المصروف

يعلّم المصروف الأولاد للمرة الأولى المبادئ الأساسية للإدارة المالية - مهارات ضرورية للحياة دون شكّ - ويمنحهم شعورًا بالاستقلالية. يتعلّم أولادكم درسًا هامًّا أيضًا في حال لم تُتِح لكم قيَمكم العائلية أو وضعكم الاقتصادية إعطاءهم مصروفًا.

المصروف: المبادئ الأساسية

يعلّم المصروف أولادكم كيف ينفقون المال ويوفّرونه بشكل محسوب، وكذلك ما يحدث في حال فقدوه، أنفقوه في المكان غير الصحيح، راهنوا عليه، أو أعطوه لأحد. بشكل عام، تأتي نظرة الأولاد إلى المال من البيت. يمكن إعطاء أية كمية من المصروف للأولاد من سنّ أربع أو خمس سنوات، لمساعدتهم على تعلّم كيفية التعامل مع المال، اتخاذ قرارات، التوفير، وانتظار الأمور التي يريدونها.

أحد أجزاء عملية التعلُّم هو السماح لأبنائكم بأن يرتكبوا بعض الأخطاء – مثلا: أن يبذّروا كلّ توفيرهم، الذي كان هدفه شراء سيّارة رائعة ذات جهاز تحكّم عن بعد، على وشوم مزيّفة. مع ذلك، يحقّ لكم أن تحدّوا من الأمور التي ينفق عليها أولادكم مالهم. على سبيل المثال، يمكن منعهم من شراء علكة أو سكاكر تقلّل شهيتهم، أو يمكن أن تفاقم تسوّس الأسنان.

التعلّم عن المال

يتعلّم ابنكم الكثير حين يراقبكم وأنتم تتعاملون مع المال. حين تنفقون المال، توفّرونه، تسحبونه، أو تتبرعون به، تعلّمون ابنكم المزيد عن المبادئ الأساسية للإدارة المالية. وحين يكبر الأولاد، يمكنكم أن تعلّموهم:

  •  ما هي قيمة المال: فهم السعر النسبي للأمور
  •  إنفاق المال: تقبّل حقيقة أنّ المال يزول عند إنفاقه
  •  جني المال: الفهم أنه يجب العمل بجدّ من أجل ربح المال، وبشكل عامّ، هذه هي الطريقة الوحيدة لإحرازه
  •  التوفير: وضع أهداف للأمد القريب وأهداف للأمد البعيد
  •  الاقتراض: فهم أهمية إعادة المال الذي نقترضه.

انتَبِهوا: للإعلانات تأثير كبير في الأولاد. قد يفهم ابنكم بشكل أفضل كيفية التعامل مع المال إذا أوضحتم له أنّ الإعلانات تهدف إلى جعله يرغب في أمور لا يحتاج إليها حقًّا، أو لا يمكنه شراؤها.

متى؟

رغم أنّ الدراسات تُظهر أنّ والدين عديدين يبدأون بإعطاء أولادهم مصروفًا في سنّ ستّ أو سبع سنوات، لا قاعدة ثابتة. يُرجَّح أن يكون ابنكم مستعدًّا لتجربة المصروف حين:

  •  يفهم أنّه يحتاج إلى مال للحصول على أمور من الدكّان
  •  يفهم أنه إذا أنفق كلّ ماله اليوم، فلن يبقى لديه مال حتى المرة القادمة التي يحصل فيها على مصروف
  •  يفهم أنه يحتاج إلى مال كي يشتري تسالي في المدرسة أو يركب الباص – في حالة كهذه، يساعد المصروف ابنكم على أن يخطّط لنفقاته اليومية، بحيث يكفيه المال طوال الأسبوع.

كم؟

الإجابة عن السؤال: “كم نعطي؟” متعلّق بوضعكم الشخصي وبالمبلغ الذي يبدو لكم منطقيًّا. فما دام ابنكم يفهم كمية المال الذي يحصل عليه وكلّ كم من الوقت، يمكنه تعلّم استخدام المال بشكل جيّد. قرّروا المبلغ وفق:

  •  ميزانية العائلة
  •  الأمور التي يُفترَض أن يكفي المصروف للحصول عليها. إذا كنتم تتوقعون أن يُستخدَم لأمور مثل المواصلات، وجبة الفطور، وكذلك التوفير، فعليكم أن تُعطوا أكثر قليلًا

ما الذي يُفترَض أن يشتريه ابنكم بالمصروف؟

لكلّ عائلة قواعدها الخاصة حول المصروف والطريقة التي يُفترَض إنفاقه بها. يمكن أن يُستخدَم المصروف لكلٍّ ممّا يلي:

  •  وجبة الغداء
  •  التوفير
  •  الإنفاق على أمور يرغب فيها الولد
  •  التبرُّعات.

إذا وجدتم أنّ ابنكم البالغ من العمر ثماني سنوات يريد التوفير لشراء أمر ما ويوفّر المال متحليًا بالمسؤولية، يمكنكم أن تعطوه إضافة صغيرة. دعوه يصرف ماله على ما يريد؛ هكذا تتيحون له أن يفهم الفكرة الكامنة خلف المال، وأن ينمي شعورًا بالمسؤولية والاستقلالية.

نصائح عملية

 إليكم بضع نصائح تساعدكم في إعطاء المصروف:

  •  أوضِحوا لابنكم ما هو هدف المصروف وما ليس هدفه.
  •  أعطوه بقدر ما تستطيعون أن تعطوه، دون علاقة بما يعطيه والدون آخرون (أو بما يطلبه ابنكم!)
  •  أعطوا المصروف في يوم محدّد.
  •  أعطوا ابنكم جرارًا يمكنه أن يحتفظ بماله فيها – مثلا: جرّة لأمور صغيرة يريد أن يشتريها قريبًا، وجرّة أخرى للتوفير من أجل شراء أمر أكبر.
  •  ضعوا المال الذي وفّره في حصّالة زجاجية أو صندوق توفير. تساعده رؤية كمية المال المتزايدة على معرفة كم وفّر وتُشعره بالفخر.
  •  حاوِلوا عدم إعطاء المصروف مُسبقًا.
  •  إذا كان يُفترَض أن يُستخدَم المصروف للاستجمام، اسألوا ابنكم أي نوع من الاستجمام يُفضّل.
  •  حاوِلوا عدم إعطائه زيادة على المصروف – فالهدف هو أن يتعلّم ابنكم العيش وفق ما لديه.

المصروف والمهامّ

إنّ تقديم المال للأولاد مقابل الأعمال المنزلية هو موضوع معقّد. فالعلاقة بين مساهمة الأولاد في الأعمال المنزلية وبين المصروف يمكن أن تؤدي إلى جدالات غير ضرورية، وجعل أولادكم يتوقفون عن المساهمة في المنزل لأنهم يعيشون فيه مثلهم مثل كلّ شخص آخَر.

مع ذلك، ليست كلّ قاعدة ملائمة لكلّ عائلة. إذا تدبرتم أمركم جيّدًا، فهذا حسن. يمكن أيضًا دراسة إعطاء إضافة مقابل مهامّ إضافيّة، خُصوصًا إذا كان ابنكم يوفّر من أجل هدفٍ ما. إذا قرّرتم إعطاء مصروف مقابل إنجاز مهامّ منزلية، فأوضِحوا المهامّ بطريقة واضحة، وأوضِحوا ما يجب فعله ومتى.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.