كيف يمكن منع أو تقليل استهلاك الكحول في سنّ المراهقة

سن المراهقة هي الفترة الأفضل لتجربة أمور جديدة، ولكن للأسف الشديد، ليست كل التجارب إيجابية - وبعض الشبّان يجرّبون شُرب الكحول أيضًا.كوالدين، من المهم أن تعرفوا بعض الأمور عن الشبّان والكحول، وتُحضّروا مسبقا بعض الاستراتيجيات التي تساعد ابنكم على تجنب مخاطر الشرب.

هل تعلمون؟

  • بشكلٍ عامّ، يحصل الشبّان في سنّ 12 حتى 17 عاما على الكحول من الأقرباء.‎
  • يميل المراهقون إلى أن يجربوا الكحول والمخدرات الأخرى في سنوات المراهقة المتأخرة.
  • يُفضّل الشبّان استهلاك الكحول من الزجاجة مباشرة.
  • يفضل بعضهم المخدرات على الكحول.

الشبّان والكحول: ما عليكم معرفته

يحاول الكثير من الشبّان استهلاك الكحول كجزء من مرحلة المراهقة. في أحيان كثيرة، يبحث الشبّان عن علامات لدى أصدقائهم، عائلتهم، وحتى في وسائل الإعلام، تُظهِر لهم كيف من المتبع التعامل مع الكحول.

الصداقات والاندماج في المجتمع من العوامل الهامّة جدا للمراهقين، التي قد تؤثر في إذا كان ابنكم سوف يجرب استهلاك الكحول أم لا. قد يستهلك ابنكم الكحول لكي يشعر بأنه جزء من مجموعة الأصدقاء، أو لأنه يشعر بأن الشرب يمنحه مكانة معينة بين أصدقائه. هناك شبّان يتمتعون بالشعور الذي يمنحهم إيّاه شُرب الكحول. فيما يحب الآخرون استهلاكه لأنه مثير للانفعال أو لأنهم يشعرون “مثل الكبار”.

لا يتأثر معظم الشبّان الذين يجربون الكحول على الأمد البعيد. ولكن، قد يؤدي استهلاك الكحول لدى جزء منهم إلى ضرر فوري وإلى مشاكل مزمنة أكثر – وحتى إلى الإدمان. يشكل استهلاك الكحول لدى بعض المراهقين علامة لمشاكل اجتماعية أو نفسية.

الكحول هو المخدّر الأكثر شيوعا والأكثر ضررا لدى الشبّان. كذلك، هو المخدّر الأفضل لدى الإسرائيليين من جميع الأجيال.

الكحول والمخدرات: ما هو الآمن للشبّان

الإجابة القصيرة هي لا شيء. ليس هناك مستوى كحول “آمن” للأولاد دون سن 18 عاما.

عندما يستهلك المراهقون الكحول، هناك خطر ألا يتطور دماغهم كما ينبغي. سن المراهقة هي فترة هامة جدا لتطور دماغ ابنكم، لأنه في هذه الفترة تُبنى علاقات عصبية جديدة وكثيرة في الدماغ. قد يُلحِق الكحول ضررا بهذه العملية، حتى إنه قد يسبب خللا أو ضررا غير قابلَين للانعكاس

كذلك، كلما بدأ الشبّان باستهلاك الكحول في سن أصغر، هناك احتمال أكبر لتطور مشاكل متعلقة بالكحول في سنوات المراهقة المبكرة في وفي وقت لاحق. الشبّان الذين يبدأون باستهلاك الكحول قبل سن ‏15‏ عاما يطوّرون إدمانا عليه أكثر بأربعة أضعاف من الشبّان الذين يبدأون باستهلاكه في سن ‏21‏ عاما. عندما يتعرض الدماغ لمواد مسبّبة للإدمان في سن مبكرة، يميل إلى الإدمان عليها أكثر.

 

وفق القانون، يُسمح بشُرب الكحول في إسرائيل بدءا من سن 18 عاما. التوصيات المعمول بها هي أنه لا يجوز للأولاد دون سن 15 عاما أن يستهلكوا الكحول أبدا. رغم ذلك، يدعي الخبراء أنه في الواقع لا يجوز للشبّان أن يشربوا الكحول حتى سن 18 عاما أو حتى21 عاما.

ما الذي يحدث عندما يشرب الشبّان الكحول

الجِسم والسلوك

لا يفهم الكثير من الشبّان تأثير الكحول على جسمهم، ولا يعرفون أن كمية قليلة تكفي لأن تؤثر فيهم. يُمتَصّ الكحول ببطء في الجسم، في حين أنه عند تناول كمية كبيرة منه (خمس وجبات خلال وقت قصير)، يستهلك المراهق كمية سامة من الكحول قبل أن يبدأ بالشعور بتأثيره.

يؤثر الكحول في الجسم بعدة طرق. في البداية، يجعل المستهلكين يشعرون بهدوء أكثر. ولكن كلما تناولوا كمية أكبر، قد يشعرون بالنعاس، يفقدون توازنهم وتناسقهم، يتحدثون بشكل غير واضح، يفكرون ببطء أكثر، ويشعرون بشعور غير جيد أحيانا، حتى أنهم يتقيأون.

كلما ازدادت نسبة الكحول في الدم، يصعب التفكير بوضوح أو تحريك الجسم كما ينبغي. معنى ذلك أنّ مَن يستهلك الكحول يميل إلى التعرض لحوادث سير أكثر، التعرّض لإصابة، أو المشاركة في العنف.

عند استهلاك كميات متطرفة، يمكن أن يؤدي الكحول إلى فقدان الوعي أو إلى توقف التنفس. حدثت حالات توفي فيها شبّان نتيجة التسمم الكحولي.

يتفكك الكحول ببطء، وهو لا يُفرَز بوتيرة ثابتة في البول أو بأية طريقة أخرى. لذلك، بعد استهلاك الكحول المُبالَغ فيه، قد يمر أكثر من 24 ساعة حتى تصل مستويات الكحول إلى مستوى مقبول.

اتخاذ القرارات

إحدى المهام الأهم في سن المراهقة هي أن يتعلم ابنكم كيف يتخذ قرارات مستقلة ومسؤولة. يكون جزء من هذه القرارات سليما وجزء آخر لا. يجوز ارتكاب الأخطاء، ومن المهم التعلم منها.

ولكن عندما يستهلك الأفراد الكحول، قد تؤدي الأخطاء إلى تأثيرات جدية جدا، وغير قابلة للانعكاس أحيانا. هذا صحيح لأن الكحول يؤثر في القدرة على التفكير بسرعة، الحكم على الأمور، وتجنب التعرض لحالات خطيرة أو سلوك خطير. مثلا، عندما يكون الشابّ تحت تأثير الكحول قد:

  • يصبح ضحية للعنف – الجسماني أو الكلامي – أو قد يمارس العنف
  • يُمارِس علاقات جنسية غير آمنة، أو لا ينجح في مواجهة نوايا جنسية غير مرغوب فيها من قبل الآخرين، وقد يتعرض إلى اعتداء جنسيّ
  • يشعر بهلوسة أو أوهام قد تؤدي إلى حوادث أو جروح
  • يعاني من التسمم الكحولي ويفقد الوعي أو يموت
  • يتعرض لإصابة أثناء السباحة، يغرق في البحر، يُصاب أثناء الألعاب الرياضية، التسلق، وحتى أثناء اجتياز الطريق
  • ينتهك القانون أو يتورط مع الشرطة
  • يفقد السيطرة، يتصرف بشكل غير لائق أو بعنف، ويلحق ضررا بعلاقاته الهامة أو بصيته.

إذا استهلك ابنكم الكحول أو المخدرات الأخرى – أو إذا كنتم تشكّون بذلك – اقرأوا المقال التالي: كيف تساعدون المراهقين الذين يستهلكون الكحول والمخدرات. يمكن أن تجدوا في المقال معلومات حول علامات استهلاك الكحول أو المخدرات، وكذلك حول إمكانيات الدعم والموارد.

كيف تؤثرون في استهلاك ابنكم للكحول

يمكن أن تؤثروا أنتم والبالغون الآخرون ذوو الأهمية في حياة ابنكم كثيرًا في استهلاكه للكحول.

القدوة الشخصيّة

من المُرجَّح ألا تنجحوا في منع ابنكم من تجربة الكحول، ولكن يُمكن أن تُشكّلوا قدوة شخصية له وأن تساعدوه على معرفة كيف يمكن أن يطوّر عادات آمنة. مثلا، أوضحوا له أن الكحول مُعَدّ للاستهلاك في بعض الأحيان، بشكل معتدل، ومع الأصدقاء.

تؤثر أيضًا الطريقة التي تتحدثون فيها عن الكحول والمخدرات. مثلا، حاولوا التفكير في رأيه عندما يسمع بالغين آخرين يقولون: “عليّ أن أشرب شيئًا؛ لقد كان يومي في العمل صعبا”.

الرسائل المتعلقة بالسلامة

ساعدوا ابنكم على تجنّب مخاطر الكحول، وتحدثوا معه عن الاستهلاك الآمن، مثلا:

  • استهلاك الكحول في بيئة آمنة وتجنب البقاء في بيئة غير آمنة – مثلا، مع الغرباء، في الحفلات أو الاحتفالات الكبيرة التي لا يكون البالغون حاضرين فيها
  • تجنب الإفراط في الشُّرب
  • عدم استهلاك الكحول وسياقة السيارة
  • عدم استهلاك الكحول دون طعام، وشرب كأس من الماء قبل كل كأس من الكحول
  • عدم المشاركة في ألعاب الشُّرب. هذه الألعاب شائعة جدا لدى المراهقين وتشكل سببا هاما للإفراط في الشُّرب
  • اختيار سائق مناوب أو صديق مناوب لا يشربان. في حال تم استهلاك الكحول في مكان مثل شاطئ البحر أو متنزه، قد يتعرض الشبّان لمخاطر خارجية. من المهم اختيار صديق مناوب يكون يقظا إلى حد كافٍ لطلب المساعدة عند الحاجة

كذلك، على ابنكم أن يعرف ما هو مقدار وجبة الكحول. تعادل وجبة الكحول مشروبا مقداره 16 حتى 18 غراما من الكحول. تحتوي كأس واحدة أو زجاجة صغيرة من البيرة غالبا على أكثر من وجبة كحول واحدة. يُفترض أن تظهر نسبة الكحول في المشروبات على اللاصقة – مثلا، على زجاجة البيرة.

إذا خطط ابنكم لإقامة حفلة في البيت أو إذا كان مدعوا إلى حفلة لدى صديقه، يُستحسَن أن تتفقوا على بعض القواعد الأساسية. إذا كنتم تسمحون لابنكم باستهلاك الكحول، حددوا مثلا قواعِد تتعلق بكمية الكحول المسموح له استهلاكها، وما الذي يجب القيام به إذا أصبحت البيئة التي يتواجد ابنكم فيها خطيرة.

التحدث عن الكحول والمخدرات مع الشبّان

قد يكون لدى الأولاد الذين عمرهم خمس سنوات رأي ثابت حول الكحول، لذا يُستحسَن التحدث مع ابنكم منذ سن صغيرة. قبل دخوله المدرسة، أجيبوا عن أسئلته (إذا وُجِدت) بانفتاح وبصراحة، ولكن لا حاجة إلى أن تطرحوا أنتم الموضوع.

بعد قضاء ابنكم بضع سنوات في المدرسة، يمكن أن تبدأوا بالتحدث معه عن الكحول. قولوا له مثلا: “هل تحدث أحد زملائك في الصف عن شرب الكحول؟ ماذا يقولون؟ ما رأيك؟”

استخدموا هذه المحادثات كفرصة لتقديم حقائق لابنكم حول الكحول، مثل تأثيره على الجسم أو على التفكير والسلوك. يمكن أن تستخدموها أيضًا للتحدث عن القيم والتوقعات فيما يتعلق باستهلاك الكحول في عائلتكم.

إذا كانت العلاقات بينكم وبين ابنكم جيدة، قد يكون من الأسهل عليكم أن تطرحوا هذه المواضيع، لذا من المهمّ الحفاظ على تواصل. كما يُستحسن أن تكون مقاربتكم إيجابية للتعامل مع سُلوكه.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.