قد تكون بداية سن المراهقة مرحلة مثيرة للتحدي لكم كوالدين ولابنكم على حد سواء. يمكن أن تقوموا ببعض الخطوات لتجعلوا تخطي هذه الفترة أسهل عليكم وعلى ابنكم، وخصوصًا للحفاظ على أمان ابنكم وخيره.
هل تعلمون؟
- هل تعلمون أنه في سن المراهقة المبكّرة وفي المراهقة عمومًا، يكون التأثير الاجتماعي قويًّا جدًّا.
- يميل الشبان إلى التأثر بالضغط الاجتماعي أكثر من الفتيات.
- ذروة القيام بمغامرات هي في سنّ 15 حتى 16 عاما، لتتقلص في بداية البلوغ.
يفحص معظم الأولاد الحدود في سني المراهقة المبكرة. في الواقع، هذه مرحلة هامّة في طريقهم نحو الاستقلالية. تستند إدارة السلوك الإيجابي لدى المراهقين تحديدا إلى القواعد الواضحة، العلاقات المتسمة بالدفء، وفهم الدافع وراء سلوكياتهم.
سلوك المراهقين الشبّان: ما الذي يمكن توقعه
تطوير الاستقلالية والشعور بالمسؤولية هو من أهمّ ما يحدث في سن المراهقة. لتحقيقهم ذلك، على ابنكم أن يفحص أفكارا وطرق سلوك مستقلة. يعارض ابنكم أقوالكم أحيانا، يتصرف خلافا لرأيكم “عمدا”، يمتحن الحدود والقيود التي تضعونها له، ويريد أن يكون مثل أصدقائه، حتى أن يُخاطر. رغم أن هذه الفترة مثيرة للضغط بالنسبة لكم، تذكروا أن ما تمرون به هو جزء طبيعي من سن المراهقة لدى ابنكم، وأنّ هذه المرحلة سوف تمضي.
يعود جزء من التغييرات في السلوكيات لدى الشبان إلى الطريقة التي يتطور فيها دماغهم. لا تتطور الأجزاء في الدماغ المسؤولة عن السيطرة على الدوافع لدى المراهقين بشكل تامّ قبل سن 25 عاما. تُسبّب التغييرات في الدماغ تغييرات متكررة – الشبان مُفعَمون بالخيال والشوق، حساسون، مُندفِعون، ولكنهم في الوقت ذاته قد يتصرفون بشكل كئيب وغير متوقع.
قد يتجنب المراهقون ذوو الثقة بالذات الأشخاص أو الحالات التي لا تناسبهم، وقد ينجحون في العثور على أشخاص وحالات أفضل. ساعدوا ابنكم على بناء ثقته بالذات بممارسة النشاطات العملية والإيجابية ذات احتمالات النجاح المرتفعة، وامدحوه على الجهود التي يبذلها.
إدارة السلوك لدى المراهقين
تساعد القواعد والحدود ابنكم على أن يصبح مستقلا، يواجه ويتحمل مسؤولية سلوكه، ويحل المشاكل. يحتاج ابنكم إلى هذه المهارات كي يصبح بالغا ذا معايير سلوكية ملائمة خاصة به، وكي يحترم الآخرين.
بهدف تشجيع السلوكيات الجيدة لدى المراهقين، من المهم استخدام الانضباط بشكل ناجع. يركز الانضباط لدى المراهقين على تحديد الحدود المتفق عليها، ويساعد الأولاد على العمل ضمنها. يكون الانضباط لدى الشبان ناجعا أكثر إذا اهتممتم بإقامة تواصل منفتح مع ابنكم، كنتم ثابتين، وحافظتم على بيئة عائلية داعمة ومُحبّة.
قد يشكل الإطراء والتشجيع حافزا قويا جدا. رغم أنه يبدو أن الأطفال هذا العمر مستقلون، ولكنهم ما زالوا يحتاجون إلى تأكيد منكم. عندما تمدحون ابنكم على سلوكه الإيجابي، تشجعونه على متابعة التصرف هكذا.
كيف يمكن التغلّب على التصرفات الوقحة
التصرفات الوقحة أو قليلة التهذيب شائعة كثيرا لدى الأولاد في سن المراهقة المبكّرة، رغم أنه ليس الجميع يتصرفون هكذا. إذا لم يتصرف ابنكم باحترام، يُستحسن أن تحددوا قواعد واضحة لكي يعرف ما تتوقعونه. مثلا، يمكن أن تقولوا: “عائلتنا تتحدث بشكل محترم. نحن لا ندعو أحدا باسمه”.
اطلبوا من ابنكم أن يشارك في هذه المحادثات، وهكذا يمكن أن تذكّروه بأنه ساهم في تحديد القواعد ووافق على العمل بموجبها. كونوا قدوة شخصية: تصرفوا أنتم أيضا وفق القواعد، وأظهروا لابنكم أنكم تخططون لما تقولونه.
إذا كنتم بحاجة إلى التحدث مع ابنكم حول سلوك وقح، ظلوا هادئين، واختاروا بحذر وقتا ملائما للمحادثة لكي تُجروها بسلاسة. يوصى بالتركيز على سلوكيات ابنكم، وليس عليه هو. بدلا من أن تقولوا: “أنت وقح”، قولوا مثلا: “التحدث بهذه الطريقة مزعج ومهين”.
مشاكل شائعة
النزاعات بين الإخوة
قد تؤدي النزاعات بين الإخوة في سنّ المراهقة إلى الضغط، ولكنها جزء طبيعي وتساعد الأولاد على تعلم مهارات الحياة الهامة – كيف يمكن حل المشاكل، مواجهة آراء تختلف عن آرائهم، والتعامل مع الآخرين باحترام.
ساعدوا أولادكم على أن يطوروا مهارات لحل المشاكل، لكي يواجهوا النزاعات والخلافات وحدهم. يمكن أن تشجعوهم على حل النزاعات وحدهم. مثلا، إذا تشاجروا بسبب الحاسوب، امنعوهم عن استخدامه حتى يتوصلوا إلى حل معا.
الضغط الاجتماعي
الضغط الاجتماعيّ هو ما يحدث عندما يرغب الأطفال في أن يشعروا بأنهم مقبولون ويحظون باحترام، لذا يقومون بخطوات لم يكونوا ليقوموا بها وحدهم. ليس من الضروري أن يؤدي التأثير الاجتماعي إلى أن يتصرف الأولاد خلافا لرغبتهم، حتى إنه قد يكون إيجابيا. يرغب الأولاد الأكبر والشبّان أحيانا في أن يكونوا جزءًا من الاحتفالات، الموضات، والصرعات المختلفة لكي يشعروا أنهم جزء من مجموعة اجتماعية. إذا كان ابنكم واثقا بنفسه ويعرف جيدا مَن هو وما هي مبادئه، يُرجَّح أن يعرف كيف يضع الحدود عند الحاجة.
الاستقواء عبر الإنترنت
الاستقواء عبر الإنترنت هو حالة يستخدم فيها شخص ما التكنولوجيا ووسائل الاتصال المعاصرة لمضايقة شخص آخر، إهانته، توبيخه، ممارسة العنف ضده، تهديده، إزعاجه، أو إخافته مرّة بعد أخرى. يصعب اكتشاف هذه الظاهرة أحيانا، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقوموا بها أنتم وابنكم لتجنب الاستقواء عبر الإنترنت وإيقافه. ادخلوا إلى الرابط للحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع. من المهم أن تنتبهوا إلى وجود سلوكيات اجتماعية ضارة تحدث خارج الإنترنت، في التفاعلات اليومية بين ابنكم وأصدقائه المقربين.
المُخاطَرة
المخاطرة هي إحدى الطرق الهامة التي يتعرف عبرها الأولاد الأكبر سنا والشبان إلى أنفسهم ويجربون أمورا جديدة. قد يجرب الأولاد حركات جديدة عند استخدام السكيت بورد، يبقون حتى وقت متأخر في الحفلات، يتغيبون عن المدرسة، ولكن يمكن أيضا أن يدخنوا السجائر، يتعاطوا المخدرات، يشربوا الكحول، ويمارسوا نشاطات جنسية غير آمنة في سن صغيرة، حتى أنهم قد يقامرون. انتَبِهوا إلى تطور عادات الأكل غير الصحية وغير السليمة.
ساعِدوا ابنكم على تعلم كيفية تحديد المخاطر التي يخوضها. تحدثوا معه عن القيم العائلية، وحافظوا على تواصل منفتح داخل العائلة. يمكن أن تحاولوا استبدال المخاطرة بنشاطات خارج المنهاج الدراسي أو بنشاطات جماهيرية مثل دورات الرياضة، الموسيقى، أو المسرح.
قد يُحدِث هذا السلوك خطرًا أكثر إذا كان لدى ابنكم إخوة أكبر. تحدثوا عن الموضوع بشكل منفتح مع ابنكم المراهق ومع إخوته. ضعوا حدودا واضحة، وقرروا معا ما الذي يمكن أن يجربه ابنكم ضمن إطار رغبته في تطوير استقلاليّته.
كونوا قدوة شخصية لابنكم. عندما تقومون بخطوات مثل التدخين أو الشرب المبالغ به، يفهم ابنكم أنّ بإمكانه أن يجرب هذه السلوكيات أيضا.
ما عليكم أن تفعلوه إذا كان سلوك ابنكم يقلقكم
يكون جزء كبير من سلوكيات المراهقين الشبان والأكبر سنا مرحلة عادية في تطورهم. رغم ذلك، قد تصبحون قلقين من تغييرات في نظرة ابنكم أو تصرفاته، إضافة إلى تغييرات أخرى، مثل مزاجه، سلوكياته الاستثنائية، ابتعاده عن العائلة والأصدقاء والنشاطات الأخرى، أو قلة حضوره إلى المدرسة.
إذا كنتم قلقين من سلوك ابنكم، يمكن أن:
- تتحدثوا عن الموضوع كعائلة وتحاولوا أن تعرفوا كيف تدعمون بعضكم بعضا
- تتحدّثوا مع والدين آخرين وتعرفوا ماذا يفعلون
- تفكروا في التوجه للحصول على علاج مهني – يوصى بالاقتراب من مستشار/ة المدرسة، المعلمين، وطبيب العائلة.
تتيح لكم المحادثة مع والدين آخرين أن تنظروا بطريقة مختلفة إلى سلوك ابنكم، وفي وسع هؤلاء الوالدين أن يدعموكم عندما تحتاجون.
انتَبِهوا إلى أنّ عليكم الحفاظ على خصوصية ابنكم، حتى عندما تستشيرون الآخرين. لذا، فكروا في ما يجدر بكم أن تشاركوه.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.