ابنكم يتعلم في المدرسة الابتدائية. يدخل الأولاد إلى المدرسة فيندمج جزء منهم مثلما يندمج السمك في البحر، فيما هناك أولاد أقل تحمسا لترك العش المنزلي الدافئ والدخول إلى المدرسة.
ما الذي يمكن توقعه
السنوات الأولى في المدرسة مثيرة للتحدي لكم ولابنكم معا. يجب التدرب على روتين الصباح وجرس الساعة الذي يرن دون توقف. ربما تحاولون التوصل إلى وتيرة تساعدكم على الخروج من المنزل في الوقت المناسب، لا سيما إذا كان يتعين عليكم الاستعداد للعمل. الطريقة الأفضل للتغلب على هذا الروتين المثير للتوتر هو تحضير برنامج والالتزام به.
في هذا العمر، لا يزال الأولاد يحاولون تعلم أمور يومية نعتبرها عادية تماما، مثل كيفية التحدث مع الآخرين. ربما تعتقدون أن ابنكم لا يصغي إليكم، ولكنه ربما يحاول أن يفهم ما الذي قاله شخص آخر قبل خمس دقائق.
يحاول الأولاد في سن المدرسة فهم العالم الذي يعيشون فيه، لذلك تتوجب مسامحتهم عندما لا ينتبهون قليلا. عندما تقومون بعمل معين مع ابنكم في سن المدرسة، يستحسن أن تتذكروا شيئا هاما: اهتموا بأن يكون لديكم 30 دقيقة من الوقت الإضافي لاستغلاله عند الحاجة.
نصائح لسلوك الأولاد في سنّ المدرسة
إليكم بعض الأمور الإضافية التي يُستحسن أن تتذكروها فيما يتعلق بسلوك ابنكم:
- اسمحوا لابنكم أن يجرب. يستطيع ابنكم أن يواجه مشاعره بشكل مستقل إلى حد ما. إذا كان قلقا أو حزينا، يستطيع الذهاب إلى غرفته ليهدأ، أو محاولة إجراء مفاوضات بهدف حل المشكلة. حاولوا ألا تتدخلوا فورا لحل المشكلة – امنحوه فرصة ليتدرب على حل المشاكل بنفسه.
- حلوا المشاكل معا. أصبح ابنكم في عمر تستطيعون فيه محاولة حل المشاكل معا. لذلك بدلا من أن تقولوا فورا “اذهب إلى غرفتك!”، يمكن أن تتحدثوا عن التصرف المرغوب فيه. يمكن أن تفكروا معا بحل ناجع لكلا الطرفين، ومن المرجح أن يتصرف ابنكم وفق الحل الذي توصلتم إليه لأنه ساهم في التفكير للتوصل إليه. مثلا، يمكن القول “عندما نتناول وجبة العشاء، أطلب منكَ أن تبقى إلى جانب المائدة لمدة ربع ساعة لنتحدث. ما الذي تريد القيام به؟” ربما يرغب في أن يبتعد عن الطاولة ويذهب للعب. يمكن أن تقرروا معا أن يبقى إلى جانب المائدة لمدة ربع ساعة، ثم أن يذهب للعب. عندما توافقون على رأي معين فالتزموا به.
- بيّنوا لابنكم كيف تشعرون. إذا قلتم له بصراحة كيف يؤثّر سلوكه فيكم، فسيشعر أن مشاعره تنعكس من خلال مشاعركم مثل المرآة، ويمكن أن يتعاطف معكم. مثلا، يمكن أن تقولوا: “يزعجني الضجيج كثيرا عندما أتحدث عبر الهاتف”. عندما تستهلّون الجملة بكلمة “أنا”، يمكن أن يرى ابنكم الأمور من وجهة نظركم وأن يغير السلوكيات من أجل مصلحتكم.
- ساعدوا ابنكم على تطوير مهارات الإصغاء. عندما تقولون شيئا هاما جدا، يُفضل التحدث بينما تكون عيونكم على مستوى عيني ابنكم. اطلبوا منه أن يكّرر ما قُلتم للتأكد من أنه قد أصغى.
- اتفقوا على العواقب مُسبقًا. يستطيع ابنكم أن يحدد النتائج والعواقب لتصرفات غير مرغوب فيها، أو على الأقل أن يوافق على العواقب التي ستحددونها. إنه رائع جدا عندما يعرف الأولاد ما الذي يتوقعونه، لأنهم قد وافقوا على ذلك. أحيانا ليست هناك حاجة إلى تحديد العواقب أبدا. دعوا ابنكم يجرب التأثيرات الطبيعية لسلوكه – مثلا، أن يشعر ببرد إذا رفض أن يرتدي معطفا. هكذا تساعدونه على بدء تنمية المسؤولية.
- قد يجرب الأولاد في سنّ المدرسة سلوكا غير ملائم مثل الشتائم. تحدثوا مع ابنكم عن اختيار كلماته، بدلا من تجاهل سلوكه. فربما لا يعرف تماما ما هو معنى الشتيمة التي قالها. رغم ذلك، يفهم الأولاد في سن المدرسة غالبا أن الكلمات قد تلحق ضررا بالآخرين أو تمس بهم.
- يتعلم الأولاد في هذا العمر الكذب كجزء من تطورهم – ولكن يتعلمون قول الحقيقة أيضا. استخدموا توجها إيجابيا وشددوا على أهمية الصراحة في العائلة.
- عندما يكثر ابنكم من الإلحاح، قد يثير جنونكم. لذلك يُستحسن أن تحضروا برنامجا مُسبقًا في مثل هذه الحالات. في البداية، وضحوا لابنكم أنكم لن تفكروا في طلبه إلا إذا تصرف بتهذيب.
لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال 15 نصيحة لتعزيز السلوك الحسن. يمكن تعلم المزيد حول تعزيز السلوك الجيد وتجنب السلوك غير المقبول عبر إدارة تصرفات الأولاد.
ساعات الصباح خلال الأسبوع
تؤثر الأحداث خلال ساعات الصباح في مجريات الأحداث خلال النهار. يستطيع الأولاد الذين يصلون إلى المدرسة هادئين، شبعانين، ومستعدين الاستفادة بشكل أفضل من الساعات الأولى من النهار – وهذا هو الوقت الذي يتعلم فيه الأولاد بشكل أفضل.
- حاولوا الاستيقاظ أبكر بـ 15 حتى 30 دقيقة في الصباح، لتكونوا قادرين على الاستعداد بشكل جيد ودون توتر.
- ستكون ساعات الصباح أسهل إذا قام ابنكم ببعض الأمور بنفسه. حضروا قائمة مهام يمكن أن يقوم بها ابنكم – إذا لم يكن قادرا على القراءة بعد، يمكن تحضير رسمة تتضمن رسومات للمهام. ففي البداية، قد يخطئ وينجز المهام ببطء، ولكن إذا كان لديه وقت كاف للتدرب، فسيتعلم سريعا.
- قد يصرف التلفزيون انتباهه عن الأمور التي يتعين عليه القيام بها عندما يستعد في الصباح، ويصعّب عليه الإصغاء إليكم. يستحسن ألا تُشغلوا التلفزيون في الصباح.
لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال الروتين الصباحي استعدادا للمدرسة.
حل المشاكل ذات الصلة بالمدرسة
تحدثوا مع المعلم إذا كنتم ترغبون في معرفة ما هو برنامج ابنكم في المدرسة. تحدثوا مع المعلم في نهاية اليوم الدراسي أو نسقوا معه موعدا لإجراء مكالمة هاتفية والتحدث عن قلقكم، أو حددوا لقاء للتحدث عن مواضيع مختلفة بالتفصيل.
يغشّ الأولاد في سنّ المدرسة أو يكذبون أثناء المدرسة أو النشاطات الرياضية. غالبا، الغش الذي يحدث بشكل عابر لا يشكل ضررا، وليس هناك سبب للقلق إذا حدث في سنوات الطفولة المبكرة. رغم ذلك، يُستحسن التدخل إذا كان الأولاد يغشّون لأنهم يشعرون بتوتر من أجل الفوز أو النجاح، أو إذا أصبح الخداع نمط تصرف فيما يكبرون. تكلّموا مع ابنكم عن القواعد الأُسريّة وعواقب انتهاكها.
الاستقواء
الرسالة الهامة التي عليكم نقلها إلى ابنكم فيما يتعلق بالاستقواء هي أنه “لا يتعين عليه أن يواجه الاستقواء وحده”. فمن المهم أن يعرف ابنكم أنه عندما يتحدث عن الاستقواء فهو لا يشي بالآخرين – بل يقوم بذلك لأنه شجاع جدا.
بهدف مساعدة ابنكم على مواجهة الاستقواء، تحدثوا مع طاقم العاملين في المدرسة واطلبوا منهم حل المشكلة بأسرع وقت ممكن. يستحسن البدء مع معلم ابنكم. في البيت، من المهم منح ابنكم الكثير من المحبة والدعم.
النزاعات بين الإخوة
تحدث النزاعات بين الإخوة بشكل طبيعي في الكثير من العائلات. الأخبار السارة هي أن النزاعات ستقل كلما كبُر أولادكم وطوروا مهارات اجتماعية أفضل. بهدف تعلم كيف يمكن حل المشاكل، على أولادكم أن يتعلموا كيف يديرون جدلا منطقيا دون أن يلحقوا ضررا ببعضهم. ربما تحتاجون إلى التدخل عندما تتعقد الأمور، إذا لاحظتم أن أولادكم لا يتمالكون أنفسهم وقد يلحقون ضررا ببعضهم.
الانضباط
تعني كلمة الانضباط “التعلم” – وليس “العقاب” تحديدا. إن الهدف الرئيسي من الانضباط هو أن يتعلم الأولاد قواعد التصرف الملائم ليستخدموها. يتعلم الأولاد الانضباط عندما يترعرعون في عائلة تمنح المحبة، والقواعد والتوقعات فيها منطقية ومتوقعة. قد تؤثر العقوبات في تطور الانضباط الذاتي.
للحصول على نصائح إضافية حول توجيه سلوك ابنكم، اقرأوا المقال إدارة تصرفات الأولاد: القواعد الأساسية. إذا كنتم قلقين حيال سلوك ابنكم، فتوجهوا للحصول على مساعدة مهنية.
يضرب جزء من الوالدين أولادهم لأنهم يحاولون التخلص من الضغط أو التوتر اللذين يشعران بهما. لا تضربوا أولادكم أبدا! إذا كنتم تحتاجون إلى مساعدة للتغلب على التوتر والغضب، فاقرأوا المقالَين: الشعور بتوتر وعندما تخافون من إلحاق الضرر بابنكم.
مخاوف أخرى
هناك عادات مختلفة لدى الكثير من الأولاد. يختفي معظم العادات عشوائيا. إذا كانت العادة التي يُمارسها ابنكم تُزعجه أثناء ممارسة نشاطاته اليومية، تجعله مرتبكا، أو تُحدثُ ضررا، يُستحسن العمل على ذلك. يُشكّل القلق جزءا طبيعيا من تطوّر الأولاد. إذا أبدى ابنكم علامات القلق، يمكن أن تساعدوه بعدة طرق:
- اعترفوا بحقيقة خوف ابنكم – لا تقلّلوا من شأنه كأنه شيء عادي أو تتجاهلوه.
- شجعوا ابنكم بشكل عام أن يقوم بالأشياء التي يخاف منها، ولكن لا تحفزوه على القيام بأمور لا يرغب بها.
- امدحوا ابنكم عندما يقوم بشيء ما يخاف منه، بدلا من انتقاده لأنه يخاف.
- لا تعرّفوا ابنكم كـ “خجول” أو “خائف”.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network