نموّ الأطفال في سن 5 حتى 6 سنوات‏

يكون الأطفال في جيل المدرسة بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن 5 حتى 6 سنوات. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف ينمو الأولاد في جيل خمس حتى ست سنوات

اللعب والتعلّم

اللعب مهم أيضا للأولاد الكبار، الذين يذهبون إلى المدرسة. هذه هي أيضا الطريقة التي يتعلم ابنكم فيها ويطوّر مهاراته الاجتماعية والشعورية، وكذلك مهاراته التفكيرية. لعبه أكثر تعقيدا الآن ومليء بالخيال والإبداع. عندما يمثّل، يلعب وفق جنسه – مثلا، تلعب البنات ألعاب يؤدين فيها دور الأمهات ويؤدي الأولاد دور الآباء.

يُصبح ابنكم اجتماعيا أكثر ويُفضّل أن يلعب مع الأصدقاء وليس وحده. ربما لا يزال يستصعب مشاركة ألعابه المميزة ولكنه يعرف المشاركة – معظم الوقت على الأقل!. الألعاب ذات القوانين تحفزه أحيانا، وإذا لم ينجح فقد يدعي أن الآخرين يغشون.

الأحاسيس

ينجح ابنكم في التعبير عن أحاسيسه، رغم أنه ما زال يحتاج أحيانا إلى المساعدة وإلى الوقت للتعرّف على الأحاسيس المعقّدة مثل الإحباط أو الغيرة والتحدث عنها. يتحكم بشكل أفضل في مشاعره، ويُصاب أقل بنوبات غضب أو حزن غير متوقعة. يُبدي صبرا أكثر، ويصبح منفتحا أكثر لتلقي الشروحات والتعليلات في المستقبل، وما يقلّل من إساءات الفهم المتوقعة.

رغم أن ابنكم في عمر ست سنوات يحب أن يكون مستقلا، فإنه ما زال يحتاج إلى محبتكم واهتمامكم. أهم ما يسعى إليه الآن هو  إقامة علاقات معكم ومع أفراد العائلة. يريد الحصول على رضاكم ويفخر بإنجازاته – ومن المرجح أنه لا يتقبل الانتقاد أو الانضباط جيدا. يفهم العالم من حوله بشكل أفضل، ما قد يؤدي إلى مخاوف مختلفة – مثلا، يخاف بعض الأولاد من ظواهر فوق طبيعية (مثل الأشباح)، الانتقاد أو الاختبارات، الفشل، وكذلك من الضرر أو التهديد الجسماني.

التفكير

أصبحت قدرة ابنكم على التركيز أكبر ويستطيع الآن التركيز لفترات أطول. يفهم مصطلحات بسيطة مثل الوقت (اليوم، غدا، أمس)، يعرف فصول السنة، ويتعرّف على بعض الكلمات المكتوبة ويحاول تهجئتها. ربّما ينجح أيضا في القراءة وحده. ‏يتحسن في رؤية وجهات نظر الآخرين، ويساعده ذلك على التعرّف إلى أصدقاء والالتقاء بأشخاص جدد. وإذا كان يبدو أحيانا أنه “يعرف كل شيء”، فهو ليس الوحيد!

التكلّم والتواصل

يتكلم ابنكم كثيرا، حتى إن كان وحده في الغرفة. يتفوه بجمل كاملة ومعقّدة ويدير محادثة مثل الكبار، حتى إن كان لا يزال يستصعب وصف الأفكار والأحداث المعقّدة. يفهم النكات والأحجيات، ويتمتع كثيرًا بالفكاهة. يتمتع أيضا بفرصة تقديم عرض في المدرسة.

‏يفهم كلمات أكثر ممّا يستطيع أن يستخدم، ويتعلم خمس حتى عشر كلمات جديدة يوميا! تزداد ثروته اللغوية بسرعة كبيرة، إلى درجة أن دماغه يفكر أحيانا أسرع مما يمكن أن يتحدث به.

الحركة

تصبح حركات ابنكم أكثر تناسقا ويحب أن يُظهر لكم قدراته الجسمانية الجديدة – تسمعونه أحيانا يناديكم قائلا “انظروا إليّ!”. يستطيع ركوب دراجة هوائية، قفز الحبل، الوقوف على قدم واحدة لوقت قصير، نزول الدرج دون تلقي المساعدة، القفز، والإمساك بطابة كبيرة. يهتم الأولاد كثيرا في عمر ست سنوات بألعاب الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، وينجحون في اللعب بها.

يبدو أحيانا أن ابنكم في عمر ست سنوات لا يستطيع البقاء هادئا. ‏التحركات والتنقلات أمام التلفزيون، إلى جانب طاولة الطعام، وحتى عندما يكون نائما – كل هذه التصرفات هي جزء طبيعي جدا من النمو. تتحسن المهارات الحركية الدقيقة لديه، ويصبح أكثر استقلالية في بعض الأمور مثل ربط رباطات الحذاء، استخدام الجرارات والأزرار، وتمشيط الشعر. ما زال يستصعب قطع الطعام بالسكين، ولكنه يحب التدرّب.

الحياة اليومية والسلوكيات

أصبح ابنكم في عمر خمس سنوات أكثر استقلالية ويحب اتخاذ القرارات الصغيرة، مثل ما هي الملابس التي يرتديها وما هو الطعام الذي يتناوله أثناء وجبة الغداء.‏يفتح أمامه الدخول إلى الصف الأول عالما اجتماعيا جديدا – ومنظومة قوانين شاملة وجديدة تماما، قد تكون متطلبة ومثيرة للتحدي بالنسبة له. يشعر بالتعب الشديد في المدرسة، ولذلك لا تتفاجأوا إذا لاحظتم تغيّرًا في مزاجه أو أنه يحزن بسرعة، ولا سيّما بعد يوم دراسي طويل. يُستحسن في مثل هذه الأيام أن تحافظوا على الهدوء في المنزل بعد يوم دراسي، وأن تهتموا بأن ينام ابنكم باكرا. إذا كان ابنكم قلقا من دخول الصف الأول أو “مفعما” بالأحاسيس، يُستحسن الاستعداد مسبقا لتسهيل المرحلة الانتقالية.

كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:

  •  نسخ أشكال بسيطة بقلم رصاص
  •  كتابة اسمه
  •  نسخ أحرف وحتى كتابة بعض الأحرف من ذاكرته
  •  قول اسمه الكامل، عنوانه، عمره، وتاريخ ميلاده
  •  رسم صور أكثر واقعية – مثلا، رسم شخص ذي عينين ورأس، فم وأنف، وجسم يتضمن يدَين ورِجلَين
  •  قراءة كتب أولاد بسيطة
  •  فهم أهمية القوانين وأسبابها البسيطة
  •  التعبير عن فهم واضح للسلوكيات الجندرية المقبولة
  •  الانخراط في لعبة اجتماعية أكثر تعقيدا

كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ

إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في نموّ طفلكم:

  •  شجعوه على التحرك: العبوا بألعاب الرياضة المختلفة واقضوا أوقات الفراغ معا أو مع الآخرين. تعلم هذه النشاطات ابنكم المهارات الاجتماعية مثل اللعب وفق الدور، المشاركة، المفاوضات، اللعب العادل وكيف يكون لاعبا جيدا وعادلا.
  •  شاركوا ابنكم بالمهام البسيطة في شؤون المنزل: فبإمكانه المساعدة في تحضير الطاولة أو المساعدة في وضع الملابس النظيفة في الخزانة، وهكذا يُنمي مهارات الحركة والتفكير ويتعلم المشاركة والمسؤولية. هذه المهارات مهمة في المدرسة.
  •  العبوا مع ابنكم يوميًّا، حتى إن كان لديكم عشر دقائق فقط. يتيح لكم اللعب دخول عالمه واكتشاف ما يُفكر فيه وكيف يشعر. كذلك، تظهرون له أنكم تهتمون به وتريدون قضاء الوقت معه.
  •  تدرّبوا على التصرف في الصف: مثلا يمكن أن تطلبوا منه القيام بمهام صغيرة تتطلب منه التركيز واتباع التعليمات البسيطة. من أجل أن يكون مستعدا للمدرسة، تحدثوا عن الحيوانات أو عن ألعاب الرياضة التي يحبها وشجعوه على الإصغاء والإجابة عن الأسئلة.
  •  حددوا لقاءات لعب: يساعد قضاء الوقت مع أولاد آخرين، وخصوصا إذا كانوا يذهبون إلى المدرسة، ابنكم على تطوير مهاراته الاجتماعية وعلى البقاء بعيدا عنكم.
  •  تحدثوا عن مشاعره: يمكن أن تساعدوه على فهم سبب شعوره وأن يعبّر عنه بالكلمات. هكذا يمكن أن تساعدوه على إقامة علاقات وإبداء التعاطف.

أن نكون والدين

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. كلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور بشكل أفضل إذا اهتممتم بنفسكم.

قد تشعرون أحيانا بالإحباط أو العجز. إذا شعرتم أنكم متوترون، فاطلبوا من شخص آخر أن يهتم بابنكم، أو ضعوه لدى صديقة أو جارة وخذوا استراحة من أجل الهدوء. حاولوا الانتقال إلى غرفة أخرى للاسترخاء، أو الاتصال بقريب أو صديق ليساعدكم على أن تهدأوا.

لا تهزوا أو تضربوا ابنكم أبدا.فأنتم تعرّضون ابنكم للخطر، حتى إن لم تقصدوا حدوث ذلك. قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ .

يُسمح لكم بطلب المساعدة. توجهوا إلى طبيب العائلة، أخصائي نفسي، قريب من العائلة، أو صديق جيد، وشاركوهم بأحاسيسكم.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع  طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر خمس حتى ست سنوات لديه حالة واحدة أو أكثر من الحالات التالية.

التواصل والفهم

ابنكم:

  •  لا يتحدث بوضوح أو لا يستخدم جملا كاملة.
  •  يصعب عليه اتباع التعليمات البسيطة مثل “بعد أن ترتدي ملابسك، ضع من فضلك ملابس النوم على السرير”.

السلوك واللعب

ابنكم:

  •  يلعب أحيانا بشكل مثير للتحدي أو غير ملائم – مثلا، يُصاب بنوبة غضب عندما لا يحصل على ما يرغب به
  •  لا يهتم بالأحرف أو لا يحاول كتابة اسمه
  •  يجلس بعيدا ويبدو قلقا، منزعجا، أو مكتئبا جدا عندما يبتعد عنكم
  •  لا يتواصل جيدا مع الآخرين – مثلا، يبدي عدوانية أو لا يهتم بالتواصل مع الأولاد الآخرين أو البالغين.

المهارات اليومية

ابنكم:

  •  ما زال يتبوّل أو يلطخ ملابسه الداخلية خلال النهار (يستمر التبول في الليل إلى سنّ 6 إلى 7 سنوات غالبا، ولا سيما لدى البنين)
  •  يصعب عليه ينام أو أن يبقى نائما.

عليكم التوجه إلى طبيب الأطفال في كل جيل، إذا فقد ابنكم مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.

ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network