قد تؤدي المشاعر التي يمر بها الشبّان بعد انفصال الوالدين أو طلاقهم إلى جعل حالتهم المزاجية معقدة أكثر. إذا ابتعدتم عن شريك حياتكم، حافظوا على انفتاح وصراحة مع ابنكم، وبيّنوا له أنكم ما زلتم تحبونه بغض النظر عمّا يحدث.
الفراق والطلاق: كيف يشعر ابنكم
قد يشعر ابنكم بمشاعر مختلفة عندما تفارقون شريك حياتكم – مثلكم تماما. ومن الطبيعي أن يشعر بمشاعر مختلطة. فقد يشعر بارتباك أو يُفاجَأ لأنه لم يتوقع هذا الأمر. وقد يكون حزينا وقلقا لأنه لا يعرف ما الذي ينتظره. وربّما يشعر بارتياح، لا سيما بعد فترة مليئة بالنزاعات، وربما العنف في العائلة. يكون بعض الشبّان هادئين، فرحين، ومرتاحين أكثر بعد الانفصال. في نهاية المطاف، هذه بداية جديدة للجميع.
قد يكون كثير من الشبّان قلقين ويشعرون بالذنب إذا كانوا يعتقدون أنهم ساهموا في المشكلة بين الوالدين. وقد يكون ابنكم قلقا من إمكانية انقطاع علاقته مع أحد والديه، حتى إذا لم يقُل ذلك صراحة. في حالات أخرى، قد لا يرغب في التواصل مع أحدكما، لأنه قد يغضب ويتهمكم بالانفصال. وقد يفكر أن عليه أن يدعم أحد والديه أو كلَيهما، لذا قد يشعر بالحقد أو التوتر بسبب المسؤولية الكبيرة التي عليه تحمّلها.
من ناحية عملية، من المتوقع أن تكون لديه مخاوف فيما يتعلق بسكنه. مثلا، قد يكون قلقا من بيع البيت الذي يسكن فيه ومن اضطراره إلى مغادرة المدرسة والابتعاد عن أصدقائه. وقد يشعر بقلق لأنه قد يتنقل بين منزلين. يحتاج كل الأولاد إلى وقت حتى يعتادوا.
مساعدة ابنكم على تجاوز آثار الانفصال والطلاق
اشرحوا الوضع
يتعين على ابنكم أن يفهم لماذا انفصلتم. أجروا محادثة عائلية مع أولادكم عن الانفصال. وأوضحوا لهم لماذا حدث الانفصال دون أن تعرضوا أحد الوالدين كـ “شخص جيد” أو “شخص سيء”، لكي لا يشعروا أن عليهم الاختيار بين والدَيهم.
على أولادكم أن يعرفوا أنهم ليسوا مذنبين – فهذا قرار البالغين ويتعلق بالعلاقة بين رفيقَي الزواج. وحتى إذا طرأ تغيير، يحق لأولادكم أن يظلوا على تواصل مع كلا الوالدين، يحبوهما، وينالوا محبتهما. ربما لا يعتبر أولادكم أنفسهم أولادا بعد، لكنهم ما زالوا يحتاجون إلى مكان آمن.
أصغوا واسمحوا لابنكم بالتحدث
عندما تنهون أقوالكم، اسمحوا لابنكم أن يعبّر عن أفكاره، خلال اللقاء العائلي أو في وقت لاحق، بعد أن يكون لديه وقت كافٍ للتفكير. تساعده المحادثة على مواجهة مشاعره الصعبة ومخاوفه. عندما يكون مستعدا للتحدث، فإن الإصغاء الفعّال من جهتكم يتيح لكم أن تفهموا كيف تعزّونه.
إذا كان يصعب على ابنكم أن يتحدث عن الانفصال، ربّما من الأفضل التحدث مع بالغ موثوق به آخر – الأعوام أو الأخوال، صديق العائلة، المعلم، أو المستشار.
هدِّئوا ابنكم
يخشى بعض الشبّان من أن يكون عليهم أن يراقبوا والديهم أو إخوتهم وأخواتهم. أكدوا لابنكم أنه ليس ملزما بمراقبة أحد. وأوضحوا له أنه إذا احتاج أحد أفراد العائلة إلى مساعدة، فسوف يحصل عليها.
لا يتعين على ابنكم أن يشارك في أي أمور تتعلق بوالديه. أخبروه بوضوح أنه لا يتعين عليه أن يكون مرسالا، ولا أن يجيب عن أسئلة تتعلق بأفعال الوالد الآخر. أكدوا له أنكم، أنتم الوالدين، ستبذلون جهدكم لكي لا يتدخل ابنكم في النزاع بينكم. وأنه إذا حدث عنف داخل العائلة، فلن يتضرر.
الالتزام بالروتين اليومي
بهدف التخفيف من التغييرات التي تمر بها العائلة، يوصى بأن يلتصق ابنكم قدر المستطاع بروتينه اليومي، وأن يظل في المنزل والحي ذاتهما، يذهب إلى المدرسة ذاتها، ويتابع نشاطاته العادية.
حتى إذا كنتم ستعيشون في منزل غير الذي سيعيش فيه ابنكم، ما زال يمكنكم الحفاظ على التواصل. واصلوا الاهتمام بحياته والقيام بأمور خاصة كنتم تقومون بها معه دائما – مثل التنزه في المتنزه واللعب بالطابة، الطبخ معا، مشاهدته وهو يشارك في دورة رياضة، الذهاب إلى السينما، أو القيام بالمشتريات.
علامات تشير إلى أن ابنكم يصعب عليه مواجهة الفراق أو الطلاق
في سن المراهقة، يمر ابنكم بتغييرات اجتماعية وعاطفية، وكذلك بتغييرات جسمانية. بعد الفراق أو الطلاق، تتداخل تقلّبات سن المراهقة بطريقة شعور ابنكم تجاه الفراق. فقد لا ينتبه إلى أنه تصعب عليه المواجهة، ولكن قد تظهر علامات مثلا:
- تغييرات سلوكية، مزاجية، أو شخصية – غضب، قلق، أو نوبات بكاء أكثر من المعتاد
- عدم الرغبة في قضاء الوقت مع العائلة، وعدم المشاركة في الروتين اليومي العائلي – قد يظل ابنكم في غرفته طوال الوقت أو يقضي وقتا أطول في تصفح الإنترنت أو ألعاب الحاسوب
- مشاكل في المدرسة أو في تحضير الفروض البيتية
- مشاكل في النوم أو اضطرابات في الأكل، مثل تناول كميات كبيرة من الأكل أو نقص الشهية
- فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كان يتمتع بها ابنكم في الماضي، أو تعرضه لمشاكل مع أصدقائه أو المجموعات التي يشارك فيها
- المخاطرة – انتهاك قوانين المدرسة، عدم إبلاغكم أين يتواجد، حتى السرقة من الدكاكين، رسم رسمات جرافيتي، وتعاطي المخدرات أو الكحول.
من الصعب معرفة إذا كان سلوكه الاستفزازي ناتجا فقط عن كونه مراهقا، أو أنه يشكل علامة على أنه تصعب عليه مواجهة الانفصال. وقد يكون ثمة دمج بين الأمرين. حاولوا ألا تتوصلوا إلى نتائج وتقرروا فورا أسباب هذه السلوكيات، بل أصغوا إلى ابنكم وحاولوا مساعدته.
يُستحسن أن تبلغوا طاقم المدرسة أنه طرأت تغييرات في العائلة. فيمكن أن يبحث المعلمون عن تغييرات في سلوكيات ابنكم ويساعدوه بطرق مختلفة.
أين يمكن الحصول على مساعدة إضافية
يحتاج الشبّان أحيانا إلى مساعدة إضافية لمواجهة انفصال الوالدين. إذا كان الخلاف بين الوالدين كثيفا، أو ما زال مستمرا، أو إذا كان يعاني أحد الوالدين من اكتئاب أو اضطراب نفسي، يوصى بأن يتوجه ابنكم لتلقي استشارة.
يمكن التوجه إلى . يمكن أن يوجهكم طبيب العائلة إلى اختصاصي نفسي أو مُعَالِج عائلي، ويجدر بكم أن تعرفوا أن صناديق المرضى تمول العلاج النفسي بشكل جزئي. في موقع جمعية رعاية العائلة والزواج، يمكن العثور على قائمة بأسماء المُعَالِجين.
إذا كنتم تحتاجون أنتم أو ابنكم للتحدث بشكل طارئ مع أحد الاختصاصيين، توجهوا إلى مركز المساعدة النفسية “عيران” على هاتف 1201.
انتبهوا: قد يؤثر العنف داخل العائلة في ابنكم حتى بعد انتهاء علاقة الزواج. كما أن العنف داخل العائلة قد يبدأ أو يتفاقم بشكلٍ ملحوظ بعد انفصال الوالدين. لا يجوز أن يتعرض أحد للعنف داخل العائلة أبدا. إذا تعرضتم أنتم أو شخص تعرفونه للعنف داخل العائلة، توجهوا لتلقي المساعدة من اختصاصي مثل طبيب العائلة أو مستشارة، أو توجهوا إلى الشرطة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.