اضطراب التحدي المُعَارِض لدى الأولاد بين الخامسة والثامنة من عُمرهم

‏اضطراب التحدي المُعَارِض (‏ODD‏) هو أكثر من مُجرد سلوك سيء. لا تكون أفكار، مشاعر، وسلوك الولد مُتّزنة، ولا يستطيع المشاركة. يحتاج الولد الذي يعاني من اضطراب التحدي المُعَارِض إلى تشخيص مهنيّ وبرنامج مواجهة.

ما هو اضطراب التحدي المُعَارِض  (‏ODD‏)؟

هذا الاضطراب (‏ODD‏) هو مشكلة سلوكية أثناء مرحلة الطفولة. لا يُلبي الولد الذي يعاني منه المهام التي تُطلب منه، يعتقد أن ما يُطلب منه ليس منطقيًّا، ويغضب ويتصرف بهجومية عندما يُطلب منه تنفيذ مهام.

أحيانا لا يعمل كل الأولاد بموجب التعليمات وقد يكونون عصبيين، ولا سيّما إذا كانوا متعبين، يعانون من مزاج سيء، أو محبطين. رغم ذلك، فإن الولد الذي يعاني من اضطراب التحدي المُعَارِض يتصرف على هذا النحو في معظم الأحيان، ويكون تصرفه خطيرا جدا إلى درجة يصعب عليه القيام بمهام بسيطة ويومية.

تشخيص اضطراب التحدي المُعَارِض 

يُجري خبير، مثل طبيب نفسي أو أخصائي نفسيّ، تشخيصا لهذا الاضطراب. بهدف تشخيص هذا الاضطراب هناك حاجة إلى أن تظهر لدى الولد حالات مزاجية من الغضب أو العصبية مع سلوك سلبيّ ومستفزّ يثير قلقا لدى الأشخاص الآخرين. كذلك من المهم أن تظهر لدى الولد أربعة أعراض على الأقل من الأعراض التي تظهر في القائمة التالية.

ابنكم:

  •  يغضب بسرعة.
  •  يتجادل مع البالغين.
  •  يُعارض مُعارضة شديدة أو يرفض العمل بموجب التعليمات أو طلبات البالغين.
  •  في كثيرِ من الأحيان ينجح في إثارة غضب الآخرين عمدا.
  •  يتهم أحيانا الآخرين بارتكاب الأخطاء أو السلوك المستفزّ.
  •  ينزعج بسهولة من الآخرين.
  •  يتصرف أحيانا بوقاحة أو بشكل غير لائق.

تظهر لدى الولد الذي يعاني من اضطراب التحدي المُعَارِض هذه الأعراض على فترات متقاربة، إذ تُشكّل ازعاجا في ممارسة النشاطات اليومية العادية، وتستمر ستة أشهر على الأقل. إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يعاني من هذا الاضطراب، يُستحسن أن تتحدّثوا مع طبيب الأطفال أو مستشارة المدرسة، وأن تحصلوا على إحالة طبية للتوجه إلى اختصاصي ملائم.

أسباب اضطراب التحدي المُعَارِض 

من الصعب معرفة لماذا يُنمي الأولاد هذا الاضطراب، ومن المُرجح أن الحديث لا يدور عن سبب واحد. رغم ذلك، وُجدَت عدة عوامل خطر قد تكون ذات صلة باضطراب التحدي المُعَارِض:

  •  المزاج – مثلا، إذا كان الولد لا يُعبّر عن مرونة، يُصبح محبطا بسهولة، ويصعب عليه التحكم بغرائزه.
  •  التواصل – مثلا، إذا لم ينجح الوالدان والابن في التواصل معا أو تبادل المحبة بشكل متالي.
  •  تحصيلات علمية منخفضة – مثلا، يعاني الولد من عُسر تعلّميّ.
  •  صعوبات في التكلم واللغة في الحياة اليومية.
  •  يعاني من مهارات اجتماعية سيئة، قدرته على حل المشاكل منخفضة، ويعاني من مشاكل في الذاكرة.
  •  العوامل ذات الصلة بالعائلة والوالدين – مثلا، انضباط غير ثابت وصعب جدا، أو ضغط عائلي كبير.
  •  عوامل ذات صلة بالبيئة والمدرسة – مثلا، يستخدم الكادر التعليمي عقوبات صارمة أو يُحدد قوانين، توقعات، ونتائج ليست واضحة.
  •  عوامل جماهيرية – مثلا، ممارسة الأولاد في الصف أو الحي تأثيرا سلبيًّا، ممارسة العنف في الحي، ونقص نشاطات إيجابية لقضاء الوقت.

يُواجه الأولاد الذين يعانون من اضطراب التحدي المُعَارِض، غالبا، صعوبات أخرى، مثلا:  صعوبات تعليمية، اضطراب نقص الانتباه والتركيز، وفرط الحركة، اضطراب القلق، اضطراب الحالة المزاجية، أو التأخر اللغوي. بما أن الكثير من العوامل قد يلعب دورا في تطوّر اضطراب التحدي المُعَارِض، يجب أن يُجري مهنيّ تشخيصا كاملا. يتيح التشخيص التعرّف على مشاكل أخرى يواجهها الولد، ويساعده على تحديد أهداف العلاج.

من الطبيعي أن تتأملوا أن يزول اضطراب التحدي المُعَارِض تلقائيا، ولكن ذلك لا يتحقق. يحتاج ابنكم إلى علاج مهنيّ منذ المرحلة المُبكّرة. يساعده العلاج على تنمية مهارات ضرورية للتعرّف على أصدقاء والحفاظ على العلاقات التي يُنشئُها، الحصول على عمل، وبناء شبكة دعم لاحقا.

مواجهة اضطراب التحدي المُعَارِض  

تبدأ ‏مواجهة هذا الاضطراب لدى الأولاد مع قبول الحقيقة أن ابنكم يتصرف الآن وكذلك في المستقبل بطرق مثيرة للتحدي. في المرحلة القادمة يبني معكم مهنيّ برنامج إدارة السلوك  حيث يساعد على المواجهة. يُساعد البرنامج الجيد ابنكم على:

  •  اعلّم كيف يمكنه تحسين سلوكه وفهم كيف يؤثر في الآخرين.
  •  مواجهة مشاعر قوية مثل الغضب والقلق.
  •  تحسين مهارات حل المشاكل، مهارات التواصل، والمهارات الاجتماعية.

تساعد هذه الأمور ابنكم أن يتعرّف إلى أصدقاء جُدد وأن يحافظ على علاقته بهم، أن يكون جازما من دون غضب، أن ينجح في قبول الإجابة “لا”، ويتعاون أثناء اللعب. كما يساعدكم البرنامج الجيد لإدارة السلوك على مواجهة سلوك ابنكم المثير للتحدي، وكذلك:

  •  فهم الأسباب التي تؤدي إلى سلوكه الاستفزازي.
  •  العمل على تحسين السلوك الإيجابي لدى ابنكم ومواجهة السلوك الاستفزازي.
  •  مساعدة ابنكم على مواجهة مشاعره القوية وتحسين مهاراته الاجتماعية.
  •  العمل على تعزيز العلاقات العائلية.

كيف يمكن أن تساعدوا ابنكم الذي يعاني من اضطراب التحدي المُعَارِض  

اهتموا بالعلاقات بينكم وبين ابنكم

يحتاج ابنكم لمعرفة أنه عزيز عليكم. إحدى أفضل الطرق للقيام بذلك هي قضاء الوقت معا وممارسة نشاطات يُحبّها. هكذا يمكن أن تعززوا العلاقات بينكم وبين ابنكم.

غيّروا سلوك ابنكم

إليكم بعض الطرق التي تساعدكم على تغيير سُلوك ابنكم:

  •  استخدموا الإطراء  بهدف تعزيز نشاط إيجابي، وحاولوا تجنّب النتائج والتأثيرات السلبية. حاوِلوا أن تُعطوا ابنكم ستّ ملاحظات إيجابية مقابل كلّ ملاحظة أو نتيجة سلبية.
  •  اقرأوا عن طُرق المكافئات المبنية، مثل جدول السلوك. تعمل جداول السلوك جيّدًا لدى الأولاد بين الثالثة والثامنة من عُمرهم.
  •  أعطوا ابنكم تعليمات قصيرة، مُختصرة ومُباشرة، أخبروه تماما ما الذي تريدونه منه، واقترحوا عليه بعض الإمكانيات الخاصة للاختيار – مثلا: “هل تريد أن تُحضّر واجباتك المنزلية الآن، أو بعد أن ينتهي البرنامج التلفزيوني القادم؟”
  •  عالجوا فورا السلوك غير المبني على التعاون. مثلا، أعطوا أمرا. إذا لم يقُم ابنكم بما طلبتُموه منه، فاطلبوا ثانية، مرة واحدة إضافية فقط. وإذا لم يُشارك رغم ذلك، فأعدّوا خطوة مسبقا يمكن أن تتخذوها، مثلا، فقدان امتياز إضافي.
  •  حاولوا أن تبقوا هادئين وموضوعيين عندما لا يتعاون ابنكم أيضا.

تعاونوا مع الكادر التعليمي

يمكن العمل مع طاقم العاملين في المدرسة لتحسين سلوك ابنكم في الصف أو الساحة. مثلا، تحدّثوا مع الطاقم حول:

  •  برامج إدارة السلوك في الصف – مثلا، إجلاس ابنكم في الجزء الأمامي في الصف، بعيدا عن الأمور التي تصرف انتباهه.
  •  النشاطات المبنية في الصف – مثلا، تعليق جدول يومي على الحائط في مكان بارز، وإخبار الأولاد حول النشاطات التي قد تتغيّر.
  •  تشجيع طُرق تفكير بديلة – مثلا، أن يقترح الأولاد أفكارهم لحل المشاكل.
  •  برامج لبناء الصمود النفسي، برامج رفاه، وبرامج علاج في حال حدوث الاستقواء.
  •  منح جوائز مقابل تصرف جيد، لكي لا يشعر ابنكم أنه يُعاقب بسبب تصرُّف غير لائق.

الاهتمام بأنفسكم

من الصعب أن تُحافظوا على توازن عندما تعتنون بولد يعاني من اضطراب التحدي المُعَارِض، تعتنون بأولاد آخرين، وتحاولون الحفاظ على أنفسكم. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على الاهتمام بأنفسكم:

  •  جدوا بعض اللحظات لأنفسكم يوميا: اقرأوا كتابا، شاهدوا تلفازا، أو تنزهوا. إذا لم يكن لديكم وقت كافٍ، فإن خمس دقائق في نهاية اليوم قد تساعد.
  •  اطلبوا من أفراد العائلة، الأصدقاء، أو الأشخاص الآخرين الداعمين لكم أن يعتنوا بابنكم لوقت معين، لتتمكنوا من التنزه والتخفيف عن أنفسكم قليلا.
  •  كرسوا وقتا كافيا لممارسة النشاطات الجسمانية – مثلا، المشي، اليوجا أو السباحة. تساعد ممارسة الرياضة على جمع الطاقة استعدادا للمواجهة مع ابنكم.

إن الحصول على دعم، نصيحة، ومشاركة الوالدين الآخرين بتجربتهم قد يُساعدكم جدا.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising