منكم هو شخص قائم بحد ذاته ولديه أفكاره الخاصة. يمكن أن تساعدكم النزاعات على التعرف واحدكم إلى الآخَر كبالغين وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات كل منكم. رغم ذلك، يُستحسَن ألا تتنازعوا كثيرًا جدًّا، لذا تحتاجون إلى طرق ومهارات لإدارة النزاعات.

إدارة النزاعات بينكم وبين ابنكم تساعدكم على خفض مستوى التوتر لدى كل أفراد العائلة. في نهاية المطاف، يمكن أن تساعد هذه المواجهة على تعزيز علاقتكم مع ابنكم. تساعد المواجهة الناجحة ابنكم على تعلم مهارات حياتية هامة.

اختاروا جيدا الحالات التي ترغبون في المحاربة من أجلها. ينشأ خلاف أحيانا لأسباب تافهة. لذا إذا كنتم لا تحبون كثيرًا شعر ابنكم الأزرق، فَكِّروا إذا كان من المجدي حقا أن تتجادلوا حول هذا الأمر. يُستحسن استغلال طاقتكم في أمور هامة، مثل الأمن والسلامة مثلًا.

نصائح لمواجهة النزاعات

إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على مواجهة النزاعات مع ابنكم.

كيف تستعدون للمحادثة؟

  • حاولوا أن تتذكروا المشاعر التي مررتم بها عندما كنتم في سن المراهقة لكي تفهموا ابنكم بشكل أفضل.
  • تذكروا أن دماغ المراهقين يمر بمراحل تطور، ويُرجَّح أن ابنكم ما زال غير قادر على رؤية الصورة الكاملة وفهم مخاطر أعماله ونتائجها. فربما ما زال لا ينجح في رؤية الأمور من وجهة نظركم.
  • إذا كنتم مستعدين لإبداء المرونة عندما تكون الأمور صغيرة، قد يكون ابنكم مستعدا أكثر للإصغاء والتحدث عن المواضيع العائلية الهامة، وهكذا يتعلم ابنكم المرونة الفِكرية.
  • لا تكونوا قاسين مع أنفسكم، ولا تتوقعوا أن تكونوا كاملين. فأنتم مجرد بشر. إذا كان رد فعلكم قاسيا، أو فقدتم سيطرتكم للحظة، اعتذروا ببساطة وابدأوا من جديد.
  • يُستحسَن ألا تواجهوا النزاعات عندما تكونون أنتم وابنكم غاضبين أو قلقين. انتظروا حتى تكونوا أنتم وابنكم هادئين، وأديروا محادثة هادئة. حتى عندما لا يكون هناك توافُق، يمكن ويُستحسَن إدارة نقاش بأجواء مريحة.
  • أعِدّوا مسبقا ما الذي تريدون قوله وفكروا في الكلمات التي ستستخدمونها.
  • حاولوا أن تتأكدوا ألا تكون كل محادثة مع ابنكم صعبة. لا تنسوا قضاء وقت ذي نوعية جيدة والتمتع واحدكم مع الآخر.

كيف تتحدثون

  • ابقَوا هادئين، توقفوا عما تفعلونه، تواصلوا بَصَريًّا، وأصغوا إلى ابنكم وتعاملوا معه باحترام.
  • اسمحوا لابنكم بالتحدث. كونوا منفتحين وأصغوا إلى وجهة نظره. فيمكنكم أن تتحدثوا بعد أن ينهي ابنكم حديثه.
  • تحدّثوا عن مشاعركم. هكذا يمكن أن يفهم ابنكم لماذا تريدون أو تعارضون أن يفعل ابنكم أمرًا ما. مثلا: “أقلق عليك عندما لا أعرف أين أنت”، أو “أشعر أنه من المهم أن تواصل عائلتنا إحياء جزء من تقاليدنا الثقافية”.
  • أوضِحوا لابنكم بشكل بسيط وموجز، واشرحوا له أنكم قلقون على خيره العام، الآن وفي المستقبل. يميل الشبان الذين يشعرون أن والديهم يسألونهم أسئلة لأنهم يهتمون بهم إلى تقديم معلومات أكثر عندما يُطلَب منهم ذلك. قولوا مثلا: “أريد التأكد أنك بأمان عندما تخرج من المنزل في الليل. أشعر أفضل إذا أخبرتني إلى أين تذهب ومع من تكون”.
  • استعدوا للمفاوضات مع ابنكم وللتسويات. تعرض التسوية بشكل جيّد مهارات حل المشاكل من جهتكم، وتُعلِّم ابنكم أنه من الجدير التنازل بهدف حل النزاعات. مثلا، يطلب ابنكم دهن جدران غرفته بالأسود، وأنتم تشمئزون من هذه الفكرة. يمكن أن تتوصلوا إلى تسوية: دهن جدار واحد باللون الأسود أو جدارَين بلون داكن.
  • إذا كنتم ستقولون “لا”، افعلوا ذلك بهدوء، تفهُّم، واحترام. مثلا: “أفهم أنك تريد أن تعمل وشما، ولكنك ما زلت ابن 13 عاما ولديك وقت للتفكير في الأمر. حاليا، إجابتي هي لا”.
  • يمكن أيضا أن تستخدموا طريقة “لا – لا”، أي ألا تستخدموا كلمة “لا” بشكل واضح. مثلًا: “أفهم أنك تود أن تعمل وشما. ولكن بما أن الحديث يجري عن خطوة غير قابل للانعكاس، عليك الانتظار، ويمكن أن تقرر إذا كنت تريد القيام بهذه الخطوة عندما تصبح في سنّ ‏X‏”.

نصائح لمواجهة تأثيرات النزاع

  • رغم كل الجهود، ربما ما زال ابنكم يشعر بالإحباط كثيرا أو قد يحتاج إلى وقت لكي يهدأ. حاولوا تقبّل الوضع إذا كان ممكنا.
  • ساعدوا ابنكم على أن يهدأ، ودعوه يعرف أنكم تتفهمونه، دعوه يتخلص من التوتر أو اتركوا له المساحة التي يحتاجها.
  • افحصوا في وقت لاحق إذا كان ابنكم يحتاج إلى مساعدتكم لكي يواجه الوضع، ولكن حاولوا ألا تنزعجوا إذا كان ابنكم يود المواجهة وحده.
  • اهتمّوا بأنفسكم – تحدثوا مع شخص آخر تعتمدون عليه لكي تشعروا أفضل.

 

قد يحاول ابنكم تجنب النزاعات والقيام بما يرغب به دون عِلمكم، أو الكذب عليكم. إذا كنتم ترغبون في أن تكون علاقتكم مع ابنكم مفتوحة وصريحة وتتحدثوا عن مواضيع صعبة، عليكم أن تكونوا مستعدين لمواجهة مشاعركم وردود فعلكم عندما تسمعون أخبارا لا تعجبكم، وأن تواصلوا الإظهار أنه يمكن التحدث معكم عن كل الأمور، حتى إذا كانت مزعجة أو مثيرة للغضب. فكروا مسبقا في مواضيع قد تكون صعبة عليكم – خرق وقت العودة إلى البيت، شُرب الكحول أو تعاطي المخدرات، المشاركة في الاستقواء عبر الإنترنت، العلاقات الجنسيّة، وغيرها، وفكروا في ردود فعلكم. يمكن ألا تعبّروا عن رد فعلكم فورا وتتحدثوا مع ابنكم في وقت لاحق بعد أن تكوّنوا رأيًا.

إدارة النزاعات: مواجهة الغضب

كجزء من إدارة النزاعات مع الشبّان، عليكم أن تكونوا مستعدين لمواجهة الغضب من جهة ابنكم. تذكروا أن الشبان ما زالوا يتعلمون كيف يعربون عن مشاعرهم ورأيهم. قد يُعرِب ابنكم عن آرائه بقوة، لأنه هكذا يشعر أنه يمكن سماعه، لذا من المهم أن تسمحوا له بأن يعبّر عن نفسه. كذلك، يتعلم المراهقون كيف يمكن التعامل مع المشاعر الجياشة. لذلك، إذا كان ابنكم غاضبا أو استخدم نبرة عالية عندما يتحدث معكم، يُستحسَن أن:

  • تبقوا هادئين
  • تأخذوا بضع دقائق من الاستراحة لتهدئة الوضع
  • تُظهِروا لابنكم أنكم تُصغون
  • تُظهِروا لابنكم أنكم تهتمون بمشاعره وأفكاره
  • تحاولوا أن تتعاملوا مع موضوع النزاع ولا تتطرقوا إلى حالات حدثت في الماضي أو حالات أخرى.

بعد أن تسمعوا ما الذي يود ابنكم قوله وتُظهروا لابنكم أنكم تفهمون:

  • خصِّصوا وقتا كافيا وفكروا جيدا كيف تعبّرون عن مشاعركم، أفكاركم، ورغباتكم بالطريقة الأفضل
  • تحدثوا ببساطة وباختصار، لكي تشجعوا ابنكم على الإصغاء
  • أديروا مفاوضات حول قرار يمكن أن تعيشوا أنتم وابنكم معه بسلام، أو حاولوا على الأقل أن توضحوا جيدا لماذا تعارضون.

إذا كان ابنكم غاضبا منكم لأنكم ألحقتم الضرر به، دعوه يعرف أنكم تفهمون كيف تؤثر أقوالكم فيه، اعتذروا منه، وحاولوا أن تتأكدوا ألا تحدث هذه الحالة ثانية.

إذا كنتم غاضبين، خذوا استراحة قصيرة لكي تعرفوا لماذا، حتى إذا كنتم تديرون محادثة مع ابنكم. قد تحتاجون إلى أخذ استراحة أطول للتفكير كيف تواجهون مشاعركم. هذه الطريقة ليست سهلة وتتطلب التدريب. كونوا متسامحين مع أنفسكم ومع ابنكم، ما دمتم تتعلمون كيف تواجهون النزاعات بأفضل شكل.

كيف يمكن التغلّب على العنف

هناك فارق بين النزاع والعنف. النزاع، عدم الاتفاق، والقليل من الغضب هي أمور عادية – ولكن العنف مرفوض. ما زال الشبّان يتعلمون ما هو مسموح وما هو ممنوع. فهم يفحصون أين الحدود بين النزاع والعنف – مثلا، أثناء النزاعات بين الإخوة – يمكن أن تساعدوا.

رغم ذلك، إذا أصبح المراهق عنيفا – مثلا، إذا ألحق ضررا بالممتلكات، صرخ، أو شتم بشكل مبالغ به، ضرب أو هدّد بإيذاء شخص آخر، عليكم أن تضعوا حدودا واضحة تُوضح له أنه قد اجتاز الحدود وأن تصرفاته مرفوضة. إذا أظهر ابنكم علامات مبكرة من السلوك العنيف، يُستحسَن أن:

  • تنقلوا إليه رسالة واضحة مفادها أن هذا السلوك مرفوض
  • تقولوا له إنكم لن تتحدثوا معه عندما يكون في هذه الحالة
  • توضحوا له أنكم مستعدون للتحدث معه وحل المشكلة معًا بعد أن يهدأ
  • تتأكدوا أنه يعرف أن هناك نتائج لسلوكياته
  • تتأكدوا أنكم تتصرفون باحترام، تواجهون جيدا مشاعركم، وتُظهِرون له كيفية ضبط النفس والهدوء في حال كنتم غاضبين.

إذا تعرض ابنكم للعنف من جهة بالغ أو ولد آخر، قد يحتاج إلى مساعدة مهنية لكي يشعر بأمان، يواجه مشاعره، ويتعلم كيف يتصرف. إذا كان يصعب عليكم السيطرة على الغضب أو العنف الذي تمارسونه، توجهوا لتلقي المساعدة المهنية.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.