الاكتئاب هو اضطراب نفسي شديد. وهو حالة خطيرة تتعدى الشعور بالحزن أو انحراف المزاج. يمكن أن يؤدي الاكتئاب لدى الشبّان إلى تأثيرات على الأمد الطويل، لذا من المهم التعرف إلى العلامات التحذيرية ومعرفة كيفية مساعدة ابنكم.
هل تعلمون؟
- الاكتئاب هو أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا لدى الشبّان في إسرائيل.
- حتى منتصف سن المراهقة، نسبة الاكتئاب لدى الفتيات أعلى بضعفَين من الفتيان.
ما هو الاكتئاب لدى الشبّان؟
يواجه معظم الشبّان تقلّبات مزاجية في حياتهم. وقد يستمر الشعور بالحزن لديهم بضعة أيام. عندما يكونون حزينين جدا، يصعب عليهم أحيانا النوم، الأكل، التركيز، أو الحفاظ على الدافعية. مع ذلك، فإن الاكتئاب هو أكثر من مجرد الحزن أو تقلّب المزاج – إنه اضطراب نفسي شديد.
لدى الشبّان – من الصعب أحيانا أن نلاحظ الفرق بين الحزن الطبيعي والتغييرات في المزاج الشائعة في هذه العمر وبين الاكتئاب. لمعرفة حالة ابنكم يمكن أن تفحصوا:
- كم من الوقت تستمر مشاعر وسلوكيات معينة – إذا طرأ تغيير على حالة ابنكم العادية وهو يبدي مشاعر مثل الحزن، أو تدلّ تصرفاته أنه متعَب جدًّا لأكثر من أسبوعين، فربما يعاني من الاكتئاب.
- ما شدة المشاعر، وهل يعاني منها كل الوقت أم إنها تظهر وتختفي
- ما هو مدى تأثير مشاعر ابنكم وسلوكياته في دراسته أو سلوكه الاجتماعي في المدرسة، علاقاته، صحته الجسدية، مدى تمتّعه بالأمور، أو نشاطاته اليومية.
قد يؤدي الاكتئاب الذي لا تتم معالجته لدى الشبّان إلى تأثيرات على الأمد الطويل. إذا كنتم قلقين بشأن ابنكم، من المهم جدا أن تكتشفوا علامات الاكتئاب، وتتوجهوا لتلقي مساعدة مهنية في أسرع وقت، لمنع حدوث تضرّر نموّ ابنكم النفسي والجسدي.
الخبر السارّ هو أنه يمكن معالجة الاكتئاب، وأنّ الشبّان ينجحون في تعلم المهارات التي تساعدهم على مواجهة المشاكل جيدا. يمكن أن تقلل هذه المهارات علامات الاكتئاب وتخفض خطر عودته.
أعراض الاكتئاب الشائعة لدى الشبّان
من الصعب أحيانا اكتشاف الاكتئاب لدى الشبّان، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة العاطفية، السلوكية، الجسدية، والتفكيرية.
الأعراض العاطفية والسلوكية
ابنكم قد:
- يكون حزينا، يبكي أكثر من المعتاد، يشعر بمزاج سيء أو بحزن – يقول أحيانا إنه يشعر بـ “فراغ” أو “لا مبالاة”
- لا يهتم بالنشاطات التي كان يتمتع بها في الماضي
- يشعر بنوبات غضب ليست شائعة لديه
- يشعر بعدم القيمة أو بالذنب بسبب أمور مختلفة – يمكن أن يقول مثلا: “أنا المذنب” أو “أفشل دائما”
- يتوقف عن الالتقاء بأصدقائه أو يشارك في النشاطات الاجتماعية – مثلا، لا يريد الذهاب إلى حفلة لدى صديق، أو يقول إنه يشعر بعزلة
- لديه أفكار سلبية لا تفارقه، ومنها أفكار عن الموت أو الإضرار بنفسه أو الانتحار – يمكن أن يقول مثلا: “لا معنى للحياة” أو “لا أستطيع الاستمرار”
الأعراض الجسدية
ابنكم قد:
- يكون مُتعَبا ويرغب في البقاء في سريره ساعات طويلة خلال اليوم، يفتقد إلى الدافعية، ويعاني من نقص الطاقة
- يشعر بتغييرات ملحوظة في الشهية قد تتضمن نقص الشهية أو الشهية المفرطة مع تغييرات في الوزن
- يعاني من تغييرات جسمانية مُبهَمة ولا تفسير لها – مثلا: آلام في البطن وصداع
- يصعب عليه النوم – يعاني من صعوبات في النوم، ينام أكثر من اللازم، أو يظل في السرير معظم اليوم
الأعراض المتعلقة بالتفكير
ابنكم قد:
- يصعب عليه التركيز
- يصعب عليه اتخاذ القرارات
- يبدو شارد الذهن ويصعب عليه تذكر المعلومات
يشعر بعارض أو أكثر من أعراض الاكتئاب. قد تستمر الأعراض وقتا طويلا أو قد تظهر وتختفي لبضعة أسابيع أو حتى أشهر.
مشاكل في المدرسة أو تغييرات في السلوك قد تعبّر عن مشكلة نفسية.لذلك من المهم التوجه لتلقي مساعدة من خبير إذا كنتم قلقين بشأن سلوك ابنكم.
إذا قال لكم ابنكم إنه يفكّر كثيرًا بإلحاق الأذى بنفسه أو يريد الموت، توجهوا فورًا لتلقي مساعدة مهنية طارئة. اتصلوا بخدمة “عيران” على هاتف 1201 أو توجهوا إلى طبيب العائلة، خدمات الصحّة النفسية، أو أقرب مستشفى. الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب معرضون لخطر أعلى للانتحار.
تلقي المُساعَدة
هناك أمور كثيرة تؤثر في الاكتئاب وليست لديكم سيطرة عليها، ولكن يمكنكم القيام بأمور كثيرة لتحسين صحة ابنكم النفسية وتقليل الخطر.
بيّنوا لابنكم أنكم تهتمون به وتريدون مساعدته. تحدثوا معه وتوجهوا معا إلى خبير الصحة النفسية، لكي يعرف ابنكم أنكم معه. قد تشعرون بعدم ارتياح في التحدث مع ابنكم عن المشاكل النفسية، ولكن كثيرًا ما يستمر الاكتئاب عدّة أشهر ويؤدي إلى ضائقة وضرر في الأداء، لذا فإنّ الخطوة الأفضل هي التوجه لتلقي مساعدة في أسرع وقت ممكن.
كما أن معظم المراهقين لا يتوجهون لتلقي مساعدة بأنفسهم، لذا يُرجَّح أن يحتاج ابنكم إلى دعمكم لتلقي المساعدة المهنية. إذا حاولتم التحدث معه عن مخاوفكم، ولكنه رفض تلقي المساعدة أو قال إن كل شيء كما يُرام، قد تحتاجون إلى التوجه لتلقي مساعدة بأنفسكم.
بهدف مواجهة الاكتئاب لدى الشبّان، توجهوا إلى هؤلاء الاختصاصيين لتلقي المساعدة:
- طبيب الأطفال – تذكروا أن المراهقين يشعرون أحيانا بارتياح أكبر في التحدث مع الطبيب الذي لا يعالجكم أنتم الوالدين، طبيب أصغر سنّا، أو طبيب من الجنس نفسه
- مستشار المدرسة
- اختصاصيين نفسيين ومستشارين
- مركز صحة الطفل
- خدمات الصحة النفسيّة في المجتمع المحلي
إذا كنتم لا تعرفون إلى أين تتوجهون، يمكن أن يوجهكم طبيب العائلة إلى الخدمات الأفضل لعائلتكم.
ما الذي يمكن القيام به في المنزل
إذا كان ابنكم يعاني من الاكتئاب، يمكنكم أن تقوموا بعدّة أمور هامّة من أجل تحسين حياة العائلة اليومية.
الصحة الجسدية والرفاه
إليكم بعض الأفكار:
- شجعوا ابنكم على أن يختار المشروبات والأطعمة الصحية. تأكدوا أنّ لديكم تشكيلة واسعة من الأطعمة الصحية في المنزل والثلاجة، وقدّموا أطعمة مفيدة أثناء الوجبة.
- شجعوا ابنكم على المشاركة في نشاط جسماني. يساعد الحفاظ على اللياقة البدنية على تحسين الصحة النفسية. يمكن البدء بخطوات سهلة مثل المشي لمدة 10 دقائق يوميا.
- شجعوا ابنكم على أن ينام كفاية إذا كان يصعب عليه النوم، لا تسمحوا له بأن يغفو خلال اليوم، بغضّ النظر عن درجة تعبه. ساعدوا ابنكم على أن يجد وقتا كافيا للنشاطات المُهدِّئة قبل النوم، وشجعوه على أن يتجنب استخدام الشاشات قبل ساعة من النوم.
- تأكدوا أن ابنكم لا يستهلك الكحول والمخدرات. إنّ استهلاك الكحول والمخدرات للتخلص من العصبية أو الألم يمكن أن يفاقم المشاكل. في حال كان ابنكم يستخدم المخدرات بشكل ثابت، شجعوه على التوقف عن ذلك، ولكن حاولوا ألا تدينوه لأنّ هذا قد يفاقم الأزمة ويؤدي إلى مفاقمة المشكلة وزيادة الاستهلاك. عندما يستهلك ابنكم المخدرات يوميا وبشكل ثابت، يمكن أن يصعب عليه التوقف عن استهلاكها بشكل فوري حتى إذا كان معنيا بذلك، لذا من المهم التوجه إلى جهات مهنية يمكنها أن ترافقه وترشده طوال عملية الإقلاع.
العلاقات والمشاعر
جربوا الأمور التالية:
- عبّروا عن محبتكم بشكل يتماشى مع عمر ابنكم ونضجه. قولوا له ببساطة إنكم تحبونه وتدعمونه وإنكم تقفون إلى جانبه حتى في الأوقات الحرجة.
- إذا كان يصعب على ابنكم التعبير عن مشاعره، اقترحوا عليه أن يكتبها في يومياته أو في مدونة. الكتابة أسهل أحيانًا من التحدث عن الأمور بصوت مرتفع. يجدر بابنكم أن يعرف أنه ما دام لا يُخشى الانتحار أو السلوك الخطير الآخر، ستحافظون على حقه في الخصوصية.
- اقترحوا على ابنكم أن يتحدث مع أشخاص آخرين، مثل الأعمام والعمات والأخوال والخالات، أصدقاء العائلة القريبين، مدرب الرياضة الذي تثقون به، رجل دين، أو طبيب.
- شجعوا ابنكم على أن يُخبركم إذا كان يعتقد أن الوضع أصبح أسوأ.
الحياة اليومية
نقدّم لكم نصائح يمكن أن تساعدكم:
- تناولوا وجبات العشاء مع كل العائلة.
- قلّلوا النزاعات العائلية قدر المستطاع.
- خصصوا وقتا في روتينكم العائلي لنشاطات يحبها ابنكم ويتمتع بها – القراءة، سماع الموسيقى، وغيرها.
- اقضوا وقتًا مع أشخاص يحبهم ابنكم ويعتمد عليهم.
- تفهّموا أن هناك أياما جيدة وأخرى ليست جيّدة كثيرًا.
إذا شُخّص ابنكم أنه يعاني من الاكتئاب، قد تشعرون أنتم أيضًا بالتوتر والضغط. تذكروا أن عليكم الاعتناء بأنفسكم. فإذا اهتممتم بتلبية احتياجاتكم، يمكن أن تهتموا بتلبية احتياجات ابنكم بشكل أفضل.
التعافي من الاكتئاب
يستغرق التغلب على الاكتئاب وقتا، لا سيما إذا كان ابنكم يعاني منه لوقتا طويل. واصلوا تقديم الدعم له قدر المستطاع، حتى في الأوقات الصعبة. تتضمن عملية التعافي غالبا تقلّبات. فالكثير من الشبّان الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى المعاناة منه مرة أخرى، أو إلى معاناة جزء من أعراضه في المستقبل.
عليكم أنتم الوالدين أن تساعدوا ابنكم على تجنب التحدث عن أمور تؤدي إلى حدوث نوبات أخرى من الاكتئاب. كذلك، من المهم أن تنتبهوا إلى علامات تحذيرية شاهدتموها في الماضي، قد تشير إلى تدهور حالة ابنكم. لا أحد مسؤول عن التراجع وحدوث الاكتئاب مجددا. شجعوا ابنكم على أن يواصل الحصول على دعم مهني، يساعده على العثور على طرق جديدة لمواجهة المرض.
عوامل الخطر للاكتئاب لدى الشبّان
عوامل الخطر هي عوامل قد تجعل الشبّان حساسين أو معرضين أكثر للإصابة بالاكتئاب. مثلا:
- عوامل شخصية لدى ابنكم، مثل المعاناة من الخوف بشكل خاص، الحساسية الشديدة، أو الشعور بتقدير ذاتي منخفض
- نزاعات داخل العائلة أو مشاكل مع أولاد في عمره
- عوامل سلوكية، مثل استهلاك المخدرات أو العنف
- أحداث وتجارب في الحياة، منها الانفصال عن صديق أو صديقة، وفاة أحد الأقرباء، إهمال، أو عنف جسدي
- عوامل في المدرسة – مثلا: تجارب سلبية قد تشمل التعرض للاستقواء، مشاكل مثل الانضمام إلى مدرسة إعدادية جديدة، أو قلق بشأن الدراسة والامتحانات.
في بعض الأحيان، لا تكون عوامل الاكتئاب وأسبابه واضحة للعيان. فالاكتئاب يحدث أحيانًا بشكل تلقائي، دون سبب واضح. لا أحد مذنب بحدوث الاكتئاب، حتى إذا كان يبدو أنه وراثي.
تؤثر العلاقات الجيدة بين الوالدين والمراهقين في الصحة النفسية لدى الشبّان. ويمكن أن يساعد الشعور بالانتماء إلى العائلة والأصدقاء في حماية الشبّان من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب. يؤثر دعمكم وعلاقتكم مع ابنكم في صحته النفسية بشكل إيجابي ومباشر.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.