تساعد مشاهدة التلفاز الأولاد على الهدوء بعد المدرسة، الواجبات المنزلية، اللعب أو النشاط الجسماني، ولكن قد تصبح عادة من الصعب التغلب عليها، وتأتي على حساب ممارسة نشاطات اللعب والإبداع الأخرى. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على الحفاظ على توازن.
وقت مشاهدة التلفاز للأولاد في سنّ المدرسة
يُوصي معظم الخبراء بمجال نموّ الأولاد بتقييد وقت المشاهدة اليومي – للأولاد الذين عمرهم خمس سنوات وأكثر ساعتين يوميا على الأكثر. يشتمل وقت مشاهدة التلفاز، الدي. في. دي، التابلت، الهاتف، والحاسوب. يُوصى بالالتزام بهذا التقييد للأسباب التالية:
- يجب موازنة الوقت الذي يقضيه أولادكم في اللعب بألعاب الحاسوب ومشاهدة التلفاز بالنشاطات الجيدة لنموّهم مثل النشاطات الجسمانية، ألعاب الإبداع (تركيب صور البازل والرسم)، والتحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء.
- قد يتكل الأولاد على التلفاز لملء أوقات الفراغ.
- تشغيل التلفاز في الخلفية قد يؤثر أيضا في القدرة على التركيز لدى الأولاد.
من المتوقع أن تُبقي الموازنة الجيدة بين النشاطات التطورية مثل إعداد الفروض المنزلية، الرياضة، والموسيقى، وقتا لمشاهدة التلفاز. اقرأوا المقال كيف يشاهد الأطفال التلفاز. عندما يُلاحظ أن الطريقة التي يشاهد فيها الأولاد التلفاز تختلف جدا عن طريقة البالغين، تبدو هذه التوصيات منطقية أكثر.
الاستفادة القصوى من وقت مشاهدة التلفاز
يتعرّض الكثير من الأولاد الصغار للتلفاز إلى حد معيّن. لا بأس – ولكن يُستحسن التفكير قليلا بالطريقة التي يتفاعل فيها ابنكم مع التلفاز. وفق تنصيف البرامج التلفزيونية في إسرائيل، يُستحسن ألا يشاهد الأولاد البرامج المُصنّفة وفق أجيال معيّنة (مثلا، “البرنامج ليس معدّا لمشاهدة الأولاد في سن ثماني سنوات وأقل”). افحصوا البرامج في المرشد قبل أن تسمحوا لأولادكم بمشاهدتها، وشجعوهم على اختيار ومشاهدة بعض البرامج المحبوبة لديهم بشكل خاص. يمكن أيضا شراء بعض أفلام دي. في. دي الملائمة لمستوى نضوج وفهم أولادكم.
عندما تشاهدون برامج تلفزيونية مع أولادكم، اشرحوا لهم ما يرونه واهتموا بردود فعلهم. أشيروا إلى الحالات التي تتصرف فيها شخصيات تصرفات جيدة وغير جيدة. كذلك، تمنحكم المشاهدة المشتركة أفكارا للممارسة نشاطات إضافيّة.
عندما تختارون برنامجا تلفزيونيا أو برنامج دي. في. دي لابنكم، يُستحسن الامتناع عن الأمور التالية:
- شخصيات مخيفة. رغم أن أولادكم في سن المدرسة يتحسنون في تحليل الشخصيات المخيفة أو الحزينة، ما زالوا قلقين من الأفلام أو البرامج التي تعرض موت أحد الوالدين أو تهدد حياة الأولاد أو الحيوانات.
- محتويات عنيفة. يُقلد الأولاد في هذه السن السلوكيات العنيفة إذا لاحظوا أن الأبطال في البرامج التلفزيونية يستخدمون العنف لتحقيق غايتهم. ينطبق الحال على شخصيات رسومية وممثلين حقيقين أيضا.
- نشرات الأخبار في التلفاز. يستطيع الأولاد في سنّ المدرسة فهم أن ما يظهر في نشرات الأخبار هو واقعي. قد تجعلهم التقارير والصور حول العمليات التخريبية وارتكاب العمليات الإجرامية العنيفة، ولا سيّما في بيئة معروفة، يشعرون بعدم الأمان. هناك والدون يُفضّلون تسجيل نشرات الأخبار ومشاهدتها لاحقا، أو مشاهدة نشرة الأخبار في منتصف الليل، ويوصى بالعمل وفق ذلك في الفترات التي يسود فيها عنف كثير في المجتمع.
- الإعلانات. يميل الأولاد في هذا العمر إلى تصديق الحملات الإعلانية ويرغبون في شراء المنتجات التي يتم ترويجها. تؤثر بشكل خاصّ الإعلانات التي تخبر الأولاد أن منتجات معيّنة تساعدهم على أن يصبحوا شعبيين وناجحين أكثر. لا يفهم الأولاد الذين أعمارهم أقل من ثماني سنوات أن الإعلانات التجارية تهدف إلى بيع منتجات معيّنة. فهم يعتقدون أن “المعلومات” الواردة في الإعلانات صحيحة وحقيقية. هناك إعلانات تجعل الأولاد شعورًا يشعرون سيئا فيما يتعلق بهم أو بمظهرهم، وقد تلحق ضررا كبيرا بصورتهم الذاتية وتقديرهم الذاتي.
- مقاطع الفيديو والموسيقى. عندما يبدأ الأولاد سن المدرسة وجيل المراهقة، فإن التشبيهات الجنسية، الملابس، وخطوات الرقص في مقاطع الفيديو والموسيقى قد تؤثر في الطريقة التي تشعر فيها البنات بشكل خاص تجاه أنفسهن ونموهنّ الجنسي.
تقييد وقت مشاهدة التلفاز للأولاد في سنّ المدرسة
حاولوا إيقاف تشغيل التلفاز عند انتهاء البرنامج. هكذا يمكن أن تنتقلوا من نشاط إلى آخر بسهولة. في الكثير من العائلات من السهل مساعدة الأولاد على الاستعداد في الصباح إلى المدرسة عندما يكون التلفاز مطفأ. يركّز الأولاد الذين لا يشاهدون التلفاز كثيرا أفضل في المدرسة. إذا كان يُبث البرنامج المُحبب على قلوب أولادكم في ساعات الصباح، فسجلوه وشاهدوه في وقت لاحق، عندما تكونون أنتم وابنكم متعبين وتحتاجون إلى الاستراحة.
امتنعوا عن تشغيل التلفاز أثناء تناول الوجبة وقريبا من وقت النوم. تناول الوجبة هو وقت عائلي هادئ، يمكن مشاركة التجارب اليومية مع أولادكم. تصرف مشاهدة التلفاز في هذا الوقت انتباه أولادكم عن الوقت العائلي، وقد تؤثر في تطوّر جهاز الشبع والجوع. كذلك، تؤثر مشاهدة التلفاز قبل النوم في إفراز الميلاتونين، هو هرمون يساعد على الحفاظ على النوم، وقد يؤدي إلى الأرق لدى الأولاد والكبار على حد سواء. هذا هو السبب من الامتناع عن مشاهدة التلفاز في هذه الساعات.
ضعوا جهازَي التلفاز والحاسوب بعيدا عن غرفة نوم الأولاد. تشير الأبحاث إلى أن الأولاد الذين لديهم تلفاز في الغرفة يكون وقت المشاهدة لديهم أكثر من وقت المشاهدة لدى الأولاد الذين ليس لديهم تلفاز في الغرفة. كذلك، يميلون إلى تطوير صعوبات في النوم، ويكون نومهم غير مفيد. كذلك تظهر زيادة في الوزن وانخفاض في التحصيلات المدرسية.
ليس متأخرا أبدا بدء تحديد وقت مشاهدة التلفاز. استعينوا بأولادكم بهدف اتخاذ قرار حول ما ترغبون في مشاهدته، وساعدوهم على التخطيط للبرامج أو أفلام الدي. في. دي التي يرغبون في مشاهدتها في الوقت المحدد للمشاهدة. كونوا صارمين والتزموا بالقيود التي وضعتموها.
تعليم الأولاد أن يكونوا مستهلكين فعالين
علموا أولادكم أن يكونوا انتقائيين في كل ما يتعلق ببرامج التلفاز التي يشاهدونها. كذلك، يمكن أن تشجعوهم أن يكونوا نشيطين عقليا عندما يشاهدون البرامج التلفزيونية، بدلا من أن ينظروا إلى المشاهد نظرة مجردة.
- علموهم أهمية التفكير بما يشاهدونه منذ سن صغيرة. ساعدوهم على إيجاد تصنيف ملائم لهم للبرامج – مثلا، “ض” (ضرورة المشاهدة)، “ن” (نصف نصف) “ت” (تضييع الوقت). شجعوهم على التوقف عن مشاهدة البرامج المصنّفة تحت “ت”، ومن ثم البرامج المصنّفة تحت “نصف نصف”.
- دعوا أولادكم يطرحون أسئلة حول ما يشاهدونه. أخبروهم برأيكم، ولا سيّما عن الكوارث الطبيعية، العنف وطريقة تصرف شخصيات مختلفة، ولكن تحدثوا أيضا عن الأمور الجيدة التي تشاهدونها.
- تحدثوا عن مشاعرهم وأحاسيسهم التي يشعرون بها بعد مشاهدة التلفاز. اطلبوا منهم وصف أحاسيسهم بالكلمات – مثلا ممل، مفرح، مخيف، محزن، مثير للحماس، للعصبية، أو للقلق.
- تحدثوا عن الشخصيات، القصص والمواضيع التي تتطرق إليها البرنامج التلفزيوني، وصفوا ما تحبونه ولا تحبونه. اسألوا أسئلة مثلا: “ماذا كان سيحدث لو فعلتَ ما يفعل هذا الشخص؟”
- وضحوا أنه لا يتم تشغيل التلفاز حتى انتهاء القيام بكل المهام. كونوا صارمين وواضحين: “لم تنهي كل ما عليك القيام به هذا المساء. إذا أنهيت كل المهام حتى الغد، ربّما سيكون لديكِ وقت كافٍ لمشاهدة التلفاز”.
- إذا كان ممكنا، أبعدوا التلفاز من غرفة الجلوس الأساسية. هكذا تكون المشاهدة بموجب قرار واع.
قد يرغب الأولاد أحيانًا في مشاهدة التلفاز إثر ضغط اجتماعي. مثلا، قد يقول ابنكم “ولكن يا أمي، يرى كل الأولاد برنامج “سرفايفر”. في مثل هذه الحال، دعوا ابنكم يعرف أنكم تفهمون، ولكن ذكّروه أن ثمة قواعد مختلفة في العائلات المختلفة.
ما الذي يجب القيام به عندما يكون التلفاز مطفأ
نعرف جيدا أن التلفاز قد يكون أحيانا الإمكانية الأسهل لإلهاء الأولاد عندما يتوجب عليكم تحضير وجبة العشاء، التحدث بالهاتف، أو عندما تحتاجون إلى الاستراحة قليلا. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على إلهاء الأولاد من دون تشغيل التلفاز:
- ألصقوا على الثلاجة قائمة النشاطات المهمة. مثلا، تعلم لعب ألعاب جديدة، لعب كرة القدم في الساحة، الخروج إلى الحديقة، ركوب الدراجة الهوائية، أو الذهاب إلى المكتبة.
- يحب الأولاد في المدرسة الإصغاء إلى الموسيقى والقصص عبر أقراص القصص، وهم قادرون على معرفة كيف يمكن قلب الصفحة عندما يسمعون حرفا عبر التسجيل الصوتي.
- أعِدُّوا علبة خاصة تشتمل على ألعاب، صور بازل أو أغراض تكون في متناول اليد في الأوقات الصعبة بعد الظهر – ليس من الضروري أن تكون أغراضا ثمينة، بل أغراض لا يستخدمها ابنكم كل الوقت. يمكن تشجيع ابنكم على اللعب بصور البازل، وخصوصا إذا كان لديكم مسطح خاص للبازل يوفر إمكانية تركيب بازل صعب طيلة بضعة أيام. يمكن أيضا استخدام العلبة لوضع أدوات تلوين.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising