فقدان الامتيازات الإضافية: وسيلة مُساعِدة لإدارة السلوك

إحدى أنجع العواقب لمعالجة السلوك المُثير للتحدي هي فقدان الامتيازات الإضافية. إنها في الواقع طريقة إضافية لفرض التأديب - طريقة يُعلَّم بها الأولاد ما هي الفوارق بين السلوك المقبول وغير المقبول.

فقدان الامتيازات الإضافية: المبادئ الأساسية

يعني “فقدان الامتيازات الإضافية” حرمان الولد من المشاركة في نشاط يحبّه أو من أحد أغراضه، لعبة على سبيل المثال، نتيجةً لسلوك غير لائق. هذه الوسيلة ناجحة في بعض العائلات، فيما تستخدمها عائلات أخرى في أحيان نادرة، هذا إذا استخدمتها. مع ذلك، يجدُر التذكّر أنّ أفضل طريقة لتوجيه سُلوك ابنكم هي منحه الانتباه الإيجابي والمُحبّ.

الامتيازات الإضافية والحُقوق العادية

الامتياز الإضافي هو أمر يحبّه ابنكم أو يتمتّع به. الحقّ هو أمر يحتاج إليه ابنكم. مثلًا، للولد حقّ أساسي في الحصول على أمور كالطعام والماء، وأن يشعر بالمحبة. أمّا مشاهَدة التلفزيون واللعب عند صديق فهما امتيازان إضافيّان. يمكن حرمان الولد من الامتياز الإضافي نتيجة سُلوك مُستفِزّ، لكن لا يمكن حرمانه من حقّ أساسيّ.

فقدان الامتيازات الإضافية كنتيجة للسُّلوك

فقدان الامتيازات الإضافية هو نتيجة أو عاقِبة. يمكن استخدام النتائج لإظهار ابنكم ما يحدث حين يتصرّف بطريقةٍ ما. مثلا، “إذا لم تلبس المعطف، ستُصاب بالزكام” أو “إذا تخاصمتَ أنت وأخوك على الحاسوب، أُطفئه لمدّة 30 دقيقة”. يمكن أن تساعدكم النتائج على وضع حُدود لسلوك ابنكم وتشجيعه على احترام القواعد العائلية، لا سيّما حين يكبر الأولاد، فيما نستصعب أحيانًا إيجاد عواقب ناجعة لأعمالهم (مثل التجاهُل المنهجي).

لمَ استخدام فقدان الامتيازات الإضافية؟

يمكن أن يغيّر فقدان الامتيازات الإضافية سُلوك ابنكم إذا كان الامتياز الإضافي أمرًا يقدّره ولا يريد أن يخسره. يجدر استخدام هذه الطريقة مع طرائق إضافيّة لتعزيز السلوك الإيجابي. إضافة إلى ذلك، حين يفقد ابنكم امتيازًا إضافيًّا نتيجة لسُلوك مستفزّ، فعليه تحمّل مسؤولية سُلوكه. وهكذا يتعلّم تأديب الذات، ويرى أنكم لستم “الشرطي السيء” الذي يفرض العقوبات دائمًا.

على المدى القصير، يزيد استخدام فقدان الامتيازات الإضافية من احتمالات نجاح ابنكم، مثلا، في الالتزام بالقواعد المدرسيّة. وتُساعده هذه الوسيلة على المدى البعيد أيضًا، مثلًا أن يعرف ما هي الحدود في العمل.

متى استخدام فقدان الامتيازات الإضافية؟

فقدان الامتيازات الإضافية هو وسيلة ناجعة حين لا تكون هناك نتائج طبيعية أو منطقية للعمل، مثلًا، إذا انتهك ابنكم إحدى القواعد الأُسريّة بالتلفّظ بالشتائم. لا يجب أن يكون الامتياز الإضافي الذي تحرمونه منه مرتبطًا بالسُّلوك الذي تحاولون تغييره.

يمكن الحرمان من امتياز إضافي أيضًا حين تريد تعزيز استخدام نتائج إضافيّة. على سبيل المثال، ربما طلبتم من ابنكم تنظيف الغرفة، لكنه لم يفعل ذلك. وضعتم له نتيجة – لن يشاهد التلفزيون حتّى ينظّف الغرفة، لكنه لا يزال يرفض. هذا، كما يبدو، أفضل وقت لحرمانه من امتياز إضافي، مثل توصيله إلى بيت صديقه. يمكنكم القول: “سامي، لقد قرّرتَ عدم ترتيب الغرفة رغم أنني طلبتُ ذلك مرتَين. لذلك، لن أوصلك إلى بيت فادي”.

مع مَن يُستخدَم فقدان الامتيازات الإضافية؟

يعمل فقدان الامتيازات الإضافية جيّدًا لدى الأولاد في سنّ المدرسة، الذين يمكنهم أن يفهموا أنّ العواقب هي نتيجة سُلوك غير مقبول. على سبيل المثال: “سعد، إذا اخترتَ عدم إتمام فروضك المنزلية فورًا، لن تذهب إلى المتنزه بعد الظهر”.

أمّا الأولاد دون الثالثة فقد يستصعبون فهم العلاقة بين سُلوكهم وبين فقدان الامتياز الإضافي. يجب أن يفهم الأولاد المتوحّدون متى يستعيدون الامتياز الإضافي، لأنهم قد يعتقدون أنّهم فقدوه إلى الأبد.

كيف يُستخدَم فقدان الامتيازات الإضافية؟

استخدموا الخطوات التالية:

  •  إذا أردتم تغيير جزءٍ من سُلوك ابنكم، فخطّطوا مسبقًا أيّ امتياز (أو امتيازات) تأخذون، وافعلوا ذلك إذا انتهك ابنكم القواعد.
  •  حذّروه قبل أن تأخذوا منه الامتياز الإضافي، مثلا: “ريما، كُفّي عن الصراخ وإلّا لن تتمكني من اللعب بالحاسوب اليوم”. يمكن اختيار عدم التحذير حين يكون السلوك خطرًا أو عدائيًّا، مثلًا: الركل أو الركض باتجاه الشارع.
  •  إذا توقّف ابنكم عن السلوك المُستفزّ، فامدحوه بهُدوء على فعله الأمر الصائب. واصلوا منحه الاهتمام والمدح ما دام يتصرّف بالطريقة المنشودة. مثلًا: “ياسر، أحببتُ كثيرًا أنك تكلمتَ مع أختك بكلمات لطيفة”.
  •  إذا لم يتوقف ابنكم عن التصرّف بالطريقة الخاطئة، فانتظروا بعض الوقت (ربما 15 ثانية)، ثم التزموا بكلامكم، واحرموه من الامتياز الإضافي. مثلا: “إيمان، إذا لم تكفّي عن الصراخ، فلن تتمكني من مُشاهَدة التلفزيون لمدّة نصف ساعة”.
  •  إذا استمرّ ابنكم يتصرّف هكذا، أضيفوا نتيجة إضافية – مثلًا، فقدان امتياز إضافي أو الوقت المستقطع والتوقّف لفترة معيّنة.

إذا قال: “لا يهمّني” حين تحرمونه من الامتياز الإضافي، فتجاهَلوا وتابعوا كالعادة. ربّما يقول ذلك ليفحص إذا كنتم ستختارون أمرًا آخر، أو ربما للتعبير عن مشاعره. في كافة الحالات، ليس فقدان الامتيازات عقابًا، وليس هدفه أن يعاني الولد، بل أن يفهم أنّ هذا السلوك غير مرغوب فيه.

أمثلة على امتيازات إضافية

الحقوق الإضافية التي يمكن حرمان أولادكم منها هي مثلًا:

  •  لعبة أو دمية يحبّهما
  •  الوقت المخصّص للتلفاز، الألعاب الإلكترونية، واستخدام الحاسوب لأيّ هدف غير الفروض المنزلية.
  •  زيارة صديق أو الذهاب إلى حفلة
  •  استخدام الهاتف الخلوي
  •  نشاطات ما بعد المدرسة
  •  الذهاب إلى نشاط اجتماعي.

نصائح لاستخدام فقدان الامتيازات الإضافية

إذا اخترتم استخدام فقدان الامتيازات الإضافية كنتيجة لسُلوك في عائلتكم، إليكم بعض النصائح المُساعدة:

  •  اختاروا أفضل إمكانية بالنسبة لكم ولعائلتكم. هناك والدون يستخدمون النتائج لكي يوجّهوا سُلوك أولادهم، ووالدون لا يفعلون ذلك.
  •  تأكّدوا من أنّ الامتياز الإضافي الذي تحرمونه منه هو منطقي وأنّ بإمكانكم فرضه. مثلا: “يُمنَع استخدام الدراجة لمدّة شهر” هو عقوبة شديدة جدًّا وقد يكون صعبًا الالتزام بها.
  •  استخدموا فقدان الامتيازات الإضافية بشكل محدود ولفترة محدودة فقط. لدى الأطفال الصغار، يكفي الحرمان من اللعبة التي يحبونها لمدّة ساعة أو بضع ساعات فقط. أما الأولاد الأكبر سنًّا، فإلى نهاية اليوم. كما في النتائج، لا معنى لفقدان الامتيازات الإضافية بعد فترة ما، لأنّ ابنكم لن يربط بين فقدان الامتيازات الإضافية وبين السُّلوك غير المرغوب فيه، حين يكونان بعيدَين واحدهما عن الآخَر.
  •  تكلّموا مع ابنكم عن القواعد الأُسريّة وعواقب انتهاكها. ضعوا على الثلاجة قائمة بالقواعد الأُسريّة وعواقب انتهاكها (بما في ذلك فقدان الامتيازات الإضافية) كتذكير منظور.
  •  كونوا ثابتين واستخدموا هذه الوسيلة كما خطّطتم. هكذا يتعلّم ابنكم أنّ سُلوكه هو الذي يؤدي إلى عواقب إيجابية أو سلبية.

إذا نجح الحرمان من الامتيازات الإضافية، يتوقف السلوك المُستفزّ أو تقلّ وتيرته. مع ذلك، يُحتمَل أن يستغرق حدوث التغيير في السلوك أسبوعًا أو أسبوعَين.

هل يمكن التنازل وإعادة الامتياز الإضافي؟

من المُغري جدًّا الاستسلام وإعادة الامتياز الإضافي الذي حرمتم ابنكم منه، خصوصًا إذا انزعج كثيرًا لفقدان امتياز استخدام الحاسوب مثلًا. يتنازل معظم الوالدين أحيانًا، ولا بأس في ذلك. مع ذلك، لمساعدة ابنكم على تغيير سُلوكه، يُفضَّل أن تكونوا ثابتين وواضحين وأن تلتزموا بقراركم أن تحرموه من الامتياز الإضافي. لذلك، احرصوا على استخدام النتائج وفقدان الامتيازات الإضافية بطريقة يمكنكم فيها فرضها دون التنازُل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network