يتعين على الشبّان الذين لديهم علاقات رومنطيقية، حميمة، وجنسية أن يدركوا ما هي العلاقات المبنية على الاحترام. كوالدين وقدوة شخصية، لديكم دور هام: عليكم أن توضحوا لابنكم ما هو الاحترام، وتشجعوه على أن يحترم الآخرين في علاقاته معهم.
كيف تبدو العلاقات المبنية على الاحترام بين الشبّان؟
الاحترام هو معاملة أنفسنا والآخرين باستقامة ومراعاة. هذا جزء هام من العلاقات الرومانسية، الحميمة، والجنسية بين الشبّان. المراهقون في العلاقات المبنية على الاحترام:
- يعرفون كيف يتخذون قراراتهم الخاصة – مثلا، يختارون أية نشاطات يشاركون فيها، حتى إذا قاموا بها وحدهم أو مع أشخاص ليسوا شركاءهم
- يتعاملون واحدهم مع الآخر بمساواة وأمانة – مثلا، إذا كانوا ينتمون إلى طوائف دينية مختلفة، يمكن أن يفعل كل منهم وفق معتقداته
- يتعاملون مع الأخطاء كأمر سليم وعادي – مثلا، إذا نسوا أن يتصلوا ببعضهم، يقولون: “لا بأس أنك نسيت، أنا معرض للنسيان في المرة القادمة أيضا”
- لا يلمسون واحدهم الآخر إلا بموافقة الاثنَين – مثلا، يتوافق الجانبان على إقامة علاقات جنسية فقط حين يكونان كلاهما مستعدَّين
- يعرفون أنه يجوز لهم أن يقولوا “لا” – يمكن أن يقولوا مثلا: “لا، لا أريد أن ترسل صورتي إلى كل أصدقائك”
- يتواصلون بانفتاح ويحلون النزاعات بشكل عادل – مثلا، إذا كانوا لا يتوافقون على مقدار الوقت الذي يقضونه معا، يمكن أن يفحصوا التزاماتهم ويتوصلوا إلى حل ملائم لكلا الجانبين.
تسمح العلاقات المبنية على الاحترام للشبّان بأن يشعروا باحترام الآخرين ومحبتهم بسبب ما هم عليه. هذه خطوة حيوية في النموّ الاجتماعيّ، الجنسي، والعاطفي السليم لدى الشبّان.
التحدث عن العلاقات المبنية على الاحترام
ساعدوا ابنكم على اختيار وإقامة علاقات مبنية على الاحترام: تحدثوا معه وساعدوه على أن يفهم كيف يتصرف الأشخاص ضمن العلاقات الرومنطيقية والحميمة المبنية على الاحترام. للبدء بمحادثة، اسألوا أسئلة مفتوحة، مثل:
- ما المهم، وفق رأيك، في العلاقات؟
- كيف ترغب في أن يتعاملوا معك؟
- أي سلوك يظهر أن شخصا ما يحبك ويهتم بك حقا؟
أجيبوا عن أسئلة ابنكم بانفتاح وبصراحة. تشجع إقامة محادثات كهذه مع ابنكم التواصل الواضح، المفتوح، والصريح، وتسهّل عليه أن يقترب منكم في المستقبل إذا احتاج إلى مساعدة في العلاقات.
أفكار أخرى لتشجيع العلاقات المبنية على الاحترام
إليكم طرقا أخرى لتشجيع العلاقات المبنية على المحبة والاحترام:
- كونوا مثالا شخصيّا لابنكم، وتصرفوا باحترام ومحبة ضمن علاقاتكم. إذا تعرضتم لعلاقات ليست مبنية على الاحترام، دعوا ابنكم يعرف كيف يجد طرقا إيجابية لمواجهتها – مثلا، كونوا حازمين، تحدثوا مع الشخص المعنيّ، أو اطلبوا مساعدة مهنية.
- استخدموا الإصغاء الفعّال لمعرفة وجهة نظر ابنكم والآخرين.
- امدحوا ابنكم وعبّروا عن تقديركم عندما يتصرف باحترام – مثلا: “أنا فخورة بك لأنك كنت هادئا وابتعدت عندما شعرت بأنك غاضب. لقد تحملت المسؤولية وعبّرت عن غضبك بشكل محترم. كل الاحترام!”
- تغلبوا على غضبكم وعلِّموا ابنكم كيف يواجه غضبه – مثلا، إذا كان عليكم أن تهدأوا حين تكونون غاضبين، توقفوا للحظة، تنفسوا بعمق، واهدأوا.
- دعوا ابنكم يعرف كيف يستخدم طرقا إدارة النزاعات. مثلا، يمكنكم أن تقولوا: “أقلق كثيرا عندما تتجاهل طلبي بأن ترمي القمامة. هل يمكن أن نتحدث عن الموضوع؟” هكذا يعرف ابنكم كيف تستخدمون جملًا تبدأ بـ “أنا” وتكون محدّدة.
- دافِعوا عن أنفسكم وعن احتياجاتكم بشكل محترم، وعلموا ابنكم كيف يفعل ذلك. يمكن أن تعلموا ابنكم أن يقول “لا” للآخرين – مثلا: “تسرني مساعدتك غدا، ولكن اليوم عليّ أن أنهي كتابة التقرير”.
ما هي العلاقات غير المبنية على الاحترام؟
العلاقات غير المبنية على الاحترام هي العلاقات التي يشعر فيها الناس بأنهم لا يحظون بالتقدير. قد تتميز هذه العلاقات بأن أحد الأطراف لا يحصل على معاملة عادلة أو حتى أنه يتعرض للضرر. قد لا يفهم ابنكم في البداية أن العلاقة ليست مبنية على الاحترام، أو قد لا يفسّر المؤشِّرات بشكل صحيح. مثلا، قد يفكر أن تلقي رسائل نصية دون توقف هو علامة على المحبة، وليست علامة تحذيرية لعلاقات قد تسبب الإزعاج وتقيّد الحرية.
قد يبدأ السلوك غير المبني على الاحترام بوتيرة قليلة ولكنه يزداد مع مرور الوقت، ويصبح مضايَقة، مثل الغيرة الهامشية بخصوص قضاء الوقت مع الآخرين التي تكبر وتكبر. قد يفكر الشبّان أيضا أن هذه الغيرة هي رومانسية، لكنها قد تسبب لهم العزلة والابتعاد عن أصدقائهم وعائلتهم كلما تقدمت هذه العلاقات.
ضمن العلاقات غير المبنية على الاحترام، ربما يقوم أحد الطرفَين:
- بمحاولة السيطرة على الآخر – مثل منعه من أن يرى عائلته وأصدقائه، أو أن يقرر إلى أين سيذهب ومع من يلتقي
- باتهام الآخر وإهانته – مثلا أن يقول: “لم أكن لأغضب لو لم تقولي ذلك” أو “أنت المذنب. لا أصدق أن عليّ أن أتحملك!”
- باستخدام الابتزاز العاطفي – أن يذكر أقوالا مثل: “إذا لم تزرني بعد المدرسة فورا، سوف أقول للجميع كم أنت تافه”، أو “إذا ابتعدت عني، سوف أنتحر”
- بممارسة العنف الكلامي تجاه الآخر – الصراخ عليه أو إهانته بعبارات مثل: “لن يحبك أحد أبدا”، أو “أنت حقير”
- بممارسة العنف الجسدي تجاه الآخر – مثلا، الاستهزاء منه خلال خلاف، أو الإمساك بيده بشدة لمنعه من المغادرة
- بالإضرار جنسيا بالشخص الآخر – بما في ذلك أية ملامَسة جنسية غير مرغوب فيها وقسرية، بما فيها القبلات، اللمس، والعلاقات الجنسية عبر المهبل، الفم، أو الشرج
- بمتابعة أو مطاردة الشخص الآخر بشكل مباشر أو عبر الوسائل التكنولوجية – مثلا، إرسال رسائل نصية قصيرة بشكل دائم لمعرفة أين يقضي أوقاته، أو التجسّس عليه عندما يخرج مع أصدقائه.
إذا كان ابنكم يعاني من المضايقات، فأنتم لستم السبب. إذا كانت لدى ابنكم علاقة ليست مبنية على الاحترام، ليس ذلك ذنبكم كوالدين. لا تحدث هذه الحالة لأنكم بسبب طريقة تربيتكم لابنكم. الأهم أن تتذكروا أنكم كوالدين يمكن أن تساعدوا ابنكم على التخلص من هذه العلاقة، وأن تساعدوه على معرفة كيف سيشعر أفضل في علاقته القادمة.
تأثير العلاقات غير المبنية على الاحترام
قد تؤثر العلاقات غير المبنية على الاحترام في صحة ابنكم وسعادته: تتضمن التأثيرات الشائعة:
- تغييرات في عادات النوم والأكل – مثلا، قد يعاني ابنكم من الكوابيس، يصعب عليه النوم، أو يفقد شهيته فجأة
- الشعور بالاكتئاب أو القلق
- الثقة المنخفضة بالذات أو الشعور بتقدير ذاتي منخفض – مثلا، قد يقول ابنكم: “لا معنى لحياتي”، أو قد يرضخ لما يريده رفيق زواجه لمنع النزاع
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء – مثلا، يرفض ابنكم الانضمام إلى النشاطات الاجتماعية
- مشاكل استهلاك الكحول أو المخدرات الأخرى.
ماذا يمكن أن تفعلوا إذا كانت لدى ابنكم علاقة غير مبنية على الاحترام
إذا كنتم تعرفون أن لدى ابنكم علاقة غير مبنية على الاحترام أو إذا كنتم تشكّون بذلك، فهو بحاجة إلى دعمكم. تحدثوا مع ابنكم، ولكن تذكروا أن هذه المحادثة قد تكون صعبة.
شَجِّعوا ابنكم على أن يعبّر عن مشاعره فيما يتعلق بعلاقاته، واسألوه أسئلة مثل:
- كيف تشعر حيال نفسك عندما تكون مع صديقتك؟
- كيف تشعر فيما يتعلق بهذا السلوك؟
- ماذا يقول أصدقاؤك عن صديقتك وعن تعاملها معك؟
- هل هناك شيء في علاقتك يجعلك تشعر بعدم ارتياح؟
تحدثوا مع ابنكم عن إمكانياته وعما قد يحدث. مثلا:
- ما هي حسنات هذه العلاقة وسيّئاتها؟
- ماذا سيحدث إذا حافظتما على العلاقة بينكما؟
- ماذا سيحدث إذا ابتعدت عن صديقتك؟
اقرأوا المقال حلّ المشاكل لكي تجدوا بعض الطرق لمواجهة هذه الحالات. قد لا يرغب ابنكم في التحدث معكم عن علاقاته. في مثل هذه الحال، يستحسن أن تطلبوا من بالغ آخر تعتمدون عليه أن يتحدث مع ابنكم – ربما أحد الأعمام أو الأخوال، الأجداد، أو الأصدقاء.
تلقي المُساعَدة
يمكن التوجه لتلقي مساعدة مهنية من اختصاصي نفسي، طبيب نفسي، مستشار، أو طبيب. يمكن أن يتحدث ابنكم مع مستشار المدرسة أيضًا. يساعدكم هؤلاء الاختصاصيون على العثور على خدمات إضافية ذات صلة عند الحاجة:
- “عيران” – خط استشارة للشبّان يعمل على مدار الساعة، عبر هاتف رقم 1201.
- خط مساعدة لضحايا الاعتداء الجنسيّ عبر هاتف 1202 (للنساء) أو 1203 (للرجال).
إذا اقتضت الحاجة، يُستحسَن أن تفكروا في التوجه إلى الشرطة وتقدموا شكوى.
ليس الحصول على مساعدة متأخرا في أية حالة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.