يساعد الانضباط الأولاد أن يتعلّموا كيف يتصرفون كما يجب. يمكنكم استخدام طُرق انضباط عديدة لتعليم ابنكم أساس السلوك السليم. تتعلّق الطرق التي تختارونها بسنّ ابنكم.
ما هو الانضباط
يساعد الانضباط الأولاد أن يتعلّموا كيف يجب أن يتصرفوا وكيف لا يجب أن يتصرفوا. ينجح الانضباط بأفضل شكل حين تتمتعون أنتم وابنكم بعلاقة دافئة ومُحبّة.
ليس الانضباط ووضع الحدود مرتبطَين دائمًا بالعِقاب، بل ليسا كذلك في الكثير من الأحيان. في الواقع، الانضباط وطرُق الانضباط هي أمور إيجابية، مبنيّة على أساس الحديث والإصغاء، وهي تساعد الأولاد على تعلُّم:
- معرفة السلوك الملائِم، سواء كانوا في البيت، لدى صديق، في الروضة، أو في المدرسة
- السيطرة على سُلوكهم وتنمية مهارات هامّة مثل القدرة على تدبّر أمرهم مع الآخَرين، الآن وحين يكبرون على السواء
- فِهم مشاعرهم، السيطرة عليها وقت الحاجة، ومعرفة كيفية التعبير عنها.
اختيار التوجُّه الصائب
يعني اختيار توجّه الانضباط الصحيح إيجاد التوازن الصحيح. فالانضباط الضعيف جدًّا يمكن أن يترك لدى ابنكم شعورًا بعدم الأمن، فيما يمكن أن تشعروا أنتم بأنكم تفقدون السيطرة. أمّا الانضباط الشديد والسلبي جدًّا، وقلّة استخدام المديح والمكافآت، قيمكن أن يؤديا به إلى “التصرّف بشكل جيّد”، ولكن بدافع الخوف – ما يمكن أن يتسبب بمشاكل في احترامه لذاته وبخوف في مراحل لاحقة من حياته.
طريقة الانضباط الأفضل هي التصميم ولكن الاعتدال. أي وضع حُدود وتحديد عواقب لسُلوك ابنكم، وفي الوقت نفسه تشجيع السلوك الإيجابي عبر المدح، المكافآت، وطرق أخرى. توجّهكم المتعلّق بالانضباط متعلّق أيضًا بأمور مثل أسلوب أبوّتكم، مرحلة نموّ ابنكم، ومزاجه.
لا يعلّم العِقاب الجسدي مثل الضرب أو “الصفعات الخفيفة” الأولاد كيف عليهم التصرُّف، بل بالعكس: يعلّم استخدام العُقوبات الولد أنّ استخدام القوّة شرعي، بل يمكن أن يؤدي إلى تبنّي سُلوك استفزازي، حتى إلى الخوف أو الكآبة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤذي الضرب ابنكم.
الانضباط في أعمار مختلفة
تتغيّر طرُق الانضباط التي تستخدمونها كلّما كبر ابنكم ونما.
الرُّضَّع
الرُّضَّع الذين دون السنة من عُمرهم لا يعرفون التمييز بين الصواب والخطأ، ولا يفعلون أمورًا ليكونوا “مُشاكسين”. يتمّ قسم كبير من سُلوك الرضيع بهدف فحص ما يمكنه فِعله وما يحدث حين يفعل أمورًا مختلفة. لهذا السبب، حين يشدّ ابنكم شعرَكم، يمكنكم أن تقولوا “لا” وتبيّنوا له كيف يلمس شعركم برقّة. احرصوا على قول الـ “لا” بتناسُق مع تعابير وجه وإيماءات جسَد تُظهر عدم الرضى. إذا ضحكتم نتيجة سُلوك غير مرغوب فيه، أو ابتسمتم إثر مشاكسته، فقد يفهم خطأً أنّ هذا سُلوك جيّد، لأنه يُضحِككم. يُرجَّح أن تُضطرّوا إلى قول “لا” مرارًا وتكرارًا، لأنّ الرضيع لن يتذكّر ذلك حتى المرة التالية.
المعاقبة أو استخدام العواقب السلبية ليسا ناجعَين بالنسبة للرُّضَّع، لأنهم لا يُدركون ما يفعلون. فهم يحتاجون إلى اهتمام حبيّ ودافئ ليشعروا بالحماية والأمان.
الأطفال
من عُمر سنة تقريبًا، يبدأ الأطفال بفهم السبب والنتيجة أكثر قليلًا. فقد يفعل طفلكم شيئًا حتى يحصل ردّ فعل – مثلًا: يرمي طعامًا على الأرض أو يبدأ نوبة غضب.
الأولاد في سنّ الروضة
من سنّ الثالثة، يفهم معظم الأولاد في الروضة بشكل لا بأس به ما هو السلوك المقبول وما هو غير المقبول. وفي كثيرِ من الأحيان، يبدأ الأولاد في الروضة بقضاء وقت أطول خارج البيت (في الروضة، لدى الأصدقاء، أو في إطار تربوي آخر)، لذلك تكون لديهم فُرَص أكثر لفحص السلوك الاجتماعي المقبول.
الأولاد في سنّ المدرسة
يعرف الأولاد في سنّ المدرسة بشكلٍ عامّ كيفية التصرُّف في أماكن مختلفة – في المدرسة، البيت، أو المكتبة، على سبيل المثال. لكنهم لا يزالون بحاجة إلى تذكيرات حول قيودهم، ومكافأة على السلوك الحسن.
يحاول معظم المعلّمين انتهاج وسائل إيجابية لمعالجة السلوكيات الاستفزازية في الصف. إذا كنتم قلقين من سُلوك ابنكم، يجدر بكم التحدّث إلى المعلّم/ة أو المستشار/ة في المدرسة. في حالات أكثر تعقيدًا، يمكنكم الاستعانة بالاختصاصي النفسي في الروضة أو المدرسة.في
المقالات التالية تجدون طُرُقًا لمنح الانضباط لابنكم:
- كيف يمكن مساعدة الأولاد على الانتقال بين النشاطات
- تعلّم مهارات جديدة كطريقة لعلاج السلوكيات
- استخدام الروتين للتحكُّم في السلوك
- استخدام الانتباه لتحسين السلوكيّات
- الإطراء، التعزيز، والمكافآت
- التخطيط المُسبَق: أداة لإدارة السلوك
- الطلبات والتعليمات: كيف يُمكن مساعدة الأطفال على القيام بما يُطلب منهم؟
- تغيير بيئة ابنكم
- الإلهاء
- التجاهل المنهجي
- استخدام “الوقت المستقطَع” للتأديب
- جدول السلوك: دليل للاستخدام الصحيح
- فقدان الامتيازات الإضافية: وسيلة مُساعِدة لإدارة السلوك
وضع حُدود
وضع حُدود لسُلوك ابنكم هو الأساس لتوجّه الانضباط الخاصّ بكم. هذه هي البداية.
1. ضعوا قوانين أُسريّة
من العمليّ الابتداء بأربعة أو خمسة قواعد عائلية. على سبيل المثال، يمكن أن تكون قوانين الأسرة
- نتكلّم بشكل جميل واحدنا مع الآخر.
- نهتمّ بالأشخاص الآخَرين.
- جميعنا نساعد في البيت.
- نهتمّ بأغراضنا.
حين يصل الأولاد إلى سنّ المدرسة، يمكنهم أن يُساعِدوكم على أن تقرّروا أية قوانين تشملون.
2. علّموا ابنكم أيّ سُلوك تتوقّعونه منه
يتعلّم الأولاد من النظر إليكم. حين تُرون ابنكم أيّ سُلوك تفضّلون، وترسمون له مثالًا، سيتعلّم بسُهولة أكثر. مثلًا، إذا أردتم أن يجلس ابنكم أثناء تناول الطعام، اجلسوا معه لتناوُل وجبات عائلية، وهكذا تساعدونه على تعلُّم السلوك المرغوب فيه.
3. امدحوا ابنكم على السلوك الحسَن
حين تمدحون ابنكم، تقولون له ما تحبّون به وبسُلوكه. وحين يُمدَح ابنكم على السلوك الحسَن، يُرجَّح أن يرغب في متابعة التصرّف بطريقة حسنة. امدحوه بشكل مُفصَّل لتُخبروه بالضبط ما أحببتم، ولتشجّعوا على السلوك الحسَن. قولوا، على سبيل المثال: “راوي، أحببتُ كثيرًا استخدامك لعبارتَي (من فضلك) و (شُكرًا). كل الاحترام!”
4. ضعوا حدودًا وعواقب واضحة
قرّروا مُسبقًا العواقب لمَن لا يلتزم بأحد القوانين العائلية. مثلا، يمكنكم حرمان طفلة في الثامنة من المصروف إذا لم تُنجز الفروض المنزلية. أمّا إذا ضربت أختها، فيُفضَّل استخدام الوقت المُستقطَع. وحين تستخدمون العواقب بالطريقة نفسها لنوع السلوك نفسه كلّ مرة، يتعلّم ابنكم ما يجب أن يتوقّعه.
إذا كان لدى ابنكم سُلوك استفزازيّ وتوحُّد أو إعاقة ما، يجدُر بكم التكلُّم مع المختصّين الذين يعملون معه. فبإمكانهم أن يقترحوا عليكم طُرُقًا للتحكُّم في سُلوكه، وربما تبني بضع طرائق ملائمة لحاجاته.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network