صعوبات التعلُّم: دعم ابنكم

صعوبات التعلُّم هي مشاكل في القراءة، التهجئة، أو الرياضيات. صعوبات التعلّم هي حالة يمكن العيش، التعلم، والنجاح معها.

ما هي صعوبات التعلُّم؟

يتضمن المصطلح “صعوبات التعلّم” مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تتجسد في صعوبة في اكتساب المهارات الدراسية الأساسية بسبب اضطراب في العمليات الإدراكية. يُشخَّص الفرد بأنه يعاني من عسر تعلّمي عندما تكون تحصيلاته منخفضة بشكل ملحوظ عن المتوقّع في عُمره، ثقافته، وذكائه.

في الواقع، تظهر صعوبات التعلّم بتشكيلة واسعة من الصعوبات بدرجات صعوبة مختلفة في مجالات مختلفة في الحياة، وليس فقط في البيئة الدراسية.

هناك نوعان أساسيان من صعوبات التعلُّم

صعوبات التعلُّم الكلامية

هذا النوع شائع لدى أكثر من ‏90%‏ من الذين شُخّصوا بأنهم يعانون من صعوبات التعلُّم. تتضمن الصعوبات الكلامية عُسر القراءة (Dyslexia)، عُسر الكتابة (Dysgraphia)، وعُسر الحساب (Dyscalculia). تُكتشف الصعوبات التعلمية غالبا في الصفوف المنخفضة، ولكن رغم ذلك، ينجح الأولاد في أحيان كثيرة في إخفاء صعوباتهم حتى بداية المدرسة الإعدادية.

صعوبات التعلُّم غير الكلامية

صعوبات التعلُّم غير الكلامية نادرة أكثر، وهي تحدث في أقل من ‏10%‏ من الحالات. قد يواجه الأولاد ذوو الصعوبات غير الكلامية صعوبات في معرفة الاتجاهات، معرفة الزمان والمكان، قراءة لغة الجسد، والتأقلم في المجتمع. يتعرض هؤلاء الأولاد في أحيان قريبة إلى السقوط أو يُسقِطون الأغراض، ويصعب عليهم قراءة عقارب الساعة. وهم يركزون غالبا على التفاصيل أثناء العمل، ولكنهم لا ينجحون في رؤية الصورة الكاملة.

علامات ظهور صعوبات التعلُّم

إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم لديه صعوبات في التعلّم، يُستحسَن أن تبحثوا عن العلامات الشائعة. لا يشير ظهور علامة واحدة أو أكثر إلى أن ابنكم لديه صعوبات تعليمية بالضرورة. ولكن إذا كنتم قلقين، تحدثوا أولا مع المعلم أو طبيب الأطفال. إذا كانت لدى ابنكم صعوبة تعلّم أيا كانت، قد:

  • لا يحب القراءة و/أو تصعب عليه القراءة
  • تصعب عليه تهجئة الكلمات الشائعة
  • يصعب عليه التعرف إلى الحروف أو المقاطع داخل الكلمات
  • يصعب عليه تذكر القوائم، مثل الأرقام العشوائية، الحروف في الكلمات الاستثنائية التي يصعب عليه سماعها (مثل الحرف “ا” في كلمة “كتابة”)، قوائم الأرقام، أو خطوات حل مسألة رياضية
  • يُخبركم بالكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام، ولكن يصعب عليه أن يكتبها، أو يكتبها ببطء شديد
  • خطه غير مرتب وليس مقروءا
  • تبدو تحصيلاته منخفضة مقارنة بقدراته الفكرية
  • يبذل جهودا استثنائية لكي يحافظ على مستوى مشابه لزملائه في الصف
  • يكرّس ساعات طويلة لتحضير فروضه المنزلية أو الاستعداد للامتحان، ولكن لا تعكس تحصيلاته جهوده
  • يُعرب عن إحباط وصعوبة كبيرة في مواجهة المواد الدراسية
  • يتهرب من المهام الدراسية ومن مواجهة موادّ دراسية معيّنة

 

صعوبات التعلُّم: ما الذي يجب فِعله

تحدثوا مع المعلم

إذا كنتم تشكّون في أنّ ابنكم يواجه صعوبات في المدرسة، فربما يعاني من صعوبات في التعلّم، لذا تحدثوا مع المعلم أولا. أسالوه كيف هو وضع ابنكم في القراءة، الكتابة، والرياضيات. أسالوا المعلم ما هو رأيه في تقدير ابنكم الذاتي، وإلى أي مدى يشارك في المدرسة. يمكن أن يُقيِّم المعلم ابنكم ويناقش معكم شهاداته، لكي تتمكنوا من معرفة إذا كانت هناك مشاكل لدى ابنكم.

اطلبوا إجراء تشخيص

إذا كنتم لا تزالون قلقين، اطلبوا من المدرسة إجراء تشخيص. في هذه المرحلة، يمكن أن تشاركوا اختصاصية الاتصال أو الاختصاصي النفسي، اللذَين يساعدان على فحص كل العوامل المحتملة. إذا طرأ تأخر ملحوظ، أو لم يكن ممكنا إجراء التشخيص في المدرسة، يمكن أن تتوجهوا إلى اختصاصي بشكل شخصي وتدفعوا له.

يمكن أن تفكروا في إجراء تشخيص مهني – تعليمي، أو تشخيص تعليمي – نفسي، وفق الحاجة. تحدثوا عن الموضوع مع مستشارة المدرسة ومع الطاقم المهني الخبير بالمجال.

لمزيد من المعلومات حول تشخيص صعوبات التعلُّم، يمكن التوجه إلى فرع   القريب من مكان سكنكم.

من المهم التوجه إلى طبيب الأطفال وفحص نظر ابنكم وسمعه، للتأكد من عدم وجود مشكلة في هذَين المجالَين.

التحدث مع ابنكم عن عُسر التعلُّم

يواجه الأولاد الذين لديهم صعوبات تعلّم صعوبة في القيام بأمور مثل القراءة أو الكتابة بسهولة مثل سائر أصدقائهم في الصف، وقد يعتقدون أنهم “حمقى” أو “أغبياء”. قد يؤثر الأمر سلبا على الأمد البعيد في التقدير الذاتي لدى ابنكم، لذا يُفضَّل أن تخبروا ابنكم عن العسر التعلمي لديه، وأن تشرحوا له أنه ليست هناك علاقة بين العُسر وبين مستوى ذكائه.

تحدثوا معه عن الموضوع بوضوح. شددوا على الأمور الإيجابية التي يمكنه القيام بها لكي يتغلب على الصعوبات في التعلّم. يمكن أن تذكروا شخصيات معروفة وناجحة لديها صعوبات في التعلّم.

أمثلة على مشاهير لديهم صعوبات في التعلّم: مايكل فيلبس (سبّاح حائز على ميداليات ذهبية عديدة)، كيرا نايتلي (ممثلة)، جيمي أوليفر (طبّاخ بريطاني)، ريتشارد برانسون (رجل أعمال وصاحب شركة الطيران فيرجين)، وغيرهم.

كيف تساعدون الولد الذي لديه صعوبات في التعلّم على بناء حصانة نفسية وتقدير ذاتي جيد

قد يشعر الأولاد مع صعوبات في التعلّم بتقدير ذاتي منخفض. فضلًا عن ذلك، قد يطورون طرقا لإخفاء صعوباتهم كلما كبروا، ويكون خطر تسرّبهم من المدرسة أعلى.

من المهم اكتشاف صعوبات التعلّم في أسرع وقت ممكن، ومساعدة ابنكم على بناء حصانة نفسية. الحصانة النفسية هي القدرة على التعافي من المشاكل والعقبات. هذه مهارة هامة لكل الأولاد، لا سيما الذين لديهم عسر تعلّم.

ساعدوا ابنكم على بناء حصانة نفسية وتفكير إيجابي فيما يتعلق بقدراته والصعوبات التي لديه باستخدام الطرق التالية:

  • ركّزوا على الجهود والنجاحات لدى ابنكم وكافئوه عليها. كذلك ركِّزوا على أمور غير الدراسة ينجح فيها ابنكم جيدا، مثل الرياضة، الموسيقى، المسرح، أو كونه صديقا جيدا أو طبّاخا مميّزا. امدحوا ابنكم دائما لأنه يحاول.
  • قولوا له إنكم تثقون به. افرحوا بقدراته وتحصيلاته، وبينوا له أنكم تتفهمون صعوباته وتتقبلونها. حاولوا أن تعملوا معه لكي يغير أفكاره السلبية ويتجنب العقبات.
  • كونوا مثالا شخصيّا لابنكم وكونوا إيجابيين، حازمين، ومُحصَّنين أنتم أنفسكم.
  • شجّعوا ابنكم على أن يحاول أن يفهم ما الذي يحتاجه للتغلب على الصعوبات، وعلّموه أن يطلب المساعدة بتهذيب وهدوء.
  • دعوه يشارك في المسؤوليات العائلية واتخاذ القرارات. يساعد الشعور بالسيطرة على بناء تقدير ذاتي جيد.
  • ادعموا ابنكم، ولكن لا تحموه أكثر من اللازم. توقعوا منه أن يقوم بأفضل ما عنده ويواصل القيام بمهامه، رغم التحديات الإضافية التي يواجهها.
  • خصصوا وقتا لابنكم، تحدثوا معه، أصغوا إليه، واقضوا وقتا معه، لكي توضحوا له أنه مميز، هام، ويستحق وقتكم.

العسر التعلّمي هو عُسر معترف به في قانون حقوق الطالب.يحق لابنكم أن يحصل على فرص تعليمية مثل سائر الطلاب.

الحصول على مساعدة إضافية

عند الحاجة، يمكن أن يحصل ابنكم على مساعدة إضافية ويتمتع بأفضل فرص ممكنة في المدرسة. إذا أوصى الاختصاصيون بالحصول على مساعدة إضافية، من المهم أن تحتفظوا بالتشخيص المهني الذي يثبت أن ابنكم يستحق امتيازات مثل إضافة وقت أثناء الامتحانات، تعليم مُصحِّح، أو برنامج حاسوب خاص.

كما أن هناك أنواعا كثيرة من المساعدة خارج المدرسة للأولاد الذين لديهم صعوبات في التعلّم، منها دروس خصوصية وتكنولوجيا مُساعِدة. يعتمد نوع الدعم الأفضل لابنكم على صعوباته في التعلّم. تحدثوا مع المعلم ومع المختصين لمعرفة أي حل يمكن أن يساعد ابنكم ويساعدكم بأفضل شكل.

إليكم بعض الأفكار:

  • حافظوا على علاقة وثيقة بمعلم ابنكم لمعرفة ما الذي عليكم القيام به في المنزل لدعم ابنكم عندما في فروضه المنزلية ونجاحاته. قد تحتاجون إلى أن تجرّبوا طرقا مختلفة حتى تعثروا على الخطوة الأفضل لابنكم ولكم. تابِعوا التحدث مع المعلم ببساطة حتى تنجحوا.
  • يتعلم الأولاد ذوو الصعوبات في التعلّم مهارات جديدة بأفضل شكل عندما يستخدم المعلمون، الوالدون، والاختصاصيون طرقا دراسية مبنية، ثابتة، وواضحة أخرى. لذلك، يُستحسَن أن توزعوا المهام إلى وحدات أصغر، تعليمات منفردة، أو معلومات جزئية. اعملوا مع ابنكم خطوة تلو الأخرى، بحيث يتمتع ابنكم، يتشجع، ويستخدم حواسّ مختلفة (مثل، النظر والسمع). كما أنه من المهم التدرب.
  • لا يجوز أن تصبح الفروض البيتية مهامّ يصعُب جدا على ابنكم القيام بها. حاولوا أن تقضوا وقتا قصيرا في التدرب على المهارات الجديدة معا، مثل قراءة الكتب الملائمة لمستوى ابنكم أو اللعب بألعاب الأحرف. هذه هي الطريقة الأفضل للتأكد من أن ابنكم يختبر النجاح بينما يطور مهارات جديدة. إذا جرّب ابنكم أمور جديدة ولاحظ كيف تسير الأمور جيدا ويحقق نجاحا، سوف يريد متابعة التجربة حتى عندما يواجه صعوبات.
  • إذا كانت لدى ابنكم صعوبات في القراءة، حاولوا تخصيص وقت والقراءة معه. يمكن أن تقرأوا في المنزل أو في مكان آخر، مثلا في المكتبة المحلية. الفائدة هي أنكم تقضون وقتا معا وحدكم!
  • يمكن أن تدعم التكنولوجيا والبرمجيات الخاصة التعلُّم لدى ابنكم. في موقع “عوجن” التابع لمركز التكنولوجيا التربوية مطاح، يمكن العثور على برمجيات وأدوات مطورة خصيصا للطلاب مع عسر في التعلّم.
  • يمكن أن يستعين الطلاب ذوو صعوبات التعلّم بمعلمي التعليم المصحح الذين يعملون في كل البلاد.

إذا كان لدى ابنكم عُسر تعلّم أو احتمال أن يكون لديه عُسر، يُرجَّح أن لديكم أسئلة كثيرة. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال صعوبات التعلُّم: أسئلة شائعة.

الدعم والموارد

هناك عدد واسع من الخدمات للعائلات التي لديها أولاد مع صعوبات في التعلّم في أنحاء البلاد. بين المنظمات الأساسية التي تُعنى بهذا المجال:

  • نيتسان: جمعية لا تبغي الربح، أقامها والدون ومتطوعون بهدف التشخيص، إيجاد، معالجة، ودعم الأولاد، المراهقين، والبالغين الذين لديهم صعوبات في التعلّم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.